أعادت الأمل للمواطن..
حضور تنموي إماراتي فعال في اليمن
حضرت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية عمليات التحالف الداعم للشرعية في اليمن ببرامج وخطط التنمية في كافة المجالات للتخفيف من آثار الحرب التي أشعلها الانقلابيون وتوفير الخدمات للسكان وإعادة تأهيل قطاعات الخدمة المختلفة والتي تضررت من الحرب أو تهالكت بفعل الإهمال وانعدام القدرة على صيانتها وتحسين أدائها.
وإلى جانب مشاركتها الأساسية في العمليات العسكرية الهادفة إلى إنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية كانت يدها حاضرة بمشاريع التنمية في عدن ولحج والمخا وأبين وشبوة والضالع وحضرموت وسقطرة ومأرب والمخا.
فبعد أن غرق العشرات من سكان محافظة أرخبيل سقطرى في البحر بسبب استخدامهم مراكب متهالكة في نقل المواد الغذائية والاحتياجات الطبية والانتقال إلى محافظة حضرموت فضلاً عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بمطار الجزيرة جراء الإعصار وتوقف طيران اليمنية عن تسيير رحلاته إلى سقطرى كسرت الإمارات طوَّق العزلة هذا وأعادت تأهيل مطار المحافظة وتشغيل رحلات جوية أسبوعية لسكان الارخبيل وفتح أبواب العالم أمامهم.
ولم يقتصر الحضور الإماراتي على هذا الدور فحسب بل امتد أيضاً إلى إعادة تأهيل المستشفى والمراكز الطبية والمدارس ومشاريع المياه وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان في مختلف المناطق المحررة ووصلت هذه الخدمات إلى القرى والمناطق البعيدة والنائية سواء في أقصى المرتفعات أو في أطراف الصحراء.
ترميم وبناء
ترميم وتأثيث عدد من منازل مدينة المخا وإعادة تأهيل المحطة الكهربائية في الميناء وإعادة ترميم وبناء المدارس والمستشفيات والمباني السكنية في مدينة المخاء وحفر وتجهيز عشرات الآبار لمياة الشرب في القرى والمناطق الفقيرة في باب المندب والمخا.
وفي لحج تولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية ترميم وصيانة أكثر من 17 مدرسة في المحافظة كمرحلة أولى، ما سهل استئناف العملية التعليمية وعودة الطلاب إلى صفوفهم الدراسية، في إطار الجهود الإنسانية الرامية لدعم العملية التعليمية في المحافظات المحررة، والتخفيف من معاناة الأسر الفقيرة في تلبية احتياجات أبنائها الدراسية.
تأهيل وتشغيل
وأعادت دولة الإمارات العربية المتحدة الروح إلى جسد مطار عدن الدولي الذي كان في حالة موت سريري يفتقر لأدنى مقومات العمل، بفضل الدعم الكبير واللمسات الجمالية الرائعة التي نفضت غبار الحرب عن المطار بعدما دمرته بشكل شبه كامل حرب ميليشيات الانقلابيين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وأكدت إدارة مطار عدن الدولي أن دولة الإمارات واصلت ودون توقف جهودها لإعادة تأهيل المطار وتشغيله حتى تكللت بالنجاح باستكمال أعمال مشروع تأهيل مطار شملت أعمال تأهيل المطار برج المراقبة وصالات الوصول والمغادرة والاستقبال ومحطة الكهرباء والإضاءة والتكييف بالكامل، والاحتياجات الفنية اللازمة لتشغيل المطار الذي صار المطار الأول لليمن.
خدمات صحية
وفي القطاع الصحي، تولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية تأهيل 20 مستشفى في 11 محافظة يمنية، بهدف تحسين خدماتها ورفع كفاءتها لمقابلة الاحتياجات الصحية المتزايدة في ظروف الحرب. كما مولت برامج توفير التطعيمات اللازمة لـ643 ألفاً من الأطفال والنساء، منهم 130 ألف طفل دون السنة الواحدة و357 ألف طفل دون الخامسة و66 ألفاً من النساء الحوامل و89 ألفاً من النساء في عمر سن الإنجاب.
وواصل الهلال الأحمر الإماراتي تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لعموم المحافظات المحررة وشمل بخططه مستشفى الأمراض النفسية بعدن ضمن حملة متواصلة لتغطية احتياجات المحافظة.
وأكدت وكيل وزارة الصحة والسكان د.إشراق السباعي أن هذه الحملة شملت العديد من المستشفيات الأكثر احتياجاً لهذه المعونات والتي تم توزيع فراشات وبطانيات لمرضى مستشفى الأمراض النفسية.
دعم التعليم
و إلى جانب إعادة تأهيل المدارس التي تضررت بفعل حرب الانقلابين تولى الهلال الأحمر الإماراتي تجهيز اربع ورش في معهد ابو مدين المهني والتقني وإعادة تأهيل وترميم المعهد الصحي.
وتولى المعهد رفد القطاع الصحي والطبي بالعديد من الكوادر الطبية واستفادت منها كثير من المحافظات ليس محافظة لحج وفي كل مديرياتها. كما تم تجهيز أربع ورش تعليمية في المعهد المهني والتقني بعد تزويدها بالآلات الحديثة والتي ستهم في صقل قدرات الطلاب في التخصصات التقنية تطبيق المعلومات النظرية كأساس علمي يحسن من جودت المخرجات التعليمية للمعهد والذي كان له بالغ الأثر في رفد السوق المحلية بالأيادي العاملة ذات الكفاءة والمهارات العالية
وفي هذا الصدد، عبر محافظ لحج ناصر الخبجي عن سعادته للدعم الذي توليه دولة الإمارات العربية عبر الهلال الأحمر لأبناء لحج والرامي إلى اعادة البنية التحتية للمشاريع التعليمية والخدمية المتضررة من الحرب الهمجية التي شنتها مليشيات الحوثي وحليفهم صالح وعمدت إلى تخريب كل المشاريع التعليمية والخدمية بالمحافظة.
مواجهة الكوليرا
وفي مواجهة الكوليرا كانت الإمارات حاضرة في مقدمة الدول والهيئات الداعمة في اليمن لمواجهة هذا الوباء حيث سيرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جسرا جويا إلى اليمن لنقل الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية الخاصة بمكافحة الكوليرا.
وفي سبيل ذلك تم إرسال 100 ألف لتر من السوائل الوريدية المضادة للوباء ــ أي ما يعادل 56 طنا باعتبارها مرحلة أولى، إضافة إلى 150 ألف علبة من المحاليل المخبرية لتشخيص المرض. تكفي لأكثر من 300 ألف شخص ولم تقتصر على الأدوية الخاصة بمرض الكوليرا بل شملت العديد من الأدوية والعلاجات الأخرى.
وأعلنت الإمارات تقديم 10 ملايين دولار لجهود مكافحة الكوليرا في اليمن والذي يأتي ضمن الدعم المتواصلة الذي تقدمه في المجال الإنساني.
ولم يقتصر الحضور التنموي للإمارات على محافظة بذاتها بل شمل كل المحافظات اليمنية المحررة من مأرب إلى شبوة وأبين والمهرة وكان آخرها تدشين رئيس الوزراء اليمني د. أحمد بن دغر المرحلة الثانية من تسليم المساكن التي تم بناؤها بتمويل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للأهالي في المخا.