الصراع على الجنوب..

الجمعية الوطنية الجنوبية توصي بدعم جهود مكافحة الإرهاب و"الإخوان" يضرب شبوة

الجمعية الوطنية الجنوبية حذرت من أن أي محاولات لتغييب المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب، عن طاولة مفاوضات وقف الحرب وجهود العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، سيجعلنا وشعبنا في حلٍ من أي توافقات تنتج عنها، وستدفع نضال شعبنا الجنوبي العظيم إلى الانفتاح على كافة الخيارات الأخرى دون تهاون".

الجنرال أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية – اليوم الثامن

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن
عدن

أعلنت مصادر عسكرية وطبية استشهاد أربعة جنود في هجوم إرهابي شنه مسلحون يعتقد انهم موالون لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، وهو الهجوم الثالث خلال أقل من شهر، فيما أوصت مخرجات الانعقاد الخامس للجمعية الوطنية الجنوبية في اجتماعها بالعاصمة عدن، بأهمية دعم القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب الذي يضرب مدن الجنوب دون غيرها.

وقالت المصادر لصحيفة اليوم الثامن إن هجوما شن مسلحون يعتقد انهم على صلة بتشكيلات عسكرية موالية لتنظيم إخوان اليمن، استهدف حاجزا أمنياً خلفة أربعة شهداء من قوات دفاع شبوة، وقد حصلت الصحيفة على الأسماء وهم "محمد صالح الباراسي العولقي، مجلبع المرزقي العولقي، ايمن عمر محمد القحيح الدياني، علي محمد احمد الصميمي الدياني".

وقالت مصادر قبلية في شبوة لمراسلنا "ان الهجوم نفذ من قبل ميليشيات إخوان اليمن، التي باتت تقوم بهجمات انتقامية ضد القوات الجنوبية التي كانت لها أدوار عسكرية كبيرة في محاربة الإرهاب".

وقال مصدر قبلي عبر الهاتف من مدينة عتق مركز محافظة شبوة :"خصمنا هم الإخوان المسلمون في اليمن، هذا التنظيم هو من صنع تنظيم القاعدة والتنظيمات المتطرفة التي تشن هجماتها في مدن الجنوب، نحن ندرك خطر هذا الإرهاب، لكن نحن بحاجة الى دعم العالم في مواجهة هذا الإرهاب المنظم الذي يدار من أعلى هرم السلطة في البلاد، نستطيع الرد على هذه الهجمات، لأن خصمنا معروف وهو تنظيم إخوان اليمن، وهجوم شبوة نتمنى ان يكون الأخير ما لم ستكون هناك إجراءات لمواجهة هذا الإرهاب الذي يستهدف في الأساس شبوة بكل مكوناتها السياسية والقبلية والاجتماعية ويسعى لنسف كل ما تحقق خلال الشهور الماضية".

وفي العاصمة الجنوبية عدن، أوصى بيان صادر عن الانعقاد الخامس للجمعية الوطنية الجنوبي، بتوجيه دعوة لدول التحالف العربي وكافة دول المجتمع الإقليمي الدولي إلى الإسهام الفاعل في تدعيم ومساندة جهود القوات المسلحة الجنوبية في مجال مكافحة الإرهاب، وصون وتعزيز الأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم.

ويعتقد جنوبيون ان الهجمات الإرهابية التي تضرب بلادهم منذ أكثر من ثلاثة عقود، تأتي ضمن استراتيجية فتوى دينية أصدرها شيوخ الاخوان خلال حرب صنعاء على عدن في العام 1994م.

وأعلنت الجمعية الوطنية مباركتها لجهود قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي وتحركاته الدبلوماسية والسياسية مع الاشقاء في التحالف العربي والمجتمع الدولي ومع الشـركاء اليمنيين، وتحثها على تكثيف الجهود لتعزيز التلاحم الوطني ومكافحة الفساد وإصلاح مؤسسات الدولة وانتزاع ضمانات لما بعد هذه الشراكة بما يلبي مطالب وإرادة شعب الجنوب ويمكنه من تقرير مستقبله السياسي". 

وأشادت في الجلسة الختامية التي ترأسها اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية "بجهود الحوار الجنوبي في الخارج وتبارك إعلان الأخ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في كلمته أمام الجمعية باعتزام المجلس إطلاق حوارٍ موازٍ في الداخل، يقود إلى التوافق على ميثاق شرف وطني مع كافة القوى والمكونات الجنوبية، وإشراك كل شرائح شعبنا الجنوبي في صناعة ملامح مستقبل دولة الجنوب، وضمان تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا الجنوبي العظيم، وتحث الجمعية الوطنية على انتهاج مزيدٍ من الخطوات الفعلية والمبادرات الملموسة لتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي كأساس متين لتحقيق أهداف شعبنا واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة".

