الموت يحيط بأطفال اليمن بسبب سوء التغذية والمرض..

الحوثيون في اليمن.. ممارسات مستوحاة من السياسة الإيرانية القمعية

الأمم المتحدة تحذر من أن نقص التمويل تسبب في تقليص برامج الإغاثة الإنسانية، بما يهدد حياة اليمنيين و

واشنطن

حذّرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ليز غراندي الأربعاء من أنّ نقص التمويل بدأ يتسبّب بإغلاق أو تقليص برامج المنظمة الأممية في البلد الغارق بالحرب، ما يهدد ملايين السكان بالموت.

وقالت غراندي في بيان "تأثّرت نصف برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن جرّاء نقص التمويل. وقد تم بالفعل إغلاق أو التقليص لـ12 من برامج الأمم المتحدة الرئيسية الـ38"، بينما يواجه 20 برنامجا آخر المصير ذاته.

وأضافت "ليس أمامنا خيار. فعلينا التزام أخلاقي بتحذير العالم من أن ملايين اليمنيين سوف يعانون وقد يموتون لأننا لا نملك التمويل الذي نحتاجه للاستمرار".

ليس أمامنا خيار فعلينا التزام أخلاقي بتحذير العالم من أن ملايين اليمنيين سوف يعانون وقد يموتون لأننا لا نملك التمويل الذي نحتاجه للاستمرار

وبحسب المسؤولة، أنقذت الجهات العاملة في المجال الانساني في اليمن "ملايين الأرواح"، فمنذ نهاية عام 2018 عملت الوكالات الإغاثية على إدارة "واحدة من أسرع وأكبر عمليات توسيع نطاق المساعدات المقدمة في التاريخ الحديث، حيث وصلت إلى عدد غير مسبوق، 14 مليون شخص شهريا".

لكن نقص التمويل تسبّب بخفض الحصص الغذائية لأكثر من 8 ملايين شخص إلى النصف في شمال اليمن، وتم قطع الخدمات الصحية أو تقليصها وتم إيقاف صرف مخصصات نحو 10 آلاف ممن يعملون في الخطوط الأمامية، وتوقفت الإمدادات اللازمة لعالج مرضى ومصابين.

وإذا لم يتوفر التمويل "بصورة عاجلة" خلال الأسابيع القادمة، سيتم قطع 50 بالمئة من خدمات المياه والصرف الصحي، وستتوقف الأدوية والمستلزمات الضرورية عن 189 مستشفى، ومن المحتمل أن "يموت آلاف الأطفال ممن يعانون من سوء التغذية والمرض". كما أنّه من المحتمل "أن يتم إغلاق 70 بالمئة على الأقل من المدارس.

ويواجه اليمن أيضا خطر انتشار فيروس كورونا في وقت يعاني فيه النظام الصحي انهيارا تاما، ما قد يتسبب في كارثة إنسانية حال تفشي الوباء.

ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي والمدعومة من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية منذ مارس/آذار2015.

وبعد ست سنوات من الاقتتال، يشهد اليمن انهيارا في قطاعه الصحي، فيما يعيش أكثر من 3.3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، جمعت الأمم المتحدة 1.35 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لليمن في مؤتمر للمانحين استضافته السعودية، إلا أن هذا الرقم يوازي نحو نصف التمويل المطلوب والبالغ 2.41 مليارا.

وأدت الحرب في اليمن إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

ويحتاج أكثر من 12 مليون طفل يمني إلى الحصول على مساعدات إنسانية عاجلة، بحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونسيف'.

ويرتكب الحوثيون انتهاكات عدة بحق المدنيين في اليمن من خلال ممارسة أساليب شتى في تعذيبهم داخل معتقلات في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، ما دفع منظمات دولية وحقوقية للمطالبة بإغلاق السجون التي أنشأتها حركة الحوثي وفتح تحقيق للبت في الانتهاكات الجسيمة المرتكبة هناك.

كما يضيق الانقلابيون على الشعب اليمني من خلال عدة ممارسات مستوحاة من السياسة الإيرانية القمعية، حيث تحدثت تقارير إعلامية عن تجاوزات كبيرة في حق المرأة اليمنية والتدخل في خصوصياتها وإلزامها بعدم مغادرة المنزل.

وامتدت انتهاكات الحوثيين إلى عرقلة عمليات الإغاثة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ومنع وصول المساعدات الطبية إلى المدنيين بينهم نساء وأطفال.

وتحدثت منظمات إنسانية عن وضع يزداد تدهورا في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين في شمال البلاد، مع مواجهة عمال الإغاثة الاعتقال والترهيب عند محاولتهم توزيع الغذاء على ملايين من اليمنيين الذين يعانون بسبب الحرب المستمرة منذ 5 سنوات.