دراسة تحليلية في تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي..
استراتيجية الانتقال من الثورة إلى الدولة.. الانجازات والتحديات والحلول
هدفت الدراسة – التي أعدها وقدمها الباحثان الزميلان د. صبري عفيف العلوي، وأ. اصالح أبوعوذل - للتعرف على تحولات المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه في 4/ مايو/ 2017م إلى 4/ مايو/ 2012م في عملية الانتقال من الثورة إلى الدولة، وكذلك الكشف على أبرز الانجازات والتحديات التي تحول دون الانتقال من مرحلة الثورة الى مرحلة استعادة مؤسسات الدولة،
أصدرت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، دراسة تحليلية لتجربة المجلس الانتقالي الجنوبي، حملت عنوان "استراتيجية الانتقال من الثورة إلى الدولة، مستعرضة الإنجازات والتحديات، واضعة جملة من الحلول المقترحة.
والكتاب هو قراءة تحليلية في تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه في الرابع من مايو العام 2017م.
وهدفت الدراسة – التي أعدها وقدمها الباحثان الزميلان د. صبري عفيف العلوي، وأ. اصالح أبوعوذل - للتعرف على تحولات المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه في 4/ مايو/ 2017م إلى 4/ مايو/ 2012م في عملية الانتقال من الثورة إلى الدولة، وكذلك الكشف على أبرز الانجازات والتحديات التي تحول دون الانتقال من مرحلة الثورة الى مرحلة استعادة مؤسسات الدولة، وقد انطلقت الدراسة من عدة تساؤلات لعل أهمها: هل يشهد المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه تحولاً حقيقاً من الثورة إلى الدولة ؟ وما هي مظاهر انجازاته؟ وماهي التحديات التي رافقت عملية الانتقال؟، وما هي الآليات اللازمة للحد من التحديات التي ترافق عملية الانتقال داخل مؤسسات الدولة الجنوبية المنشودة؟
لقد اعتمدت الدراسة على استخدام المنهج الوصفي التحليلي، واندرجت تحت إطاره منهج (Swot ) الذي يهدف لقياس نقاط القوة والضعف والفرص والحلول المقترحة حيث استندت الدراسة على عدد من المقابلات والملاحظات والتحليلات المعززة للدراسة.
لقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج والتوصيات.
المقدمة
أن المتتبع للشأنِ الجنوبي منذُ صيف 94م ومرورا بانطلاق ثورته السلمية المباركة يرى أن أبرز المعوقات التي وقفت حائلا دون خطو الخطوة الأولى في المسار السياسي الذي يعكس الإدارة الحرة للجماهير يتمثل في عدم وجود الرأس القيادي المحدد أو المرجعية السياسية التي تترجم وتتبنى التعبير السياسي للثورة الجنوبية ورسم طريقها وتحديد أدبياتها ووثائقها السياسية.
كل هذا شكل عدم الاعتراف بالحراك الثوري الجنوبي وثورته المباركة من قبل الدول في المحيط العربي والإقليمي والدولي بل اتخذت عدم وجود الكيان الموحد لقيادة الثورة الجنوبية سببا في عدم التعاطي الإيجابي مع متطلبات الحركة الثورية السلمية، إضافة إلى بروز عدد من المكونات والهيئات في الساحة الجنوبية وكل واحد منها يدعي أنه الممثل للثورة الشعبية الجماهيرية الجنوبية.
لقد أدركت قيادة الثورة الجنوبية التحررية أن المجموعات أو الثورة المنظمة مسبقا تصبح هي الأقدر على حصد النتائج لصالحها وتستطع احتواء أو السيطرة على المسار العام وهذا ما فطنت له القائد اللواء عيدروس الزبيدي الذي حمل مشروع تأسس المقاومة المسلحة الجنوبية ومن ثم حاملها السياسي المتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي.
مشكلة الدراسة:
وتتمثل الإشكالية الرئيسة للدراسة في تتبع الاستراتيجيات الأولية للمجلس الانتقالي الجنوبي للانتقال من الثورة إلى الدولة؛ لكون عملية الانتقال متصلة بعضها البعض فكثير من المراقبين وصفوا تحركات شعب الجنوب منذ بداية ثورة السلمية حتى يومنا هذا بأنها مرحلة ثورة تسعى لتحقيق أهدافها والمتمثلة في استعادة دولتها وكرامتها وقد أشار كثير من الباحثين أن بداية تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي هو الخطوة الأولى نحو الانتقال من الثورة للوصول لاستعادة وبناء الدولة، وقد بدأت ملامح هذا التحول عندما استطاع المجلس أن يفرض قوته ويكون مؤسسات عسكرية وأمنية وسياسية اكتسبت الصفة القانونية والدستورية وكان لتفاعله مع قوات التحالف العربي في محاربة المد الإيراني ومكافحة الإرهاب أثرا كبيرا في ديمومته واستمرارية قوته على الأرض.
