خبير بارز يتحدث لـ(اليوم الثامن) عن مألات الأزمة اليمنية..

تقرير: مجلس التعاون الخليجي.. استقلال الجنوب خيار استراتيجي وحيد

ميليشيات إخوان اليمن في جبهة شقرة بأبين - ارشيف

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

التحالفات الإخوانية الحوثية التي اثبتتها وثائق عثرت عليها السلطة المحلية الجديدة في شبوة، تكشف ان اليمن الشمالي أصبح تحت استحواذ الأذرع الإيرانية ومن يتحالف معها، الأمر الذي ضيق الخيارات على دول الخليج وخاصة السعودية التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة التمدد الإيراني، غير ان طهران التي دفعت بخبراء عسكريين الى صنعاء، كانت تراهن على التحالفات الإخوانية الحوثية.

لكن دخول المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف محلي وحيد في شبوة لمحاربة الحوثيين بعد ان دفع بقوات العمالقة الجنوبية، التي تمتلك قدرة كبيرة في القتال وتحقيق المكاسب العسكرية، الأمر الذي أصاب الحوثيين بحالة من الخوف على خسارة بيحان وعين وعسيلان، وهو ما دفع الخبراء الإيرانيين في اليمن الى إطلاق أكثر من ستة صواريخ بالستية باتجاه شبوة لمحاولة اظهار الحوثيين بأنهم يمتلكون قدرة كبيرة في التصدي لقوات العمالقة الساعية الى استعادة البلدات المحتلة.

القصف الصاروخي تخلله الدفع بتعزيزات ميليشياوية من مأرب الى بيحان، بالتزامن مع قيام وسائل إعلام محلية بعضها تمولها اللجنة الخاصة السعودية، على تضليل الرأي العام المحلي بان الحوثيين قد سحبوا ميليشياتهم من بيحان، وهو الأمر الذي نفته لصحيفة اليوم الثامن مصادر قبلية وعسكرية، أكدت ان الحوثيين جلبوا المزيد من التعزيزات وليس سحبها كما زعمت بعض الصحف المحلية الصادر بعضها في العاصمة الجنوبية عدن.

 ويتحدث د. فضل الربيعي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عدن ، ورئيس لجنة الدراسات والبحوث والتدريب في الجمعية الوطنية الجنوبية، حول مالات التوجه نحو الحل النهائي للازمة اليمنية.

وقال الربيعي لصحيفة اليوم الثامن "ان التوجه اصبح اكثر وضوحا نحو حلق بيئة جديد تستوعب الواقع الذي انتجته مرحلة السبع السنوات من الحرب وما رافقها من تجاذبات على الصعيدين الداخلي والخارجي، بعيدا عن تلك التصورات والفرضيات التي وضعها اطراف الحرب والتحالف العربي في بداية اللازمة".. مضيفا "لذا فان أهمية الحلول هي تلك التي تبنى على واقع ما انتجه مسرح عمليات الحرب، منبها الدول الراعية إلى اعتماد منهج القراءة المعمقة لمسار الحرب واسبابها ومالاتها، الذي قدم فيها الجنوب فاتورة باهضه الثمن".

وأشار الربيعي إلى إذ التعمق في فهم خصائص الواقع وتعقيداته وما انتجته مرحلة الحرب  هذا يفرض علينا واقعية تصور ابناء الجنوب لمالات الحل النهائي بعد كل الدمار الذي خلفته الحرب الحالية في الجنوب والذي تعرض لدمار شامل طال كل البنى التحتية ومقولات المجتمع ليس من فبل الحوثي فحسب بل ومن قبل حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي وغيرها من اطراف الحرب لأسباب عدة".

وأورد الخبير الجنوبي مثال على ذلك متسائلا من أوقف مصفاة عدن ؟ وهي المصفاة التي بناها الانجليز في نهاية اربعينات القرن الماضية ولم تتوقف ساعة في كل المنعطفات والجروب التي جرت في عدن. فضلا عن تعميم الفساد والعبث في ممتلكات الشعب ومؤسسات الدولة؟".

