بارقة أمل للقاحين واعدين ضد كوفيد-19..

لقاحان قيد التطوير أحدهما بريطاني والآخر صيني يظهران استجابة مناعية جيدة

سباق مع الوقت لإيجاد لقاح فعال وآمن ضد كوفيد-19

واشنطن

في سباق مع الوقت لإيجاد لقاح فعال وآمن ضد كوفيد-19، أظهر لقاحان قيد التطوير، أحدهما بريطاني والآخر صيني، استجابة مناعية جيدة، بحسب نتائج تجربتين سريريتين منفصلتين نشرت الاثنين في مجلة "ذي لانسيت" الطبية البريطانية.
وأثار اللقاح الأول الذي تطوره جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة "أسترازينيكا" للأدوية "استجابة مناعية قوية" في تجربة شملت اكثر من ألف مريض في بريطانيا.
كما أظهر لقاح ثان يطوّره باحثون في مدينة ووهان الصينية بتمويل من شركة "كانسينو بيولوجيكس" الصينية، استجابة قوية على صعيد إنتاج الأجسام المضادة لدى غالبية المرضى الـ500 المشاركين في تجربة منفصلة.
ولا تزال التجربتان في مرحلة أولية وسيتعين إثبات فاعليتهما في تجربة لاحقة على عدد أكبر من المشاركين قبل درس تسويقهما على نطاق واسع.
وأظهرت بيانات الاثنين أن اللقاح التجريبي الذي تطوره شركة "أسترا زينيكا" لصناعة الأدوية للوقاية من مرض كوفيد-19 كان آمنا وطور استجابة مناعية في تجارب المراحل الأولى السريرية لدى متطوعين أصحاء، ورصد أعلى مستوى للاستجابة لدى من تلقوا جرعتين منه.

وحسبما ذكرت النتائج التي نشرت في مجلة (لانسيت) الطبية، لم يتسبب اللقاح، الذي يحمل اسم (إيه.زد.دي 1222) وطورته شركة أسترا زينيكا بالتعاون مع علماء في جامعة أكسفورد البريطانية، في حدوث أي أعراض جانبية خطيرة، وحفز استجابة الأجسام المضادة ونظام خلية (تي) المناعية.
وقالت سارة جيلبرت مطورة اللقاح "لا يزال أمامنا الكثير للقيام به قبل أن نؤكد ما إذا كان اللقاح الذي نطوره سيساعد في التعامل مع جائحة كوفيد-19، لكن هذه النتائج الأولية تحمل بصيصا من الأمل".
وأضافت "ما زلنا لا نعرف مدى قوة الاستجابة المناعية التي نحتاج لتحفيزها للحصول على حماية فعالة ضد عدوى مرض (سارس-كوف-2) أو كوفيد-19".
وقالت جيلبرت إن الباحثين بحاجة لمعرفة المزيد عن مرض كوفيد-19 والاستمرار في إجراء تجارب على مراحل متأخرة من الإصابة به، وهو ما بدأ بالفعل.
وارتفعت أسهم شركة أسترا زينيكا قبل أن تتخلى عن بعض المكاسب، لترتفع التداولات الأخيرة بنسبة 0.4 في المئة خلال اليوم.
وشركة أسترا زينيكا هي من بين مرشحين رئيسيين لتطوير اللقاح الذي يواجه جائحة أودت بحياة أكثر من 600 ألف شخص، إلى جانب شركات أخرى تجري تجارب على مراحل متوسطة أو متأخرة ومن بينها شركتا (سينوفاك بيوتيك) الصينية و(موديرنا) الأميريكية.

ووقعت أسترا زينيكا اتفاقيات مع حكومات من جميع أنحاء العالم لإمدادها باللقاح حال إثباته فعالية وحصوله على الموافقة من الجهات التنظيمية، وقالت الشركة إنها لن تسعى وراء الربح من اللقاح خلال فترة الجائحة.
وقال الباحثون إن اللقاح أدى لحدوث أعراض جانبية خفيفة، ولكن يمكن تخفيف بعضها من خلال تناول الباراسيتامول، مع عدم وجود تأثيرات سلبية خطيرة جراء تناوله.
وتطور جامعة أكسفورد لقاح (إيه.زد.دي1222) ومنح ترخيصه لشركة أسترا زينيكا التي وقعت بالفعل اتفاقيات لإمداد ملياري جرعة من العلاج.
وشملت التجارب الجديدة 1077 بالغا من الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما وليس لديهم تاريخ مع كوفيد-19.
وأظهر لقاح ثان يطوّره باحثون في مدينة ووهان الصينية بتمويل من شركة "كانسينو بيولوجيكس" الصينية، استجابة قوية على صعيد إنتاج الأجسام المضادة وأثبت أنه آمنا، لدى غالبية المرضى الـ500 المشاركين في تجربة منفصلة.
ولم تسجل أي من التجربتين مفاعيل جانبية خطيرة. والتأثيرات السلبية الأكثر شيوعا هي الحمى والتعب والألم في موقع الحقنة.
والنتائج كانت تنتظر بترقب شديد وسط سباق ضد الساعة يخوضه العديد من الباحثين والمختبرات في العالم سعيا لإنتاج لقاح آمن وفعال ضد فيروس كورونا المستجد.
وحذر واضعو الدراسة بأنه ما زال ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث ولا سيما لدى شريحة المسنين التي تعتبر أكثر عرضة للوفاة جراء الإصابة بالفيروس.
وقالت ساره غيلبرت الباحثة في جامعة أكسفورد والتي ساهمت في الدراسة، إن النتائج "واعدة".
وقالت"إذا كان لقاحنا فعالا، فهذا خيار واعد إذ أن هذا النوع من اللقاحات يمكن تصنيعه بسهولة على نطاق واسع".