الملف اليمني..

تقرير: معركة مأرب اليمنية.. بين أجندة الحوثيين والإخوان

مقاتل قبلي وخلفه مدرعة عسكرية في إحدى جبهات مأرب - صحيفة الشارع

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

لا تزال المعارك التي تخوضها قبائل محافظة مارب في شرق العاصمة اليمنية صنعاء، لمنع سيطرة الحوثيين حلفاء إيران، على المحافظة النفطية، تحظى باهتمام الرأي العام المحلي والإقليمي، لما تكتسبه المحافظة من أهمية استراتيجية، ناهيك انها أصبحت محورا رئيسا في الاجندة الإخوانية الحوثية ومن يقف خلفهما من الرعاة الإقليميين.

لم تكن مأرب المحافظة النفطية والواقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة اليمنية صنعاء، بنحو (173) كيلو، هدفا رئيسيا للحوثيين.

فقد دفعت المليشيات، في مطلع العام 2015م، بكل ثقلهم العسكري والميليشاوي والقبلي صوب الجنوب بموقعه الاستراتيجي، معتقدين ان مأرب ستتبعهم طواعية، بعد سيطرتهم على الجنوب، ناهيك عن انهم تجنبوا أي مواجهة عسكرية في حدود السعودية دون السيطرة على عدن.

أسقط الحوثيون صنعاء في سبتمبر 2014م، غير ان معركة مأرب أجلت إلى ما بعد ترتيب أوضاعهم والاطاحة بالرئيس عبدربه منصور هادي.

 حينها قدمت السعودية دعما عسكريا ضخما لقبائل مأرب وتنظيم الإخوان على أمل الاستعداد لمعركة حوثية في تخوم المحافظة، ومع ذلك كانت الميليشيات تحشد في العديد من المدن اليمنية كتعز التي اسقطت دون قتال، والهدف للانقلاب المدعوم إيرانيا، "السيطرة على عدن وخليج عدن وباب المندب".

اقرأ المزيد من اليوم الثامن:  تقرير: اتراك في عدن وقاعدة عسكرية وطيران مسير في شبوة

لكن مؤخرا وبعد ان فشل الحوثيون والإخوان في السيطرة على الجنوب، عاد الحوثيون لقرع أبواب مأرب، لكن بأجندة تبدو مختلفة هذه المرة، فالصراع الخليجي والعربي مع قطر لا يزال متوتراً، لكن المعركة هذه المرة لتحقيق مشروع التقاسم بين اقطاب تحالف إيران.

في يناير الماضي، كانت الميليشيات الحوثية تمتلك قدرة اسقاط مأرب بعد السيطرة على نهم والجوف، غير انهم برروا ذلك بمنعهم من قبل دولة عربية؛ في إشارة إلى قطر التي لا تريد هزيمة حلفائها المحليين "جماعة الإخوان".

لكن يبدو السؤال ما الذي استجد اليوم؟ وما هي الاجندة الجديدة القديمة؟ فمأرب يحارب الحوثيون قبائلها بهدف اسقاطها فيما يكتفي الإخوان بالصراخ وطلب المدد ووضع شروطهم على التحالف العربي لحماية أخر معاقل الحكومة اليمنية المؤقتة.

وشروط التنظيم المرتهن لتحالف "إيران وقطر وتركيا"، مقابل الدفاع عن مأرب، هو ان يسمح التحالف العربي له بالسيطرة على الجنوب، لكن في ذات الوقت يمهد التنظيم لتسليم المحافظة النفطية، بانسحاب جيش مأرب الجرار صوب حضرموت وشبوة، ولسان حالهم يقول "الجنوب يجب ان يكون وطنا بديلا لنا"، والا فالتحالف احتلال وإيران ليست كلها شر، كما يقول مسؤولو حكومة الإخوان في القنوات الرسمية.

---------------------

المصدر| المحرر