تلفزيون يمني ممول سعوديا يروج للسراج الجديد..
تحليل: "هادي".. رئيس اليمن الشرعي لكن السلطة والحكم لنائبه
اليمن يستعد للدخول في مرحلة جديدة، على اثر تزايد الدعوات الحكومية وطلب تدخلا تركيا داعما لتنظيم الإخوان "الحزب السياسي الحاكم"، فيما يبدو ان هذا التدخل قد يضع النهاية الحتمية لحكم الرئيس عبدربه منصور هادي، المنتهي ولايته في العام 2014م.
عبدربه منصور هادي، الذي دفعت به مبادرة خليجية أطلقتها السعودية لإزاحة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، في فبراير 2012م، أصبح بعد خمس سنوات من طلبه التدخل العسكري لمحاربة الحوثيين، مجرد من الصلاحيات التي نقلت في مطلع العام 2016م، إلى نائبه علي محسن الأحمر، الزعيم العسكري لإخوان اليمن.
يمتلك هادي صفة الرئيس الشرعي والقائد العام للقوات المسلحة اليمنية، وكان يدير الجنوب بصلاحية كبيرة مكنته في تمكين حلفائه تنظيم الإخوان من مفاصل الحكم والسلطات المحلية والتشريعية، وهذا التمكين دفع هاديه ثمن في اعقاب ازاحة نائبه ورئيس الحكومة الأسبق خالد محفوظ بحاح.
الأحمر أصبح نائبا لهادي في رئاسة اليمن وقيادة الجيش، لكن بفضل الدعم السعودي الذي يقدم بإشراف اللجنة الخاصة السعودية، أصبح الحاكم الأول والأخير، غير ان ذلك لم يساهم في تحرير مدن اليمن الشمالية من قبضة الحوثيين، بل على العكس، خسرت حكومة هادي السيطرة على اجزاء واسعة، واقترب الحوثيون بشكل كبير من محافظة مأرب المعقل الرئيس لتنظيم الإخوان الموالي لقطر وتركيا.
لم يكن هادي يقبل بتقليص نفوذه وسلطته، لولا الدعم السعودي الذي يقدم للأحمر، لكن الأحمر الذي لم يكن مفهوما، لماذا سلمت قوات نائب الرئيس اليمني، محافظة الجوف ونهم وصرواح، وكيف استحوذ الحوثيون على كميات كبيرة من الأسلحة التي قدمتها الرياض لمأرب، على أمل استعادة صنعاء.
لم يخف الأحمر علاقته الوثيقة بقطر وتركيا، فعلى الرغم من الأزمة التي نشبت بين دول الخليج والدوحة، على خلفية دعم الأخيرة للحوثيين والتنظيمات الإرهابية، الا أن نائب الرئيس اليمني عين مدير مكتبه العميد عسكر زعيل كملحق عسكري في أنقرة، مهمته التنسيق مع الجانب التركي، ناهيك عن أن الإعلام الرسمي ومنها وكالة سبأ ظلت تصف تركيا بالدولة الشقيقة، على الرغم من الأزمة مع السعودية، وهي الأزمة التي كانت قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي أحد أبرز فصولها.
قبيل الأزمة مع قطر واعلان السعودية ومصر والإمارات والبحرين المقاطعة، كان نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر في زيارة معلنة إلى الدوحة وزيارة معرض عسكري كبير اقامته قطر.
تفقد الأحمر المعرض واشاد بالدور القطري في دعم اليمن، لكن ربما ذلك مثل رسالة لدول خليجية وعربية من دور قطر الهادف الى ضرب الاستقرار في الدول العربية التي لا تزال مستقرة.
نجح التحالف العربي بقيادة السعودية في وضع النهاية المتوقع لأذرع انقرة في ارخبيل سقطرى، بعد سنوات من محاولات تركية للسيطرة على الارخبيل واستخدامه كقاعدة عسكرية لتهديد دول المنطقة.
طرد الإخوان من ارخبيل سقطرى، دفع الدوحة وانقرة الى الافصاح عن الورقة الأخيرة، والمتمثلة في الدفع بعلي محسن الأحمر كمشرعن للتدخل التركي، وهو ما بدأ الترويج له من العاصمة السعودية الرياض، حيث بثت قناة الشرعية الممولة سعوديا مقابلة مع أحد قادة الإخوان، تحدث فيه بشكل صريح عن مرحلة ما بعد هادي، الأمر الذي دفع باحثين ومحللين سياسيين إلى الحديث عن توجه إخواني لإزاحة هادي، أو ربما قتله.
وقال أحد منظري التنظيم اليمني في مقابلة تلفزيونية "إنه في حال توفى الرئيس هادي تنقل الصلاحيات إلى نائبه لمدة ستين يوم، ولكن الوضع في اليمن، قد لا يشجع اجراء انتخابات على المدى القريب، وهو الأمر الذي يكفل استمرار علي محسن الأحمر كرئيس حتى استقرار الأوضاع واعادة الحياة الى طبيعتها".
ويطمح الجناح الأكبر في حكومة هادي، إلى منح الأحمر شرعية طلب تدخل تركي في اليمن، ضد الجنوب الذي يسعى لتحقيق الاستقلال واستعادة دولته السابقة، وهو الأمر الذي يبدو ممكنا بعد أن انجز الجنوبيون حربهم ضد الحوثيين، وحاليا تخوض القوات المسلحة الجنوبية معركة التصدي للميليشيات الإخوانية.
ويضغط الإخوان على هادي لاتخاذ موقف مناهض للجنوب، على امل استمراره في الحكم كرئيس لكن يظل بدون صلاحيات، بفعل تجريده من كل مصادر القوة ومنها الاستحواذ على موارد البلاد وفي طليعتها موارد نفط حضرموت وشبوة وميناء الوديعة ناهيك عن الدعم الذي تقدمه السعودية وبعض الدول المانحة لليمن.
وخسر هادي سلطته بفعل فشله في اجبار بنك مارب على الاعتراف بمركزي عدن، وهو الأمر الذي جرد هادي من سلطته على الجيش في مأرب.
وظهر هادي في خطاب أخير السبت ليقدم رسائل تطمين للقوى اليمنية الشمالية، لكن ذلك لا يكسبه أي سلطة سوى السير خلف ما يخططه الإخوان والمقابل البقاء رئيسا وان كان دون صلاحيات سلطوية وعسكرية.