قراءة تحليلية في التحول الاستراتيجي للحركة الوطنية..
المجلس الانتقالي الجنوبي.. (60) شهرا من الطموحات والإنجازات
ووضعت الحركة الوطنية الجنوبية، لبنة أساسية في مسيرتها، حين "أعلنت التصالح والتسامح الجنوبي"، في جمعية ردفان الخيرية الاجتماعية، يوم الـ13 من يناير العام 2006م، وهو التأريخ الذي أعلن فيه الجنوبيون تجاوز صراعات الماضي والبدء في فتح صفحة جديدة عنوانها المضي في تحقيق التطلعات الش
قدمت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، قراءة تحليلية في التحول الاستراتيجي للحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي)، في العام 2017م، وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اصبح شريكاً في السلطة المعترف بها دولياً.
وشكل الرابع من مايو (أيار) العام 2017م، تحولا استراتيجيا في مسيرة الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي)، التي انطلقت في الـ7 من يوليو (تموز) 2007م، والذي صادف ذكرى احتلال قوات نظام صنعاء وتحالفاته القبلية والدينية، المتمثلة في تنظيم الاخوان وقاعدة الجهاد في الجزيرة العربية.
وقد أعلنت الحركة الوطنية الجنوبية، انطلاقتها رافعة شعار "استعادة دولة اليمن الجنوبي الديمقراطية الشعبية)، التي دخلت في وحدة هشة مع العربية اليمنية انتهت بالانقلاب على اتفاقية تلك الوحدة.
ووضعت الحركة الوطنية الجنوبية، لبنة أساسية في مسيرتها، حين "أعلنت التصالح والتسامح الجنوبي"، في جمعية ردفان الخيرية الاجتماعية، يوم الـ13 من يناير العام 2006م، وهو التأريخ الذي أعلن فيه الجنوبيون تجاوز صراعات الماضي والبدء في فتح صفحة جديدة عنوانها المضي في تحقيق التطلعات الشعبية الجنوبية.
وقوبلت الحركة الوطنية بالقمع الواسع، وفرضت عليها إقليميا تعتيما إعلاميا، قبل ان تعمل الكثير من الأطراف اليمنية والإقليمية على تفتيت الحركة الوطنية الجنوبية.
وعلى الرغم من ان الكثير من الأطراف الإقليمية وقفت مع نظام الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح في مواجهة الحراك الجنوبي، الا انها في العام 2015م، وجدت نفسها بدون خيارات "الا من الحراك الجنوبي"، الذي صنع المقاومة الجنوبية، التي شكلت النواه الأولى للجيش الجنوبي الحديث في مواجهة الحوثيين وحليفهم السابق علي عبدالله صالح.
في منتصف العام 2014م، دخل الجنوبيون في اعتصام مفتوح بساحة العروض بخور مكسر، الذي كان يشهد اكبر استعراضات القوات المسلحة الجنوبية السابقة التي قضت عليها حرب صيف العام 2014م.
لتنزيل الدراسة اضغط هنا |
كان هدف الاعتصام هو تجنيب مدن الجنوب ويلات الحرب التي كانت تدور رحاها في صنعاء.
وحتى الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، الذي وقف ضد الحركة الوطنية الجنوبية وجد نفسه مستعينا بالحراك الجنوبي، بعد ان حوصر في صنعاء واجبره الحوثيون على تقديم استقالته من الرئاسية، ليفر الى عدن.
ولم يجد هادي ما يستعين به في عدن، في ظل انتشار قوات يمنية كلها أعلنت الولاء للحوثيين، الا الاستعانة باللجان الشعبية ومقاتلي الحركة الوطنية الجنوبية الذين حملوا السلاح، وخاضوا معركة جنوبية ضد قوات يمنية شمالية.
ويستحضر الجنوبيون البيان التاريخي الذي تلاه الشهيد البطل علي الصمدي في العاصمة عدن، قبيل مواجهة مطار عدن وقاعدة الصولبان العسكرية، وقد سقط الصمدي شهيدا في تلك الملحمة البطولية.
في الـ26 من مارس (آذار) العام 2015م، أعلنت السعودية عن اطلاق عملية عاصفة الحزم بمشاركة عشر دول عربية، ابرزها الامارات العربية المتحدة التي نزلت بقواتها على الأرض في عدن، وقامت بتدريب القوات الجنوبية، لتتحرر عدن وأبين ولحج في خلال اقل من أربعة اشهر من القتال العنيف.
وكانت المقاومة الجنوبية التي تزعمها الجنرال البارز عيدروس الزبيدي، قد نجحت في تحرير مواقع عسكرية في مدينة الضالع خلال اقل من شهر من المواجهات المسلحة الشرسة.
وبعد التحرير، شعر الجنوبيون ان الانتصار الذي حققوه هناك من يحاول سرقته، ناهيك عن استهداف القوات الجنوبية التي يجري تأسيسها من خلال دمج المقاومة الجنوبية في الجيش والأمن.
وشهدت عدن سلسلة تفجيرات عنيفة خلفت مئات الضحايا من المجندين، ناهيك عن تعرض محافظ عدن حينها، الجنرال عيدروس الزبيدي لأكثر من عشر محاولات اغتيال من خلال تفجيرات استهدفت موكبه في عدن، وخلفت عشرات الضحايا من حراساته الخاصة.
وفي مطلع سبتمبر (أيلول) 2014م، دعا الزبيدي الجنوبيين الى الالتفاف حوله لتأسيس "كيان سياسي جنوبي يمثل الجنوب في أي مفاوضات سياسية"، خاصة بعد ان استحوذ تنظيم الإخوان "العدو اللدود للجنوب"، على قرار الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقد انزعج الاخوان من دعوة الزبيدي، واعتبروها دعوة لاستقلال الجنوب، وانتظروا حتى الـ27 من ابريل نيسان 2017م، في التاريخ الذي يصادف اعلان نظام علي عبدالله صالح الحرب الأولى على الجنوب في العام 1994م، لتصدر منظومة هادي الاخوانية، قرارا بعزل الزبيدي ومحافظ لحج ناصر الخبجي.
الا ان الزبيدي مضى في فرض مشروع الجنوب، حين أعلن في مايو أيار (تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي).
في هذه الورقة البحثية يحاول الزميلان د. صبري عفيف، وأ. صالح أبوعوذل، استعراض التحولات الكبرى التي رافقت مسيرة المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه في 4مايو / 2017غالى 4/ مايو/ 2022م مستعرضين أبرز المحطات التاريخية وما تحقق فيها من أهداف وإنجازات أسهمت في رسم الخارطة السياسية لقضية شعب الجنوب.