بوساطة عمانية..

استئناف المحادثات المباشرة بين السعودية وحركة الحوثي الإرهابية

استئناف المحادثات المباشرة في سياق هدنة تبدو صامدة حتى االآن رغم تبادل أطراف الأزمة اتهامات بخرقها، بينما يراهن عليها المجتمع الدولي لتهيئة الظروف لمفاوضات سلام تنهي الحرب في اليمن.

عدن

قال مصدران مطلعان اليوم الثلاثاء إن المحادثات المباشرة بين السعودية وحركة الحوثي اليمنية استؤنفت لمناقشة الأمن على طول حدود المملكة والعلاقات المستقبلية في إطار أي اتفاق سلام مع اليمن، مشيران إلى أن سلطنة عُمان تسهل المحادثات عبر الإنترنت بين كبار المسؤولين من الطرفين، بينما أوضح أحدهما أن ثمة خطط أيضا لاجتماع مباشر في مسقط إذا أحرز تقدم كاف.

ويأتي استئناف المحادثات المباشرة في سياق هدنة تبدو صامدة حتى االآن رغم تبادل أطراف الأزمة اتهامات بخرقها، بينما يراهن عليها المجتمع الدولي لتهيئة الظروف لمفاوضات سلام تنهي الحرب في اليمن.

كما تسبق هذه المحادثات في توقيتها زيارة مرتقبة سيقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن للسعودية وستكون حرب اليمن على جدول أعمال الزيارة بينما تعمل الإدارة الأميركية على تسوية الأزمة ودفع الحوثيين للعودة إلى طاولة المفاوضات. ومن المنتظر أن تشمل المحادثات أيضا مخاوف مرتبطة بأمن الخليج في وقت تعثرت خلاله جهود القوى العالمية لإحياء اتفاق 2015 النووي مع إيران.

لكن المبادرة الأميركية للسلام اصطدمت حين تم طرحها في الأشهر الأولى من حكم بايدن بتصلب حوثي حيث أدار المتمردون اليمنيون المدعومين من إيران ظهورهم لكل مبادرات السلام في وقت كانوا يخوضون فيه معارك مصيرية في مأرب المدينة الإستراتيجية الذي تشكل السيطرة عليها انعطافة حاسمة في مسار الحرب الطويلة.

وكانت المفاوضات المتقطعة حتى الآن، قد استؤنفت بين الجانبين في الشهر الماضي قبل تجديد هدنة بوساطة الأمم المتحدة شهرين إضافيين في الثاني من يونيو/حزيران.

واستئناف المحادثات مؤشر إيجابي على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والولايات المتحدة من أجل التوصل لتسوية سياسية للنزاع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ودفع اليمن إلى شفا المجاعة.

وذكر المصدران أن سلطنة عُمان تسهل المحادثات عبر الإنترنت بين كبار المسؤولين من السعودية والحوثيين، بينما أوضح أحدهما أن ثمة خطط أيضا لاجتماع مباشر في مسقط إذا أحرز تقدم كاف.

وبعد أعوام من الجمود العسكري في اليمن، تسعى الرياض لتهيئة المناخ لمحادثات سلام وتسوية سياسية للأزمة. وسبق لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن أعلن في مقابلة مطولة أن المملكة تعمل من أجل إنهاء الحرب وعرض حوار غير مشروط على المتمردين الحوثيين، موضحا أنهم في النهاية جزء من المعادلة السياسية في اليمن كما أعلن حينها أن بلاده لا تمانع الحوار مع إيران بشرط أن تتخلى طهران عن أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

ويسيطر الحوثيون على مناطق شاسعة في اليمن بما يشمل تلك التي على الحدود اليمنية مع المملكة والممتدة بطول 1300 كيلومتر.

وقال المصدران إن مسؤولين من السعودية وجماعة الحوثي ناقشا اتفاقا طويل المدى لأمن الحدود، إضافة إلى مخاوف الرياض المتعلقة بترسانة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المسلحة المستخدمة لتنفيذ هجمات على مواقع في المملكة.

ويتهم التحالف الذي تقوده السعودية إيران بتسليح وتمويل المتمردين الحوثيين فيما تنفي الحوثيون وطهران باستمرار تلك الاتهامات.

ويحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ إقناع قادة الحوثيين بسحب قواتهم من طريق رئيسي واحد على الأقل في مدينة تعز المتنازع عليها في جنوب غرب البلاد، وفقا لما ذكره أحد المصادر وشخص ثالث مطلع على المحادثات.

وإعادة فتح طريق الحوبان أحد الشروط التي حددتها الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية لتجديد الهدنة، لكن الحوثيين يمانعون حتى الآن، قائلين إن هذا الطريق هو أحد جبهات القتال وإن إعادة نشر القوات ليس جزءا من اتفاق الهدنة وفقا للمصادر.