جولة الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط..

تحليل: القمة الخليجية - الأمريكية.. بين صناعة الأزمات وصعوبة إدارتها.. ماذا حقق "بايدن"

"بايدن" بعد تكسير الأجنحة و فقدان الثقة هل يستطيع أن يحقق أهداف زيارته الاستراتيجية ؟ أم عاد بخفي حنين؟

الرئيس الأمريكي جو بايدن - الصورة عن صحيفة رأي اليوم

د. صبري عفيف
كاتب وباحث في الشؤون السياسية والأمنية، نائب رئيس التحرير ورئيس قسم البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات،
عدن

في البد نوجه عددا من التساؤلات لماذا كل هذا التدافع الغربي والاوروبي إلى شبه الجزيرة العربية هل يعلم العرب لماذا وضع الغرب دولة إسرائيل في خاصرة هذا الأمة؟ إن الحقيقة يكاد يجلها معظم القيادات العربية ان لم يجبروا على تجاهلها هي أن هذه الأرض هي صانعة الحضارات وأن من يضع موطئ قدم فيها يسود العالم ولا يمكن لأي حضارة أن تسود إلا بعد ان يكن جزء من شبه الجزيرة العربية جزء منها وهذا ما تأكده الاحداث التاريخية على مر العصور. 
إن التسابق العالمي على هذه الأرض لم يكن طمعا في ثرواتها فحسب بل الامر أكبر من كذا الامر متعلق بالسيادة والتفرد في صناعة القرار العالمي. إن المتتبع لزيارة الرئيس الأمريكي " بايدن"  إلى الملكة العربية السعودية يرى أنها الزيارة رقم (8) من بين رؤوساء أمريكا خلال فترة ((80 عاما المنصرمة. قبل تلك الفترة لم تكن عناك أمريكا تذكر في هذا العالم وقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تتشكل كدولة لها شأن في الساحة العالمية عندما منذ أول اجتماع بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مع الرئيس فرانكلين روزفلت على متن البارجة (يو إس إس كوينسي)، وهذه كانت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ومنذ تلك اللحظة لم يمر رئيسا لأمريكا الا وطاف على القصر الملكي في ارض نجد والحجاز لكي تسمر سيادته للعالم.
وهذه الزيارة لم تكن إلا مسارا لرسم مستقبل تلك الاستراتيجية وهي محاولة لردم الهوة التي تجلت على السطح في السنوات الأخيرة محاولين استذكار الزمن الجميل من العلاقات الثنائية بين البلدين التي سار عليها المؤسسين لاسيما مؤسسو المملكة العربية السعودية.
إن ما يميز هذه الزيارة إنها جاءت في مرحلة صراع إقليمي ودولي مشحون بالتوترات السياسية والاقتصادية والعسكرية لاسيما بعد عودة القطب الروسي للواجهة مما جعل انظار العالم تترقب مخرجات هذه الزيارة التاريخية بين الإدارة الأمريكية وقيادة المملكة العربية السعودية لاسيما بعد توتر العلاقات بين البلدين نتيجة الموافق السابقة للإدارة الأمريكية وكذلك الأزمة الأوكرانية التي تسيدت المشهد السياسي والعسكري وما نتج عنها من أزمة اقتصادية تكاد تضرب العالم جمعا.

 

جولة الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط..
 جو بايدن يصل جدة قادما من إسرائيل.. ماذا يريد من السعودية؟


