دائرة حقوق الانسان الجنوبية تصدر تقريرا لـشهر مارس..

قيادات عسكرية جنوبية في مرمى إرهاب القوى السياسية اليمنية

جنود وضباط أمنيون في موقع تفجير إرهابي بالعاصمة الجنوبية عدن - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

أصدرت دائرة حقوق الانسان في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي تقريراً عن الاحداث الإرهابية التي شهدتها عدداً من محافظات الجنوب خلال شهر مارس من العام 2022م.

واستنادا الى المهام الموكلة لدائرة حقوق الانسان في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن اللائحة الداخلية الصادرة عند تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017م في مادتها (21)، قام قسم الرصد والتوثيق وقسم تقصي الحقائق في دائرة حقوق الانسان برصد وتوثيق عدد من وقائع الاعمال الإرهابية التي ارتكبتها عناصر من التنظيمات الإرهابية بحق قيادات جنوبية بارزة خلال شهر مارس 2022م.

يقول الدكتور عبدالعزيز علي هادي، نائب رئيس دائرة حقوق الانسان، رئيس قسم الرصد والتوثيق في الدائرة، ان محافظات الجنوب شهدت خلال شهر مارس من العام 2022م عدة أعمال إرهابية من قبل عناصر تعمل بدعم وتخادم مع قوى وقيادات أخرى تسعى لزعزعة الامن والاستقرار في الجنوب واستعادة سيطرتها على محافظاته بعد تمكن القوات الجنوبية وأجهزتها الأمنية من طردها منها.

ويضيف الدكتور عبدالعزيز ان الهدف من تلك الاعمال كان تصفية أبرز القيادات الجنوبية التي تساهم بصورة كبيرة في مكافحة الإرهاب والعناصر الإرهابية بعد تمكن القوات الجنوبية وأجهزتها الأمنية من محاربتها، مشيراً الى ان فريق دائرة حقوق الانسان في قسم الرصد والتوثيق وقسم تقصي الحقائق قام بالتواصل مع فريق الراصدين في إدارات حقوق الانسان في المحافظات والمديريات التي شهدت اعمال إرهابية كما قام الفريق بالنزول الميداني الى مواقع الاحداث حيث اجرى مقابلات مع الضحايا والشهود لجمع المعلومات والبيانات المطلوبة وتوثيقها بتقارير وقائع قامت دائرة حقوق الانسان على أساسها بإعداد تقريرها عن الاحداث الإرهابية التي شهدها الجنوب لشهر مارس 2022م.

وتطرق تقرير دائرة حقوق الانسان لعدد من وقائع الاعمال الإرهابية التي ارتكبتها عناصر من التنظيمات الإرهابية بحق قيادات جنوبية بارزة خلال شهر مارس 2022م، مشيراً الى ان تلك الاعمال أدت الى مقتل (12) واصابة (8) وتدمير (4) مركبات ومنشأة خاصة.

وكان تقرير قسم الرصد والتوثيق وقسم تقصي الحقائق في دائرة حقوق الانسان الذي تناول الاحداث الإرهابية في الجنوب خلال شهر مارس للعام 2022م وقد شمل في سياقه العام النطاق المكاني من محافظات العاصمة عدن، لحج ومحافظة أبين، مقدما لمحة عن المستجدات التي شهدتها الساحة السياسية في اليمن عامة والجنوب خاصة مع انعقاد مشاورات الرياض وما خرجت به من نتائج جعلت قوى سياسية وحزبية يمنية كانت متحكمة في رئاسة الدولة (حزب الإصلاح الإخوانية بالتخادم مع جماعة الحوثيين) تشعر بخطر مشاركة الاطراف الجنوبية في هذه المشاورات الذي قد يؤدي الى إنهاء سيطرة هذه القوى على رئاسة الدولة وتمكن الأطراف الجنوبية من فرض معالجة للقضية الجنوبية ضمن مخرجات هذه المشاورات.

