بدأ احاطته بتهنئة المسلمين بـ"رمضان كريم"..
جريفيث: طريقة إنهاء حرب اليمن معروفة وعناصر السلام متوفرة
قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد مارتن جريفيث إن طريقة إنها الحرب في اليمن معروفة وان عناصر السلام باتت متوفرة، وذلك في احاطته حول الأزمة التي دخلت الشهر الماضي عامها السابع.
وعبر مارتن في احاطته "عن أحر الأمنيات إلى شعب اليمن وللمسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الذي حل علينا الآن. رمضان كريم.
وقال إن النِّزاع غيَّر نظرة الكثير من اليمنيين لحياتهم ومستقبلهم. وفي مناطق عدة من البلاد، عانى جيل من الأطفال من تقطع التعليم أو الحرمان منه كلياً. فرص العمل كثيراً ما تكون محدودة أو منعدمة تماماً. ومؤسسات الدولة التي تلعب دوراً حيوياً في تقديم الخدمات الأساسية عانت من سنوات من التآكل. وتؤدي مشكلات استيراد الوقود للاستخدام المدني إلى رفع أسعار السلع الأساسية. وأصبح الحصول على الكهرباء في بعض مناطق اليمن معاناة يومية. وكما ستسمعون من مارك، عادت موجة فيروس كورونا لينتشر بين اليمنيين بضراوة متجددة. ولا يقل سوءاً عن هذا المشهد العام بالنسبة لليمنيين أنَّ وقت انتهاء هذه المأساة غير محدد".
ولفت إلى أنه "من المرجح أن أغلب اليمنيين ممن تتم استشارتهم أو استفتائهم أو ممن يشاركون في الحوارات الوطنية حول الحرب، يصرون على أن إنهاء الحرب هو أهم الأهداف".
وقال "إنَّ هذا الإجماع الشعبي الهائل المنادي بالسلام موجود في كل النِّزاعات. فرواد السلام هم الشعب دائماً. وربما لا يختلف اليمن في ذلك عن غيره من البلاد التي أنهكتها النزاعات، لكنَّ اليمن يتسم باختلافين آخرين. الاختلاف الأول هو وحدة موقف المجتمع الدولي كما يمثله هذا المجلس. أنا واحد من الممتنين بشدة لهذا المجلس لدأبكم على وضع اليمن في أولوية أجندة أعمالكم من خلال إحاطات منتظمة ومتعددة، ولإيصالكم لرسالة محورية واضحة وثابتة بشكل مستمر مفادها أنَّ الطريق الوحيد للخروج من النِّزاع هو حل سياسي عن طريق التفاوض".
بالإضافة إلى ذلك، قال مارتن جريفيث"هناك التقاء لأصوات دبلوماسية داعمة لإنهاء الحرب وحل النزاع سياسياً بنجاح. منذ أن التقينا آخر مرة، زرت مسقط والرياض وأبو ظبي وبرلين، وأنا الآن في عمًّان حيث التقيت هنا أيضًا بقيادات من الحكومة. وفي تلك العواصم، ناقشت بالتفصيل الجهود التي نبذلها حالياً لإنهاء الحرب في اليمن. وفي جميع الحالات، كنت ألمس، على الأقل، إجماعاً على الدعم، بل في أغلب الأحيان، كنت أجد أدواراً حيوية في تقديم هذا الدعم للنقاط التي نسعى إلى أن نحصل على اتفاق بين الطرفين بشأنها، هذا الاتفاق الذي نركز عليه منذ شهر شباط/فبراير الماضي والذي يبني على تجربة الإعلان المشترك".
وبذلك، أضاف "تتعزز وحدة موقف مجلس الأمن بالإجماع الدبلوماسي وباتخاذ أبرز الدول الأعضاء لإجراءات محددة. ولا بد لي هنا أن أعبِّر مجدداً عن امتناني الخاص إلى كل من سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية على تنسيقهم الوثيق لتقديم الدعم للمقترح الذي لدينا، وإلى عمل نظيري المتميز تيم لانديركنغ، المبعوث الأمريكي، بلا كلل، وأعني بلا كلل، ومثابرته والذي يعد مصدر مساعدة عظيم في جهودنا لتجسير الفجوة بين الطرفين. وقد عدت لتوي من برلين وأبو ظبي حيث عقدنا عدة اجتماعات مع تيم وفريقه. فهناك إجماع دبلوماسي".
