"الدوحة تبحث عن هزيمة الرياض في مأرب"..

تقرير: "هادي" يلوح بالهزيمة وقطر تحضر لسيناريو أفغاني جديد باليمن

عنصر من قوات الجيش الوطني الإخواني في اليمن يراقب تحركات الحوثيين - أرشيف

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

لوحت حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، بالهزيمة امام ميليشيات الحوثي المصنفة على قوائم الإرهاب الاقليمية، في اعقاب توجيه دعوة للأمم المتحدة لممارسة الضغط على الاذرع الإيرانية لوقف التصعيد العسكري، فيما يبدو ان قطر تحضر لسيناريو أفغاني جديد في اليمن، يبدأ من مأرب المعقل الأخير لحلفاء المملكة العربية السعودية، قائدة التحالف العربي.

وقال سلطان البركاني رئيس برلمان حكومة هادي (انتهت ولايته في العام 2009م)، "إن الحوثيين الموالين لإيران مستمرون في التصعيد العسكري وتهريب الأسلحة وأطلاق النار بشكل دائم".. مطالباً خلال لقائه القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن كاثرين ويستلي بـ "تكاتف الجهود الدولية بصورة عاجلة لحل الأزمة اليمنية والضغط على مليشيات الحوثي لوقف جرائمها وتصعيدها العسكري".

وتبدو تصريحات البركاني بانها تلويح من الحكومة المدعومة سعودياً وإقرارها بالهزيمة امام ميليشيات الحوثي، بعد ان فشلت خلال السنوات الست الماضية في تحقيق أي تقدم ضد الحوثيين، بل ان مدينة مأرب المعقل الأخير أصبحت تحت قبضة الحوثيين الموالية لإيران.

وتصعد ميليشيات الحوثي من هجماتها على مأرب بغية السيطرة على منابع النفط والغاز، فيما يبدو ان العامل القطري هذه المرة حاسما في هذا الملف لمصلحة الحوثيين مقابل ترتيب اوراق "الإخوان حلفاء الدوحة في الجنوب"، وخاصة في المحافظات الغنية بالثروات النفطية كشبوة وحضرموت والمهرة، والواقعة تحت سيطرة الاذرع القطرية منذ اغسطس (آب) العام 2019م.

وكشفت وسائل إعلام قطرية عن تحضير الدوحة لسيناريو مشابه لسيناريو حركة طالبان في أفغانستان التي سيطرة على الولايات الأفغانية واسقطتها في غضون أيام قليلة عقب الانسحاب الأمريكي.

وقالت صحيفة العربي الجديد القطرية إن السيناريو الافغاني سيتكرر في اليمن، بدعوى ان العوامل التي أدت الى انتصار الحركة الأفغانية المتطرفة متشابهة مع الحوثيين الذين سيبدؤون في اسقاط المدن بداية من مأرب.

ونقلت الصحيفة القطرية عن القيادي في الميلشيات الحوثية عبدالملك العجري قوله "إن الوعود التي يطلقها المحتلون لعملائهم، مجرد أحلام ليلية"، وأن "الجيش والمؤسسات التي يبنيها المحتل هي أشكال بلا روح وأوهن من بيت العنكبوت"؛ في إشارة الى السعودية ودعمها لقوات هادي ونائبه الأحمر.

وعبر الصحافة القطرية حدد القيادي في الميليشيات الحوثي لما اسمته العربي الجديد بـ(دول التحالف السعودي) "إما أن ترحل باتفاق كما فعلت أميركا في أفغانستان، أو مكسورة كما في فيتنام".

وقالت الصحيفة القطرية " إن جماعة الحوثيين تسعى لمحاكاة تجربة "طالبان"، وذلك بالذهاب في مفاوضات مباشرة مع السعودية تتجاوز فيها الخصوم المحليين، وتضمن من خلالها تحييد الطيران الحربي الذي يحول دون توغلها صوب منابع النفط والغاز، شرقي اليمن".

وزعمت العربي الجديد "أن ما حصل في أفغانستان جعل السعودية تشعر بالخطر من تكرار السيناريو في اليمن، وظهر ذلك في عملية استدعاء وزير الدفاع اليمني، الفريق محمد المقدشي، إلى الرياض، على رأس وفد ضم رئيس خلية التنسيق والارتباط في الجيش اليمني، سمير الصبري، ورئيس دائرة الدفاع والأمن في مكتب الرئاسة اليمنية، حسين الهيال".

وقالت الصحيفة "إن نقطة التشابه الرئيسية التي تكاد تجمع القوات الأفغانية مع الجيش اليمني، تتمثل بتفشي الفساد، الذي كان سبباً رئيسياً في سوء تقدير الولايات المتحدة لقدرات الجيش الأفغاني في مواجهة "طالبان".

وأقرت الصحيفة القطرية بوهمية الجيش اليمني الإخواني، حيث قالت "على الأرض، لا يبدو الحجم الحقيقي للجيش اليمني مطابقاً للأرقام الموجودة على الورق، وخلال السنوات الأولى للحرب التي كانت تحصل فيها القوات اليمنية على دعم مادي سعودي، تعمد قادة الجيش الوطني تضخيم الكشوفات الخاصة بالألوية والوحدات العسكرية عبر آلاف الأسماء الوهمية من أجل الاستفادة من مستحقاتهم، وساهم الفساد الحاصل في المؤسسة العسكرية اليمنية، بانكشاف عورة الشرعية في عدد من الجبهات التي سقطت بسلاسة أمام الحوثيين".

وعلى الرغم من اعلان مصالحة هشة على هامش قمة العلا في السعودية مطلع العام الجاري، الا ان الخلاف السعودي القطري لا يزال قائماً، ويظهر من خلال الاعلام القطري ان الدوحة تبحث عن هزيمة مذلة للسعودية في مأرب المعقل الأخير للحلفاء المحليين.

وتحاول الدوحة من خلال اعلامها التصوير ان الخلاف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الطامح لخلافة والده كملك للمملكة العربية السعودية، وهو ما لا تريده قطر ولا حلفائها في المنطقة، وترى بان الهزيمة في مأرب ستمثل نهاية لطموحات الأمير الشاب الذي استطاع في فترة وجيزة احداث تغييرات كبيرة في داخل السعودية من خلال محاربة الإسلام السياسي المتطرف.