نحتاج عشرات الأفلام لإصلاح الخطاب الديني
عمرو سعد: "مولانا" حقق حلم طفولتي
وفي حواره مع 24 يتحدث سعد عن فيلمه الجديد، وكيفية تحضيره لتجسيد شخصيته بالفيلم، ويكشف الكثير من التفاصيل خلال السطور المقبلة.
ما أسباب موافقتك علي بطولة فيلم "مولانا" الذي من المتوقع أن يثير جدلاً؟
سبق وأن اعتذرت عن الفيلم عندما تلقيت عرضاً بشأنه، لأني لمست فيه مسؤولية كبيرة، وبسببها مررت بحالة من الجدل الداخلي، انتهي بموافقتي على القيام بدور البطولة فيه، وأرى أننا كصناع للفيلم قدمناه بضمير خالص تجاه مصر والدين.
اعتذارك عن الفيلم جاء لشعورك بالمسؤولية مثلما أشرت، أم خوفا من ردود الفعل حياله؟
لا أفكر من هذا المنطلق، لأني قدمت أفلاماً لم يقدمها أحد في ذلك الحين، ولكني شعرت بالمسؤولية حياله مثلما أشرت، بحكم أن الفيلم يتحدث عن الدين، ذلك الموضوع المهم والخطير والمؤثر في مجتمعاتنا، ولذلك أرى أن مصر إذا نجحت في إحياء الخطاب الديني الجيد والوسطي، بما يترتب عليه من تعلم الناس لتعاليم الدين الصحيح، فربما تتغير أمور كثيرة داخل المجتمع المصري.
هل تحمل شخصية الشيخ حاتم الشناوي إسقاطاً على شخص بعينه؟
-إطلاقاً، ولكن الفيلم يشتبك مع الخطاب الديني والتراثي وكل القضايا المسكوت عنها، التي ربما لا يتكلم أحد بشأنها في العلن.
كيف تحضرت لدورك؟ وهل استعنت بدعاة لمعرفة تفاصيل تخص الشخصية؟
نعم، استعنت بشيوخ وجلست معهم، ولكني "اشتغلت" على نفسي من قبلها بأربعة أشهر، وقرأت كتباً كثيرة في السيرة النبوية، واكتشفت أنها ليست صعبة القراءة على أي شخص، ولكنها بحاجة إلى بذل مجهود منا لفهمهما، كما اطلعت علي الأحاديث والتراث الذي له علاقة بالدين، ووجدت أن القرآن الكريم إذا استسلم له الإنسان بمشاعره وعقله فسيسهل عليه فهم كتاب الله.
هل تنتظر من الفيلم تحقيقه لإيرادات مع طرحه بدور العرض؟
أتمنى إقبال الجمهور على مشاهدة الفيلم، لما يتضمنه من رسالة مهمة في طيات أحداثه، ولكن كل ما أستطيع قوله أنني شعرت براحة الضمير بعد انتهاء تصويره، لأنني قدمت عملاً جيداً يتضمن رسالة أخلاقية مهمة، وكنت أحلم به منذ طفولتي، وتحديداً أثناء ذهابي للمسجد لأداء صلاة الجمعة.
هل مناقشتك لقضية الخطاب الديني في "مولانا" من الممكن أن تدفعك لصرف النظر عن تقديم مسلسل "بشر مثلكم" الذي يناقش نفس القضية؟
ليس شرطاً، لأن الفيلم يختلف عن المسلسل، وبعيداً عن هذا وذاك، أري أننا بحاجة لعشرات الأعمال التي تناقش قضية إصلاح الخطاب الديني لمدة 20 عاماً قادمة، لأن فيلماً واحداً عن هذه القضية لا يكفي، إلا أن فيلم "مولانا" مثلما أشرت سلفاً مُقدم بضمير من القائمين عليه، وكل حرف في سياق حواره شعرنا بالمسؤولية فيه تجاه الدين، لدرجة أننا أحياناً كنا نعيد مشهداً لأني لم أنطق حرف الواو مثلما ينبغي، وبالتالي ربما يتغير معني الكلمة، وكذلك الأمر بالنسبة للتشكيل... إلخ.
وما ردك على الآراء التي لا ترى أن الفن يُقدم رسالة؟
الترفيه رسالة، وإضحاك الجمهور رسالة، لأن هناك أناساً يعيشون حياة صعبة، مما يؤثر علي حالتهم النفسية بالسلب، ولكنها سرعان ما تتغير حالتهم عند مشاهدتهم فيلماً كوميدياً، وهذه المسألة لا يجب الاستهانة بها بأي شكل من الأشكال.
كيف تابعت ردود الفعل عند عرض فيلمك في الدورة المنقضية من مهرجان دبي السينمائي؟
سعدت بالحالة التفاعلية التي أحدثها الفيلم هناك، لدرجة إن إدارة المهرجان أقامت له 3 عروض خاصة، نظراً لوجود إقبال جماهيري على مشاهدته، كما تلقى إشادات نقدية أسعدتني بشدة.