وقال المبعوث الخاص إلى اليمن "إن هناك سبب مهم يدعونا للأمل فيما يتعلق باليمن، وهو وجه آخر من أوجه الاختلاف عن غيره من النزاعات. وقد قلت هذا من قبل، إلا أنه من المهم أن أكرره الآن. إنَّ طريقة إنهاء الحرب معروفة وقد نوقشت عناصرها الأساسية مراراً مع الطرفين. وتقر هذه النقاشات بإلحاح الوضع الإنساني، وتهدف إلى توفير نقاط دخول أساسية للتصدي للحاجات الإنسانية من خلال تلك النقاط الأربعة، وتهدف إلى بناء الثقة وقنوات اتصال مستدامة على خلفية ذلك بين الطرفين لكي لا يعودوا إلى الحرب من جديد. وتسترشد هذه النقاشات التي نخوضها مع الأطراف بخبرتنا السابقة في ما سبق من مفاوضات في جنيف، و في ستوكهولم، وفي الكويت من قبل ذلك، وأثناء الدبلوماسية المكوكية في عام 2020. وقد تعلمنا من تلك الخبرة السابقة، ولذلك، على سبيل المثال، ندعو هذه المرة إلى وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد وليس وقفاً جزئياً لإطلاق النار، كما نصر على موعد محدد يتفق عليه الطرفان في إطار الاتفاق لإطلاق العملية السياسية التي لا يمكن تجنبها بما لها من أهمية حرجة، وكل ما نحتاج إليه الآن هو أن يوافق الطرفان على هذا الاتفاق. هذا كل ما في الأمر".
وقال "إنَّ الحاجة الملحة لتحقيق التقدم نحو تسوية سياسية تجعل العنف المستمر على الأرض، وهو ما سيخبرنا مارك بشأنه، أكثر إثارة للقلق. فما زالت مأرب المركز الرئيسي للجذب في النِّزاع، وهو ما ناقشناه باستمرار في هذا المجلس، وهو أمر حقيقي الآن بقدر ما كان حقيقياً منذ عام مضى وخلال كل تلك الشهور التي مضت منذ ذلك الوقت. وقد رأينا كيف يتصاعد الاقتتال ثم تخف حدته، ثم يتصاعد مرة أخرى، وتخف حدته. والآن، هناك مؤشرات خطيرة على تصعيد الاقتتال الدائر مجدداً. وأصبح النازحون داخلياً والمجتمع المحلي في مرمى خط النار، ويتعرضون للتهديد جرًّاء الاعتداء على مدينة مأرب. ويثير قلقي أيضاً الهجمات المتعددة بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والتي نفَّذها أنصار الله ضد الأراضي السعودية، وفي الأراضي اليمنية أيضاً، خاصة خلال الأسبوع الماضي والتي تضمنت استهداف مرافق مدنية. نحن نعلم أنه يجب أن تتوقف تلك الهجمات".
وفي الحديدة، تجري بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، بقيادة الفريق أبيهيجيت غوها، نقاشات مكثفة مع الطرفين، وهو ما أشرنا إليه من قبل، لاستئناف تنفيذ النشاطات تحت مظلة لجنة تنسيق إعادة الانتشار. وأود أن أعرب عن احترامي بشكل خاص لنشاط البعثة، ونشاط نائب رئيس البعثة بالإضافة لنشاط الفريق غوها، حيث دأبوا على السعي لتحقيق هذا الهدف. وأعلم أنهما زارا عدن وصنعاء وغيرهما من المناطق لمحاولة تأمين موافقة على اجتماع يضم الطرفين معاً ونأمل أن يكلل هذا الجهد بالنجاح لأن من شأن ذلك تعزيز الجهود الرامية للحفاظ على التهدئة في الحديدة، ودعم تنفيذ المزيد من التزامات اتفاقية ستوكهولم.
وقال "إن تلك الآثار المروعة أعمق مما يمكن أن نتخيله في إحاطة واحدة. ولكنني أريد أن أختم إحاطتي برسائل تشجيعية بالحديث عن معنى فرصة إتمام هذا الاتفاق بالنسبة للشعب اليمني، تلك النقاط الأربع التي نتفاوض بشأنها. وأود أن ألخص مجدداً: لدينا ست سنوات من البؤس والفرقة والحرب. لدينا إجماع شعبي داعم لإنهاء الحرب. لدينا وحدة دبلوماسية للسعي سريعاً لتحقيق هدف إنهاء هذه الحرب. ورابعاً، لدينا خطة حول كيفية تحقيق ذلك.
وأضاف "أود أن أقضي دقائق، في الختام لاستعراض ما يمكن حدوثه في اليوم الذي يلي الوصول لاتفاق حول تلك النقاط الأربع، وأن أقول ما يلي لتشجيع كل من يمكنهم الموافقة أو الاعتراض، وفي الحديدة ستتم إزالة عوائق دخول السفن، مما سيسمح لجميع السفن التي تحمل النفط وغيره من السلع الأساسية بالرسو وتفريغ بضائعها وحمولاتها. وسوف تُوجَّه الإيرادات من الضرائب على هذه السفن إلى رواتب موظفي الخدمة المدنية.
ولفت إلى مطار صنعاء سيشهد رحلات جوية إلى وجهات محلية ودولية. سيعود الطلاب إلى ديارهم، وسيسافر المرضى لتقلي العلاج، إنَّ وقف إطلاق النَّار في جميع أنحاء اليمن يعني أن تصمت البنادق، وأن يتم فتح الطرق التي أغلقتها جبهات القتال لوقت طويل، وسيتم ذلك تدريجياً وليس في يوم واحد، ولكن في وقت قصير للسماح بمرور البضائع، الإنسانية منها أولاً، ثم تمكين الناس من الحركة بحرية، ليتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة دون عوائق، وليعود العمال إلى أماكن عملهم عبر الخطوط التي أعاقت ذلك.