الدور القطري في اليمن..
"إخوان اليمن".. مأرب تحشد قواتها لأول مرة استعدادا للحرب.. لكن ضد من؟
"زيارة مجلس القيادة الرئاسي إلى قطر خلت من أي إشارة للحرب ضد الحوثيين الذين تدعمهم الدوحة، لكنها أكدت على موقف نظام تميم المناهض لتطلعات الجنوب، من خلال تجديد التأكيد على دعم ما يسمى بالوحدة اليمنية"
استعرضت وحدات من ما يسمى بالجيش الوطني، قواتها في طريق عام في محافظة مأرب، المعقل الرئيس لإخوان اليمن المدعوم قطرياً وسعودياً، بالتزامن مع زيارة يقوم بها رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، وهي الزيارة التي قاطعها أعضاء المجلس المحسوبون على الجنوب، بما في ذلك رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، الذي أنهى زيارته إلى مصر، وفي طريقه الى عدن خلال الأيام القليلة القادمة.
ونشرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) خبراً عن استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمكتبه في الديوان الأميري، د. رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية (....)، والوفد المرافق له بمناسبة زيارتهم للدوحة".
وذكرت الوكالة أنه جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، وأبرز مستجدات الأوضاع في اليمن، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
ونشرت الوكالة أيضاً خبراً عن اجتماع أخر للعليمي مع الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر[1] ، وقد جرى خلال الاجتماع، مناقشة سبل تعزيز علاقات التعاون التجاري والاقتصادي بين اليمن وقطر، والدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص القطري في توجيه استثماراته إلى اليمن".
وقال السفير اليمني في الدوحة راجح بادي، لـ" صحيفة العربي الجديد القطرية[2]"، إن الجولة والزيارة، اللتين يقوم بهما بها رئيس مجلس القيادة اليمني، تأتيان لحشد الدعم سياسيا واقتصاديا للحكومة اليمنية، وللجهود التي يقوم بها مجلس القيادة من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي لليمن، ومعالجة التداعيات التي تسببت بها الحرب".
وقال عضو مجلس القيادة الإخواني عبدالله العليمي في تدوينة على تويتر "إن لقاء قمة أخوي في الدوحة لرئيس وأعضاء مجلس القيادة مع الشيخ تميم بن حمد مؤذناً بأفق جديد من العلاقات بين البلدين الشقيقين قائم على أساس متين من الثقة والصدق والروابط الأخوية والمصالح المشتركة تعزيزا لدور التحالف بقيادة السعودية وتطلعا لعلاقة أعمق لليمن وأشقائه في الخليج العربي".
وعلق سفير اليمن لدى قطر الإخواني راجح بادي على زيارة العليمي وأعضاء مجلس القيادة اليمنيين الشماليين، ممتدحا ارتفاع علم اليمن الى جانب علم دولة قطر.
وقال بادي في تدوينة على تويتر :" العلم اليمني إلى جوار شقيقه القطري في الديوان الاميري وفي شوارع الدوحة، أفق جديد تخطه الآمال الكبيرة بين شعبين ربطتهما الأواصر العروبية، والمصالح المشتركة، مرحلة جديدة يأمل الجميع أن تكون فاتحة لشراكة أكثر متانة وأخوة".
وقالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن أميرُ قطر أكد خلال اللقاء حرص بلاده على دعم التوافق السياسي القائم ضمن مجلس القيادة الرئاسي، واصلاحاته الاقتصادية والخدمية، وتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني".
وعلى هامش الزيارة، أعلنت سفارة اليمن تدشين حسابها على منصة تويتر، فيما قال السفير اليمني لدى الدوحة "إن نظام تميم أكد دعم "مجلس القيادة الرئاسي"، في مواجهة مساعي الجنوب نحو الاستقلال، من خلال الالتزام بدعم الحفاظ على ما يسمى بالوحدة اليمنية.
وأبرز راجح بادي في تصريحات لصحيفة الشرق القطرية[3] الدور البارز الذي تلعبه الدوحة في دعم اليمن وشعبها في كل المراحل المختلفة من أجل الحفاظ على الوحدة اليمنية". مشددا على أن القيادة اليمنية تتطلع إلى أن تكون نتائج الزيارة إيجابية في تعزيز الدور الفاعل لقطر في دعم الحكومة الشرعية لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها"؛ دون الإشارة الى الحوثيين الذين يتلقون دعما قطريا منذ سنوات.
"زيارة مجلس القيادة الرئاسي إلى قطر خلت من أي إشارة للحرب ضد الحوثيين الذين تدعمهم الدوحة، لكنها أكدت على موقف نظام تميم المناهض لتطلعات الجنوب، من خلال تجديد التأكيد على دعم ما يسمى بالوحدة اليمنية"، حيث قال سفير اليمن لدى قطر الإخواني راجح بادي "إن العلاقات اليمنية القطرية تتميز بامتدادها التاريخي الذي يمتد لنحو نصف قرن، وهي علاقات راسخة، وتنطلق في ثباتها، وتطورها من إدراك حاجة البلدين لبعضهما البعض في إطار من التنسيق والتعاون المثمر والبناء".