وشددت على ضرورة الإسراع في تشكيل الوفد التفاوضي المشترك وفق ما نص عليه اتفاق الرياض وأكدته مشاورات مجلس التعاون، ووضع محددات واضحة ومتفق عليها للعملية السياسية الشاملة.

وحذرت الجمعية الوطنية بأن أي محاولات لتغييب المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب، عن طاولة مفاوضات وقف الحرب وجهود العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، سيجعلنا وشعبنا في حلٍ من أي توافقات تنتج عنها، وستدفع نضال شعبنا الجنوبي العظيم إلى الانفتاح على كافة الخيارات الأخرى ولن نتهاون في مواجهة أية إجراءات أو ترتيبات لا تلبي إرادة شعب الجنوب، في الحفاظ على مكتسباته الوطنية وتحقيق أهدافه المشـروعة باستعادة وبناء دولته الجنوبية كاملة السيادة".

وطالبت الجمعية الوطنية بالإسراع في استكمال تنفيذ "اتفاق الرياض"، وفي مقدمة ذلك تشكيل الوفد التفاوضي المشترك، وإعادة تشكيل وتفعيل الهيئات الاقتصادية والرقابية العليا، وتعيين محافظو ومدراء أمن محافظات الجنوب، وإعادة هيكلة كافة مؤسسات الدولة وخاصة وزارتي الدفاع والداخلية، وإعادة تموضع كافة القوات العسكرية ونقلها إلى خطوط التماس في جبهات الحرب ضد الحوثي.

وحثت قيادة المجلس والقوات المسلحة الجنوبية إلى تكثيف العمل التوعوي والساسي لأفراد وضباط القوات العسكرية والأمنية لتكون أنموذجً في أداء واجبها. والعمل المستمر لرفع الحس الأمني لأجهزتنا الأمنية وكذا بين صفوف المواطنين، بالاستفادة من الكفاءات المجربة والعمل على نقل خبراتهم ومعارفهم لجيل الشباب.

وأكدت على أهمية تطوير وتحديث البنية التنظيمية للمجلس الانتقالي الجنوبي وهيئاته ومؤسساته القيادية بما يسهم في استيعاب أكبر قدرٍ ممكن من الكفاءات الجنوبية في تركيبته القيادية والمؤسساتية، وبناء على تقييم ودراسة تحقق البناء المؤسسي المتين، وتعزيز الهوية الجنوبية وتوسيعها بكل ابعادها في كل نشاطات الانتقالي ووسائل اعلامه.

وشددت على الإسراع في تنفيذ ما تضمنته مخرجات مشاورات الرياض حيث (تم الاتفاق على أهمية سرعة تنفيذ ما تبقى من خطوات في تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل فريق للمتابعة لتحقيق ذلك. كما تم الاتفاق على ادراج قضية شعب الجنوب في اجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي خاص لها في عملية السلام الشاملة) باعتبار ذلك هو مدخلًا أساسيًا للخروج من الأزمة السياسية التي تعاني منها المنطقة".

وطالبت بضرورة العمل بفعالية على الاستغلال الأمثل لما تضمنته مخرجات مشاورات الرياض فيما يخص الجوانب الاقتصادية والتنموية والخدماتية، ووضع مصفوفة متكاملة ومزمنة لتنفيذها وخصوصا في العاصمة عدن ووضع معالجات لانقطاع الكهرباء في صيف عدن الحار الذي لا يحتمل، وضرورة إدراج ممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي بما يحقق المناصفة في جميع اللجان والفرق الواردة في إعلان نقل السلطة ومخرجات مشاورات الرياض كـ (الفريق القانوني والفريق الاقتصادي، ولجان مراقبة تنفيذ مخرجات المشاورات المشار إليها في البيان الختامي للمشاورات)".

وأكدت الجمعية الوطنية على ضرورة البدء في المعالجات السـريعة للأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية السيئة والى العمل فورا على استقرار سعر العملة ومعالجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية المختلفة التي تتفاقم يوم عن يوم دون حسيب او رقيب.

وشددت على أهمية تعزيز الشـراكة الاستراتيجية مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وتطوير آفاق التعاون والتكامل مع جمهورية مصـر العربية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والجامعة العربية، بما يقود نحو تكامل جنوبي حقيقي مع منظومة دول الجوار الخليجي والعربي وشعوبها الشقيقة.

 وطالبت بسرعة "إصلاح المنظومة القضائية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد، وأقرت كلمة وخطاب رئيس المجلس الانتقالي ورئيس الجمعية الوطنية في الجلسة الافتتاحية واعتبارها وثيقتين من وثائق الدورة الخامسة".