"مساع حثيثة لتجاوز أخطاء مارتن جريفيث"..
تقرير: "هانز غروندبيرغ" في عدن.. حل الأزمة اليمنية يبدأ من الجنوب
وصل إلى العاصمة الجنوبية عدن المبعوث الأممي الرابع لليمن السيد هانز غروندبيرغ، في زيارة هي الأولى له منذ تسلمه مهامه رسميا في سبتمبر (أيلول) المنصرم، وعقد في أول لقاءاته لقاءا بالسيد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ولاحقا محافظ العاصمة السيد أحمد حامد لملس، وأخر اللقاءات كانت مع رئيس حكومة المناصفة معين عبدالملك
ويسعى "غرونديرغ" وهو دبلوماسي سويدي إلى عدم تكرار أخطاء المبعوث السابق البريطاني مارتن جريفيث، الذي تقول تقارير إخبارية انه انحاز بشكل كبير إلى الحوثيين الموالين لإيران، وهو ما ساهم في تعثر عملية السلام، ناهيك عن ان الاتفاقية التي اشرف مارتن على توقيعها بشأن ملف الحديدة فشلت او انها شرعنة سيطرة الحوثيين على أهم ميناء يمني في اليمن الشمالي.
والثلاثاء، أكد السيد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي خلال استقباله بالعاصمة عدن، المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة الى اليمن، سعادة هانز غروندبرغ "ان عدن هي حاضرة السلام، وان المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب الجنوب حريصون على إنجاح جهود السلام".
وقدم الزبيدي غروندبيرغ شرحا مفصلا حول الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب في اليمن والجنوب، والجهود التي يبذلها المجلس تجاه معالجة هذا الوضع ومواجهته، مؤكداً على إن المجلس حريص على دعم العمل الحكومي لتحسين الأوضاع، وانه يشارك في الحكومة بهدف تأمين مصالح الشعب، وتحدث الرئيس عن الجهود والتسهيلات التي قدمها المجلس الانتقالي لتيسير وصول الحكومة وممارستها لمهامها، بما في ذلك تفعيل مؤسسات الدولة، وتقديم الخدمات العامة، وضرورة انتشال الوضع الاقتصادي والإنساني كأولوية قصوى.
وجدد التأكيد على دعم المجلس الانتقالي الجنوبي"جهود المبعوث الخاص للأمين العام في كل الخطوات التي من شأنها الوصول إلى بدء عملية سياسية شاملة، مشيراً إلى إن اتفاق الرياض يمثل محطة مهمة على طريق ارساء دعائم العملية السياسية وإحلال السلام في الجنوب واليمن، وحتى يتم تحقيق ذلك بشكل عملي، فإنه لا بد من تشكيل الوفد التفاوضي المشترك للعملية السياسية الشاملة، مشدداً على إن مشاركة المجلس الانتقالي في عملية السلام أساسية ولا يمكن تجاوز المجلس بكل الأحوال، وهذه المشاركة لا بد ان تشمل حضور المجلس في كافة مراحل العملية السياسية كطرف رئيسي".
وأعلن السيد الزبيدي ان المجلس الانتقالي الجنوبي يدعم عملية وقف إطلاق النار، وضرورة ان توافق جميع الأطراف على ذلك دون اشتراطات، بالإضافة إلى حاجة المجتمع الدولي لمنح المبعوث الخاص تفويض حقيقي يعكس واقع الأطراف على الأرض، ومسببات وجذور الصـراع، والقضايا الوطنية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب التي يمثلها المجلس الانتقالي.
وقال الزبيدي لهانز "إن التصعيد العسكري لميليشيات الحوثي سيعقد فرص الحل السياسي والاستقرار، وسيضاعف الأزمة الإنسانية الصعبة والوضع الاقتصادي المتدهور، وأن ميليشيات الحوثي تسير في نهج عدواني خطير يستوجب مواجهته وردعه، مؤكداً أن المجلس سيدافع عن الجنوب من هذه التهديدات والاعتداءات وإنه لن يسمح ببقائه في مديريات بيحان.
من جانبه، أكد مبعوث الأمين العام سعادة هانز غروندبيرغ على ضرورة مشاركة المجلس الانتقالي في العملية السياسية الشاملة من خلال الترتيبات المتفق عليها، مؤكداً على أهمية وسرعة تشكيل الوفد التفاوضي المشترك.
واستقبل محافظ العاصمة الجنوبية عدن الاستاذ احمد حامد لملس المبعوث الأممي الخاص الى اليمن هانز غروندبيرغ بديوان السلطة المحلية وطاف به بمعرض الصور الذي حمل عنوان "فاجعة عدن الكبرى لحادثة مطار عدن الاجرامية التي استهدفت عودة الحكومة اثناء عودتها في أواخر العام المنصرم.
وعقب زيارة المعرض اجتمع محافظ عدن بالمبعوث الاممي مستعرضًا واياه ماتمر به العاصمة بسبب ظروف الحرب الامر الذي انعكس على الواقع المعيشي المتردي والخدمات الاساسية كالماء والكهرباء
هذا وشدد محافظ عدن على ضرورة اعادة النشاط الملاحي والتجاري لميناء عدن الاستراتيجي الى وضعة الطبيعي لدفع بعجلة الاقتصاد والتنمية
وفي مستهل حديثه ابدى السيد هانز امتنانه معربًا عن سعادته من حفاوة الاستقبال الذي حظي به بالعاصمة عدن مبديًا استعداده للتعاون مع السلطة المحلية لإعادة الاوضاع المدنية الى سابق عهدها.
وقال رئيس حكومة المناصفة معين عبدالملك "إنه استقبل في #عدن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، للإطلاع على رؤيته للسلام، وتحدث عن احاطته الأولى لمجلس الأمن ونتائج لقاءاته واهمية وجود خطة سلام شاملة تعالج جوهر الصراع وتحترم الإرادة الشعبية والقرارات الدولية، وما يمكن ان يقوم به المجتمع الدولي للتعامل مع تعنت الحوثي".
وأكد عبدالملك "ان مليشيا الحوثي غير جادة في السلام، مع استمرار تصعيدها وجرائمها، والدور الإيراني الخطير في هذا الجانب، وضرورة اتخاذ مواقف دولية حازمة وتحديد الطرف المعرقل بوضوح، وجددت استمرار دعم الحكومة لأي حل سياسي لرفع معاناة اليمنيين، وتعاملها الإيجابي مع كل الجهود الإقليمية والدولية".
وقال معين انه جرى خلال اللقاء تناول التحديات الاقتصادية والإنسانية، والدور المعول على الأمم المتحدة في المساهمة بشكل فاعل بدعم جهود الحكومة، وان المدخل للتعامل مع الأزمة الإنسانية هو بمعالجة الوضع الاقتصادي، وما يتطلبه ذلك من حشد دعم إقليمي ودولي، وأهمية تقوية مؤسسات الدولة، ودعم المسار التنموي".