قبل البدء في قراءة مخرجات هذا اللقاء لابد أن نقف على فلاشات المتفق عليها مسبقا بين الطرفين ما قبل انعقاد القمة، لنبدأ في برتكولات الاستقبال المثيرة للجدل، لقد شكلت لحظة وصول بايدن إلى السعودية وهبوط طائرته في مطار الملك عبدالعزيز بجدة واستقباله من قبل امير جده الأمير خالد الفيصل لم يكن استقبالا وفق البرتكولات المتعارف عليها لاسيما أن الاستقبال الرؤساء العرب كان وفق البرتكول المتعارف عليه، ولم تكن تلك هي اللحظة المثيرة بل شكلت لحظة تحية بايدن ومحمد بن سلمان وسلامهما بيدين مغلقتين على شكل قبضة، وكذلك سير بايدن بجانب محمد بن سلمان قبيل مصافحة العاهل السعودي في قصر السلام.
حيث غرد النائب والإعلامي المصري مصطفى بكري على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية، معتبرا أنه "تلقى صفعتين في يوم واحد من السعودية والإمارات". وقال بكري أن ذلك حدث عندما فوجىء بايدن بأن "خادم الحرمين الشريفين أو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يكونا مجتمعين أو أحدهما في استقباله، وكان أمير مكة هو الذي استقبله في مطار جدة... مسكين بايدين كثيرا ما توعد أنه لن يستقبل الأمير محمد، وتطاول".
وأضاف أن "بايدن قبل ذلك قال إن السعودية دولة منبوذة وأنه لن يعطيها شيكا على بياض، والآن جاء يتسول زيادة النفط ويتوعد إسرائيل بأنه سيدمجها ويمكنها ويقلوظها ويعشقها في المنطقة، هذه الصفعة الثانية في يوم واحد، فبعد تصريح أنور قرقاش مستشار الشيخ محمد بن زايد بأن بلاده لن تشارك ‏في أي محور ضد إيران.."
كل تلك البروفات ما هي الا ذرا للرماد لكون العلاقة بين القيادتين تكاد تنبثق من مشكاة واحدة من يتابع بعمق يرى ذلك جليا .
أولا: البيان المشترك السعودي الأمريكي: 
كهذا وصفت مشاركة بايدن في اجتماع القمة الخليجية الخليجية بانها دعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، حيث قام الرئيس جوزيف بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية في يومي 15 و 16 يوليو 2022م. بعد اللقاء الذي جمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بفخامة الرئيس جو بايدن، عقد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا رسميًا مع فخامة الرئيس بايدن بحضور كبار المسؤولين من الجانبين. وقد استعرض القائدان على نحو مفصل الأولويات المشتركة التي من شأنها أن تسهم في تعزيز الشراكة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
في نهاية الاجتماع، أصدر الجانبان هذا البيان الذي استعرض جوانب الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية خلال العقود القادمة، بهدف تعزيز مصالحهما ورؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الاستقرار والازدهار والأمن والسلام.
لنبدأ فيما اسماه البيان بالأولويات الاستراتيجية المشتركة التي من شأنها أن تسهم في تعزيز الشراكة بين الادارتين الأمريكية والسعودية، والتي تمثلت في جملة من الموضوعات، هي كالآتي: 


_ المحور الأول: الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية.


استهل البيان بعرض موجز للعلاقات التاريخية والشراكة بين المملكة العربية السعودية وهذا ناقشته لقاءات القمة بين القيادتين وهو المصير المشترك لكيلا القيادتين حيث اتفق القائدان على أهمية الاستمرار في تعزيز تلك الشراكة الاستراتيجية بما يخدم مصالح حكومتي وشعبي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. كما أكد الجانبان على الدور المحوري لهذه الشراكة التاريخية في تعزيز الرخاء والاستقرار في المنطقة.
وأكد القائدان على أن الشراكة السعودية الأمريكية كانت حجر الزاوية للأمن الإقليمي على مدى العقود الماضية، وشدّدا على أن البلدين يتشاركان الرؤية ذاتها نحو منطقة مترابطة مع العالم يسودها الأمن والاستقرار والازدهار. كد الجانبان على أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، وتخفيف الأزمات الإنسانية عن طريق تقديم الدعم الاقتصادي والمالي لدول المنطقة الأكثر احتياجًا، مؤكدين على أهمية مبدأ السيادة والسلامة الاقليمية، وضرورة دعم حكومات المنطقة التي تواجه خطر الإرهابيين أو الجماعات التابعة والمدعومة من قوى خارجية. ونوه الجانبان بالعلاقات التاريخية التي تربط شعبي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ورحبوا في هذا الصدد بتمديد صلاحية التأشيرات السياحية والعمل لمدة 10 سنوات لتشجيع العلاقات بين الشعبين والتعاون الاقتصادي.


