"فتح" تعبر عن موقفها..

تقرير: حماس الإخوانية تساند "طالبان" وتغضب لتأخر الأموال القطرية

الحركة الإخوانية الفلسطينية أعلنت مساندتها لحركة طالبان المتطرفة - أرشيف

أسامة الأطلسي
كاتب صحافي لدى صحيفة اليوم الثامن

أعلنت الحركة الفلسطينية "حماس" الإخوانية مساندتها لحركة طالبات الأفغانية المتطرفة، فيما عبرت عن غضبها حيال تأخر الدعم القطري، المقدم تحت عنوان إعادة اعمار القطاع الذي تعرض للتدمير جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع في مايو أيار الماضي.

وانتقد عدد من القيادات الفلسطينية الوازنة في رام الله موقف حماس الأخير من تطورات الوضع في أفغانستان والذي انتهى بانهيار كلي للدولة وسيطرة جماعة طالبان المتطرفة بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

واعتبر جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لفتح أن دعاة الفوضى وانعدام الاستقرار وحدهم من يدعمون وصول حركة متطرفة الى سدة الحكم.

وكانت طالبان قد سيطرت على آخر معاقل الدولة في كابل بعد فرار الرئيس أشرف غني الى طاجكستان "حقنا للدماء "وفقا لتعبيره.

وهنأ رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الملا عبد الغني برادر وأشار في اتصال هاتفي إلى أن "زوال الاحتلال عن التراب الأفغاني هو مقدمة لزوال كل قوى الظلم، وفي المقدمة منها الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين".

من جهته، أكد برادر "شكره وتقديره على هذا الاتصال، متمنيا لفلسطين وشعبها المظلوم أن يمن الله عليهما بالنصر والتمكين ثمرة لجهادهما ومقاومتهما الباسلة التي قدمت التضحيات وما زالت تقدم على طريق دحر الاحتلال وتحرير قبلتنا الأولى القدس وكافة أرض فلسطين".

ورحب عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق بتطورات الوضع في أفغانستان معتبرا أن "انتصار" طالبان يعود لذكاء الحركة وواقعيتها.

وغرد أبو مرزوق على صفحته الشخصية في موقع تويتر "تنتصر طالبان اليوم بعد أن كانت تتهم بالتخلف والرجعية والإرهاب، وها هي الآن حركة أكثر ذكاءً وواقعية".

وأضاف " لقد وجهت طالبان أمريكا وعملاءها، رافضة الحلول الوسط معهم، ولم تُخدع بالعناوين البراقة الديموقراطية والانتخابات، ولا بالوعود الزائفة. درس مرت به كل الشعوب المظلومة، فهل من متعظ؟".

وبحسب عدد من النقاد السياسيين المهتمين بالشأن الفلسطيني فإن مساندة حماس لحركة طالبان الانفصالية كاشف لنوايا الحركة ورغباتها الدفينة في السيطرة بدورها على الضفة الغربية وتكرار سيناريو انقلاب غزة في رام الله.
من ناحية أخرى، حذر الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حازم القاسم من تأخر ادخال المساعدات الى قطاع غزة معتبرا أن استمرار المماطلة قد يساهم في خلق توتر جديد "وصواعق قد تنفجر في أي لحظة".

وحمل القاسم القاهرة مسؤولية تعثر إدخال الأموال القطرية الى قطاع غزة منوها الى أن القيادة المصرية كانت قد أعلنت في وقت سابق مسؤوليتها الكاملة عن ملف إعادة إعمار غزة وتخصيص مبلغ 500 مليون دولار لصالح القطاع.

وقالت مصادر مطلعة في وزارة المالية في الضفة لصحيفة اليوم الثامن "إن مساعي السلطة لتسريع إدخال المساعدات المالية الى قطاع غزة يصطدم بتحفظ البنوك في رام الله من إمكانية ملاحقتها قضائيا وتسليط عقوبات عليها من الجانب الأمريكي بسبب خرق القانون الأمريكي المتعلق بتمويل الإرهاب.

وتصنف كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي حركة المقاومة الإسلامية حماس بشقيها السياسي والعسكري كفصيل إرهابي.

وكانت فصائل المقاومة في غزة قد اشتبكت في شهر مايو (آيار) الماضي مع قوات الجيش الإسرائيلي ردا على ما اعتبرته تجاوزات خطيرة للاحتلال في القدس الشرقية المحتلة ما أسفر عن استشهاد 300 فلسطيني ودمار جزء هام من البنية التحتية للقطاع المحاصر.

وتفرض إسرائيل على قطاع غزة حصارا شاملا منذ أكثر من 14 سنة ما ساهم بشكل مباشر في تأزيم الوضع في القطاع الى جانب فشل حماس في إدارة الشؤون اليومية للغزيين وتركيزها على تطوير ترسانتها العسكرية.