مجلس القيادة الرئاسي..

"عيدروس الزبيدي" في قصر معاشيق.. الجنوب يواجه الازمات ويعيد رسم المشهد

"يتعرض الجنوب المحرر، لأزمات مفتعلة، في العاصمة عدن ومختلف المدن الأخرى بما في ذلك حضرموت الغنية بالثروات النفطية، لكن عيدروس الزبيدي بمقدوره مواجهة تلك الازمات وإعادة رسم المشهد بما يخدم المرحلة التي تتطلب السلام ووقف الحرب".

الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي وبجانبه اللواء هيثم قاسم طاهر - الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن
عدن

يواصل السيد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي – عضو مجلس القيادة الرئاسي- عقد لقاءاته في منتجع معاشيق "القصر الرئاسي"، في ظل غياب رئيس وأعضاء المجلس الأخرين الذين كانوا في جولة خارجية، زاروا خلالها العديد من البلدان من بينها قطر، قبل ان يعودوا الى السعودية، كتلويح على وجود ازمة في المجلس الذي جاء لمعالجة حالة التخبط والعشوائية في إدارة الرئيس المتنحي عبدربه منصور هادي.

ومجلس القيادة الرئاسي[1]، هو مجلس تنفيذي أعلى، شكله الرئيس اليمني المتنحي عبد ربه منصور هادي بقرار جمهوري بتاريخ 7 أبريل (نيسان) 2022، ليكون جزءًا من الحل السياسي الشامل للحرب مع جماعة الحوثي المدعومة من إيران، حيث تنازل هادي بموجب القرار عن كامل صلاحياته الرئاسية وصلاحيات نائبه لصالح المجلس، الذي شكل رئاسة رشاد محمد العليمي وعضوية 7 أعضاء بدرجة نائب رئيس، مكلف المجلس بمهام "إدارة اليمن سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا طوال المرحلة الانتقالية".

وعقد الزبيدي في مكتبه بقصر معاشيق عدد من اللقاءات قبل ان يدشن السبت  عمل اللجنة العسكرية العُليا، برئاسة اللواء هيثم قاسم طاهر، 

والسبت[2] دشن الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي[3] رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المُسلحة الجنوبية، نائب رئيس القيادة الرئاسي، في العاصمة عدن، عمل اللجنة العسكرية العُليا، مشيداً بالجهود الكبيرة التي بذلتها رئاسة اللجنة في إنجاز وتشكيل اللجان والفرق المتخصصة، مشيرا إلى أن هناك آمالا كبيرة معقودة على هذه اللجنة والفرق التابعة لها، لحلحلة العديد من القضايا الشائكة في الجانب العسكري.

وشدد الرئيس القائد على ضرورة تكثيف الجهود وتعزيز حالة الانضباط والالتزام خلال المرحلة القادمة، مؤكدا دعم القيادة السياسية الكامل لقيادة اللجنة ولجانها المتخصصة لإنجاز المهام الوطنية المُناطة بها.

واستعرض اللواء هيثم قاسم خلال التدشين، الذي حضره العميد حسين الهيال مقرر اللجنة، أسماء أعضاء اللجان والفرق المتخصصة في المجالات العسكرية، لافتا إلى أن هناك لجنة تحضيرية ستتولى مهمة تحديد مهام وبرامج وخطط اللجان والفرق المتخصصة، وستعمل على توفير المعلومات والوثائق المطلوبة لبدء عملها على الأرض.

وأكد اللواء هيثم قاسم أن قيادة اللجنة تدرك أن أمامها مهمة صعبة واستثنائية، وستعمل على توفير المناخ الملائم لكل الفرق واللجان، والتعاطي معها بشكل إيجابي بما يضمن إنجاز خططها ومهامها وبرامجها على أكمل وجه.

من ناحية أخرى، وجّه الزُبيدي، حكومة المناصفة بسرعة إنجاز مصفوفة المشاريع المتعلقة بالاحتياجات والأولويات العاجلة في العاصمة عدن والمحافظات المُحررة، لاستيعاب التعهدات المقدمة من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وترأس الزبيدي اجتماعا ضم رئيس حكومة المناصفة الدكتور معين عبدالملك، ووزير الدولة، محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس في قصر معاشيق، على ضرورة إعداد مصفوفة المشاريع وفقا للأولويات العاجلة لتنمية العاصمة عدن واستعادة الخدمات الأساسية التي تلامس حياة المواطن بشكل مباشر، لتحقيق الأمن الغذائي، وتنمية سُبل المعيشة والتعافي الاقتصادي وتعزيز دور القطاع الخاص، وتوفير البيئة الجاذبة للاستثمار.

واطّلع الرئيس عيدروس الزبيدي[4] من رئيس الحكومة على الجهود المبذولة لإعادة تأهيل البُنية التحتية في العاصمة عدن، وخطتها للبدء في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية في مجال توليد الطاقة بالغاز، وتأهيل وصيانة الطرق، وفي مقدمتها الطريق البحري الرابط بين مديرتي خورمكسر والمنصورة، ودوارات الغزل والنسيج، وكالتكس، والقاهرة.