وانعكاسا لنتائج تلك المشاورات قامت تلك القوى بتوجيه أطرافها الإرهابية (تنظيمي القاعدة وداعش) بتحريك عناصرها لتنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية بهدف اغتيال عدد من القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية في محاولة لإثارة غضب الأطراف الجنوبية وإعلانها عدم المشاركة في المشاورات، إلا ان الأطراف الجنوبية أدركت هذه المؤامرة واستمرت في مشاركتها وتمكنت من تحقيق اهداف مشاركتها في هذه المشاورات وهو ما كانت تخشاه القوى اليمنية سالفة الذكر في اشارة واضحة الى تورطها في دعم العناصر الإرهابية لتنفيذ العمليات الارهابية التي ادت الى اغتيال أثنين من ابرز القيادة الجنوبية و مقتل ( 8 )  وإصابة ( 8 ) ممن كانوا يرافقون تلك القيادات بينما نجى القيادي الثالث بعد تعرضه لإصابات طفيفة.         

منهجية التقرير

قامت دائرة حقوق الانسان بالاعتماد على دقة المعلومة ومصداقيتها كهدف سعت لتوافره في أعمال الرصد والتوثيق التي تقوم بها وذلك من خلال الالتزام بأساسيات ومبادئ تلك الأعمال وعلى رأسها النزول الميداني إلى مكان الواقعة ومقابلة الضحايا والشهود واخذ افادتهم، وجمع الأدلة كالصور، والفيديوهات، والمستندات والوثائق بأنواعها من مصادرها التزاماً بالمعايير الدولية للرصد وهي (الحيادية والمصداقية والواقعية والشفافية) يليها إعادة تنظيم المعلومات والأدلة.

 

الاحصائيات العامة:

اشارت دائرة حقوق الانسان في تقريرها ان الوقائع الارهابية التي شهدها الجنوب خلال شهر مارس قد بلغ عددها (3) وقائع نتج عنها (27) انتهاكاً موزعة بالشكل الاتي:

استهداف السلامة الجسدية / القتل - (10)

استهداف السلامة الجسدية / الإصابة - (8)

محاولات الاغتيال - (1)

تفجير عبوات ناسفة – (2)

تدمير أعيان خاصة / مركبات - (5)

تدمير أعيان خاصة / منشأة – (1)

ونوهت ان عمليات استهداف السلامة الجسدية (القتل) قد تضمنت، بالإضافة الى ما ذكر أعلاه، حالتين هي لعنصرين من الإرهابيين سقطوا في العمليات التي قاموا بها.

من وقائع العمليات الإرهابية بحق أبناء الجنوب وغطى تقرير دائرة حقوق الانسان تفاصيل وقائع العمليات الإرهابية التي وقعت في الجنوب خلال شهر مارس من العام 2022م مقدماً تفاصيلها كالاتي:

 واقعة التفجير الارهابي الذي استهدف العقيد عبداللطيف السيد / قائد الحزام الأمني في محافظة أبين

قامت دائرة حقوق الانسان في تقريرها، بحسب ادارتها في محافظة أبين، باستعراض تفاصيل العملية الإرهابية التي حدثت يوم الثلاثاء الموافق 15 مارس 2022م الساعة الثامنة والنصف صباحاً، حيث قامت عناصر إرهابية تنتمي الى تنظيم القاعدة باستهداف موكب العقيد عبداللطيف السيد – قائد الحزام الأمني في منطقة الحجر من مديرية زنجبار في محافظة أبين، بسيارة مفخخة وهجوم بسلاح الكلاشنكوف، أثناء توجهه ومرافقيه للمشاركة في فعالية تأبين الشيخ ناصر عبدالله الذيب الفضلي، وهو أحد الشخصيات الاجتماعية في محافظة أبين، موضحة نوع الانتهاك في العملية الذي شمل التفجير الإرهابي والقتل والاصابة جراء الاعتداء على السلامة الجسدية وتدمير الاعيان العامة تمثلت بـ (4) مركبات، وأدت تلك العملية لمقتل (6) أفراد بينهم (2) من العناصر الإرهابية، واصابة (8) .

