نائف البكري وتمويل الحرب من إيرادات "صندوق النشء"..
تقرير: "الأحمر" إلى الدوحة.. شرعنة إخوانية لتدخل قطري في الجنوب
وصل الزعيم العسكري لتنظيم إخوان اليمن، نائب الرئيس المؤقت، علي محسن الأحمر إلى العاصمة القطرية الدوحة، في أول زيارة معلنة منذ المقاطعة العربية والخليجية لنظام تميم بن حمد المتورط في دعم الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، فيما كشفت مصادر وثيقة في وزارة الشباب والرياض، عن أن الوزير الإخواني نائف البكري، استحوذ على مبلغ وقدره ثلاثمائة مليون ريال يمني من موارد صندوق النشء والشباب لتمويل أنشطة عسكرية لتنظيم الإخوان الذي يحضر لتفجير الحرب في شبوة وأبين.
وقالت وسائل إعلام حكومية يمنية تبث من السعودية إن الأحمر وصل على رأس وفد إخواني يمني يضم وزير الشباب والرياضة نائف البكري ورئيس الاتحاد احمد صالح العيسي، في زيارة رسمية هي الأول يتم الإعلان عنها منذ العام 2017م، وقد سبق الزيارة تعيين الصحافي الاخواني ومدير مكتب وكالة الاناضول التركية في اليمن راجح بادي سفير لليمن لدى الدوحة.
وفي مطلع العام 2021، بدأت حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، الإفصاح عن وجود اتصالات مع النظام القطري، بعد أعلنت حمائم الرئاسة اليمنية المقاطعة لقطر، قبل ان يتم الإعلان عن مصالحة هشة في السعودية مطلع يناير الماضي، وهي المصالحة التي فتحت الباب على مصراعيه لحكومة هادي في الحصول على التمويل القطري بشكل رسمي وعلني.
وقام وزير الخارجية في حكومة معين عبدالملك، أحمد عوض بن مبارك، بزيارة إلى قطر، وأعاد تفعيل السفارة اليمنية بشكل رسمي على الرغم من ان السفير لم يغادر الدوحة على الاطلاق منذ الازمة الخليجية والعربية مع قطر في العام 2017م.
وزار الأحمر، الدوحة قادما من مقر اقامته في العاصمة السعودية الرياض، حيث توقعت مصادر سياسية يمنية ان تكون "شبوة" ستكون على رأس المباحثات الإخوانية القطرية، حيث يسعى الأحمر الى شرعنة التدخل القطري بشكل رسمي، بعد ان ظلت الدوحة تمويل الاخوان في الحرب التي يشنها التنظيم ضد الجنوب، بالاعتماد على صقور حكومة هادي الذين يقيمون خارج المملكة العربية السعودية التي تستضيف هادي.
ووصف مصدر سياسي تحدث لصحيفة اليوم الثامن "الزيارة بانها شرعنة واضحة لتدخل قطري في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي".. مشيرا إلى أن نظام تميم أصدر توجيها للإعلام القطري بعدم الهجوم على السعودية، وبل ومساندة الرياض إعلاميا في الحرب التي تقودها ضد الاذرع الإيرانية في اليمن، والمتمثلة بميليشيات الحوثيين، مع الإبقاء على مصطلح "جماعة الحوثي او انصار الله"، بدلا عن مصطلح ميليشيات الحوثي، في التناول الإعلامي.
وقال إعلام الإخوان، إن علي محسن الأحمر سيلتقي في الزيارة بأمير دولة قطر تميم بن حمد، وسيسلمه رسالة من الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، تتضمن شرح مفصل للأوضاع في اليمن، الأمر الذي يشير الى ان الرسالة قد ربما تكون طلب مساندة ودعم لمواجهة الانتفاضة القبلية في شبوة والمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تسعى الدوحة للحصول على شرعية لتدخلها في دعم تنظيم الاخوان، من خلال تزويدهم بالأسلحة والطيران المسير.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، استمرار حكومة الرئيس المؤقت اصدار قرارات تعيين والتي كان أخرها تعيين صحافي سفيرا لدى الدوحة، فيما تشير مصادر جنوبية الى ان القرار والتحرك الاخواني صوب الدوحة هدفه تفادي أي انتكاسة لتنظيم الاخوان في شبوة، التي انتفضت قبائلها في مواجهة التنظيم الذي دخل في تحالفات واضحة مع ميليشيات الحوثيين بتسليم جزء من المحافظة النفطية للحوثيين دون قتال.
ويستغل الاخوان "شرعية هادي المعترف بها دوليا"، لتنفيذ اجندة التنظيم الدولي، بعد ان تعرضت فروعه في معظم الأقطار العربية لضربات قوية ولم يتبق الا الفرع اليمني الحاكم والمهيمنة على القرار، والمتنفس الوحيد للتنظيم الدولي لمناهضة الدول الداعمة لمكافحة الارهاب وهي "السعودية والإمارات ومصر والبحرين"، التي تصنف التنظيم على قوائم الارهاب.
وأكدت تقارير صحافية سعودية تورط اخوان اليمن في رعاية التنظيمات الإرهابية المتطرفة، الأمر الذي يوحي بان الدوحة ترى ان شرعنة تدخلها في الجنوب، قد يساهم في الضغط على السعودية والإمارات لتحقيق بعض المصالح السياسية وتقاسم النفوذ، خاصة بعد ان تغيرت سياسة ومواقف حليفتها "تركيا" تجاه دول الخليج ومصر، وإعلان انقرة اعتزامه تقديم الاخوان كقرابين لهذا التقارب.
من ناحية أخرى، كشفت مصادر في وزارة الشباب والرياضة في عدن، عن توجيهات صادرة من الوزير الاخواني الذي يزور قطر، قضت بسحب مبلغ مالي وقدره 300 مليون ريال يمني من ميزانية صندوق النشء والشباب، باسم تمويل مشروع ملتقى شبابي ممول أساسا من الأمم المتحدة.
وأكد مصدر في وزارة المالية لصحيفة اليوم الثامن "صحة التوجيهات الصادرة من البكري، والتي تقضي بسحب مبلغ وقدره ثلاثمائة مليون ريال يمني، سلمت لوكيل الوزارة الإخواني المقيم في جمهورية السودان منير مانع لمع، والذي يزور عدن خالياً.
وعين البكري، الاخواني منير لمع، وكيلا لوزارة الشباب والرياضة، كمكافئة على مساعدته في الحصول على شهادة الماجستير من جامعة أهلية في الخرطوم.
وقال المصدر "ان الـ300 مليون ريال يمني التي أصبحت في قبضة الاخواني بن لمع من المتوقع ان تقدم كتمويل لأنشطة سياسية وعسكرية وإعلامية لتنظيم الاخوان".. مؤكدا ان الملتقى الشبابي سيقام بتمويل من الأمم المتحددة عبر منظمة اخوانية تسمى "مؤسسة شباب لا حدود"، وقد استغل البكري هذه الفعالية التي ستقام أيضا بحضور رئيس حكومة المناصفة معين عبدالملك، ومن المتوقع ان يعزف في الفعالية النشيد اليمني الموحد، لأول مرة".
وقال الإخواني لمع في تصريح صحفي "أن يكون لعدن دورًا كبيرًا يضاهي المكانة التي تحتلها في قلوب كل اليمنيين"؛ وتعرض العاصمة عدن إلى تدمير ممنهج منذ حرب صيف العام 1994م، ودمرت ملاعبها والنوادي الشبابية، وهو ما أدى الى تراجع الأنشطة الرياضية في حاضرة الجزيرة العربية.