مناقشة التحديات التي تستهدف الهوية اليمنية..

المنبر اليمني.. فعاليات الحوثي الدينية استغلال سياسي وتبعية خمينية

المنبر اليمني للدراسات والإعلام أطلق سلسلة ندوات دورية عبر تطبيق "زووم"

صنعاء

قال أكاديميون ومثقفون وعلماء يمنيون إن ميليشيا الحوثي تستغل مناسبات دينية مستحدثة ودخيلة على الشعب اليمني لصناعة واقع مغاير تبعًا للأجندات الإيرانية ووفقاً لمصالحها، جاء ذلك في ندوة نظمها مركز المنبر اليمني للدراسات والإعلام مساء الأربعاء 26 أغسطس 220م عبر تطبيق (زووم) تحت عنوان (المناسبات الدينية عند الحوثي بين التبعية الخمينية والاستغلال السياسي .. عاشوراء والغدير نموذجاً).

 وذكر المتحدثون أن ميليشيا الحوثي جماعة وظيفية تستغل الدين متسلحة بالعنف لفرض عقائدها بالقوة، مؤكدين أنها ميليشيا طارئة تفرض المناسبات الطائفية وتستهدف هوية المجتمع اليمني بتطبيع الناس على تبني تلك الثقافة والتقاليد الدخيلة التي تهدف إلى التجييش للمشروع الحوثي وتثبيت أركانه في اليمن.

وتحدث في المحور الأول أ.د صالح الضبياني الأكاديمي والبرلماني السابق، عن المفاهيم والانحرافات في فعاليات الحوثيين (الغدير وعاشوراء) ، مؤكداً أنه لا يوجد في أحاديث الغدير ما يدل على الوصية بالخلافة، وكل العلماء ردوا تفسير الشيعة بالنص على الوصية، وردوا على اتهام الصحابة بإخفاء حديث خم وبالوصية، كما أن كلمة مولى في حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) لفظ مشترك، وليس لفظاً صريحاً، ولو كانت لفظًا صريحًا فلماذا لم يعلن رسول الله الوصية المزعومة في حجة الوداع إعلاناً صريحاً؟

وذكر الشيخ الضبياني أن أول من أدخل بكائيات عاشوراء إلى اليمن أحمد بن حسين الجارودي وهو أمر مستحدث وهو الذي طمس اسم عمر من الجامع الكبير، مبينًا أن ما يحدث الآن من جلد وطعن وسفك للدماء ونياحة في عاشوراء استخدم شماعة لإثارة العواطف.

وفي المحور الثاني الذي قدمه الباحث في الفكر الإسلامي الدكتور الخضر بن حليس تناول أثر استغلال الحوثي لعاشوراء والغدير على الهوية اليمنية، حيث كشف أن الحوثيين عمدوا إلى استهداف دور القرآن والسنة وفجروا منها 42 دارًا؛ لأنهم يعلمون أنها تنسف أسس أفكارهم والعلل الكامنة في مشروعهم حد تعبيره، وذكر الدكتور بن حليس أن التوسع الفارسي يستثمر عبر أدواته في المنطقة العربية المناسبات واللافتات الدينية، كعاشوراء، والغدير، واستشهاد الحسين، وآل البيت، والخمس، والولاية، وذهب إلى أن هدف إيران أمران، أولاً: لتكوين مظلة شرعية، ثانياً: إيجاد مضخة مالية تدعم توسعه.

وأكد بن حليس أن الحوثيين من خلال (ذكرى عاشوراء) يؤججون نيران الكراهية وينشرونها بلون الدم والغضب واللطم، ضد أعداء مشروعهم، مشيرًا إلى أن الغدير حصانة واستنفار داخلي، وعاشوراء حصانة واستنفار خارجي، ومن خلال ملاحظة ما يختبئ خلف هاتين المناسبتين من أفكار انتقامية يتضح لماذا يعمد الفكر الإيراني إلى تنشيط هاتين المناسبتين في كل عام.

وختم بن حليس حديثه بالحديث عن سبل مواجهة الحوثي فكريًا وحراسة الهوية مشددًا على ضرورة تفتيت جميع الأفكار التي يتكئ عليها الفكر الحوثي من قبل فريق علمي مختص ثم يتم تحويلها إلى مواد إعلامية.

وتحدث في المحور الثالث الشيخ عبدالله النهيدي عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد حول أخطار الفعاليات الحوثية على المجتمع وسبل مواجهتها، مؤكداً أن هذه الميليشيات الطائفية إذا وصلت إلى الحكم تشغل الناس بالمناسبات المتوالية طول السنة لإشغال الشعب عن البحث والمطالبة بحقوقهم وتحسين أحوالهم، ويعمدون إلى إدارة المجتمع بديناميكية إخراج الناس من مناسبة إلى مناسبة، كما أن إرهاق الناس بالإتاوات والتبرعات، وكل شهر أو شهرين يفتعلون مناسبة واحتفالًا طائفيًا غرضه ابتزاز الناس والتجار الصغار والكبار، وأخذ أموالهم لدعم تلك الاحتفالات، وشحن الناس عاطفيًا إلى الجبهات ليعودوا جثثًا.

وأكد النهيدي أن العلاج للمعضلة الحوثية التي وقع فيها اليمن هو الوعي، فهو السلاح الناجع، وهو الميثاق الذي ألزم الله به أهل العلم لتبيننه للناس، منوهًا إلى الوعي بالخطر الحوثي الطائفي يجب أن يكون وعياً ناضجاً ولا يكون مبنياً على التجييش الطائفي ولا المناطقي، ويجب دراسة التاريخ والتراث دراسة واعية.

من جهته شدد مستشار رئيس اليمن الدكتور محمد بن موسى العامري في مداخلته بالندوة، على أهمية مواجهة الجماعات العنيفة والأفكار التي تستحل الدماء، كون الدماء المعصومة ثبتت عصمتها بالنصوص القطعية والإجماع، داعياً إلى إحياء منهج المحدثين وعلماء الأصول للمساعدة في مواجهة تلك الأفكار.

وأشار العامري، إلى أن هناك جماعات فهمها منحرف للدين، وهو فهم مبني على أساطير وخرافات، معتبراً الخطورة في تسييس هذه الجماعات التي قال إنها جماعات وظيفية توظفها أجندات ودول، لافتاً إلى أن جماعة الحوثي أداة وظيفية لإيران. وحذر المستشار الرئاسي من أي توجهات تؤدي إلى الإخلال بالتدين الحقيقي، وتسيس التدين بمناهج منحرفة، لما يشكله من خطر على السلم والأمن المجتمعي.

الجدير بالذكر أن مركز المنبر اليمني للدراسات والإعلام أطلق سلسلة ندوات دورية عبر تطبيق "زووم" لمناقشة التحديات التي تستهدف الهوية اليمنية وآثار الانقلاب الحوثي على أجيال المجتمع اليمني، يشارك فيها أكاديميون ومثقفون وإعلاميون وعلماء ودعاة وناشطون من كافة فئات المجتمع.