الهدنة الأممية في اليمن..

الإخوان يستجدون بالحوثيين: انفصاليو الجنوب يهددون الدولة الاتحادية

على الرغم من الجهود الإقليمية والدولي لتمديد الهدنة للمرة الثالثة، الا ان جماعة الإخوان الممولة قطرياً استنجدت بالحوثيين لما اسمته الدفاع عن مشروع الدولة الاتحادية التي رفضها الحوثيون قبل انقلاب سبتمبر (أيلول) 2014م.

مسلحو ميليشيات الحوثي الموالية لإيران في شمال اليمن - أرشيف

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن
عدن

عبرت قيادات إخوانية عن خشيته من استمرار الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة، والتي أفضت الى وقف القصف الحوثي ضد الأراضي السعودية، وكذلك قصف طيران التحالف العربي ضد مواقع الاذرع الإيرانية في اليمن، في حين لوح قيادي في جماعة الحوثي بأن الهدنة قد لا تمدد للمرة الثالثة.

وفي الفاتح من أبريل/ نيسان 2022م، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة، هانز غروندبرغ عن هدنة لمدة شهرين يفترض ان تنتهي في الفاتح من يونيو (حزيران) المقبل، وجاء الإعلان عن تلك الهدنة أثناء محادثات السلام (المشاورات اليمنية) التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض بإشراف مجلس التعاون الخليجي، وخرجت بتشكيل مجلس قيادة رئاسي، ضمن جميع الأطراف السياسية اليمنية والجنوبية، للمرة الأولى التي يتم فيها تشكيل مجلس رئاسي يشترك فيه الجنوب كطرف فاعل، بالإضافة الى العميد طارق صالح، الذي يمتلك قوات عسكرية ضخمة تتمركز في الساحل الغربي.

وفي السابع من ابريل (نيسان)، اصدر الرئيس اليمني المؤقت قرارا جمهوريا بإعفاء نائبه علي محسن الأحمر، ونقل صلاحياته (كرئيس)، الى مجلس رئاسي يرأسه وزير الداخلية الأسبق رشاد العليمي، وعضوية عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وفرج البحسني محافظ حضرموت، وقائد المنطقة العسكرية الثانية، وعبدالرحمن المحرمي، قائد قوات العمالقة الجنوبية، وطارق صالح، قائد قوات حراس الجمهورية، وسلطان العرادة، حاكم مأرب، وعبدالله العليمي، القيادي الإخواني ومدير مكتب هادي السابق، وعثمان مجلي، الشيخ القبلي والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام.

والأحد، أعلنت الحكومة اليمنية عدم إحراز تقدم بالمفاوضات مع ميليشيات الحوثي حول فتح الطرق بمحافظة تعز جنوب غربي البلاد.

وأفاد رئيس فريق الحكومة اليمنية في المفاوضات حول فتح الطرق، عبدالكريم شيبان، في مؤتمر صحافي بمدينة تعز، بأن "المشاورات مع الحوثيين بخصوص فتح طرق تعز، لم تحرز أي تقدم وعادت إلى نقطة الصفر بسبب تعنت ورفض الحوثيين فك الحصار عن المحافظة المكتظة بالسكان".

وأضاف أن "جماعة الحوثي تواصل رفض تنفيذ بنود اتفاق الهدنة الإنسانية ومقترح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بشأن فتح الطرق في تعز المحاصرة ".

وأشار شيبان إلى أن "جماعة الحوثي، عرضت فتح طريق جبلي إلى تعز لاتستطيع أن تمر منها سيارات الدفع الرباعي، فضلا عن شاحنات المواد الغذائية".

وطالب جماعة الحوثي بفتح طريق رئيسي معروف إلى تعز، كما فتحت الحكومة ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، متهما الحوثيين بمواصلة إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة تعز رغم استمرار سريان الهدنة، وأنهم قد يعدون لمعركة كبيرة.

وحذر المسؤول اليمني من أن "الهدنة الأممية ستنهار إذا لم يضغط المجتمع الدولي على الحوثيين لفتح طرق تعز التي تحاصرها الجماعة منذ نحو 8 سنوات".

وكانت انعقدت حديثاً، مشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، في العاصمة الأردنية عمان، بشأن فتح الطرق المغلقة في تعز ومحافظات أخرى.

وقدم المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مقترحاً ينص على فتح طرقات، بينها طريق رئيسي إلى تعز، ووافقت عليه الحكومة اليمنية، فيما قدمت جماعة الحوثي ملاحظات عليه، في إشارة إلى رفضها.

