معلومات تنشر لأول مرة..

بالفيديو| كيف بدأت الديانة المسيحية من اليمن ومن هم المسيحيون؟

يعود تاريخ المسيحية في بعض الأجزاء التي تُشكل اليوم اليمن (مثل نجران) إلى القرن الرابع، وكان لليمن حصة هامة في المسيحية العربية، وكان هناك أيضاً بعض القبائل العربيَّة التي كانت تُدين بالمسيحية منذ القرن الرابع مثل قبيلة الحارث بن كعب والغساسنة والذين هاجروا إلى بلاد الشام هرباً من الاضطهاد

الباحث العراقي فاضل الربيعي متحدثا لمونت كارلو الدولية - أرشيف

باريس

كشف الباحث والمؤرخ العراقي فاضل الربيعي ان المسيحية تعد ديانة يمنية، وان المسيحيين هم يمنيون في الجذور التاريخية، مؤكدا ان هناك العديد من الكتب تؤكد ذلك.

وأكد الربيعي في مقابلة مع إذاعة مونت كارلو الدولية "لدي ادلة مدعمة بنقوش آشورية ويمنية وتعود الى 900 عام قبل الميلاد، وجميعها تؤكد على ان المسيحية يدانية يمنية.

وتُشكل المسيحية في اليمن ثالث أكثر الديانات انتشاراً بين السكان بعد كل من الإسلام والهندوسيَّة، وهي أقلية صغيرة حيث يترواح عدد المسيحيين في اليمن بين 3,000 إلى حوالي 25,000 مسيحي. بالمقابل ذكرت دراسة مركز بيو للأبحاث سنة 2010 وموقع البي بي سي أن عدد مسيحيين اليمن يصل إلى 41,000 نسمة واستشهد بمصادر الأمم المتحدة وقاعدة بيانات المسيحية العالمية. الغالبية العظمى من مسيحيي اليمن هم من أصحاب الإقامة المؤقتة والتمثيل الدبلوماسي ويوجد من بينهم عدد قليل من المهاجرين من أصول هنديَّة والذين سبق وأن حصلوا على الجوازات اليمنيَّة، وبالإضافة لهم يُوجد عدد من اليمنيين الأصليين ممن اعتننق المسيحية على الرغم من أن التبشير في القانون اليمني ممنوع والارتداد عن الإسلام حكمه الإعدام. يذكر أنه وبحسب دراسة تعود إلى عام 2015 حوالي 400 مواطن مُسلم يمني تحول إلى المسيحية.

يعود تاريخ المسيحية في بعض الأجزاء التي تُشكل اليوم اليمن (مثل نجران) إلى القرن الرابع، وكان لليمن حصة هامة في المسيحية العربية، وكان هناك أيضاً بعض القبائل العربيَّة التي كانت تُدين بالمسيحية منذ القرن الرابع مثل قبيلة الحارث بن كعب والغساسنة والذين هاجروا إلى بلاد الشام هرباً من الاضطهاد. وفي حضرموت كانت قبائل مثل بني صدف على الدين المسيحي. وونشأ في القرن الخامس مجتمع مسيحي عربي في نجران، وكان أهل نجران على مذهب المونوفيزية اللا خلقيدونية والنسطوريَّة. وفي أوائل القرن السادس، تعرض المسيحيين في نجران للاضطهاد من قبل ملك ذو نوَّاس يُوسُف أسأر الحِميري ملك مملكة حمير. بعد وفاة النبي محمد خيّرت القبائل في شبه الجزيرة العربية بين الإسلام أو الهجرة، فأسلمت بعضها وهاجر بعضها الآخر إلى بلاد الشام وجنوب العراق وبعضها الآخر إلى الأناضول في تركيا. على الرغم من ذلك تُشير بعض المصادر إلى أنَّ المجتمع المسيحي في نجران صمد حتى أواخر القرن التاسع. أما المسيحية في جزيرة سقطرة فقد صمدت لفترة أطول لكنها تراجعت عندما استولت سلطنة المهرة على السلطة في القرن السادس عشر، حيث تعرض سكان الجزيرة إلى عمليات أسلمة قسريّة.

يُعتقد أن المسيحية وصلت إلى جنوب اليمن في القرن التاسع عشر عبر الإرساليات الآتية من المملكة المتحدة خصوصاً، ووصل الكاثوليك إلى اليمن في عام 1880. خلال الإستعمار الإنجليزي لعدن منذ عام 1839 تواجدت أقليات مسيحية وبارسية وافدة رحل معظمهم برحيل الإنجليز عام 1967. المسيحيون اليمنيون اليوم طائفة صغيرة تعيش حياة معزولة، وبحسب بعض المصادر إن غالبيتهم هم من أصحاب الإقامة المؤقتة والتمثيل الدبلوماسي أو من أصول هندية مهاجرة إلى اليمن وتحمل الجنسية اليمنية، في حين تقول بعض المصادر إن من بينهم أعضاء من المتحولين عن الإسلام، ولا يُسمح في اليمن بالتبشير الديني. وتوجد في مدينة عدن أربعة كنائس ثلاث تتبع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وواحدة تتبع الكنيسة الأنجليكانيَّة. توجد بعض من المنظمات والمؤسسات المسيحية في عدد من مدن اليمن منها البعثة المعمدانية الأمريكية والتي تمتلك مستشفى جِبْلة التابع لها والكنيسة الملحقة بالمستشفى بصورة قوية ويمتد نشاطها إلى محافظة تعز وتعمل على الاهتمام بالفقراء ودور الأيتام وسجون النساء.

تراجع تواجد المسيحيين اليمنيين من أصل هندي كثيراً بعد ظهور تنظيم القاعدة عقب الحرب الأخيرة مع الحوثيين، تلاه حملات اضطهاد مثل قتل ثلاثة أميركيين العاملين في مستشفى جِبْلة المعمداني، وحرق وهدم الكنائس في كريتر عام 2016، ومجزرة دار الأم تريزا في عدن التي استهدف خلالها مسلحون دار عجزة في عدن. وبسبب هذه الظروف، رحل معظم الهنود المسيحيين إلى الهند بينما استقر البعض منهم في الإمارات.