وشرح التقرير انه في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً وعند مرور مكوب القائد عبداللطيف السيد في منطقة الحجر الواقعة بين مدينة زنجبار ومدينة جعار نصب الإرهابيون سيارة هيلوكس مفخخة في الخط بحجة إنها معطلة حسب إفادة أحد جنود الحزام الأمني، وانه عند وصول موكب القائد عبداللطيف السيد إلى المكان المحدد انفجرت السيارة المفخخة مما أدى إلى اصابة القائد عبداللطيف السيد وعدد من مرافقيه واحتراق سيارته واعطاب طقمين مرافقين له.

وبعد الانفجار تدحرج القائد عبداللطيف من سيارته على الاسفلت واحتمى بمحاذاة الطريق هو ومجموعة من مرافقيه نتيجة اطلاق الاعيرة النارية عليهم من قبل العناصر الارهابية المتمترسة بالقرب من موقع التفجير في محاولة للقضاء على من تبقى من افراد الحزام الأمني المرافقين للقائد عبداللطيف والأهم من ذلك التأكد من مقتله، واندلعت على اثر ذلك اشتباكات بين الطرفين استمرت قرابة الساعة أدت الى مقتل أربعة من مرافقي القائد عبداللطيف السيد وأثنين من العناصر الإرهابية، وتمكنت العناصر الارهابية الأخرى بعدها من الهروب بواسطة سيارة نوع هيلوكس.

وقدم التقرير كشف بالخسائر البشرية في العملية الإرهابية من القتلى موضحاً تفاصيل الشهداء من مرافقي القائد عبداللطيف السيد الذين بلغوا (4) شهداء، وكذا القتلى من العناصر الإرهابية الذين كان عددهم (2)، كما تضمن التقرير تفاصيل الإصابات في العملية والتي شملت عدة جروح في مناطق مختلفة من جسد المصابين الذين عددهم (8)، وتوزعت كجروح في الرأس والوجه والاذنين والصدر والاكتاف والظهر والرجلين والقدمين واصابات بسبب الشظايا في مناطق مختلفة من جسم المصابين.  

وفي كشف الخسائر المادية الذي قدمه تقرير دائرة حقوق الانسان، أشار التقرير الى احتراق سيارة القائد عبداللطيف السيد، واحتراق سيارة العناصر الإرهابية، كما تم تدمير عدد (2) اطقم عسكرية تابعة للحزام الأمني في محافظة أبين.

وكانت دائرة حقوق الانسان في اطار تقريرها قد رصدت إفادات عدد ممن شهدوا العملية الإرهابية من جنود ومواطنين أشاروا في مجملها الى أن موكب القائد عبداللطيف تفاجئ بانفجار سيارة مفخخة كانت متوقفة على الخط الاسفلتي وأثناء الانفجار قفز القائد عبداللطيف من السيارة وتدحرج في الإسفلت إلى الطين واشتبك عدد من مرافقى القائد عبداللطيف السيد مع أنصار القاعدة حيث احترقت سيارة القائد عبداللطيف وتم اعطاب طقمين مرافقين له ولم يؤدي الانفجار رغم قوته إلى سقوط أي قتيل من جنود الحزام الأمني، إلا ان العناصر الارهابية زرعت انغماسيين في الطين على حافتي الطريق وكانوا يلبسون ملابس الحزام الأمني حيث اشتبكت هذه العناصر مع الجنود المرافقين للقائد عبداللطيف السيد قرابة الساعة مما أدى الى مقتل أربعة جنود إلى جانب جرحى الانفجار وسقط من العناصر الإرهابية أثنين وتمكن ثلاثة من الهروب على متن سيارة هيلوكس غمارتين وما زالت القوات الأمنية تتعقب العناصر الإرهابية حسب تأكيد قيادة الحزام الأمني.

