الأزمة الروسية الأوكرانية..

واشنطن بوست: إسرائيل تأمل أن تكون جزءاً من الشرق الأوسط من خلال غازها الطبيعي

تضيف الصحيفة "بالنسبة لإسرائيل، التي احتاجت إلى مواجهة معارضة محلية ومحاولة التخريب العرضية لخطوط أنابيب تصدير الغاز الممتدة تحت البحر، كان ذلك مؤشراً أيضاً على أن الزمن قد تغير، فيما قال إسحاق ليفانون، الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى مصر بين عامي 2009 و2011، "إن هذا التعاون التقني العلني، الذي يأتي لمساعدة أوروبا التي تعد أقرب البلدان إليها في المنطقة، مهم للغاية".

واشنطن

نشرت صحيفة واشنطن بوست، مقالاً تحت عنوان "إسرائيل تأمل أن يجعلها غازها الطبيعي أخيراً جزءاً من الشرق الأوسط"، ذكرت فيه أنه مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وجه قطاع الغاز الطبيعي المزدهر في إسرائيل أنظاره على أوروبا التي تعاني من نقص في موارد الطاقة، ولكنه يستخدم أيضاً الثروة المكتسبة حديثاً من مجال الطاقة لتحقيق هدفه الذي طال انتظاره المتمثل في الاندماج في المنطقة مع الجيران العرب الذين كانوا أعداء في السابق.

 

وتشرح الصحيفة "فقد وافقت إسرائيل يوم الأربعاء (15/6) على ضخ ما قيمته مليارات الدولارات من الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر منشآت تسييل مصرية، بعد أن أوقفت روسيا الإمدادات وسعت القارة الأوروبية لإعادة تعبئة المخزونات المتضائلة".وتنسب الصحيفة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قولها "إن مذكرة التفاهم التاريخية، التي وقع عليها وزيرا الطاقة الإسرائيلي والمصري وممثلو المفوضية الأوروبية، تهدف إلى إنقاذ أوروبا من "ابتزاز" الطاقة الروسي".

 

ولكن في المجمل، بحسب الصحيفة، "لم يمثل الغاز الطبيعي القادم من شرق البحر الأبيض المتوسط لأوروبا سوى نقطة في بحر الإمدادات الروسية، ولكنه سيكون جزءاً من إستراتيجية عشوائية لسد عجز الطاقة الذي خلفته روسيا من خلال الاعتماد على مصادر حول العالم، وأنه بالنسبة لكثيرين في إسرائيل، كانت صفقة الأسبوع الماضي بالفعل علامة فارقة مهمة في محاولة استمرت لسنوات لاستخدام الغاز لإذابة العلاقات الجليدية مع الجيران".

 

وتقول الصحيفة "مع الارتفاع الصاروخي في أسعار الطاقة والمعارضة العامة المتلاشية تدريجياً لإسرائيل في أجزاء من العالم العربي، يأمل العديد من الإسرائيليين أن تقدم صفقة تصدير الغاز شيئاً أكثر قيمة من الربح والمزيد من عمليات التطبيع مع إسرائيل في المنطقة، بحسب موشيه ألبو من معهد السياسة والإستراتيجية في جامعة رايشمان في وسط إسرائيل، الذي قال للصحيفة "على الرغم من أن هذا التعاون ليس جديداً كلياً -فقد استضافت القاهرة منتدى غاز شرق المتوسط، الذي حضره إسرائيل والسلطة الفلسطينية وست دول متوسطية أخرى، منذ عام 2019- حيث تخلق الأسعار الاقتصادية العالمية الكثير من الحوافز لدى كثير من القوى لزيادة سرعة التعاون".

 

"وحتى تركيا، حيث كانت العلاقات في أدنى مستوياتها قبل بضع سنوات فقط، استضافت مؤخراً الرئيس الإسرائيلي واقترحت إحياء خط أنابيب الغاز الطبيعي تحت سطح البحر إلى أوروبا، في علامة على تحسن العلاقات. ويأمل رجال الأعمال والسياسيون الإسرائيليون أن تكون دبلوماسية الغاز قوية بما يكفي لتخفيف التوترات المتعلقة بالصراع الإسرائيلي المستمر مع الفلسطينيين" بحسب الصحيفة.