في إطار التنسيقات المستمرة مع قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي..
تقرير: لقاء "سعودي ـ إماراتي" يستعرض العمليات العسكرية باليمن
في الوقت الذي يواصل فيه الجيش اليمني تقدمه في جبهات مأرب في مواجهة الميليشيات الحوثية التي تصر على وأد مساعي السلام، استعرض لقاء عسكري سعودي ـ إماراتي أمس (الخميس) سير العمليات العسكرية الجارية وجهود عمليات تحالف دعم الشرعية لإسناد الجيش اليمني.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن لقاء جمع نائب رئيس هيئة الأركان العامة قائد القوات المشتركة المكلف الفريق الركن مطلق بن سالم الأزيمع، بمقر قيادة القوات المشتركة، أمس، مع قائد العمليات المشتركة الإماراتية اللواء الركن صالح بن محمد العامري. وجرى «استعراض سير العمليات العسكرية بدعم الجيش الوطني اليمني والجهود المشتركة والمبذولة في العمليات الجارية لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن».
ويأتي اللقاء بحسب ما أوردته الوكالة «في إطار التنسيقات المستمرة مع قيادة القوات المشتركة للتحالف، في ظل دعم القيادة المشتركة للتحالف لتحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة».
وفي حين لا تزال الجماعة المدعومة من إيران ترفض كافة الجهود الدولية والإقليمية والأممية لوقف النار والشروع في إحلال السلام، كثفت أخيرا من هجماتها باتجاه مأرب إلى جانب خروقها المتصاعدة للهدنة الأممية في محافظة الحديدة.
ومع اقتراب تسلم المبعوث الأممي الرابع إلى اليمن مهامه خلفا للمبعوث البريطاني مارتن غريفيث في انتظار موافقة مجلس الأمن الدولي، ترى الأوساط اليمنية أن الجهود الأممية ستظل تدور في حلقة مفرغة في ظل تعنت الميليشيات الحوثية وارتهانها لأجندة إيران التوسعية في المنطقة.
وكان المجلس وافق الخميس على التمديد للبعثة الأممية في الحديدة (أونمها) لمدة عام آخر، مشددا على أهمية تمكينها من الانتشار بكامل أعضائها، وهي البعثة التي تجمد عملها فعليا منذ أشهر مع تعثرها في تحقيق أي تقدم لتنفيذ اتفاق استوكهولم وإعادة الانتشار وتسليم الحوثيين لموانئ الحديدة.
على الصعيد الميداني أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني باستمرار المعارك في أكثر من جبهة لا سيما في محافظتي مأرب والجوف، بحسب ما أورد المتحدث الرسمي للجيش اليمني العميد عبده مجلي في إيجاز صحافي أمس.
وقال مجلي إن «جبهات القتال في محافظة مأرب، كانت الأكثر اشتعالاً، وتقدماً وانتصاراً بعد تحول أكثر الجبهات من المعركة الدفاعية إلى المعركة الهجومية».
وأشار أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية شنت، وبإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، عمليات هجومية مباغتة في جبهة رحبة ومراد جنوب غرب مأرب، وأنها أسفرت عن تحرير مناطق مهمة، وجبال وتلال استراتيجية حاكمة، منها مناطق «معين ومضرة وبقثة ومواقع العيارات»، لافتاً إلى أن الجيش قطع طرق الإمداد عن الميليشيات الحوثية، ليصل إلى مركز مديرية رحبة، لتتواصل المعارك الهجومية حتى تم تحرير مديرية رحبة بالكامل.
وتابع مجلي بالقول: «المعارك الأخيرة جنوب مأرب كبدت الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح، بين قتيل وجريح ومقبوض عليهم، إضافة إلى خسائر كبيرة في المعدات والأسلحة والعربات القتالية بغارات الطيران المقاتل ومدفعية الجيش ». وأضاف «قواتنا استعادت عربات وأسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة»، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية للمناطق المحررة جنوب مأرب، كون أغلبها مناطق حاكمة، وستحقق الالتحام مع جبهات مديريات البيضاء المجاورة، وقطع خطوط إمداد الميليشيات. وفق تعبيره.
وأكد مجلي أن دفاعات الجيش أسقطت طائرة مسيرة متفجرة تابعة للميليشيات كانت في طريقها إلى استهداف المدنيين في مركز مديرية رحبة.
وعن التطورات في جبهة مديرية ماهلية، قال مجلي إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية شنت وبإسناد طيران تحالف دعم الشرعية، عمليات هجومية مباغتة، تمكنت فيها من تحرير مناطق عديدة أهمها، منطقة عشيرة وذراع الديمة والربع علفاء، مؤكداً سقوط عناصر حوثية خلال العمليات القتالية، التي تزامنت مع غارات جوية مركزة ألحقت الخسائر الفادحة في المعدات والأسلحة والعربات القتالية الحوثية.
وفي الجبهات الغربية والشمالية الغربية لمأرب، قال متحدث القوات المسلحة اليمنية، إن قوات الجيش حققت انتصارات كبيرة في جبهات المشجح والجدعان والكسارة وصرواح بإسناد من الطيران المقاتل لتحالف دعم الشرعية. وأضاف «شنّت قواتنا هجوماً مباغتاً على مواقع كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية بجبهة الجدعان والمشجح، وأسفر الهجوم عن تحرير عدد من المواقع المهمة وتكبيد الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح».
وفي جبهتي الكسارة وصرواح، أوضح أنه تم إحباط هجمات وتسللات للميليشيات الحوثية، حيث أجبرت القوات المتمردين على الفرار بعد سقوط العديد منهم بين قتيل وجريح. وأشار العميد مجلي إلى دور طيران تحالف دعم الشرعية ومدفعية الجيش في تدمير المعدات والأسلحة والمدرعات والمواقع والتحصينات التابعة للميليشيات الحوثية، وذلك في جبهات محافظة مأرب حيث تم تدمير 12 عربة قتالية، وثلاث مدرعات ومخزن أسلحة.
وقال مجلي إن محافظة الجوف، شهدت هي الأخرى عمليات عسكرية نوعية، في جبهة «الجدافر»، حيث نفذت قوات الجيش والمقاومة الشعبية، هجوماً مضاداً ضد الميليشيات الانقلابية الحوثية أسفر عن تدمير عربات محملة بتعزيزات، كما أشار إلى تنفيذ غارات جوية استهدفت ثكنات وآليات أخرى.
وفي محافظة البيضاء المجاورة، كشف مجلي عن أن قوات الجيش والمقاومة شنت هجوماً خاطفاً، على مواقع الميليشيا الانقلابية في جبهة ناطع، بالتزامن مع غارات جوية استهدفت مواقع وتحصينات الميليشيات الحوثية في مواقع ملفات أعشار وجبل الكبار وشعب باحواص.
وفي مديريات الزاهر والصومعة وذي ناعم في محافظة البيضاء نفسها قال إن طيران تحالف دعم الشرعية نفذ ضربات محكمة استهدفت دبابات وعربات وأسلحة ومواقع كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية.
وجدد متحدث الجيش اليمني دعوته إلى أولياء الأمور في المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، إلى «عدم الزج بأبنائهم وفلذات أكبادهم إلى محارق الموت والهلاك والدمار، وعدم الاستمرار في الانجرار وراء الميليشيا المتمردة المدعومة من إيران».