"انقسام مجلس القيادة الرئاسي"..
رؤية "إخوان اليمن" لحل الأزمة.. "الاستحواذ على الجنوب ومد يد السلام للحوثي"
الدبلوماسي اليمني المقرب من النظام القطري - محمد جميح- يرى ان مد السلام للحوثي "شيء طيب" لكنه يشترط دمج القوات الجنوبية بالجيش اليمني لتحقيق الانسجام، والباحث الجنوبي سعيد بكران يؤكد أن رؤية الإخوان تمثل وصفة دمار شامل للشرعية الجديدة".
"الشرعية التي نعترف بها في اليمن، هي شرعية الرئيس رشاد العليمي"، بهذه العبارة أكد زعيم الإخوان محمد اليدومي عدم اعترافه بأعضاء مجلس القيادة الرئاسي؛ الذي يمثل الجنوب فيه بثلاث شخصيات بارزة :"عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، العميد عبدالرحمن المحرمي، قائد قوات العمالقة الجنوبية، اللواء فرج البحسني محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية".
وقالت مصادر سياسية لصحيفة اليوم الثامن إن "حميد الأحمر يسعى لفرض شقيقه الأصغر هاشم الأحمر رئيسا لهيئة الأركان العامة، خلفا لصغير بن عزيز المحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام".
وأفادت مصادر وثيقة الصلة "ان حميد الأحمر يسعى لفرض شقيقه الأصغر هاشم الأحمر الذي تسيطر قواته على موارد ميناء الوديعة البري الرابط بين السعودية والجنوب والتابع إداريا لمحافظة حضرموت".. مشيرة الى ان "الأحمر ابلغ قيادة الحزب برئاسية محمد اليدومي المقيم في مدينة إسطنبول التركية ان عليهم ممارسة ضغوطهم على رشاد العليمي لتعيين هاشم الأحمر رئيسا لهيئة الأركان العامة خلفا لعزيز، وان اليدومي اجرى اتصالات برشاد العليمي الذي اخبره بدراسة المقترح مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي لأنه اتحاذ القرارات تتم بالتوافق، وهو ما دفع محمد اليدومي الى الخروج بتصريح يرفض فيه اعترافه بأعضاء مجلس القيادة النواب".
وكان رشاد العليمي قد أصدر جملة من القرارات بتعيين شخصيات إخوانية خاصة تلك المحسوبة على صقور التنظيم المناهضين للتحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وزعم الدبلوماسي اليمني الإخواني محمد جميح الذي يشغل من سفير ومندوب اليمن لدى "اليونسكو" إن مجلس القيادة الرئاسي يعاني الانقسام، وانه بعد مائة يوم من اعلان تشكيله بحاجة إلى "إعادة انسجام"، مشروطا بدمج القوات المسلحة الجنوبية وأجهزة الشرطة بالجيش اليمني الذي يهيمن عليه التنظيم الممول قطرياً.
وقال جميح في مقابلة مع موقع "إرم نيوز" إن على مجلس القيادة الرئاسي، لكي يؤدي عمله على الوجه المطلوب، أن يمكن من السيطرة على الجنوب، وهذا التمكين، يعني دمج كافة القوات الأمنية والعسكرية ضمن مؤسسات الدولة، في وزارتي الدفاع والداخلية"؛ في إشارة الى القوات الجنوبية التي تشكلت في الجنوب على غرار جيش الإخوان في مأرب وتعز.
وقال جميح "دون دمج القوات والسيطرة على الأرض (الجنوب المحرر) لا يمكن أبدا أن نصل إلى واحدية اتخاذ القرار. القيادة الناجحة، هي التي يكون لها قرار واحد، والتي يكون مصدر قرارها واحدا".
وحذر الدبلوماسي الإخواني "من عدم تأجيل السيطرة على الأرض، حتى لا يصبح وضع عدن أشبه بوضع الحوثيين العام 2014 في صنعاء، بحيث تستمر شرعية قيادة المجلس، ولكن تستمر معه مشاريع أخرى على الأرض"؛ في إشارة الى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لتحقيق استقلال جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التي دخلت في مشروع اتحاد هش انتهى بالحرب والاجتياح في منتصف تسعينات القرن الماضي..