وكانت الهدنة قد نصت بنودها على فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، في حين ان على الحوثيين فتح المعابر المغلقة في مدينة تعز، وهو ما أعلنت حكومة رشاد العليمي ان الحوثيين رفضوا كل المقترحات الأممية، في حين لوح القيادي في جماعة الحوثي حسين العزي، بان الهدنة لا يمكن ان تمدد في ظل استمرار ما اسماه بالحصار الخليجي والأمريكي على اليمن؛ في إشارة الى المناطق الخاضعة لسيطرة الاذرع الإيرانية.

و خلال فترة الهدنة اعلن رئيس مجلس القيادة في 1 يونيو حزيران سقوط أكثر من 70 شهيدا بينهم أطفال بنيران المليشيا الحوثية خلال فترة الهدنة، ورغم هذه الخروقات الا ان مصادر مقربة من إدارة رشاد العليمي تؤكد عدم استعداد الأخير لأي مواجهة عسكرية خاصة في ظل رفض تشكيلات عسكرية يمنية في محافظتي حضرموت والمهرة على الانخراط في القتال ضد الحوثيين.

وفسرت المصادر – في احاديث لصحيفة اليوم الثامن – "ان اتفاق الهدنة نص على ضمان تدفق الوقود بشكل سلس عبر ميناء الحديدة (غرب) الواقع تحت سيطرة الحوثيين منذ 2014، فسمحت الحكومة اليمنية بوصول 18 سفينة نفطية إلى هذا الميناء الحيوي خلال شهري الهدنة الأولى، وفي الـ12 من مايو  (أيار)، الماضي، أعلن العميد طارق صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن الحكومة "سمحت حتى ذلك التاريخ بدخول 12 سفينة نفطية إلى ميناء الحديدة".

ونص اتفاق الهدنة على تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعيا من صنعاء إلى القاهرة و العاصمة الأردنية عمان، و العكس، في 16 مايو (أيار) الماضي، تم استئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء عبر رحلة غادرت المدينة إلى الأردن، و أخرى وصلت من البلد نفسه.

وتم الإفراج عن 163 أسيرا حوثيا، و تم إجلاؤهم من السعودية جوا إلى العاصمة الجنوبية عدن على ثلاث مراحل، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما ألتزم الحوثيون بوقف كل اعمال القصف الجوي على الأراضي السعودية بالمقابل توقفت العمليات العسكرية للتحالف العربي ضد السعودية.

وعلى الرغم من الجهود الإقليمية والدولي لتمديد الهدنة للمرة الثالثة، الا ان جماعة الإخوان الممولة قطرياً استنجدت بالحوثيين لما اسمته الدفاع عن مشروع الدولة الاتحادية التي رفضها الحوثيون قبل انقلاب سبتمبر (أيلول) 2014م.

وقال القيادي الإخواني البارز د. محمد موسى العامري "إن تطبيع الهدنة وفرض واقع تشطيري جديد، يتناغم مع المسار الانفصالي الذي يحقق لها تمزيق اليمن، وشرذمته إلى كنتونات ، ومناطق نفوذ متعددة ، تكون هي الطرف الأقوى فيها ، وبهذا تكون قد حققت أهم وأبرز الأهداف التي صُنعت المليشيات الحوثية الإيرانية لأجلها".

وزعمت الوزير السابق والقيادي الإخواني د. عبده مغلس، ان حربهم في اليمن هي في الأساس ضد الامامة في الشمال ومشاريع المناطقية في الجنوب؛ في إشارة الى حرب التنظيم الممول قطريا ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو الأمر الذي يوحي بان الصحافة القطرية والإخوانية عادت مجددا للعب دور المناهض للجنوب، في مسعى لنسف مجلس القيادة الرئاسي الذي لم ترض به قطر ولا تنظيم الاخوان، واعتبره الأخير انقلابا مكتمل الأركان على شرعية الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي.

وعدت مصادر جنوبية في أحاديث لصحيفة اليوم الثامن التصريحات الاخوانية بانها ليست جديدة، وانها تكشف التوجه العام لإخوان اليمن تجاه الجنوب وقضيته العادلة، وما الاستنجاد بالحوثي الا تبرير للتحالفات التي خلقها التنظيم الموالي للدوحة قبيل اجتياح صنعاء في منتصف العام 2014م.