واقعة التفجير الإرهابي الذي استهدف اللواء ثابت جواس، قائد محور العند العسكري – قائد اللواء 121

استعرضت دائرة حقوق الانسان عبر قسم الرصد والتوثيق وقسم تقصي الحقائق في تقريرها تفاصيل التفجير الإرهابي الذي استهدف اللواء ثابت مثنى جواس قائد محور العند العسكري، قائد اللواء 121الذي تم يوم الأربعاء 23 مارس 2022م.

اشار تقرير دائرة حقوق الأنسان، عبر إدارة حقوق الأنسان في تنفيذية انتقالي محافظة لحج، أنه في يوم الأربعاء الموافق 23 مارس 2022م عند حوالي الساعة السادسة مساءٍ سمع دوي انفجار كبير جوار محطة اليمدأ البترولية في مدينة الخضراء من مديرية تبن في محافظة لحج، وعلى الفور إثر ذلك نزل فريق إدارة حقوق الأنسان إلى الموقع لرصد الواقعة وجمع البيانات المتعلقة بالحادث، وتوصل إلى الاتي:

ان صوت الانفجار الذي تم سماعه كان ناتج عن انفجار سيارة مفخخة وضعت بجوار الخط الرابط بين منطقة الرباط والمدينة الخضراء وبالتحديد بجوار محطة اليمدأ للبترول، وتم من خلالها استهداف سيارة اللواء ثابت مثنى جواس قائد محور العند العسكري - قائد اللواء 121، أثناء عودته من تقديم واجب عزاء.

وجاء في التقرير ان هذا الاستهداف قد أدى إلى احتراق وتدمير السيارة الخاصة باللواء جواس من نوع هيلوكس مما أسفر عن مقتل جميع من كان بداخلها وعددهم خمسة بما فيهم اللواء جواس ومن كانوا معه، كما اسفر هذا التفجير عن حدوث عدة أضرار في محطة اليمدأ البترولية.

وأفاد تقرير دائرة حقوق الانسان ان المعلومات تشير الى ان الجهة المنفذة لهذا التفجير هي عناصر إرهابية حوثية تسللت الى المكان لاستهداف اللواء جواس انطلاقا من اعتقادهم بانه هو من قام بقتل قائدهم ومرجعيتهم بدرالدين الحوثي اثناء قيادته لمعارك الجيش اليمني عندهم قبل اجتياحهم للعاصمة اليمنية صنعاء ومعظم المحافظات اليمنية الأخرى.

وقدم تقرير دائرة حقوق الانسان كشفا بالضحايا البشرية للحادث والذين بلغوا (5) ضحايا في مقدمتهم القائد اللواء ثابت مثنى جواس ومرافقيه الأربعة ومن ضمنهم نبيل ثابت جواس نجل اللواء جواس.

كما قدم تقرير دائرة حقوق الانسان أيضاً كشفاً بالخسائر المادية التي نتجت جراء هذا التفجير الارهابي، تضمنت تدمير اعيان خاصة شملت سيارة اللواء جواس التي تم استهدافها، والسيارة المفخخة للعناصر الإرهابية التي تم التفجير من خلالها، حيث كلا السيارتان احترقتا بشكل كلي، بالإضافة الى التدمير والاضرار التي تعرضت لها منشأة محطة اليمدأ البترولية بشكل جزئي.

