"الشمال لإيران ودولة اتحادية في الجنوب"..

تقرير: "المنفى اليمنية".. هل أقرت أخيراً بعجزها في قتال الحوثيين؟

وزير الاعلام اليمني ومحافظ حضرموت ومشاريع للاستعراض السياسي - أرشيف

أعلن وزير الإعلام والسياحة في حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، انه جه أبناء حضرموت، الى التمسك بمشروع الدولة الاتحادية، الذي اقره هادي، بعد فشل مؤتمر الحوار اليمني المنعقد بين عامي 2013 و2014م، وعجزه في انتاج حلول سياسية لمعالجة الكثير من القضايا ومنها قضية الجنوب.

واقر هادي بالتشاور مع الإخوان وبدعم إقليمي تقسيم اليمن الى ستة أقاليم، أربعة في اليمن الشمالي واثنان منها في الجنوب، غير ان هذا المشروع أطاح به الحوثيون بعد إعلانه مباشرة، على إثر اجتياح صنعاء في الـ21 سبتمبر (ايلول)، 2014م، قبل ان يرضخ لهم هادي وحلفائه ويوقع معهم ما سميت بوثيقة السلم والشراكة، وهي الوثيقة التي كانت المشرعن للانقلاب الذي تم على هادي في يناير (كانون الثاني) العام 2015م.

وكان المبرر الرئيس لمشروع الأقاليم الستة، عرقلة الجنوب من العودة الى الدولة السابقة التي كانت قائمة حتى مايو (ايار) 1990م، ونظرا لهشاشة تلك الوحدة، تم الانقلاب عليها بحرب صيف العام 1994م، بعد ان تم كفير الطرف الجنوب واتهامه بالخروج عن الدين الإسلامي، لتبرير للإسلاميين والمتطرفين اجتياح الجنوب وقتل الجنوبيين وتشريدهم، بدعوى انهم ماركسيون وشيوعيون، في إشارة الى علاقة نظام عدن السابق بالاتحاد السوفيتي.

 

وسيطر الحوثيون عقب معركة محدودة مع حراسة هادي على القصر الرئاسي والجمهوري، وصولا الى محاصرة الرئيس في منزله، واجباره وحكومته على تقديم الاستقالة.

وسبق الانقلاب الحوثي على هادي، اختطاف مدير مكتب الرئيس، وزير الداخلية الحالي أحمد عوض بن مبارك، الذي كان على صلة وثيقة بالاجندة القطرية في اليمن، والتي قال الإعلام السعودي في العام 2017، على ضوء الازمة مع الدوحة "ان تميم بن حمد مول الحوثيين للانقلاب على الشرعية الدستورية في اليمن"؛ في اشارة الى حكم عبدربه منصور هادي، الذي جاءت المبادرة الخليجية كحل مؤقت للأزمة اليمنية التي نشبت على خليفة فوضى ربيع العام 2011م.

ويزور وزير الاعلام في حكومة هادي، محافظة حضرموت، التي يرأس سلطتها المحلية (الجنرال فرج البحسني)، الذي يتعرض لضغوط كبيرة من رجال اعمال سعوديين، يسعون لتحقيق مطامع واجندة خارجية في ساحل حضرموت.

وأثارت تصريحات الوزير اليمني، غضب وسخرية واسعة في الجنوب، فعلى الرغم من ان الوزير ذاته سبق وأكد ان قوات الحكومة اليمنية لن تقتحم صنعاء، لدواع تاريخية، على اعتبار ان العاصمة اليمنية، مدينة تاريخية وعريقة بناها سام بن نوح، وهو الأمر الذي جعل الحوثيين يتمددون بشكل واسع حتى أصبحوا على مقربة من مركز محافظة مأرب المعقل الأخير.

وعلي المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي علي عبدالله الكثيري، تصريحات الوزير اليمني، وقال "ليعلم (...) وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني وهو لا شك يعلم أن دولته الاتحادية التي يقول أنه جاء إلى المكلا ليقنع أبناء حضرموت بالتمسك بها هي مشروع مرفوض بذات قدر رفضهم لزيارته هذه لعاصمة محافظتهم".

وأضاف الكثيري في تصريح – حصلت صحيفة اليوم الثامن على نسخة منه- "وعليه أن يضبط تصريحاته وأن يلتزم بآداب وأصول الضيافة مالم فسيكون لأبناء حضرموت موقف يلجمه ذلك أن تضحياتهم الممتدة منذ اجتياح قوات دولته للجنوب عام 1994م حتى اليوم لا تقبل الاستهزاء بالحديث عن اعادة صياغة احتلالهم ذاك من خلال مشروعهم الاتحادي المزعوم".

ومثلت تصريحات الوزير اليمني اقرارا بفشل عجز "الشرعية المدعومة سعوديا"، في قتال الحوثيين الذين أصبحوا يمتلكون شرعية الامر الواقع وباعتراف الحكومة اليمنية التي دائما ما تدعوهم للحوار وهم يرفضون رغم التنازلات العديدة التي قدمتها حكومة هادي لمشاركة الحوثيين السلطة في اليمن الشمالي.

وتقول تقارير إخبارية جنوبية ان القوى اليمنية الشمالية لا يهمها من يسيطر على جغرافيا الشمال، بقدر همها في كيفية استعادة احتلالها لمدن الجنوب الغنية بالثروات النفطية وخاصة محافظات المهرة وحضرموت وشبوة.