لإنقاذ الشباب من خطر الإرهاب

عدن: (صُنع في الحافة).. عرض مسرحي تفاعلي

العمل الجديد يُظهر نضجاً واحترافاً أكثر بنقل تجربة المسرح التفاعلي

عاد نعمان (عدن)

تواصل فرقة (خليج عدن) المسرحية بالشراكة مع إذاعة هولندا العالمية تقديم العرض المسرحي(صُنع في الحافة)، على خشبة المسرح التعليمي في قاعة أحمد محمد الشميري بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة في عدن، من تأليف وإخراج/عمرو جمال، وتستهدف طلاب وطالبات المدارس الثانوية في محافظة عدن.

تنتمي المسرحية لنوعية المسرح التفاعلي، ولا يتعدى زمنه النصف ساعة، تشارك في بطولتها جيلين مسرحيين بالفرقة، وأشرف على تصميم الديكور المدير التنفيذي للفرقة/مروان مفرق، وقام بالرسم والتلوين الرسام التشكيلي/علاء عبدالشكور، ويعتبر العمل تكميلي للمسرحية التفاعلية(حكاية أسامة)، التي عُرضت خلال شهر إبريل من العام الفائت، في مجموعة من المدارس الثانوية بمختلف مديريات عدن.

وفي تصريح خاص بـِ جمال قال: "يعتمد المسرح التفاعلي على عرض مشكلة ما، مؤثرة ومواكبة، وترك أحداثها مفتوحة؛ لتحفيز الجمهور على التفكير والنقاش حولها، واقتراح حلولاً ناجعة لها؛ لذلك سيُتاح المجال أمام طلاب/طالبات المدارس أن يطلبوا من ممثلي/ات المسرحية إعادة مشهد معين؛ ليقوموا بتغيير أحداثه حسب وجهات نظرهم؛ لإيجاد حلول للمشكلة في ذلك المشهد"، وأضاف: "تخوض الفرقة تجربة جديدة وفريدة جداً في مشوارها المسرحي، وتستمد أهميتها من وصولها إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب/ـات؛ ليعيشوا تجربة المسرح التفاعلي، ومع ذلك كان العروض السابقة ناجحة بكل المقاييس، وحظيت باهتمام واقبال كبيرين، وقدمت الهيئات الإدارية والتعليمية بالمدراس وكذا إدارة المعهد كافة سبل التسهيل والمساعدة".

من جانبه أشار مفرق أن العمل الجديد يُظهر نضجاً واحترافاً أكثر بنقل تجربة المسرح التفاعلي، وقال: "يستمد العمل أهميته بكونه محطة لإطلاق جيل جديد من الممثلين المسرحيين بالفرقة، ومشاركتهم لثلة من المسرحيين المخضرمين، ويشهد عودة الممثلة/غيداء جمال إلى المسرح بعد غياب خمس سنوات، وتسعى الفرقة بعد تقديم 20 عرض لطلاب/ـات 20 مدرسة ثانوية، إلى إيجاد تمويل يمكنها من نقله إلى الشارع، ليتسنى حضوره لجميع الشرائح والفئات العمرية في المجتمع"، مشيراً إلى أن الفرقة خضعت لدورة مكثفة خاصة بالمسرح التفاعلي نهاية شهر مارس الماضي في المملكة الأردنية، تحت إشراف إذاعة هولندا.

وعن فكرة ومضمون المسرحية يوضح ميسر العرض التفاعلي الممثل المسرحي/رائد طه للحضور من طلاب/ات ومعلمين/ات والضيوف من الشخصيات الاعتبارية والاجتماعية، أنها تتناول وتناقش ظاهرة الإرهاب، واستقطاب الجماعات المتطرفة للشباب، والتي تشرت مؤخراً في المجتمع بعدن، منوهاً أن المسرحية عبارة عن عرض تشاركي، بطرح الممثلين/ات للمشكلة، بينما يُنتظر من الجمهور التدخل والتغيير؛ بابتداع نص جديد أو تعديل الحوار، وإضافة مشاهد أو شخصيات؛ بما يساهم بوضع حلول وحد لها.

ووجه رائد حديثه للجمهور: "تناقش مشاهد المسرحية دور المجتمع، بشكل مباشر أو غير مباشر، سواءً في إطار الأسرة أو المدرسة أو الشارع تجاه الشباب المستضعف والمهمش فيه؛ كي لا يقعوا فريسة في يد الغريب - الجماعات الإرهابية، عندما يتخلى عنهم القريب - الأهل والأصدقاء والزملاء، كما تُناقش التأثير السلبي والهدام عليهم، ما يُسهل تدخل تلك الجماعات في المشهد، والبناء على عامل النقص فيهم؛ لتصنع منهم أشخاص ذوي ميول انتقامية تجاه المجتمع؛ وهنا أوجه الدعوة لكم للتدخل وإنقاذهم".

ونشرت الفرقة على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مجموعة من الصور للعروض الأولى من المسرحية، مشيدةً بمستوى التفاعل الملحوظ من قبل الطلاب والطالبات، وابدآ التقدير للعمل ونوعيته، ومستوى الوعي الكبير بطرح الكثير من الحلول المختلفة والخلاقة؛ والتي تصب في مصلحة العمل، وتدعم فكرته، وتضيف له، وكررت دعوتها إلى تربية الأجيال على ثقافة المسرح؛ بما يضمن مستقبل واعد ومشرق، لما له من تأثير فعال وفاعل بإحداث تغيير إيجابي وبناء في المجتمع.