واستعرضت دائرة حقوق الانسان من خلال تقريرها عدداً من الافادات لمجموعة من الشهود الذين شهدوا عملية التفجير الإرهابي، حيث عبرت تلك الافادات في مجملها عن قوة الانفجار والصوت الذي صدر عنه، والذي دفع بعدد من الناس للتوجه الى موقعه، وأشاروا انهم وجدوا سيارة من نوع هايلوكس مقلوبة وتحترق وكان بداخلها أربعة اشخاص يحترقون وشخص خامس مقتول خارجها، مضيفين انهم قاموا بالعمل على اخماد الحريق واكتشفوا بعدها ان الضحية المستهدفة في ذلك الحادث الإرهابي كان اللواء ثابت مثنى جواس.

واقعة اغتيال النقيب / كرم المشرقي / قائد الحزام الأمني القطاع الثامن في مديرية الشيخ عثمان " تعتبر واقعة الاغتيال الإرهابية التي ذهب ضحيتها النقيب / كرم عبدالكريم المشرقي قائد القطاع الثامن حزام أمني في الشيخ عثمان واحدة من الوقائع الارهابية التي نفذتها عناصر منتمية لتنظيمات ارهابية تسعى الى زعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة عدن خاصة والجنوب عامة وذلك ضمن مسلسل اغتيال القيادات الامنية والعسكرية الجنوبية التي تعمل بدون كلل لمكافحة الارهاب في محافظات الجنوب حيث حققت هذه القيادات انتصارات كبيرة ضد التنظيمات الارهابية منذ عام 2015م من خلال تمكنها من تطهير محافظات الجنوب من العناصر الإرهابية، إلا ان هناك جهات داعمة للإرهاب البعض منها له نفوذ كبير في السلطة ممن تحاول انقاذ ما تبقى لهم من سلطة بعد شعورهم بخطر انتزاع سلطتهم بعد المشاورات التي عقدتها اطراف الازمة في السعودية وبدعوة ورعاية من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي. ولهذا قامت هذه الجهات بتحريك ورقة الارهاب في محافظات الجنوب في محاولة لعرقلة تلك المشاورات وتنفيذ مخرجاتها.

ومن خلال النزول الميداني لفريق الرصد والتوثيق التابع لدائرة حقوق الإنسان في الأمانة العامة واخذ شهادة شهود الواقعة وتحليل مقطع الفيديو الذي التقطته احدى الكاميرات التابعة لاحد المحلات في موقع الاغتيال تشير المعلومات الى ان العناصر الارهابية قد قامت برصد تحركات الضحية ( القائد / كرم المشرقي) واستغلال عدم اصطحابه لأي مرافقين وقاموا بانتظاره في طريقه الى مقر عمله ( مقر القطاع الثامن حزام أمني / مديرية الشيخ عثمان ) حيث يشير المقطع الفيديو الى أنه عند حوالي الساعة الثامنة صباحاً من يوم الثلاثاء الموافق 29مارس 2022م كانت العناصر الارهابية على متن باص ابيض نوع ( فوكسي ) وعند وصول القائد كرم المشرقي الى أمام مكتب التربية الشيخ عثمان على متن دراجة نارية دون وجود أي مرافقين قامت العناصر الارهابية بقطع الخط واللحاق بالقائد كرم واطلاق النار عليه مباشرة من الخلف واصابته بطلقة رصاص أسفل الظهر في منطقة الحوض من الجهة اليسرى وخروجها من اسفل البطن، وتسببت هذه الطلقة بحدوث نزيف شديد ادى الى وفاته قبل وصوله الى مستشفى الوالي بحسب شهادة افراد الطقم التابع لموقع جولة عبدالقوي الذي صادف تواجده في المكان وقيامهم بإسعاف القائد كرم الى مستشفى الوالي.

 

وتشير التحقيقات الى تمكن الاجهزة الامنية للوصول الى مكان تواجد العناصر الارهابية والباص الذي كانوا على متنه أثناء تنفيذ عملية الاغتيال، حيث قامت الاجهزة الامنية بمداهمة الموقع واثناء المداهمة قامت العناصر الارهابية بمواجهة القوة الامنية ما ادى الى مقتل عنصرين ارهابيين واعتقال العنصر الثالث والتحفظ على الباص الذي استخدمته العناصر الارهابية في عملية الاغتيال (باص ابيض نوع فوكسي)، وما زالت التحقيقات جارية الى ساعة كتابة التقرير. 