أوجه التعاون المستقبلي بين البلدين:  


اتفق الطرفان على أوجه التعاون والمنجزات في المجالات التالية: -
- الطاقة والتعاون في مجال المناخ
في هذا الجانب لم يأت بجديد لاسيما أن الازمة تطرق اروبا وامريكا مما يجعل السعودية غير ملزمة في الوقت الحاضر بالتعاون في مجال الطاقة وهذا هو بيت القصيد والهدف الرئيس الذي تسعى غليه الإدارة الامريكية تحقيقه في القريب الأجل.
حيث أن الطرفان نوها بأهمية تعاونهما الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة الراهنة في أوكرانيا وتداعياتها، مجددين التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية. ورحبت الولايات المتحدة بالتزام المملكة العربية السعودية بدعم توازن أسواق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام. واتفق الطرفان على التشاور بانتظام بشأن أسواق الطاقة العالمية على المديين القصير والطويل، وكذلك العمل معا كشركاء استراتيجيين في مبادرات المناخ وانتقال الطاقة، مع الإشادة بدور المملكة العربية السعودية الرائد في مستقبل الطاقة.
أشاد الجانب الأمريكي بمبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، كما رحب بمشاركة المملكة مؤخرًا في منتدى الاقتصادات الكبرى للمناخ والطاقة، وانضمامها للتعهد العالمي للميثان، وموقعها كعضو مؤسس في منتدى الحياد الصفري لمنتجي الطاقة، واعلان المملكة استهدافها لإنتاج 50% من الكهرباء عن طريق الطاقة المتجددة بحلول عام 2030م.
ورحب الجانبان بالتوصل لإطار الشراكة الثنائية في مجال تعزيز الطاقة النظيفة، وما يشمله من استثمارات رئيسية في التحول في مجال الطاقة النظيفة، والتعامل مع تحديات المناخ، مع التركيز بشكل خاص على مصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف، وبناء القدرات البشرية والتعاون في الجوانب التنظيمية في المجال النووي، وفي مجال التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وتطوير المواد المستدامة وغيرها من المبادرات في إطار الاقتصاد الدائري للكربون، حيث تهدف المملكة العربية السعودية إلى أن تكون رائدة عالميًا في هذا المجال.
- الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار
أكد الجانبان أن انتقال الطاقة، واعتبارات الأمن القومي، لكل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، يتطلبان سلاسل إمداد مستقرة ومتنوعة. ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد بدعم المملكة العربية السعودية لمبادرة الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار، التي أعلن عنها الرئيس بايدن في قمة مجموعة الدول السبع في 26 يونيو 2022م. وتهدف كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، من خلال هذه الشراكة التاريخية، إلى الاستثمار بشكل استراتيجي في المشاريع التي تدعم الاتصال الرقمي، واستدامة سلسلة التوريد، وأمن الطاقة والمناخ، مع التركيز على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
- الشراكة في الأمن والدفاع
أكد الرئيس بايدن على التزام الولايات المتحدة القوي والدائم بدعم أمن المملكة العربية السعودية والدفاع عن أراضيها، وتسهيل قدرة المملكة على الحصول على جميع الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية. وشدد الجانبان على ضرورة ردع التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول، ودعمها للإرهاب من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وجهودها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، مؤكدين على أهمية منع إيران من الحصول على سلاح نووي.
أكد الجانبان أهمية الحفاظ على حرية حركة التجارة عبر الممرات البحرية الدولية الاستراتيجية، ولا سيما باب المندب ومضيق هرمز، ورحبا بقوة المهام المشتركة 153 المنشأة حديثا للتركيز على أمن مضيق باب المندب في البحر الأحمر، وزيادة ردع التهريب غير الشرعي إلى اليمن. كما رحب الجانبان بتولي المملكة العربية السعودية قيادة قوة المهام المشتركة 150 التي تعزز أهداف الأمن الملاحي المشترك في خليج عمان وشمال بحر العرب.
وسعياً إلى تحسين وتسهيل تبادل المعلومات في مجال الأمن البحري، سيتم تعزيز التعاون بين القوات البحرية الملكية السعودية وقوة المهام المشتركة 153، من خلال مركز التنسيق الإقليمي المترابط والذي ستكون قيادته من مقر الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين. كما أكدت الولايات المتحدة على أهمية التعاون المتزايد بين القوات البحرية الملكية السعودية وقوة المهام 59 التابعة للأسطول الخامس الأمريكي، والتي تقود أسطولًا موسعًا متكاملاً من السفن المسيرة والمتطورة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الرصد والأمن البحري ودعم الأمن الإقليمي.
