مصر والحرب الاقتصادية..
«مسلسل الاختيار».. ماذا يعني تصاعد العمليات الإرهابية في سيناء؟
القوات المسلحة المصرية -ارشيف
هناك نوع من انواع الضغط او الترهيب لمصر بعد اخبار تحويل احتياطي الدولار إلى ذهب.. وحزمة القرارات الاقتصادية الأخيرة زي فتح الاعتماد البنكي للاستيراد..وغيرها.
كل ده ادى لعدم الانهيار الكامل للجنيه المصري وبالتبعية الاقتصاد المصري.. اللي لسه مكمل رغم كل الأزمات والحروب اللي مصر بتمر بيها بشكل متواصل على مدى ١٢ سنة.. ولا زالت مستمرة.
وخاصة مع حالة الثقة والروقان اللي اتكلم بيها طارق عامر عن العملة المهجنة وتنويع الاحتياطي في العملات الأجنبية. بعد ما قضى اجازة العيد براحته بدون ان يفرض حالة طوارئ بعد رفع امريكا لسعر الفائدة..
امريكا ومن خلفها الصهيونية العالمية تعلم جيدا أن مرحلة الاختيار ما بين المعسكر الشرقي والعسكر الغربي اقتربت لا محالة.
وساعتها لابد من الضغط على مصر حتى لا تنحاز للمعسكر الشرقي.. أو على الأقل لا تعلن على الملأ هذا الانحياز
وده واضح في العمليات الإرهابية وحركة المسؤولين الامريكيين نحو مصر.
(الإرهابيين بيتحركوا بأوامر وتمويل من الخارج.. مش بالفرجة على المسلسلات حتى لو فضحاهم.. مش فارقة معاهم).
ولو دورنا في موضوع ارتفاع الاسعار غير المنطقي لبعض السلع التي لا علاقة لها من قريب او من بعيد بالدولار.. مش بعيد نلاقي للغرفة الأمريكية في مصر وزبانيتها يد قوية في هذا التلاعب.. بالاضافة لمصالح المستوردين اللي وقفت.. وممكن يتعاونوا مع الشيطان لاستعادتها بافشال سياسات ومحاولات الدولة لاحتواء الأزمة ( عدو الخارج مش هيقدر يوجعك.. إلا لو ساعده خونة من الداخل)..!
ولو أضفنا على كل هذا... ما تسعى له مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وتوطين الصناعات لتقليل حجم الاستيراد من الخارج (مصر من أهم الاسواق الاستهلاكية بالنسبة لدول الاتحاد الاوروبي وأمريكا.. والصين كمان).
كمان فكرة ان انهيار الدولار هاتعني بالتبعية انخفاض قيمة القروض اللي مصر واخداها من صندوق النقد والبنك الدولي.
لو جمعنا القطع دي كلها جنب بعض.. ساعتها هانعرف ان تركيع مصر بالنسبة لهم أصبح مسألة حياة او موت ولا تقل أهمية عن الحرب مع روسيا..
لأن مصر في هذه الحالة اقتصادها سيصبح أقوى أضعاف أضعاف ما هي عليه لو تخلصت من نسبة كبيرة من الديون الدولارية وفوائدها . وما ادراك كيف تكون مصر لما تبقى قوية (نموذج محمد علي باشا حي في اذهان الغرب مدى الدهر)
هذا من ناحية..
اما من الناحية الأخرى..
فمصر لو أعلنت انحيازها للكتلة الشرقية ستكون ضربة قاصمة للرأسمالية الغربية.. لما سيتبعها من دول عربية وافريقية تنتظر اللحظة الحاسمة لإعلان موقفها.. خاصة وإن جولات التفاوض والتقارب التي حدثت خلال العامين السابقين بين عدد من الدول العربية ودول القارة الافريقية بالكامل مع روسيا والصين كل على حدة نجحت بالفعل من زعزعة علاقة كثير من هذه الدول بأمريكا.. بل انتزعت بعضها من حضن أمريكا بالفعل (السعودية مثلا).
لذلك.. ظهور الإرهاب في اعتقادي ليس بسبب "الاختيار-المسلسل".. ولكن بسبب "الاختيار-الموقف"
واعتقد أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي
بعمل حوار وطني في هذا التوقيت.. وعقد مؤتمر صحفي عااااالمي لإعلان خطة مصر لمحاربة الأزمة الاقتصادية.. (اللي المفروض انها شأن محلي داخلي)
هي محاولة منه للاحتماء بالرأي العام المصري والعالمي لحماية قرار واختيار الدولة المصرية. (عملها قبل كده بفكرة منتدى شباب العالم)
وتوقعي.. أنه خلال هذه المناسبات اللي أكد انه هايحضرها شخصيا (دي في حد ذاتها رسالة).. سيمرر رسائل او فضائح (مستترة كعادته) لما يمارس ضد مصر من ضغوط/ أو ما يدور في كواليس معركة روسيا-اوكرانيا وكيف يتم استغلالها لافقار الدول وقيادة العالم عن عمد لحرب عالمية ثالثة من اجل الحفاظ على مكانة الدولار.. وضمان بقاء النظام العالمي الحالي المجحف على ما هو عليه بمنظماته ومؤسساته وهيئاته المنحازة على اختلاف تخصصها (سياسي، أمني، رياضي، ثقافي، صحي، اقتصادي...)
كل ما اتمناه الآن.. أن يكون لروسيا في هذا التوقيت الحرج موقف (جدعنة) ودور مهم (تكنولوجيا- عبر صور الاقمار الصناعية) لمساعدة مصر في القضاء على العناصر المتطرفة اللي نفذت العمليات الاخيرة في سيناء..
ويا حبذا لو تخلت عن طبعها المألوف باختزان المعلومات حتى تلعب بها لمصلحتها في الوقت الذي يناسبها.
فلو لم تثبت روسيا حسن تعاونها في هذه المعركة.. سيكون الوضع مؤسفا بالنسبة لها.. فعلى ما اعتقد اننا في مركب واحد ضد امريكا وأخواتها.