وفي مجمل إفادات الشهود على الواقعة، أفادوا انه في يوم الثلاثاء، الموافق 29/ مارس/ 2022م عند حوالي الساعة الثامنة صباحاً جاء القائد أكرم المشرقي على دراجة نارية قادماً من البيت، حيث أفادت شهادة عدد من افراد الطقم الخاص بموقع جولة عبدالقوي انهم كانوا أمام مكتب التربية, عندما سمعوا طلقات رصاص وتوجهوا الى مصدر الصوت وهناك وجدوا القائد كرم المشرقي قائد القطاع الثامن حزام أمني في مديرية الشيخ عثمان مرمياً على الارض بعد اصابته بطلقة رصاص أسفل الظهر في منطقة الحوض وخرجت الطلقة من اسفل البطن, وعند وصولهم اليه طلب اسعافه, وعندها قاموا بإسعافه الى مستشفى الوالي حيث كان ينزف بصورة كبيرة وتوفى قبل ايصاله الى المستشفى، وبسبب ازدحام السيارات في موقع الحدث، كان من الصعب التعرف على هوية من الذي أطلق الرصاص على القائد كرم المشرقي ولكن بحسبهم يعتقدون أن من قام بعملية الاغتيال هم عناصر ارهابية تنتمي الى تنظيمات ارهابية تسعى الى زعزعة الامن والاستقرار في العاصمة عدن من خلال اغتيال القيادات الأمنية التي تعمل على مكافحة الاعمال الارهابية في العاصمة عدن خاصة والجنوب عامة.

وقدمت دائرة حقوق الانسان في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في تقريرها عددا من التوصيات تضمنت ضرورة رفع الجاهزية واليقظة الأمنية في هذه الظروف التي تحاول فيها التنظيمات الارهابية والجهات الداعمة لها تعطيل المشاورات التي دعت لها ورعتها الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والتي تهدف لإيقاف الحرب واحلال السلام في اليمن، داعية لرفع الحس الأمني لدى المواطنين في العاصمة الجنوبية خاصة ومحافظات الجنوب عامة وحثهم على الابلاغ عن أي تحركات مشبوهة للعناصر الارهابية وذلك من خلال اعداد برامج توعوي يتم نشره عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتفعيل عمل المحاكم والسلك القضائي وتعزيزه للفصل في القضايا التي تصل اليهم، وكذا دعوة المنظمات الدولية والمحلية والأمم المتحدة الى رصد وتوثيق الجرائم التي ترتكب وايصالها الى المحافل الدولية ومحاكم الجنايات الدولية.

وقدمت دائرة حقوق الانسان في اطار تقريرها توصيفاً قانونياً للانتهاكات التي تمت، مشيرة الى انها جرائم قتل عمد وشروع في القتل وفقا للشريعة الإسلامية وقانون الجرائم والعقوبات رقم ( 12 ) لسنة 1994م المواد رقم 133 – 137 – 144- 234 – 236، وانها تعد انتهاكا للحق في الحياة وفقا للمادة رقم ( 3 ) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمادة رقم ( 6 ) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما وصفتها بأنها جرائم ضد الانسانية وانتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان قامت بارتكابها جماعة إرهابية وجماعة الحوثيين بحق قيادات أمنية وعسكرية ومرافقيهم من خلال استهدافهم بسيارات مفخخة والاغتيال المباشر بسلاح الكلاشنكوف، وهي جرائم تم التخطيط لها مسبقا وارتكبت عمداً وقصداً وبمعرفة الجناة بالمستهدفين وهم قيادات أمنية وعسكرية جنوبية ومرافقيهم.