وأشاد الدبلوماسي اليمني الذي عمل لسنوات محرر في صحيفة القدس العربي القطري، بزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الى دولة قطر، بعد مقاطعة السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وتبعهم اليمن في اعلان مقاطعة "صورية"، لكن استمرت السلطة اليمنية التي سيطر عليها التنظيم، في تلقي الدعم المالي والعسكري والإعلامي من الدوحة.
وقال جميح "إن معالجة الأزمة الاقتصادية تكمن في استثمار الموارد الداخلية، وإصلاح حركة الملاحة من اليمن وإليها، وتنشيط الموانئ، وإصلاح أنابيب النفط، بحيث نستطيع الاعتماد على الموارد الطبيعية والنفطية والغازية، داخل البلاد".
ولفت إلى أن المجلس عليه أن ”يحسن الجوانب الإغاثية، لأن الكثير من اليمنيين للأسف الشديد، يعتمدون عليها، والتي تأتي من الخارج في معظمها، والبعض يأتي من المنظمات المحلية“.
وبشأن "إدارة المعركة مع الحوثيين، قال السفر محمد جميح، إن”المجلس كان منذ البداية، واضحا بأنه يمد يده للسلام، وأعتقد أن هذا شيء طيب“، ولكن اليد الممدودة للسلام، لا تحقق السلام، إلا إذا مد الخصم كذلك يده للسلام، وأقول كذلك إن اليد الممدودة لا تحقق السلام، إلا إذا وضعت يدها الأخرى على الزناد".
وتابع أقصر الطرق لتحقيق السلام، هي أن تكون قويا، لأنك عندما تكون قويا، فإن الطرف الآخر، يهاب نقض الهدنة وخرقها“.
وبحث الدبلوماسي الإخواني برسائل إلى الحوثيين، طالبهم فيها بعدم التأخر في توقيع تسوية سياسية تضمن "بقاء اليمن موحداً".
وقال جميح " لا اتخوف ان تنهار الهدنة، ولكن أن تستمر دون حل سياسي، لأنها إذا استمرت دون حل سياسي، فهذا يؤدي إلى تكريس واقع الانقسام، بمعنى أن كل طرف من الأطراف، يحتفظ بما لديه من أرض، وموارد بشرية وطبيعية"؛ في إشارة الى مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لتحقيق الاستقلال.
وقال "إن الوصول إلى صيغة من تكريس الانقسام، وندخل في مرحلة الحروب المنسية، التي لا يهتم لها المجتمع الدولي، بما أن البحار مؤمنة، والشواطئ كذلك مؤمنة، والمجتمع الدولي ومصالحه لا تتأثر“.
وتعليقا على تصريحات جميح، أكد الباحث الجنوبي سعيد بكران "أن رؤية الإخوان المسلمين في اليمن لحل الأزمة، هي التي مكنت الحوثي من الاستحواذ على كل جغرافيا اليمن الشمالي، واضعاف الجنوب وفتح المعارك الجانبية، واضاعة وزن قوى الشرعية المناهضة للحوثي".
وقال بكران - وهو رئيس مركز دار المعارف للبحوث والإحصاء- في تصريح خاص لصحيفة اليوم الثامن "ان رؤية الإخوان تمثل وصفة دمار شامل للشرعية الجديدة، ويجب على القوى اليمنية الشمالية المنضوية في مجلس القيادة الرئاسي ان تفكر خارج الصندوق الإخواني، من خلال تمتين العلاقة مع الجنوب، والعمل على إزالة جميع نقاط الخلاف مع المجلس الانتقالي الجنوبي وخاصة في الجانب العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، وفي الجانب الإداري لمحافظات الجنوب المحررة، بما يجعل الجنوب ورقة قوة للأطراف اليمنية الشمالية في مجلس القيادة الرئاسي، وليس ورقة نزاع يستثمرها الحوثي".