الدراما الأردنية..
الحارة أقوى انتاج عربي وتحت السموات والأرض مهرب وحيد من الحياة الروتينية
أول فيلم أردني طويل في لوكارنو، شارك في العشرات من المهرجانات الدولية، ومن أبرزها مهرجانات لندن وروتردام. كما شهد عرضه الأول عربياً في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

تدور أحداث الفيلم عندما يقرر الشاب آلان صاحب الـ 32 عاماً أن يدير ظهره إلى الحالة الأمنية بسبب سلسلة من تفجيرات السيارات المفخخة في العاصمة اللبنانية بيروت

يطرح المخرج اللبناني روي عريضة من خلال فيلمه تحت السموات والأرض تساؤلًا حيويًا، "هل تعطي لنا مجتمعاتنا الفرصة أن نقرر شكل حيواتنا على النحو الذي يناسبنا، دون أن تصنفنا بين كوننا ناجحين أو فاشلين، وذلك عبر التطرق لأعماق مفهوم الروتين الذي أصبح ضيفًا حاضرًا في حياة الملايين على وجه الكرة الأرضية، ضيفًا ثقيلًا، قد يراه البعض كذلك ويتأقلم على وجوده في ظل إيقاع الحياة السريعة الذي لا يمنح مساحة كبيرة للأفراد حتى يفكروا في حياتهم أو يحاولوا تغييرها، لأن تلك السرعة سلبت طاقتهم وقدرتهم على ترويض مطالب الحياة اليومية ومسؤولياتها.
أما البعض الآخر فهم من حاولوا بصدق السير في نفس الطريق الذي خاضه الكثيرون من قبلهم، ولكنهم لا يستطيعون تحمل هذا العبء الذي يعيشون تحته، لذلك يحاولون تغيير واقعهم والهروب من مطرقة وسندان "الوظيفة" وما تفرضه على الإنسان من أسلوب حياة قد يبعده عما يحبه حقاً
هذا ما حاول روي عريضة تجسيده في قصة "آلان" في فيلم تحت السموات والأرض الحائز على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. يقول روي: "في فيلم تحت السموات والأرض، آلان، بطل الفيلم، شاب لبناني يبدو من الوهلة الأولى شخص عادي، يقرر أن يدير ظهره لمسار حياته الروتيني، والمجتمع الرجعي، والبيئة السياسية، ليكتب قصته، ليخوض مغامرة في البحر، وهي بمثابة تشبيه للوصول إلى الكمال.
ربما تلك الحدود والمعايير التي فرضها الإنسان على نفسه هي السبب الحقيقي الذي يدفعه إلى أحضان الروتين، ولكنه في الوقت ذاته يمثل قوة طرد مركزي تبعد الفرد عن ذاته، فأي القوتين أكثر تأثيراً، وأيهما يمكنها الصمود إلى الأبد؟، يبقى ذلك السؤال معلقاً في الفضاء، إجابته تختلف من شخص إلى آخر، شيء نسبي قد ينجح صاحبه في الاستمرار في موقفه إلى الأبد أو قد يتراجع في فترة ما تحت عبء المسؤوليات اليومية.
تدور أحداث الفيلم عندما يقرر الشاب آلان صاحب الـ 32 عاماً أن يدير ظهره إلى الحالة الأمنية بسبب سلسلة من تفجيرات السيارات المفخخة في العاصمة اللبنانية بيروت،هذه الأحداث المزعجة، ليحاول كسر الرقم القياسي في الغوص العميق.
وعلى مدار شهر يوليو يشهد تحت السموات والأرض جولة من العروض في العديد من المدن المغربية وذلك بالتعاون مع المعهد الفرنسي بالمغرب. الفيلم من تأليف وإخراج روي عريضة، ومن بطولة آلان نجم، ناتالي جابيوت، توفيق خريش، رالف شويري، إيلي لطيف، روني خوري ورولاند نجم، وإنتاج شركة STANK، وتتولى MAD Solutions مهام توزيعه في العالم العربي، فيما توزعه شركة Indie Sales خارج العالم العربي.