وأوضح بادي أن القيادة اليمنية تتطلع خلال الزيارة إلى دور فاعل لقطر في دعم الحكومة الشرعية لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها، كما كان عهدها دائماً بالأشقاء في قطر خلال الأعوام الماضية، إضافة إلى الحاجة لتمويل وتنفيذ مشروعات تنموية لاسيما في قطاعات التعليم، والصحة، والكهرباء.
كما ثمن السفير اليمني الأدوار البارزة لدولة قطر في تقديم كل دعم ممكن لليمن، للحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره، خلال مراحل مختلفة، مبينا أن الحضور القطري في اليمن دائما ما كان يتميز بجانبه المضيء والمشرق".
وراجح بادي هو قيادي في تنظيم إخوان اليمن وعمل لأكثر من عقد متحدثا باسم الحكومات اليمنية المتعاقبة، قبل ان يعينه الرئيس اليمني المتنحي عبدربه منصور هادي، سفيرا لدى قطر بعد سبع سنوات من المقاطعة.
وفي الـ26 من نوفمبر (تشرين الثاني) العام 2021م[4]، عين راجح بادي سفيرا لدى الدوحة، منذ قرارها إلى جانب السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات معها مع بداية ما عرف بالأزمة الخليجية في يونيو (حزيران) 2017، حتى انتهاء المقاطعة في 5 يناير (كانون الثاني) الماضي، بصدور بيان القمة الخليجية الـ41 بمدينة العلا السعودية، معلناً عن نهاية الأزمة".
وخلال سنوات مقاطعة السعودية والإمارات ومصر والبحرين لقطر، اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية، الدوحة بدعم الميليشيات الحوثية بالمال والسلاح في سياق سعيها لنشر الفوضى وإضعاف الشرعية، بحسب ما جاء في تصريحات لرئيس الحكومة معين عبد الملك أثناء زيارته الرسمية الحالية إلى مصر[5].
وأوضح عبد الملك في تصريحات نقلتها عنه وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية أن الدوحة «دعمت الميليشيات الحوثية بالمال والسلاح والإعلام والعلاقات، وعملت على زعزعة الاستقرار في اليمن». وأضاف «منذ مقاطعة الدول الخليجية لقطر صارت السياسة القطرية واضحة، وصار الدعم القطري للميليشيات الحوثية علنياً، فضلاً عن عملها الآن على إضعاف الحكومة الشرعية، وإفشال جهود استعادة الدولة، وخلق بؤر توترات في بعض المحافظات، وتمويلها، وإطلاق حملات تشويش كجزء من هذه السياسة التخريبية».
واعرب سياسيون جنوبيون عن سخطهم من زيارة العليمي والوفد المرافق له إلى الدوحة التي تعد الداعم الأبرز لتنظيم الإخوان والحوثيين، الأمر الذي يؤكد على وجود رسائل إخوانية موجهة للجنوبيين من الاستعراض العسكري في مأرب، خاصة وان تصريحات مجلس القيادة اليمني إلى الدوحة خلت من أي إشارة الى الحوثيين، وركزت على دعم الاقتصاد.
ويبدو ان الإخوان أرادوا إيصال رسالة الى الجنوبيين بانهم يستطيعون شن حربا أخرى كالتي شنتها الاذرع القطرية في العام 2019م، وانتهت بالسيطرة العسكرية على محافظة شبوة النفطية قبل ان يتم طردهم منها بضغط من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في اعقاب تورطهم في تسليم جزء من المحافظة الغنية للحوثيين دون قتال.
وقال السياسي الجنوبي لحمر بن لسود زيارة رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي (صقور وحمائم الإخوان)، إلى قطر، بانها زيارة إلى الممول الرئيس للتنظيم، وقد خلت من الجنوبيين المتضرر الأكبر من سياسة نظام تميم تجاه الجنوب".
وأضاف بن لسود في تصريح لصحيفة اليوم الثامن "نتمنى ان تكون الزيارة بادرة أمل على ان تتجه قطر نحو اليمن الشمالي لدعم اعذرها او حلفائها، فالجنوبيون ليسوا بحاجة الى مشاريع إرهابية جديدة لمحاولة فرض مشاريع اليمننة والاخونة والحوثنة التي رفضها الجنوبيون بالحديد والنار".
وأكد ان "الجنوب ماض في خياراته الوطنية، ونتمنى من الشقيقة قطر ان تكف اذاها عن بلادنا، فنحن لنا خياراتنا الوطنية، والوفد اليمني لديه مشكلة مع الحوثي والدوحة تستطيع حل هذه المشكلة نظرا لأن الحوثي يعد أحد أذرعها في اليمن وتستطيع فرض حلولا تعيد الاخوة اليمنيين الى صنعاء".
المصادر
[1]رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يجتمع مع رئيس غرفة قطر – وكالة أنباء قنا
[2]أمير قطر يلتقي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني – صحيفة العربي الجديد القطرية
[3]السفير راجح بادي لـ الشرق: دور قطري بارز في وحدة اليمن – الشرق القطرية
[4] راجح بادي أول سفير يمني في قطر منذ 6 سنوات - صحيفة "اندبندنت عربية" السعودية
[5]الحكومة اليمنية: قطر تدعم الحوثيين بالمال والسلاح - صحيفة الشرق الأوسط السعودية