- التعاون في مجال تقنيات الجيل الخامس والسادس وشبكة وصول الراديو المفتوحة
رحب الجانبان بتوقيع مذكرة تعاون جديدة تربط شركات التكنولوجيا في كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لتعزيز تطبيق تقنية الجيل الخامس (5G) باستخدام شبكات الراديو المفتوحة، وتمكين تطوير الجيل السادس (6G) عبر تقنيات مشابهة، وتعزيز الشراكة في مجال البنية التحتية السحابية والتقنيات ذات الصلة. إن الشراكة في إطار مذكرة التفاهم تؤكد موقع المملكة القيادي كحاضنة اقليمية لتطبيق تقنيات الجيل الخامس (5G)، والتطورات المستقبلية لتقنيات الجيل السادس (6G).
- الأمن السيبراني
أكد الجانبان على أهمية التعاون المشترك في مجال الأمن السيبراني في حماية المصالح الأساسية لكلا البلدين وأمنهما الوطني. ورحب الجانبان بتوقيع مذكرات تفاهم بين الجانبين مؤخراً متعلقة بالتعاون في مجال الأمن السيبراني، كما قرر الجانبان استمرار تعزيز التبادل الفوري للمعلومات، وبناء القدرات البشرية والفنية، وتطوير صناعات الأمن السيبراني.
- استكشاف الفضاء
رحب الجانبان بتعزيز التعاون في جميع مجالات استكشاف الفضاء، بما فيها رحلات رواد الفضاء، ورصد كوكب الأرض، والتطوير التجاري وفي مجال الأنظمة والاجراءات، والسلوك المسؤول في الفضاء الخارجي. وقد رحب الرئيس بايدن بتوقيع المملكة العربية السعودية على اتفاقيات أرتيمس، وأشاد بتأكيد المملكة على التزامها بالاستكشاف المسؤول والسلمي والمستدام للفضاء.
- جزيرة ثيران
رحب الرئيس بايدن بترتيبات المملكة العربية السعودية بشأن خروج القوة متعددة الجنسيات والمراقبين (MFO) من جزيرة ثيران، بما في ذلك خروج القوات الأمريكية الموجودة هناك كجزء من مهمة القوة، مع الحفاظ على جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في تلك المنطقة واستمرارها. وسيتم تطوير هذه المنطقة من البحر الأحمر لأغراض سياحية واقتصادية مما يسهم في سلام وازدهار وأمن المنطقة.
- عبور الأجواء
في إطار حرص المملكة العربية السعودية على الوفاء بالتزاماتها المقررة بموجب اتفاقية شيكاغو 1944 والتي تقتضي عدم التمييز بين الطائرات المدنية المستخدمة في الملاحة الجوية الدولية، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة أنه تقرر فتح الأجواء لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة العامة للطيران المدني لعبور أجواء المملكة. رحبت الولايات المتحدة بهذا الإعلان، الذي سيعزز التواصل الجوي العالمي ويساعد في ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي يربط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا.
وقد جاء نص البيان الكامل لبيان بايدن:" يعد القرار التاريخي للمملكة العربية السعودية بفتح مجالها الجوي لجميع الطائرات المدنية، بما في ذلك تلك التي تحلق من وإلى إسرائيل، خطوة مهمة نحو بناء منطقة شرق أوسطية أكثر تكاملاً واستقرارًا. بينما نوقش هذا الافتتاح منذ فترة طويلة، الآن، بفضل شهور من الدبلوماسية الثابتة بين إدارتي والمملكة العربية السعودية، فقد أصبح أخيرًا حقيقة واقعة. اليوم، سأكون أول رئيس للولايات المتحدة يطير من إسرائيل إلى جدة بالمملكة العربية السعودية. بينما نحتفل بهذه اللحظة المهمة، يمكن لقرار المملكة العربية السعودية أن يساعد في بناء الزخم نحو مزيد من اندماج إسرائيل في المنطقة، بما في ذلك مع المملكة العربية السعودية. سأفعل كل ما بوسعي، من خلال الدبلوماسية المباشرة والمشاركة بين القادة، لمواصلة دفع هذه العملية الرائدة.
- رؤية 2030
رحب الجانب الأمريكي برؤية المملكة 2030، والتي تمثل خطة المملكة الاستراتيجية للتحول الاقتصادي والإصلاحات الاجتماعية، وبجهود المملكة في زيادة المشاركة الاقتصادية للمرأة، وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان. كما رحبت المملكة بزيادة استثمارات القطاع الخاص الأمريكي في المملكة، وكذلك زيادة الاستثمارات السعودية في القطاع الخاص الأمريكي بما يحقق مصالح البلدين.
رحب الجانب الأمريكي بترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو العالمي في عام 2030، وغيرها من الأحداث التي ستُعقد خلال عام 2030م وهو العام المهم الذي سيأتي تتويجًا للبرنامج الإصلاحي لرؤية المملكة 2030. وأشار الجانب السعودي إلى أهمية كأس العالم التي تستضيفها قطر في وقت لاحق من هذا العام بالنسبة للمنطقة، ورحب أيضا باستضافة الولايات المتحدة لكأس العالم عام 2026.


