بدعم التحالف العربي..

تقرير: كيف غير "الأطراف الصناعية" حياة ضحايا الألغام الحوثية في اليمن؟

أطفال ونساء وكبار سن يصطفون أمام مركز للأطراف الصناعية المدعومة من التحالف العربي في المخا اليمنية

وكالات

أطفال ونساء وكبار سن يصطفون أمام مركز للأطراف الصناعية المدعومة من التحالف العربي في المخا اليمنية، على أمل مساعدتهم على تغير حياتهم.

الآلاف من ضحايا ألغام الحوثي خضعوا للبتر، ويصل عددهم في بلدات ساحل اليمن الغربي فقط لأكثر من 1200 مدني.

أزمة كبرى دفعت مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، أحد أذرع التحالف بقيادة السعودية، لدعم مركز جديد للأطراف الصناعية بالمخا، بهدف مساعدة الضحايا على بناء حياتهم مجددا عبر توفير لهم أطراف مناسبة.

ويساعد مركز الملك سلمان مركز الأطراف الصناعية الحكومي في محافظة تعز لإنشاء وحدة بناء أطراف في مستشفى المخا على البحر الأحمر، إذ شرع الأخير بالفعل لأخذ مقاسات المصابين ممن فقدوا أطرافهم إثر الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي في البلدات الساحلية.

كان من بين المصابين عبدالله راجح، الذي قدم من منطقة ريفية نائية في مديرية موزع غربي تعز، إلى النقطة المؤقتة للأطراف الصناعية في مستشفى المخا على أمل أن يحصل على طرف صناعي.

لم يكن الشاب العشريني يعتقد أنه سوف يتخلص أخيرا من العكازتين اللتين تساعدانه على السير، بعدما بترت قدمه في انفجار لغم حوثي، في مسقط رأسه بموزع.

يقول عبدالله راجح لـ"العين الإخبارية" إنه أدرك مؤخرا أن بإمكانه السير مجددا دون الحاجة إلى استخدام العكاز، إذ أن الحصول على طرف صناعي يعد له الأمل بالعودة إلى حياته الطبيعية، والتحرك بشكل متحرر بعد أن كان مقيدا بضرورة الاتكاء على العكازتين.

أصيب عبدالله قبل 3 أعوام، أثناء عودته إلى منزله بعد رحلة نزوح مضنية، ولم يكن يعلم أن مليشيات الحوثي، قد زرعت محيطه الألغام المحرمة دوليا، قبل فرارها تحت وقعت ضربات القوات اليمنية المشتركة.

منذ تلك الحادثة الأليمة، وما خلفتها من ندوب نفسية يصعب نسيانها، كانت خطواته صعبة للغاية، وظل العكاز رفيقا دائما له، لكن "الأحلام لا تموت" كما يقول راجح بعد حصوله على طرف صناعي من شأنه أن يبني حياته مجددا.

يتشارك آلاف الضحايا مع مأساة عبدالله، ويستوطنون ساحل اليمن الغربي، ولا يملكون القدرة على قطع المسافات الطويلة إلى حواضر المدن التي تضم مراكز صناعية للأطراف كتعز وعدن ومأرب وجلها مدعومة من مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية.

كما أن غالبية المعاقين إثر الألغام والقذائف الحوثية هم من رعاة الأغنام أو الفلاحين، وأطفال لم يبلغوا الحلم وتعاني أسرهم من عدم القدرة على تحمل تكاليف السفر رغم أن الحصول على طرف صناعي تتم بطريقة مجانية.

فكرة المركز الجديد في ساحل اليمن الغربي والذي لازال مؤقتا يأتي كمبادرة إنسانية من مركز أطراف تعز بالشراكة مع مركز الملك سلمان بهدف مساعدة المصابين ممن لا يقدرون على تحمل تكاليف السفر وإتاحة فرصة لعديد الضحايا، للحصول على طرف صناعي.

يقول منسق مركز الأطراف الصناعية في الساحل الغربي، محمد الشلي، إن استحداث المركز كان بهدف تسهيل مهمة حصول جميع المصابين على الأطراف الصناعية التي يحتاجونها، ولذا يقوم المركز بتنظيم لقاء كل بضعة أشهر، لأخذ مقاسات الأطراف للمصابين على أن يتم تجهيز أطرافهم في مركز محافظة تعز، وتدريب المستفيدين على استخدامها.

يضيف هذه المهمة مكنت عشرات المصابين من الحصول على أطراف صناعية، وتمكنوا من العودة إلى حياتهم بشكل طبيعي.

كما يسعى المركز إلى أخذ قياسات دفعة جديدة من ضحايا الألغام الحوثية كون غالبيتهم من مبتوري الأقدام، وحينما يتم الإفراغ من تجهيزها سيتم الإعلان عن أخذ مقاسات آخرين وفقا لتأكيدات الشلي.

لكن الأعداد الكبيرة لضحايا الألغام في الساحل الغربي لليمن يضع الفريق الفني أمام ضغط كبير في تقبل كل تلك الأعداد.

يقول الشلي إن معالجة كل تلك الأعداد سيحتاج إلى وقت كبير جدا، لكن رغبة المصابين في الحصول على أطراف تعيدهم إلى وضعهم الطبيعي، يجعلهم في عجلة من أمرهم.

وأمام ذلك لجأ الفريق إلى البدء بأخذ مقاسات الأطراف وفقا للمسح الميداني الذي يضع أولوية في المعالجة والتقييم.

يشار إلى أن المركز يقدم تدريبا يمتد لأسابيع لتمكين الضحايا من التأقلم واستخدام أطرافهم الصناعية، كما يتحمل تكاليف السفر والإقامة والتغذية للمصابين الذين يكونون على موعد تركيب أطرافهم الصناعية في مركز تعز، خصوصا القادمين من البلدات الريفية والساحلية.

وتقدر الإحصاءات الرسمية والحقوقية عدد ضحايا الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي بأكثر من 4 آلاف و600 شخص، فضلا عن الآلاف آخرين أعاقتهم القذائف المدفعية والصواريخ الحوثية.