- تساؤلات الدراسة:
تشير عدد من الدراسات السياسية والاجتماعية إلى أن هناك عددا من مراحل التحول والانتقال من الثورة إلى الدولة، يعقبها نوع من الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وفي هذه الدراسة حاولنا الإجابة عن تساؤل رئيس، هو هل يشهد المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه إلى اليوم تحولاً حقيقاً من الثورة إلى الدولة لا سيما بعد اتفاقية الرياض الموقعة بين الطرفين المتصارعين على أرض الجنوب (المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية) ؟ أم أنه سيترك بين متوازنين يمثل أحداهما الثورة والثاني الدولة فيتقاطعان أحياناً ويفترقان في أحيان أخرى؟ أم أنه يتردد بين الحالتين؛ نتيجة لظروف داخلية وخارجية؟ وما هي استراتيجيات المجلس الانتقالي المتبعة للانتقال من الثورة إلى الدولة ؟
- أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة إلى تتبع الآليات والخطوات التي انتهجها المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه حتى اللحظة ومن هنا شرعنا في دراسة تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي دراسة تحليلية تقييمية محاولين ابراز نقاط القوة ونقاط الضعف وطرح عدد من الحلول والمقترحات التي من شأنها أن تسهم في معالجة المشكلات والوصول إلى نتائج مرضيه.
وتهدف هذه الدراسة الى تحديد التحديات التي ترافق عملية الانتقال والمتمثلة في ( أزمة الهوية ـ وأزمة الاندماج، وعدم استكمال عملية بناء المؤسسات، وتأزم العلاقات بين المجتمع والدولة .
- أهمية الدراسة :
تكمن أهمية الدراسة في أنها تعد دراسة استقصائية تقييمية لاستراتيجية الانتقال من الثورة الى الدولة مسلطين الضوء على الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب العادلة والمتحكم الرئيس في صنع القرار السياسي الجنوبي وتشكيل كافة الأنساق السياسية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية والدينية والثقافية في المجتمع الجنوبي .
- منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي وتتبع الاحداث ومتكئة على منهج (Swot ) الذي يهدف لقياس نقاط القوة والضعف والفرص والحلول المقترحة حيث استندت الدراسة على عدد من المقابلات والملاحظات والتحليلات ذات الاختصاص في هذا الموضوع .
- أدوات الدراسة:
استخدم الباحث اداة الاستطلاع الميداني والمقابلة والملاحظة حيث اعتمد على عينة البحث البالغ عددها (500) شخصية اكاديمية وسياسية وثقافية وسياسية تم استطلاع أراها حول تجربة المجلس الانتقال في التحولات من الثورة الى الدولة.
- محتويات الدراسة :
لقد احتوت هذه الدراسة على مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول ونتائج متوقعة، ففي التمهيد تناول الجانب النظري لمفهوم الثورة والمرحلة الانتقالية، وفي الفصل الأول: تناول تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي في اطار التحولات الايديولوجية، وفي الفصل الثاني: تناول تجربة المجلس الانتقالي في اطار التحولات المؤسسية، وفي الفصل الثالث: تناول تجربة المجلس الانتقالي في اطار التحولات الدستورية. وفي الخاتمة تناولت أبرز المؤشرات والمخرجات المتوقعة من تلك التحولات الاستراتيجية.
نتائج الدراسة
إن المخرجات المتوخاة من عملية التحول من الثورة إلى استعادة الدولة تتمثل في الوصول إلى استعادة دولة الجنوب بهويتها السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وتحقيق عدد من الأهداف التي حددتها كل مرحلة ويمكن الإشارة إلى بعض منها على النحو الآتي:
أولا: السمات والمؤشرات الأيديولوجية :
- قيادة سياسية جنوبية تمارس دورها السياسي وفق شبكة تفاعلات إقليمية ودولية تؤدي وظيفتها الادارية تتفاعل بعضه ببعض دون احتقان؛ لما فيه خدمة الأهداف شعبنا الجنوبي العظيم.
