حكومة هادي المختطفة..
تقرير: تحركات "الإخوان".. مخطط تركي لإستنساخ سراج آخر في اليمن
بتحركات سياسية وعسكرية، بالإضافة إلى حملات إعلامية مرافقة، يطل إخوان اليمن المسيطرين على قرار الحكومة اليمنية، بمشروع ومخطط لإيجاد سراج آخر في اليمن، على غرار ما حدث في ليبيا باختطاف الإخوان للحكومة وتوجيه قرارها لاستدعاء التدخل التركي، والتجييش للمليشيات والإرهابيين من اجل زعزعة أمن واستقرار واحتلالها ونهب خيراتها ومقدراتها.
تحرك سياسي
يقود جناح تركيا وقطر داخل الحكومة اليمنية (إخوان اليمن)، تحركات سياسية ضمن مخطط إيجاد سراج أخرى في اليمن على غرار ليبيا، وهو مخطط يبدأ بمساعي لعزل الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، ومن ثم تمكين الإخوان من الانفراد بالحكومة وقرارها على غرار ما حدث في ليبيا من اختطاف الحكومة من قبل الأخوان برئاسة السراج الذي شرع للتدخل التركي في ليبيا.
وربط سياسيون ما بين تصريحات قيادات في حزب الإصلاح الإخواني ووسائل إعلامه ونشطاء محسبوين عليه سبق وأن استدعوا ودشنوا حملات لاستدعاء التدخل التركي في اليمن، وما بين ما يحصل على الصعيد السياسي والعسكري لجناح قطر وتركيا داخل الشرعية، كتأكيد على هذا المخطط الإخواني، الذي قالوا انه يبدأ بعزل هادي.
وقبل أيام اطل القيادي الإخواني المحامي محمد ناجي علاو، والذي يدير منظمات إنسانية تابعة لحقوق الإنسان ليحرض على القتل بالشوارع مجرد أن يستلم علي محسن الأحمر الحكم بعد هادي حسب توصيفة للدستور المعطل اصلاً بموجب المبادرة الخليجية.
تحرك عسكري خطر
وإلى جانب التحرك السياسي، يتبنى إخوان اليمن تحرك عسكري هو الأساس لهذا المخطط، وذلك بتجنيد وتدريب الآلاف من عناصر المليشيات الإخوانية في تعز وشبوة بدعم قطري مع التركيز على تعز بدرجة رئيسية، وهو ما حذر منه خبراء عسكريون.
والاسبوع الماضي تخرجت أول دفعة من المليشيا الممولة من قطر والتي تم تدربيها في عتق بشبوة، وفي تعز يتواصل التجنيد والتدريب لآلاف الشباب بتمويل قطري لحساب حزب الاصلاح الإخواني.
ويشرف على المعسكر والتجنيد وزير الداخلية نائب رئيس الوزراء في حكومة الاخوان المسلمين المسماة (الشرعية) ووزير النقل المدعو صالح الجبواني، وحمود المخلافي قائد مقاومة تعز، مع التركيز على تعز بدرجة كبيرة.
وقال الناشط السياسي زيد بن يافع : "التمهيد لسراج آخر في اليمن بدأ عندما قامت جماعة الاخوان بتصفية الكوادر الوطنية ابتداء من اغتيال الشهيد عدنان الحمادي في تعز وكثير من الكوادر الذين يرفضون التواجد التركي على الساحة اليمنية".
وحذر المحلل السياسي والعسكري العميد خالد النسي من هذا التحشيد العسكري، وقال : "المعسكرات التي تنشاء كل يوم في المناطق الجنوبيه الخاضعة للشرعيه تعتمد وبشكل كبير في ميزانيتها من موارد الجنوب من خلال النفط والجمارك في المنافذ والضرائب وهناء الظلم مركب ان يستخدم مالك لقتلك. هذا ما جعل الجنوبيين يكفرون بكم وبوحدتكم وجعلهم صفاً واحداً ليضعون حد لضلمكم ودناتكم".