- المحور الثاني: - التعاون المشترك في حلحلة القضايا العربية


لقد تطرق هذا البيان لمجمل القضايا العربية التي تعاني منه كلا من (فلسطين وشعبي اليمن وسوريا ولبنان والعراق والسودان وليبيا والصومال.. تلك الجراحات الغائرة في جسد الامة العربية ولم تكن كلا من ( أمريكا والسعودية وإسرائيل ببعيدة عن صناعتها) وذلك النزيف المستمر هو جزءا من تلك الاستراتيجية المنشودة وهو ما تأكده الاحداث التاريخية منذ 60 عاما حتى اللحظة.  
- الأوضاع في اليمن


أكد الجانبان دعمهما الثابت للهدنة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة، وشددا على أهمية استمرارها وإحراز تقدم لتحويلها إلى اتفاق سلام دائم. وأعرب الرئيس بايدن عن تقديره لدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في تحقيق الهدنة وتجديدها، و شدد الجانبان على هدفهما المعلن منذ فترة طويلة لإنهاء الحرب في اليمن، داعين المجتمع الدولي لاتخاذ موقف موحد يطالب الحوثيين بالعودة إلى محادثات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة، بناءً على المرجعيات الثلاث بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2216 الصادر في عام 2015م، حيث أن الاتفاق السياسي بين الأطراف اليمنية هو الكفيل بحل النزاع بشكل دائم وعكس مسار الأزمة الإنسانية البالغة.
أكد الجانبان دعمهما لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، معبرين عن شكرهما للمجلس على التزامه بالهدنة والخطوات التي أسهمت في تحسين حياة اليمنيين في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تسهيل استيراد الوقود واستئناف الرحلات الجوية من صنعاء.
كما شدد الجانبان على ضرورة إزالة جميع العوائق أمام تدفق السلع الأساسية وإيصال المساعدات داخل اليمن، وأهمية قيام الحوثيين بفتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى تعز - ثالث أكبر مدينة في اليمن والتي تخضع لظروف الحصار منذ عام 2015.
كما شجعت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة جميع الجهات الإقليمية الفاعلة على تقديم الدعم الكامل للهدنة التي نتج عنها أطول فترة من السلام في اليمن خلال الستة أعوام الماضية. ورحبت المملكة العربية السعودية بدعم الولايات المتحدة للهدنة ومساهمتها في الجهود المبذولة للدفع بالعملية السياسية في اليمن.


- الأوضاع في العراق


رحب الرئيس بايدن بالدور الريادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في تعزيز العلاقات مع جمهورية العراق، والاتفاقيات التاريخية التي سيتم توقيعها على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، في 16 يوليو 2022 لربط شبكات الكهرباء بين المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بالعراق، من أجل تزويد العراق وشعبه بمصادر كهرباء جديدة ومتنوعة.
- مستقبل القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الجانبان التزامهما الدائم بحل الدولتين، بحيث تعيش دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافيا جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، باعتباره السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبما يتفق مع الأطر المقرة دولياً ومبادرة السلام العربية. وأشار القادة إلى عزمهم علـى تنسيق الجهود بشكل وثيق ومستمر لتشجيع الأطراف على إظهار التزامها بحل الدولتين من خلال السياسات والإجراءات. ورحبت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بكافة الجهود التي تسهم في الوصول إلى سلام عادل وشامل في المنطقة.


