تقديم دعم مالي واستخبارتي للحوثيين والإخوان..

تقرير: اللعب على واجهتين.. هكذا أخترقت قطر حكومة اليمن المؤقتة

الدوحة تعمل على رفع مستوى الدعم المقدم للحوثيين وتحريك أوراقها في "الشرعية" لإرباك التحالف وإفشال جه

صنعاء

أشارت مصادر سياسية يمنية إلى بروز عامل جديد بشكل مؤثر في مسار الأزمة اليمنية خلال الآونة الأخيرة، نتيجة لتصاعد الدور الذي تلعبه قطر سواء في جبهة “الشرعية” عن طريق جماعة الإخوان، أو عبر الميليشيات الحوثية التي تتلقى دعما سياسيا وإعلاميا وماليا متزايدا من الدوحة.

ووفقا لمصادر إعلامية حوثية، فقد استقبلت قطر القيادي الحوثي عبدالملك العجري بصفته سفيرا للحوثيين في الدوحة، في الوقت الذي تشير فيه معلومات إلى قرب افتتاح سفارة قطر في صنعاء التي تشير مصادر مطلعة إلى أن النشاط لم يتوقف فيها منذ الانقلاب الحوثي في سبتمبر 2014 على مستوى النشاط الاستخباري والمالي.

وكانت مصادر إعلامية حوثية قد كشفت عن نقل طائرة تابعة للأمم المتحدة السفير الحوثي الجديد من صنعاء إلى دمشق، ما اعتبره مراقبون مؤشرا على الاختراق الحوثي لأنشطة المنظمة الدولية وانحياز بعض العاملين فيها إلى الميليشيات الحوثية.

وتوقعت مصادر دبلوماسية أن تشهد الفترة المقبلة من الصراع اليمني تصعيدا على كافة المستويات وانتقال المواجهات من الجبهات إلى مجالات أخرى قد تشمل الحرب الاقتصادية والمالية والاتصالات، إضافة إلى حرب دبلوماسية متوقعة على خلفية الأنشطة الحوثية المشبوهة في الإقليم والعالم، التي تتم بدعم لوجيستي من إيران وقطر.

ووصف مراقبون الدور القطري في اليمن بأنه يمر بمنعطف جديد في ضوء الرسائل التي بعثتها الدوحة لجهة اعتزامها رفع مستوى دعمها المقدم للحوثيين، وتحريك أوراقها في “الشرعية” لإرباك التحالف العربي وإفشال الجهود التي يبذلها لتنفيذ اتفاق الرياض وإنهاء حالة الصراع في معسكر المناوئين للحوثي.

وأكدت مصادر تزايد النشاط الذي تقوم به جمعيات قطرية في مناطق سيطرة الحوثي لتوفير غطاء للدعم المالي والاستخباري. كما تحدث إعلاميون يمنيون عن صدور توجيهات للقنوات اليمنية الممولة من قطر للامتناع عن توجيه أيّ انتقادات للحوثيين وتركيز كل الخطاب الإعلامي باتجاه التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة المشتركة.

واعتبر مراقبون أن الدوحة، التي عملت على تأسيس عدد من القنوات الإعلامية بكوادر إخوانية تبث من إسطنبول، تعمل على نقل الأدوات الإعلامية اليمنية الممولة من قبلها إلى مربع الاصطفاف الحوثي، في سياق سياسة جمع المتناقضات التي تخدم بقاء المشروع الإيراني في شمال اليمن وتهيئة الأرضية لتدخل تركي في المحافظات الجنوبية التي شهدت تزايدا في النشاط الاستخباري التركي تحت مظلة العمل الإنساني.

وتوقعت المصادر أن يمتد الدور القطري في المرحلة القادمة إلى استخدام ورقة الميليشيات التي موّلتها الدوحة تحت غطاء “الشرعية” اليمنية لاستهداف التحالف العربي والمكونات الأخرى المناهضة للحوثي مثل المجلس الانتقالي وقوات العميد طارق صالح، عن طريق مجاميع “الحشد الشعبي” التي أسستها قيادات إخوانية في تعز وشبوة والمهرة بهدف نقل حالة الاستعداء تجاه دول التحالف العربي من مستوى السياسة والإعلام إلى مرحلة الاستهداف العسكري المباشر.

وفي هذا الاتجاه شن ناشطون وإعلاميون من إخوان اليمن هجوما على السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر على خلفية الدور الذي لعبه كممثل لبلاده في جهود تشكيل الحكومة اليمنية القادمة التي تنظر إليها الدوحة وتيارها المؤثر في “الشرعية”، على أنها خطر يستهدف إضعاف نفوذهما.

ميدانيا، أحرزت قوات الجيش الوطني اليمني تقدما في محافظة الجوف بعد تمكنها من استعادة معسكر “الخنجر” الذي سقط في وقت سابق في قبضة الميليشيات الحوثية، فيما قلل مراقبون من أهمية المعسكر معتبرين أن رهان الحوثي الأساسي يستهدف محافظة مأرب المجاورة التي دفع إليها بتعزيزات كبيرة خلال الفترة الماضية.

وتمكّن مقاتلون من قبيلة “مراد” مدعومون بعناصر من الجيش وغطاء جوي من طائرات التحالف العربي من إحباط الهجوم الحوثي الكبير الذي استغل حالة الإرباك في صفوف الجيش وسيطر على عدد من مديريات جنوب مأرب على الحدود مع محافظة البيضاء.

ووفقا لمصادر مطلعة شن رجال القبائل هجمات معاكسة على ميليشيات الحوثيين في مديريتي الرحبة وماهلية بعد أن أوقفوا زحفهم الذي كان يستهدف السيطرة على مديرية الجوبة.

وتزامنت التطورات العسكرية الأخيرة مع تجدد المواجهات في جنوب مدينة الحديدة ومديرية الدريهمي التي شهدت أعنف المواجهات بين قوات المقاومة المشتركة والحوثيين منذ دخول الهدنة بين الطرفين حيز التنفيذ عقب التوقيع على اتفاق السويد أواخر عام 2018.

ويعتبر مراقبون أن التصعيد العسكري الأخير في مأرب والجوف والساحل الغربي لليمن مؤشّر على عدم استعداد الفرقاء اليمنيين لتسوية شاملة يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى التسويق لها وتمريرها عبر مجلس الأمن الدولي في نهاية المطاف.

---------------------------------

المصدر| العرب