وبحث الرئيس الزبيدي الإجراءات التي أنجزتها الحكومة لاستيعاب الوديعة المقدمة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة عبر صندوق النقد العربي، مشددا على سرعة استكمالها لما لها من أهمية في استقرار قيمة العملة المحلية، وخلق الانتعاشة الاقتصادية.

"يتعرض الجنوب المحرر، لأزمات مفتعلة، في العاصمة عدن ومختلف المدن الأخرى بما في ذلك حضرموت الغنية بالثروات النفطية، لكن عيدروس الزبيدي بمقدوره مواجهة تلك الازمات وإعادة رسم المشهد بما يخدم المرحلة التي تتطلب السلام ووقف الحرب، خاصة في ظل وجود جهود أممية ودولية لوقف الحرب والجلوس على طاولة تفاوض للتوصل الى سلام دائم في اليمن المضطرب منذ عقود.

إن الازمات الاقتصادية والمعيشية، جزء من حرب سياسية هدفها انتزاع بعض التنازلات من المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن وجود رئيس المجلس في مجلس القيادة الرئاسي يمكن ان يضع حدا لذلك، خاصة في ظل الدعم السياسي والشعبي له في اتخاذ خطوات تحمي الشعب من تلك الازمات.

وعلى الرغم من ان رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قد بدأ بخلق ازمة سياسية في عدن، من خلال الدفع بصقور الإخوان والمحسوبين على الحوثيين، الى هرم الرئاسة، الا انه هروبه من معالجة الازمات، تقول مصادر جنوبية إنه قد يدفع بالجنوب الى فرض خيارات قد ربما لا تتوافق وما نص عليه اتفاق نقل السلطة من هادي الى مجلس القيادة الرئاسي.

وإزاء ذلك، خرج رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي لمطالبة المحتجين الذين خرجوا ضده في العاصمة عدن، المزيد من الوقت لمعالجة الأزمات المتتالية.

وقال العليمي في تغريدات على تويتر: «تابعت بألم شديد واهتمام بالغ الاحتجاجات الشعبية في مدينة عدن الحبيبة، وأتفهم أسبابها ومبرراتها، وأعدكم أني وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي سنبذل كل جهد لاتخاذ كل ما يمكن عمله».

وتعهد العليمي بالمزيد من الجهود للحصول على مساعدات استثنائية عاجلة من «الأشقاء للتخفيف من هذه الأزمة الخانقة في قطاع الكهرباء».

وأشار إلى أن هذه الأزمات «تحتاج إلى تدخلات سريعة بعيدًا عن كل فساد، وروتين، وبيروقراطية عرقلت كل المحاولات السابقة، وكذلك التفكير في خلق الفرص والحلول لمواجهة هذه المعوقات».

وأضاف: «كل ما أطلبه منكم هو منحنا المزيد من الوقت لمعالجة المشكلة وتجاوز هذه الأزمات المركبة، وسيُلزم المجلس الحكومة القيام بواجباتها بطريقة مختلفة عما كان في السابق، ليكون الوزير فيها موظفًا في خدمة الشعب».

وشهدت عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى[5]، في الأيام الماضية، احتجاجات واسعة تطالب بتحسين الخدمات، ومعالجة الانهيار الاقتصادي، وتوفير المشتقات النفطية بأسعار مناسبة.

وترفض مأرب ومحافظات أخرى توريد مواردها الى البنك المركزي في عدن، في حين يعمل مسؤولون يمنيون على اقتراح إعادة البنك المركزي الى صنعاء، لتوحيد العملة اليمنية التي تشهد انهيارا في مدن الجنوب، واستقرارا في مدن اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، غير ان ذلك قد يعيد الجنوب الى رسم مشهد أخر بعيدا عن مركزية مجلس القيادة، الأمر الذي يؤكد حاجة الجنوب إلى اعلان قرار الحكم الذاتي، الذي يعني التخلص من مشاكل اليمن الشمالي الاقتصادي، خاصة في ظل وجود موارد كبيرة اقتصادية تساعد الجنوب في انتشال وضعه الاقتصادي، نحو تقرير المصير في ظل عجز القوى السياسية اليمنية مواجهة الحوثي او اجباره على فتح معابر مدينة تعز التي تحاصرها الاذرع الإيرانية.

 المصادر

[1]مجلس القيادة الرئاسي اليمني – ويكيبيديا 

[2]الرئيس الزُبيدي يدشن عمل اللجنة العسكرية العُليا - المجلس الانتقالي الجنوبي (الموقع الرسمي)

[3]عيدروس الزبيدي.. تصريحات تثير قلقاً يمنياً: "وحدة الجنوبيين تعني الاستقلال" - اليوم الثامن 

[4]الرئيس الزُبيدي يوجه حكومة المناصفة بسرعة إنجاز مصفوفة المشاريع العاجلة - المجلس الانتقالي الجنوبي (الموقع الرسمي)

[5]«العليمي» يطالب المحتجين في اليمن بالمزيد من الوقت لحل الأزمات – صحيفة المصري اليوم