- بروز مؤشرات الدولة المدنية المنشودة من خلال التسامح والتصالح والتبادل السلمي والمشاركة الديمقراطية في تبادل الراي والرأي الاخر بعيدا عن العنف والتعصب السياسي.
- منظمات مجتمع مدني تسهم في بناء الدول وتسعى للتنمية الاقتصادية والبشرية والعمل إلى جانب المكونات السياسية للوصول نحو تحقيق الاهداف المرجوة.
- إعلام جنوبي وطني حديث يوكب التطورات العلمية ويسهم في الدفاع عن قضية شعب الجنوب ويحمي الثورة المكتسبة من أي اختراق قد تعمل على تشويه مجرياتها السياسية.
- امتلاك خطاب ديني وسطي معتدل يسهم في نشر الوعي والتعايش وقبول الاخر وزع القيم الاسلامية السمحاء بين اوساط المجتمع ويعمل في محاربة الافكار المتطرفة والهدامة داخل المجتمع الجنوبي.
- منتديات ثقافية وأدبية واجتماعية تسهم تنمية الاتجاه السياسي وتعزيز الهوية الوطنية في سبيل الاقتراب نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي للثورة الجنوبية والمتمثل في استعادة الدولة الوطنية الجنوبية الحرة.
- خلق جيل جديد واعي ومتعلم خال من عقد الماضي متطلع للمستقبل حاملا راية بلاده نحو تحقيق عدد من الانجازات وفي مختلف المجالات.
- إبراز كوادر إدارية وسياسية وقيادية جنوبية في المرحلة الانتقالية لتتولى قيادة مؤسسات الدولة والأجهزة الحكومية المختلفة استنادا إلى معايير الكفاءة والوطنية والنزاهة.
- توطيد العلاقات الخارجية مع الدول العربية والإقليمية والدولية والعمل على تعريف العالم بعدالة قضيتنا.
ثانيا: السمات والمؤشرات المؤسسية (العسكرية والامنية والاقتصادية والخدمية)
1 تعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب العربي ومكافحة الجريمة والمخدرات والقضاء على التنظيمات الإرهابية والقاعدية من كافة أراضي الجنوب العربي واجتثاث تواجدها وتجفيف منابعها.
2 فاعلية اكبر لحماية المياه الإقليمية والدولية وحماية المصالح المشتركة مع دول الجوار العربي.
3 بناء مؤسسة عسكرية وطنية جنوبية تدافع عن شعب الجنوب وأرضه وهويته وحماية مكتسبات ثورته من العدوان.
4 بناء تحالف عسكرية مع دول التحالف العربي للدفاع عن المشروع العربي وحماية عقيدتنا ومقدساتنا من العبث الصفوي والإيراني.
5 رفع مستوى دخل الفرد الجنوبي وتحسين معيشته والاسهام جلب المستثمرين الجنوبيين في الخارج
6 خلق عدد من الفرص الوظيفية في محافظات الجنوب بغرض التخفيف من البطالة
7 تنوع مصادر الدخل لدى المواطن الجنوبي.
ثالثا: السمات والمؤشرات الدستورية
1- المشاركة في المؤسسات التنفيذية عبر حكومة المناصفة المنبثقة من اتفاقية الرياض
2- المشاركة في السلطات الدستورية عبر مجلس قيادة الرئاسة المنبثق من مشاورات الرياض
3- الاعتراف بقضية شعب الجنوب ووضع لها أطار قانوني في أي مفاوضات قادمة وبأشراف الامم المتحدة .
4- المشاركة المباشرة في صناعة القرار السياسي والدبلوماسي
المصادر والمراجع :
1- اشكالية بناء الدولة في المغرب العربي دراسة في تطور دولة ما بعد الاستعمار ، فخر الدين مهيوبي، الاسكندرية مكتبة الوفاء القانونية 2014.
2- بناء الدولة النظام العالمي ومشكلة الحكم والادارة في القرن الحادي والعشرين ، فرنسيس فوكوياما، ترجمة مجاب الامام العبيكان للتوزيع والنشر 2007.
3- بناء الدولة المفهوم والنظرية واسئلة الراهن، محمد امين، المعهد المصري للدراسات الاستراتيجية، 2016
4- دراسات في الدولة والسلطة والمواطنة، اسماعيل شاهر، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية، 2017".
- لتنزيل الدراسة اضغط هنا