كشف جزء من تاريخه الدموي..

مركز دراسات: "عبدالفتاح" استعان بمليشيات شمالية للإطاحة بسالمين

ارتبط عبدالفتاح اسماعيل بشكل وثيق بالاتحاد السوفيتي - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

قال مركز صنعاء للدراسات إن الراحل عبدالفتاح إسماعيل (سياسي يمني حكم الجنوب)، خاض صراعا مع الرئيس الجنوبي الشهيد سالم ربيع علي، مستعينا بميليشيات (يمنية شمالية أسسها لمواجهة سالمين الذي يمتلك قاعدة شعبية كبيرة خاصة في محافظة أبين.

وجاء حديث المركز اليمني الممول قطرياً في سياق الحديث عن المجالس الرئاسية في اليمن الشمالي والجنوبي.

ولم يذهب المركز بعيداً، فقد جاء برواية حقيقية سبق ونشرها عضو الكونجرس الأمريكي بول فندلي الذي زار عدن في عهد حكم الرئيس سالمين وبعد الإطاحة به من الحكم.

وقال فندي في كتابه لمن يجرؤ – والذي نشرت تفاصيله صحيفة اليوم الثامن في العام 2016م، "إن سالمين أعدم دون محاكمة، موجها الاتهام لاغتياله إلى عبدالفتاح إسماعيل المتهم بالتورط بارتكاب مجازر بشعة في الجنوب، خلال محاولته تطبيق التجربة الاشتراكية.

ولد فتاح وعاش شبابه في مدينة تعز، ووالده رجل دين قدم من محافظة الجوف اليمنية إلى تعز، ذهب للعمل في الجنوب وتحديدا في العاصمة عدن، وعمل في المصافي "فيتر بيب".

وقد ارتبط عبدالفتاح اسماعيل بشكل وثيق بالاتحاد السوفيتي، والذي دعم انقلاباته على نظام سالمين وعلي ناصر محمد لاحقا.

ومع النفوذ السوفيتي انخرط فتاح ضمن شخصيات يمنية في التجربة الاشتراكية، وقد بدأت حينها مسلسل تصفيات الكوادر الجنوبية الرافضة للتجربة الماركسية في الجنوب.

وكان أول الضحايا أول رئيس للجنوب بعد الاستقلال، يقول مركز صنعاء للدراسات "شُكل المجلس الرئاسي الأول والوحيد في الجنوب بعد إطاحة الماركسيين المتشددين بالرئيس قحطان الشعبي (من لحج) في 22 يونيو/حزيران 1969. وكان هدف المجلس الرئيسي هو إدارة الانقسامات السياسية داخل القيادة العامة للجبهة القومية (أصبحت الحزب الاشتراكي عام 1978) وتحقيق التوازن بين مختلف مناطق الجنوب. 

وقتل الرئيس سالمين على يد "فتاح على الأرجح" عام 1978، وأصبح عبدالفتاح إسماعيل رئيسًا ثم حلّ محله علي ناصر محمد، الذي أُطيح به بعد حرب أهلية قصيرة ولكنها دموية عام 1986. 

وذكر المركز ان المجلس ضم خمسة أعضاء هم: عبدالفتاح إسماعيل (من تعز شمال اليمن)، ومحمد علي هيثم (من أبين)، ومحمد صالح العولقي (من شبوة)، وعلي عنتر (من الضالع)، ورئيس المجلس سالم ربيع علي (من أبين). حدثت تغييرات في الأعضاء خلال العامين الأولين من عمر المجلس، بدءًا باستبدال محمد هيثم بعلي ناصر محمد (من أبين)، وبعد ذلك تنحية العولقي12. يبدو أن المنطقة التي ينحدر منها الأعضاء وتأثيرهم داخل الجبهة القومية هما المعياران الرئيسيان لاختيار الأعضاء. على عكس شمال اليمن، لم يكن التأثير داخل الجيش الاعتبار الرئيسي لاختيار أعضاء المجالس. 

وبحسب مزاعم المركز فقد "اختلف المجلس الرئاسي في الجنوب عن المجالس باليمن في أن الأعضاء يتمتعون بسلطة ونفوذ متساويين، ونتيجة لذلك، كان لجنوب اليمن ثلاثة رؤساء -سالم ربيع علي وعبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد- ظهروا معًا دائمًا في الخطب والاجتماعات. ومع ذلك فقد كان هناك صراع محتدم بين ربيع (المعروف أكثر باسم سالمين) وعبدالفتاح إسماعيل، حيث دافع الأول عن نموذج حكم ماوي مؤيد للصين وأراد الثاني تطبيق نموذج ماركسي روسي. في صراعهما على السلطة، كان سالمين مدعومًا بخلفيته الاجتماعية وقاعدة دعمه من أبين وشخصيته الكاريزمية وولاء الجيش له، أما عبدالفتاح فينحدر من منطقة الحجرية في تعز ويفتقر إلى قاعدة دعم اجتماعي في الجنوب؛ لذا اعتمد بشكل أساسي على دوره كالمُنظر الأساسي للاشتراكية وعلى ميليشيا شعبية أسسها كجيش مواز، أما علي ناصر فقد كان الوسيط بينهما.