وقال "نعرف جيد من يقف وراء ذلك ونعرف مقاصدهم التي جميعها تصب في محاولة النيل من هذا الشعب وصموده، وقد دفع فيها الجنوب فاتورة باهضه في هذه الحرب (عشرات الآلاف ان لم نقول المئات من الشهداء والجرحى)".

وأكد أنه لا تستطيع أي قوة أن تقنع الجنوبيين بقبول عودتهم إلى وضع ما قبل الحرب ضمن سلطة صنعاء الطائفية والاستبدادية تحت أي شكل كان، او مشروع الأقاليم الزائف حتى وان سلمنا ان هناك من يؤيدها تحديدا من القوى السياسية أو القبلية والاجتماعية في اليمن (مناطق الطائفة الشافعية )، فان تأييدهم لها يأتي من كونها ، تقدم لهم مخرجا من السيطرة الابدية (للطائفة الزيدية) في صنعاء على مناطقهم ليس الا" .

وقال"   إن هدف من تصدى للحرب في الجنوب هو الدفاع عن الوجود والكرامة والوطن المسلوب، وليس دفاعا عن الشرعية، أو مخرجات الحوار لان الجنوب لم يكن شريكاً في انتاجهما."  

وأضاف "أن الجميع يدرك أن شعب الجنوب بكل قواه السياسية والفكرية والاجتماعية قد واجهوا نظام صنعاء سلميا خلال السنوات السابقة للحرب وعندما فرضت الحرب على شعب الجنوب مثل لهم ذلك فرصه للدفاع عن كرامتهم وتطلعاتهم وان بدت الأمور ملتبسة بعض الشيء."

 وفي خضم هذا الالتباس، يقول الربيعي "كان هناك من يسعى للخلط والتضليل، هم المتخاذلون ميدانيا. فاذا ما تم الاصرار على تنفيذ مخرجات الحوار وهي مخرجات كانت قد انتقصت من القضية الجنوبية والتي من خلالها تم التخطيط لتقسيم الجنوب في الدرجة الاساسية فهم يرون بذلك يحاولون الجنوب كدولة وكيان واحد".

وأكد الخبير الجنوبي "ان الاستمرار والاصرار على استهداف الجنوب بهذه الرؤية لم يحل اللازمة، بل يزيدها تعقيدا وسوف يؤدي ذلك إلى تراكم القهر لدى الجنوبيون ، ويدفعهم في مواجهة القوى التي تتبنى وتساند هذا التوجه ، دون اعتبار أو تقدير لتبعات ما قد تؤول إليه الأمور بفعل تعمد تجاهل مقاصد كل تلك التضحيات التي قدمها أبناء الجنوب منذ ربع قرن دفاعا عن الوطن واستقلاله".

وقال إن ذلك سيخلق كثيرا من الارتياب تجاه ما يعتمل اقليمياً ومن ثم تزداد مساحه المعارضة للسياسة الخليجية في اليمن، الامر الذي يزيد من حالة عدم الاستقرار بالمنطقة عامة، وهو الامر الذي يحكم على دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية بتبني الحلول التي يستند إلى الحق التاريخي والحضاري والسياسي للجنوب ضمن الفصل الآمن للجنوب وإعادة بناء كل من الدولتين في اليمن الشمالية والجنوبية في اطارها الكونفدرالي على أقل تقدير، بذلك تكون المملكة العربية السعودية قد أسهمت في إيجاد مساقات للحلول للأزمة اليمنية – اليمنية من جهة والأزمة الجنوبية اليمنية من جهة اخرى، بمنظور مصالحها الاستراتيجية ومصالح دول المنطقة والعالم الذي يضمن استدامة أمن واستقرار المنطقة ".