أسباب تجعل "الحارة" أقوى الإنتاجات العربية
مع انتصاف عام 2021، كانت ضربة البداية للفيلم الأردني "الحارة" للمخرج والمؤلف باسل غندور في مهرجان لوركانو السينمائي العريق، ومنذ ذلك الحين يتردد اسم الفيلم في المحافل المحلية والدولية، فما هي المقومات التي تجعل من فيلم الحارة عملاً يعلق بالأذهان على حد وصف موقع One Room with a View إذ كتب عنه "فيلم الحارة سيعلق في ذهنك وقلبك لفترة طويلة"
1- وجبة تشويق هائلة
تدور أحداث الفيلم في خمسة فصول، بين كل فصل والآخر، يجد المشاهد نفسه يتأرجح بين اليمين واليسار بلا هوادة في تفاصيل الحارة الأردنية، بين النميمة والطموح والحب والعصابات، ليخرج لنا فيلماً مليئ بالالتواءات فيما يشبه اسمه، وهو ما قاله الناقد عمر علي عبر موقع The Upcoming البريطاني "الحارة هو فيلم تشويق رائع، فهو ينسج موضوعات معقدة وذكية ليحولها لأبعاد شخصية مسلية، كما أنه مليء بالتقلبات والانعطافات مثل الأزقة التي تدور أحداثه فيها."
2- طاقم تمثيلي قوي متنوع
مثلما يتفرد الحارة على صعيد البناء وحجم التشويق الذي يقدمه للمشاهدين، يضم أيضاً طاقم تمثيلي، قدم أداءات هائلة جذبت أعين النقاد والمتابعين، الفيلم من بطولة النجمة ميساء عبد الهادي ومنذر رياحنة وعماد عزمي وبركة رحماني ونادرة عمران، يتسم فريق الممثلين بأنه يجمع بين العناصر الشابة وأخرى مخضرمة، ووصفه أيضاً موقع One Room with a View بأنه "طاقم تمثيلي آسر".
3 - رحلة حول المهرجانات الدولية
أول فيلم أردني طويل في لوكارنو، شارك في العشرات من المهرجانات الدولية، ومن أبرزها مهرجانات لندن وروتردام. كما شهد عرضه الأول عربياً في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ومؤخرًا فاز بجائزة الجمهور وتنويه خاص من مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان الفيلم الدولي الأول في أنوناي بفرنسا، وترشح لـ 4 جوائز في جوائز النقاد للأفلام العربية التي يقدمها مركز السينما العربية على هامش فعاليات الدورة الحالية من مهرجان كان.
4- العمل الأول للمخرج باسل غندور
باسل غندور هو واحد من صناع الأفلام العرب الواعدين الذين وصلوا إلى العالمية منذ بداياتهم الأولى، فباسل هو المؤلف المشارك والمنتج في فيلم ذيب الذي ترشح لـجائزة أفضل فيلم أجنبي في كلاَ من حفل توزيع جوائز الأوسكار والبافتا، كما فاز بجائزة البافتا لأول عمل روائي أول.
وأشاد موقع Pop Matters الأميركي الشهير بباسل قائلاً "استغل المخرج أدواته في صناعة عمل تشويقي مسلي، وطريقة تناوله لهذا النوع من الأفلام تثبت أننا أمام صوت سينمائي واعد" وهو ما دعمته علا الشيخ في مقالها على موقع رصيف 22 "المخرج باسل غندور جمع في إدارته للعمل وعناصره الأسلوبين الغربي والعربي، وهذا بحد ذاته تميّز لمخرج أردني أراد التفرد وإعلان أسلوب لم تعتده السينما الأردنية".
تدور أحداث الفيلم في حي تحكمه النميمة والعنف في شرق عُمان، حيث يقوم شاب مخادع بالمستحيل ليكون مع حبيبته، لكن والدتها تقف عائقاً أمام اكتمال قصتهما، وعندما تلتقط كاميرا شخص مبتز مقطعاً مصوراً لهما في وضع حميمي، تلجأ الأم في الخفاء إلى عصابة لتضع حداً لما يحدث، لكن الأمور لا تجري كما خُطط لها.
الفيلم من إنتاج بيت الشوارب (يوسف عبدالنبي)، The Imaginarium Films (رولا ناصر) وLagoonie Film Production (شاهيناز العقاد) كمنتج مشارك، وتتولى شركة MAD Solutions مهام توزيع الفيلم عربياً، بينما تتولى الشركة الفرنسية Elle Driver المبيعات في باقي أنحاء العالم.