"بن سلمان" يؤكد أن تاريخ الجزيرة العربية موغل في القدم
"السعودية" في ذكرى يوم التأسيس.. "محو تاريخ الإخوان المسلمين"

ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان - أرشيف

شهدت مدن المملكة العربية السعودية الثلاثاء الـ22 من فبراير (شباط) الجاري العديد من الفعاليات احتفاءً بمناسبة يوم التأسيس، الذي يوافق يوم 22 فبراير (شباط) من كل عام، اعتزازًا بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة الممتدة لأكثر من ثلاثة قرون، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها، منذ عهد تأسيس الدولة السعودية في منتصف عام 1139هــ، الموافق 1727م، حتى اليوم، وفق ما نقلته وسائل إعلام سعودية.
ونشرت وزارة الدفاع السعودية اقتباسًا من إحدى كلمات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن يوم تأسيس المملكة، وقال الأمير محمد بن سلمان: لدينا عمق تاريخي مهم جدًّا، موغل بالقدم ويتلاقى مع الكثير من الحضارات، الكثير يربط تاريخ الجزيرة العربية بتاريخ قصير جدًّا والعكس أننا أمة موغلة في القدم".
وأقامت المملكة العربية السعودية الثلاثاء احتفالات لأول مرة بذكرى تأسيسها قبل نحو 300 عام، واختارت تاريخا يهون من الدور المحوري الذي لعبه رجال دين من الحركة الوهابية المحافظة.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الحكومة أعدت فعاليات تشمل عروضا موسيقة عن التاريخ الحديث للمملكة وألعابا نارية وعروضا بطائرات مسيرة ومؤثرات صوتية يشارك فيها 3500 شخص.
وتحيي المملكة ذكرى يوم في 1727 تولى فيه محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى إمارة الدرعية، وهي بلدة نائية تقع الآن على الطرف الشمالي الغربي للعاصمة السعودية الرياض.
كان ذلك قبل 18 عاما تقريبا مما يعتبره المؤرخون بداية الدولة السعودية عندما تحالف ابن سعود مع الداعية الإسلامي محمد بن عبد الوهاب الذي يعرف مذهبه بالوهابية.
وقالت وكالة رويترز للأنباء إن الاتفاق مع رجل الدين حينها عزز من شرعية حكم آل سعود في مقابل تمويل سخي ونفوذ مُنح للمؤسسة الدينية المحافظة على القضايا الاجتماعية والتعليم والأخلاق العامة وهي السلطات التي قلصها في الفترة الأخيرة الحاكم الفعلي للبلاد.
فقد كبح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان السلطة الدينية وفتح البلاد على الحفلات الموسيقية وعروض السينما ورفع حظر قيادة النساء للسيارات وخفف من نظام ولاية الرجل الذي يعطي الرجل حق السيطرة على مصائر أقاربه من النساء.
وأعلن مرسوم ملكي الشهر الماضي يوم 22 فبراير شباط عطلة رسمية تعرف باسم "يوم التأسيس" على أن يحتفل به كل عام لإحياء ذكرى "بدء عهد الإمام محمد بن سعود" وتأسيسه للدولة السعودية الأولى.
وأقر مجلس الشورى السعودي الشهر الماضي كذلك اقتراحا بتعديل قانون يتعلق بالنشيد الوطني والعلم. ولم يتضح ما إذا كان سيغير مكونات تصميم العلم الذي يشمل جملة "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
وقالت كريستين ديوان الباحثة البارز بمعهد دراسات دول الخليج العربية بواشنطن "تم محو محمد بن عبد الوهاب من التاريخ السعودي".
وأضافت "هذه هي القومية السعودية الجديدة. إنها تحتفي بآل سعود.. تربط الشعب بشكل مباشر بالعائلة الحاكمة.. وتهون من الدور المحوري الذي لعبه الدين في تأسيس الدولة".
تعهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالقضاء الكامل على ما تبقى من "فكر عناصر جماعة الاخوان المسلمين الذي غزا المدارس السعودية".
ويواجه بن سلمان – ولي العهد السعودي والملك القادم- الفكر المتطرف الذي اوجده تنظيم الاخوان المسلمين الدولي، ففي الـ 19 مارس/ آذار 2018م، قال بن سلمان في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة سي بي اس نيوز الأمريكية إن "المدارس السعودية تعرضت لغزو من عناصر لجماعة الاخوان المسلمين، ولا يزال البعض منهم موجودا، ولكن في القريب العاجل سيتم القضاء عليهم نهائيا".
وأكد بن سلمان "سنقضي على التشدد في التعليم، فلا توجد دولة في العالم تقبل تعرض نظامها التعليمي لغزو من أي جماعة متطرفة".
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن بلاده "ستقدم للعالم ما تبذله من مساع حثيثة لمواجهة التطرف" مضيفا أنه "بعد عام 1979 كنا ضحايا لبعض الممارسات الدينية، وبخاصة جيلي الحالي".
وفي أبريل (نيسان) من العام 2018م، تحدث ولي العهد السعودي لمجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية تحدث عن قضية تمويل الجماعات المتطرفة.
وقال "عند التحدث عن تمويل الجماعات المتطرفة في فترة ما قبل عام 1979، فإننا نتحدث عن فترة الحرب الباردة، حينما كانت الشيوعية منتشرة في مختلف أرجاء العالم، وشكلت تهديدا على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وعلينا أيضا (السعودية)".
وتابع ابن سلمان: "عملنا، في ذاك الوقت، مع أي طرف يمكننا من خلاله التخلص من الشيوعية، من بينهم جماعة الإخوان المسلمين، وقمنا بتمويلهم في السعودية، كما حصلوا على تمويل من الولايات المتحدة الأمريكية".
ونفى اين سلمان أن يكون تمويل "الإخوان المسلمين" خطئا، وأكد أنه لو عاد الزمن سيفعلون نفس الشيء، لأن السعودية كانت تواجه خطرا كبيرا أرادت التخلص منه.
وتابع "حاولنا التحكم في تحركات تلك الجماعة، لكن بعد 1979 تغير كل شيء، حيث اندلعت الثورة الإيرانية، والتي أتت بنظام مبني على أيدولوجية تتبنى الشر المطلق، وحاول المتطرفون في العالم السني نقل نفس التجربة الإيرانية".