تاريخ التدخل التركي في اليمن
مع تصعيد تركيا ومعها قطر من دعمها لاداتها في الداخل والمتمثلة بحزب الإصلاح النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان الدولي المتشدد، بهدف تعزيز نفوذها وحضورها في الداخل اليمني لتحقيق اطماعها باعادة إحياء مشروعها الاستعماري، كشف الباحث في التاريخ د.محمود السالمي عن تاريخ التدخل التركي في اليمن.
وكشف د.السالمي في توضيح بعنوان "الأتراك والإمامة الزيدية" : أن التدخل التركي في اليمن كان لمرتين في القرنين الخامس عشر والثامن عشر، مشيرا إلى أن هذا التدخل خدم النظام الإمامي الزيدي خدمة كبيرة من دون أن يقصد، وحوله من قوة ثانوية إلى قوة رئيسية.
وقال د.السالمي في التوضيح الذي نشره عبر حسابه على فيسبوك ورصده عدن تايم : " التدخل التركي في اليمن خدم النظام الإمامي الزيدي خدمة كبيرة من دون أن يقصد، وحوله من مجرد قوة ثانوية كانت تحتمي في معظم تاريخها بجبال شمال صنعاء، إلى قوة رئيسية تتحكم بالوضع العام في اليمن".
ويوضح د.السالمي، نتائج التدخل التركي الأول وقال : "أسفر التدخل التركي الأول في 1538الذي قضى على الدولة السنية الطاهرية التي كانت تعيق تمدد النظام الإمامي، عن ظهور ثورة الإمام القاسم في 1597 التي طردت الاتراك من الشمال وسيطرت عليه كله ولأول مرة في تاريخ الحكم الزيدي، ومن ثم مدت نفوذها بالسلاح الذي غنمته على معظم جهات اليمن".
وعن التدخل الثاني قال د.السالمي : "أسفرت التدخل التركي الثاني في 1872عن نفخ الروح في النظام الإمامي من جديد بعد ان كان يعيش في ارذل مراحله بسبب الصراعات الداخلية الكثيرة على الحكم، فنتج عنه ثورة الإمام يحيى في 1904 التي أجبرت الأتراك على منح المناطق الزيدية حكم ذاتي، وانتهت بسيطرته على الشمال كله، وقيام المملكة المتوكلية اليمنية".
وفي ختام توضيحه يأمل الباحث في التاريخ د.محمود السالمي أن لا يكون هناك تدخل تركي ثالث.
الهدف
وعن الهدف من محاولة تركيا لخلق وجود لها في اليمن، عبر إنتاج سراج آخر، رأى المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، أنه يأتي لإنقاذ مليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، ضمن التحالف التركي الإيراني وتبادل الأدوار فيما بينهم لاستمرار دوامة الفوضى.
وقال الزعتر : "محاولات تركيا لخلق وجود لها داخل الأراضي اليمنية تهدف لإنقاذ الميليشيات الإيرانية التي تعيش حالة من الإنهاك النفسي والعسكري وهو جزء من التحالف التركي - الإيراني القائم على تقاسم الأدوار لإستمرارية إغراق المنطقة في دوامة الفوضى".
مخطط لن ينجح ودعوة للحزم من التحالف
ويجمع نشطاء جنوبيون على أن المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته الجنوبية يتصدون وبكل قوة لهذا المخطط، وقد افشلوه في سقطرى وفي أبين، كما أنهم يشكلون حائط صد منيع أمامه، وبالتالي لن يكتب له النجاح، باعتباره مشروع تعارض مع التوجهات الإقليمية ويستهدف أمن واستقرار المنطقة العربية، ويسعى لإعادة الاستعمار العثماني واطماعه.
وعلى اعتبار أن (إخوان اليمن) جناح تركيا وقطر داخل الحكومة الشرعية التي يدعمها التحالف العربي، فقد دعا النشطاء التحالف العربي إلى موقف حازم من التدخلات التركية ومخططها لإنتاج سراج آخر في اليمن على غرار ليبيا، حيث أن المخطط يستهدف أمن واستقرار المنطقة العربية، وأضراره سيشمل الكل.