- الأوضاع في سوريا


أكد الجانبان على التزامهما بالحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها، ودعمهما لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للنزاع وفق الصيغة الواردة في قرار مجلس الأمن 2254 الصادر في عام 2015م، مشددين، في الوقت نفسه، على ضرورة منع تجدد العنف، والحفاظ على اتفاقات وقف اطلاق النار، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع السوريين المحتاجين.
- الأوضاع في لبنان
عبر الجانبان عن دعمهما المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية. كما أشار الجانبان إلى أهمية تشكيل حكومة لبنانية، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشددين على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.
- الأوضاع في السودان  
أكد الجانبان على أهمية الحوار بين الأطراف السودانية وإحياء العملية السياسية. كما أشادا بالجهود التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة لدعم العودة إلى أسس الحل السياسي في السودان، وأعربا عن ارتياحهما للدور الفاعل الذي تقوم به المجموعة الرباعية من أجل السودان، متمنين للسودان وشعبه الاستقرار والازدهار.
- الأوضاع في ليبيا
أكد الجانبان دعمهما للشعب الليبي في الوقت الذي ينخرط فيه في العملية السياسية بوساطة الأمم المتحدة، للتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن. وأعرب الجانبان عن دعمهما الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الليبي المبرم بتاريخ 23 أكتوبر 2020، والدعوة الليبية إلى المغادرة الكاملة للقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء وفقا لقرار مجلس الأمن 2570 الصادر في عام 2021م.


- المحور الثالث: مناقشة الوضع  الدولي في أوكرانيا وأفغانستان ومكافحة الإرهاب


- الحرب في أوكرانيا

 


أكد الجانبان على أن النظام القائم على سيادة القانون يكمن في صميم الأمن الدولي، مشددين على أهمية احترام مبادئ القانون الدولي ووحدة الأراضي والسيادة الوطنية. كما أكدوا مجددًا على المبادئ المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1/11- ES الصادر بتاريخ 2 مارس 2022م ، والذي دعمه جميع أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد القادة التزامهما لتقديم المساعدات الانسانية الحيوية للشعب الأوكراني، وضمان تصدير الحبوب والقمح دون عوائق، للتخفيف من حدة الأزمات الغذائية العالمية التي تهدد بتأثير شديد على عدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
- الأوضاع في أفغانستان
أكد الجانبان على ضرورة دعم أمن أفغانستان والتصدي للتهديد الذي يشكله الإرهابيون المتمركزون في أفغانستان. كما شددوا على أهمية مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان. وأعربوا عن دعمهم لتلبية احتياجات وتعزيز حقوق الشعب الأفغاني، بما في ذلك حقوق النساء والفتيات في التعليم والتمتع بأعلى مستوى صحي، وحقهن في العمل.
- مناقشة ملف مكافحة الارهاب
أكد الجانبان على أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف، والتزامهما المستمر بمواجهة تنظيمي القاعدة وداعش، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب، ومكافحة الدعاية المتطرفة العنيفة، وقطع قنوات تمويل الإرهاب.
سلّط الجانبان الضوء على الجهود المشتركة من خلال مركز استهداف تمويل الإرهاب الذي يتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً له. كما استعرض الجانبان وأشادا بالنجاح الاستثنائي للتحالف الدولي لهزيمة داعش، والذي أُنشئ في جدة عام 2014، وشددا على ضرورة استمرار هذا التحالف، وبذل جهود طويلة الأمد تمتد لسنوات لإعادة المعتقلين من مقاتلي داعش وعشرات الآلاف من أفراد أسر معتقلي داعش من شرق سوريا إلى أوطانهم، كما رحبوا بعقد الاجتماع الوزاري القادم للتحالف الدولي لهزيمة داعش في المملكة العربية السعودية في مطلع عام 2023م. 


الملف النووي الإيراني:

 أكدت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، على "أهمية منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وضرورة ردع التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول"، وفقا لبيان مشترك تناول العديد من القضايا، نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، يوم السبت، خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة.