"اليوم الثامن" تقدم قراءة تأريخية..

"الجنوب العربي".. دولة عريقة موحدة لم يستطع الاستعمار تفكيكها.. ما موقعها اليوم؟

سلطت الزميلة منى أحمد الضوء على تأريخ وهوية الجنوب العربي، الضاربة في جذور التأريخ، وقد استعانت يقيادات تاريخية جنوبية بارزهم بينهم السيد عبدالرحمن الجفري، نائب رئيس جمهورية اليمن الجنوبية المعلنة يوم الـ21 من مايو (ايار) 1994م.

خريطة الجنوب العربي - أرشيف

منى أحمد
كاتبة وباحثة في الشؤون العربية والدولية، تكتب لدى مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات
باريس

حينما استقل الجنوب في 1967 ألغيت التقسيمات القديمة التي استحدثها البريطانيون وقسمت الدولة إلى ست محافظات مقسمة إلى مديريات وأعطي لكل منها رقم وذلك من عام 1967 وحتى 1978 فكانت كالتالي:

المحافظة الأولى: عدن (العاصمة)، وضواحيها: المعلا، التواهي، الشيخ عثمان والبريقة، عمران، رأس العارة، دار سعد، العماد، جزيرة سقطرى.

المحافظة الثانية: لحج، الصبيحة، الحواشب، الضالع، ردفان، الشعيب.

المحافظة الثالثة: أبين، أحور، دثينة، العواذل، يافع.

المحافظة الرابعة: بيحان، بير علي، شبوة، عربة العوالق، وادي جردان، وادي عزان، حبان، وادي ميفعة.

المحافظة الخامسة: وادي دوعن، وادي حجر، وادي المسيلة، وادي حضرموت، الكرب، الصيعر، المناهيل، الشحر.

المحافظة السادسة: المهرة.

ثم استبدلت في 1979 بأسماء عربية كالتالي: محافظة عدن، محافظة لحج، محافظة أبين، محافظة شبوة، محافظة حضرموت، محافظة المهرة.

حقائق حتى عام 1990م :

 

نسبة المتعلمين  | الإناث 30% والذكور 70%

 معدل النمو  | 3.2%

معدل الولادة  |  48 حالة ولادة بين كل 1000 نسمة

معدل الوفيات|  14 حالة وفاة بين كل 1000 نسمة

نسبة الهجرة الصافية | مهاجران من بين كل 1000 نسمة

عضو في:

جامعة الدول العربية، مجموعة الـ77، الاتفاقية الدولية 

للتجارة والتعرفة الجمركية

 البنك الدولي لإعادة الأعمار والتطوير

البنك الدولي للإنشاء والتعمير

 الاتحاد الدولي للتنمية، بنك التنمية الإسلامي

منظمة العمل الدولي

 صندوق النقد الدولي

منظمة البحرية الدولية، الأمم المتحدة

الاتحاد الدولي للطباعة

 حركة عدم الانحياز

 منظمة التعاون الإسلامي

الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية

 اليونسكو

 اتحاد البريد العالمي 

منظمة التجارة العالمية

 الاتحاد العالمي لنقابات العمال

أكثر شركاء التصدير

اليابان، سنغافورة

أكثر شركاء الاستيراد 

 الاتحاد السوفيتي، المملكة المتحدة، أستراليا

 

العملة

 

دينار الجنوب العربي الصادرعن مؤسسة النقد للجنوب العربي.

 

 الجنوب العربي ككيان سياسي

 

 "الجنوب العربي"، ككيان سياسي موحد، بذرت بذوره وثبتته في المحافل العربية والدولية الحركة الوطنية الجنوبية التي نشأت بداية بين 1948 – 1951م، عندما كانت تلك المنطقة المسماة "مستعمرة عدن ومحمياتها الشرقية والغربية" مقسمة إلى (22) مستعمرة وسلطنة وإمارة ومشيخة.. محميات بريطانية.. 

وطرحت الحركة الوطنية رؤيتها في أهمية توحيد كامل هذه المنطقة تحت مسمى "الجنوب العربي"الذي عرفه العالم في فترة ما قبل ظهور الإسلام  بـ: العربية الجنوبية- 

وأطلق على قاطنيها إسم "العرب الجنوبيون" الذين قاموا بدور نشط في مجال التجارة بين الشرق والغرب وبالأخص في تجارة اللبان والمر التي كانت المكونات الرئيسية لتجارة البخور

وكان للمستشرقين السبق في إماطة اللثام عن مكانة العربية الجنوبية في العصر القديم وذلك ابتداًء من النصف الثاني من القرن الثامن عشر من خلال البعثات الأثرية، 

وفي العصر الحديث تم طرح مشروعاً إتحاديا يجمع جميع المحميات الجنوبية ويتداول حكامها رئاسته السيادية وتنشأ حكومة من خلال انتخابات.. ومن هنا نشأ اسم الجنوب ككيان سياسي ليشمل كل المنطقة التي كانت تسمى "مستعمرة عدن ومحمياتها الشرقية والغربية"؛ ورفضت بريطانيا هذا المشروع التحرري .. بل ونفى واعتقل قيادات الحركة الوطنية التي طرحت المشروع وعطلت صحفها ..ثم أقام الانجليز مشروعاً بنفس الإسم (إتحاد الجنوب العربي) ولكن على جزء من الجنوب العربي.

- بدأت بعض القوى في الترويج ليمننة الجنوب العربي منذ الخمسينيات.

- صدر قرار الأمم المتحدة في مايو 1963 بإستقلال الحنوب العربي ووحدته وحق شعبه في اختيار حكومته وتحديد مستقبله.

- كان الجنوب العربي يكافح سلميا لنيل الاستقلال منذ ماقبل الخمسينيات من القرن الماضي، ثم في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي انطلقت ثورات مسلحة ضد الاحتلال البريطاني، وقد استخدمت بريطانيا الجيش البريطاني وسلاح الجو الملكي بضراوة ضد هذه الثورات.

- كانت أطماع اليمن واضحة في الجنوب العربي من خلال ما يطرحه في المحافل الدولية من ان الجنوب العربي تابع له، واستطاع اليمن تسويق جزء من هذه الادعاءات جنوبا بحجة القومية العربية، التي كان لها امتداد كبير في الوطن العربي في فترة حكم "جمال عبد الناصر" في مصر، وماكانت تشهده الساحه العربية من صراعات ضد الاستعمار، دعم اليمن بعض الثوار المطالبين بالاستقلال، واستطاع اليمن تعزيز هذه المطالبات من خلال دعمه لبعض الثوار في الجنوب.

- وافقت بريطانيا على استقلال الجنوب العربي وأصدرت الكتاب الأبيض وحددت موعد للاستقلال هو 9 يناير 1968م.

-  في1964م أعلن عن قيام"الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل"،وتبنّت ثورة 14

أكتوبر، وكان من أهدافها تحرير الجنوب والوحدة اليمنية، وهي جبهة يسارية قومية مدعومة من اليسار العالمي ومصر واليمن.

-  اثار توجه الجبهة القومية لتسمية الجنوب العربي باسم جنوب اليمن، استياء القوى الجنوبية التي كانت تسعى لاستقلال الجنوب العربي، كرابطة أبناء الجنوب و جبهة تحرير الجنوب العربي المحتل، وادى ذلك لبوادر ظهور صراع شعبي في الجنوب.

-  في عام 1967 أوصت جامعة الدول العربية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تفاوض لاستقلال الجنوب العربي واستلام الحكم فيه، علي ان تكون مشكلة من القوي الثلاث (الجبهة القومية -رابطة ابناء الجنوب - جبهة تحرير الحنوب العربي المحتل). 

 -  تصاعد العمل المسلح من قبل الثوار فقررت بريطانيا تعجيل موعد الاستقلال 40 يوما، واختارت الجبهة القومية (اليسارية المدعومة من اليمن) لتتفاوض معها ولتسلم لها الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.

- بحكم علاقات الجبهة القومية مع اليمن والدعم القومي المصري المطالب بتوحيد كل الدول العربية في دولة واحدة، والذي ينظر للوحدة بين اليمن والجنوب العربي كنواة للوحدة العربية الشاملة، وكمرحلة مقدمة لدمج الجنوب العربي مع اليمن لاحقا، تم اطلاق اسم (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) على الدولة الوليدة في الجنوب العربي ، وتم تبني النهج الاشتراكي وطرد كل الاسر الحاكمة في سلطنات ومشيخات وامارات الجنوب وملاحقتهم ومصادرة املاكهم، وقررت الجبهة القومية ان الجنسية اليمنية واحدة وانها تسعى لقيام وحدة مع اليمن. 

-تم تغيير اسم الجمهورية الى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية). لمحو أي ذكر للجنوب تماما.

-  في عام 1990م ونظرا لظروف انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية تم اعلان مستعجل للوحدة بين النظامين في الجنوب العربي واليمن ، وفق شروط تقضي بالغاء الشخصيتين الاعتباريتين للدولتين القائمتين (الجمهورية العربية اليمنية) و (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وتم اعلان قيام دولة الوحده تحت اسم (الجمهورية اليمنية).

-  لم يستفت الشعب في الجنوب العربي حول الوحده، وعند بروز المطالبات بالاستفتاء، قامت سلطات الجمهورية اليمنية بتقديم استفتاء عن دستور الدولة الجديدة والحقت به ورقه مفادها ان الاستفتاء على الدستور هو استفتاء على الوحده. 

- عانى الجنوبيون من صدمة التوحد مع شعب مختلف ثقافيا، وعدده ضخم، وموارده شحيحة جدا نظام الحكم فيه قبلي ومختطف من قبل ثلة حاكمة وحالته الثقافية والعلمية متأخرة عن الجنوب العربي الذي تبلغ مساحته ضعف مساحة اليمن ويبلغ عدد سكانه فقط 20% من عدد سكان اليمن، واتضح سريعا بشاعة هذا الدمج.

- بدأت السلطات اليمنية عملية اغتيالات طالت الرموز الجنوبية التي لا تتفق مع السلطة اليمنية حيث تم اغتيال عدد من الشخصيات الجنوبية البارزة.

- في عام 1992 بعد سنتين فقط من الوحدة بلغ الخلاف مداه، فتدخلت الدول العربية وتم توقيع اتفاق رعاه ملك الاردن في عمان عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية، سميت "بوثيقة العهد والإتفاق" تقضي باعتماد شكل من اشكال الكونفدرالية بين الجنوب العربي واليمن.

-  لم يتم تنفيذ وثيقة العهد والاتفاق واستمرت الخلافات، حتى اعلن الجنوبيين تراجعهم عن اتفاق الوحده في 22 مايو 1994 واستعادة دولتهم المستقلة تحت مسماها السابق (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).

-  قامت القوات اليمنية بغزوالجنوب العربي مستعينة بعدد كبير من المتطرفين الاسلاميين الذين يحملون العداء لليساريين والنظام الاشتراكي السابق في الجنوب العربي، ومتسلحين بفتوى دينية رسمية اصدرتها المؤسسة الدينية اليمنية مفادها ان الجنوبيين هم خارجين عن الدين الإسلامي ويجب قتالهم وقتلهم وسلب اموالهم، ولم تعتذر الحكومة اليمنية عن هذه الفتوى أو تبطلها حتى يومنا هذا.

-  استطاع اليمن غزو الجنوب العربي واحتلاله وضمه بالقوة، بالرغم من المناشدات العربية والدولية وقرارات مجلس الامن الدولي رقم924 و931 التي اعتبرت دخول عدن خط احمر، ولكن القوات اليمنية استمرت في غزوها، وبالتالي بقي الجنوب العربي تحت الاحتلال اليمني منذ 7/7/1994م.

- حصل انقلاب من جماعة دينية متطرفه (الحوثيون) على الدوله اليمنية في 2014، وفر الرئيس اليمني الي العاصمة الجنوبية عدن، فقام اليمنيون (الحوثيون وقوات الجيش اليمني) بغزو الجنوب للمرة الثانية في 2015، تشكلت مقاومة جنوبية مسلحة واستطاعت بدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة من تحرير كامل تراب الجنوب العربي تقريبا، وكانت القوى الجنوبية تنوي اعلان استقلال الجنوب العربي لولا إعتقادها أن هذا قد يؤثر على دور دول التحالف العربي التي اعربت عن ان اعلان الاستقلال يظر بمسار الحرب ضد الحوثيين لإستعادة الشرعية لليمن.

-  تصاعدت مطالبات الشعب الجنوبي باستقلال الحنوب العربي، تم اعادة بناء القوات المسلحة الجنوبية بدعم دول التحالف العربي، واصبحت القوات الجنوبية واحزمتها الامنية هي القائمة على الحفاظ على امن واستقرار الجنوب العربي، والذي عادت القوات الإسلامية المتطرفة لمهاجمته بشراسة بدعم مبطن من القوى اليمنية المنضوية تحت الشرعية اليمنية.

-  في 2017 تم اعلان "المجلس الانتقالي الجنوبي"، كحامل للقضية الجنوبية وقائدا لمسيرة الاستقلال وبناء الدولة الجنوبية.

-  في ابريل 2022 تم الاعلان في المملكة العربية السعودية عن مشاورات يمنية أعقبها اتفاق ينص على نقل السلطة من الرئيس الشرعي لليمن لمجلس قيادة رئاسي انتقالي، يتكون هذا المجلس من 8 اشخاص (4 من الجنوب العربي و 4 من اليمن) وقد تم تعيين رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء/عيدروس الزبيدي، عضوا في مجلس القيادة الرئاسي المشكل ونائبا للرئيس، بالاضافة لكل من قائد قوات العمالقة الجنوبية ومحافظ محافظة حضرموت الجنوبية، و السيد /عبدالله العليمي باوزير (احد الكوادر الجنوبية المحسوبة على التيار الاسلامي)، بالإضافة لأربعة شخصيات يمنية وقد تم تعيين رئيسا يمنيا للمجلس الرئاسي هو (د.رشاد العليمي)،

لم يتغير موقف القوى الجنوبية وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي، من المطالبة بإستقلال الجنوب العربي، بعد مشاركته في مجلس القيادة الرئاسي باليمن ، ولكنه يعتبرها مرحلة ضرورية لحين انتهاء الحرب ضد الحوثيين في اليمن، وتم إقرار مسار خاص لمعضلة الجنوب العربي في أي مفاوضات للحل النهائي باليمن.

حق شعب الجنوب العربي في إستعادة دولته

تبنى هذه الوثيقة السياسية والقانونية على خمس دعامات رئيسية و هي:

الحقوق الأصيلة لشعب الجنوب العربي.

حق شعب الجنوب العربي في إقامة دولته المدنية.

مشروعية الدولة والحداثة.

السياسات الممنهجة في تدمير الهوية الجنوبية.

الوضع الحالي في الحرب بين اليمن والجنوب العربي.

أولا : حقوق أصيلة لا يمكن تجريدها 

قضية الجنوب العربي وشعبه هي قضية مصيرية, وليست قضية سياسية أو قضية منافع أو مكاسب، إنها قضية شعب سلبت منه حقوقه و حرياته الأساسية، وتم إبادة هويته العربية والإنسانية، وهي أيضا قضية وطن مستقل نهبت ثرواته وحقوقه.

لشعب الجنوب العربي حقوق أصيلة، تقرها الشرائع والأعراف والأنظمة والمواثيق الدولية والقيم الإنسانية ، يناضل شعب الجنوب العربي من أجل هويته وللعيش بكرامة و حرية وأمن وسعادة ومن أجل أن تكون له إسهاماته في الحضارة الإنسانية ويحق للجنوبيون مقاومة كل نظام حكم أو نظام سياسي يجرده من هذه الحقوق الأصيلة.

 (1-1)

يحق لشعب الجنوب العربي العيش الكريم فوق أرضه وموطنه والإنتفاع بثرواته ومقدراته بما يكفل له الحق في الحياه والبقاء و التنمية،

لا يعترف شعب الجنوب العربي بأي تغيير ديموغرافي أو جغرافي يعطل هذه الحقوق.

 (1-2)

لا يدعو شعب الجنوب العربي لأي نظام حكم أو منظومة سياسية خارج منطقته الجغرافية وهي مناطق نفوذ الإراة الشعبية للجنوب العربي والمحددة في حدود (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) حتى تاريخ 22 مايو 1990 وهو تاريخ دمجها مع الجمهورية العربية اليمنية بدون أن يستفتى شعب الجنوب العربي في رأيه في عملية الوحدة وإلغاء دولته المستقلة ، في خرق صارخ لحق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره، وقد قوبلت مطالبات شعب الجنوب العربي بالتراجع عن هذه الوحدة و إستعادة دولته بغزو يمني شامل لأراضي الجنوب العربي في عام 1994، وبرغم التدخل الدولي الإقليمي والأممي  وصدور قراري مجلس الأمن رقم 924 و931 اللذين ناشدا الجمهورية اليمنية لوقف غزوها للجنوب العربي و عاصمته عدن، إلا أن السلطات اليمنية إستمرت في غزوها و إحتلالها للمناطق الجنوبية و أعلنت في 7/ يوليو/ 1994 ضم كافة مناطق الجنوب العربي لخارطتها السياسية بالقوة.

وعليه فإن شعب الجنوب العربي لم ولن يعترف أو يحترم أي نظام سياسي يجرده من حقه في تقرير مصيره العادل و العاجل.

 (1-3)

لا يقيل شعب الجنوب العربي مطلقا فكرة الوطن البديل ولا يبحث عن وطن، فهو شعب متمسك بوطنه وأرضه ولا يقبل بمقايضة أرضه لصالح شعب أخر،

كما لايقبل شعب الجنوب العربي بالإضرار بمصالحه  الوطنيه أو بالسماح بإستخدام أراضيه ومياهه الإقليمية للإضرار بالمصالح الدولية أو بإستباحة أراضيه من قبل قوى الشر و الإرهاب التي رعتها الحكزمات اليمنية المتعاقبة في تواطئ مع قوى الإرهاب الدولي ، لوصم شعب الجنوب العربي بالإرهاب و لتخويف العالم من دعم حقوق شعب الجنوب العربي، وقد قامت المؤسسات الرسمية اليمنية بدعم الفكر والنشاط الإرهابي في الجنوب العربي و ضد شعب الجنوب بشكل فج وخطير وقامت المؤسسة الدينية الرسمية اليمنية في عام 1994 بإصدار فتوى دينية ضد شعب الجنوب العربي تستبيح فيها دماء و ممتلكات الجنوبيين بدعوى أنهم خارجين عن الإسلام ويجوز قتلهم ونهب ممتلكاتهم،

بل إن السلطات اليمنية قامت بتسليم محاغظات جنوبية بالكامل للانظيمات الإرهابية بمسمياتها المختلفة، كما حصل في محافظات أبين و شبوة وحضرموت ، والتي إستطاعت القوات الجنوبية لا جقا تحريرها من الإرهاب بدعم إقليمي ودولي، وقد شهد العالم لكفائة.

القوات الجنوبية في محاربة الإرهاب و الجماعات المتطرفة و تحرير أرض الجنوب العربي من سيطرة هذه الجماعات.

قدم شعب الجنوب العربي تضحيات جسيمة فسقط منه عشرات الألاف من الشهداء المدنيين و العسكرييت بينهم الألاف من الأبرياء من النساء و الأطفال و العجزة  و دمرت مدنه ومستشفياته، وكل تلك التضحيات لتكون له السيادة على أرضه وليكون من يملك و يتصرف وينتفع بثرواته، وليكون هومن يحدد ويقرر ضرورات حياته وإحتياجاته في البقاء و الرخاء.

 (1.4)

فرض نظام صنعاء بطبيعته المتأصلة في الكهنوت والتشدد والتطرف الديني، على شعب الجنوب العربي وأره قيودا من الأفكار الرجعية والتخلف و الإستبداد، فأصبح أبناء الجنوب العربي مهاجرين في وطنهم ، وغرباء في أرضهم ، وأعاد نظام صنعاء المتخلف عجلة التاريخ إلى الوراء بمقدار ألف سنة، وكل إنجازاته في الجنوب هي الفقر والجهل والمرض، عوضا عن التنوير والتقدم والتطوير.

(1.5)

عزل نظام صنعاء بثقافته غير المتسامحة ، مجتمع و أرض الجنوب العربي عن التطور والعلاقات الإنسانية، وتعامل مع الجنوب العربي باعتباره بلد معادي تم إحتلاله وأرض أجنبية مكتسبة،

ووفقا لهذا التهج المنظم، فقد فرض نظام صنعاء الفيئ على شرائح المجتمع الجنوبي كافة فتم تجريده من ملكياتهم، ومنع عنهم الإنتفاع بثروتهم، ومارس العنصرية والتمييز والإضطهاد بأبشع الصور و الأشكال، فيما كانت النساء و الأطفال الأكثر تعرضا للتمييز والإضطهاد،

(1.6)

لقد آلت القيادة الجنوبية على نفسها ، تحرير شعب الجنوب العربي من وبلات الحروب والصراعات، ومن ويلات التطرف والإرهاب والعنف، وتخليص الشعب في الجنوب العربي من سياسات الإضطهاد و التمييز التي بلغت مستويات تفوق مفهوم الإحتلال في العلاقات بين الشعوب،

ولذلك يتمسك شعب الجنوب العربي يإستعادة دولته المدنية، وفق المبادئ والقيم الإنسانية المعتبرة والمعترف بها في العدالة والمساواة والتسامح، مع كفالة التعايش السلمي بين الشعوب، والعيش الكريم المشترك في مجتمع ديمقراطي حر.

ثانيا: الدولة المدنية الحديثة

ينشد شعب الجنوب العربي الدولة المدنية، ويتخلى عن الصراع الطبقي والصراع الأيدلوجي، ويتطلع لدولة تكفل فيها حقوق و حريات الإنسان الأساسية، وتحترم القانون وتعترف بسيادته و تكون فيها الإرادة الشعبية هي مناط الحكم.

(2.1)

من أهم مقاصد شعب الجنوب العربي إقامة دولة تسترشد بالحكم الرشيد وتطبق المشاركة، والشفافية، والنزاهة، والمحاسبة، والإنصاف الشامل، وتنبذ التمييز وتعلي من قيم التسامح والعيش المشترك وتحافظ على البيئة وتوفر الفرص المتكافئة.

(2.2)

ستحترم دولة الجنوب العربي، مبادئ الأمم المتحدة وتعزز إحترام حقوق وحريات الإنسان الأساسية، وتمنع التمييز العنصري.

(2.3)

ستخوض دولة الجنوب العربي مع كل شعوب العالم الصراع ضد الإرهاب و التطرف بكل أشكاله وطرقه، و ستسعى إلى كفالة الأمن والسلام الدوليين، بالحفاظ على المصالح المشتركة لجميع الشعوب و الأمم، والتبادل الثقافي والحضاري.

ثالثا : مشروعية دولة الجنوب العربي

(3.1)

إن الأصل المنشئ لجميع العلاقات بين الدول والأمم هو حق الشعوب في تقريرمصيرها وبناء نظامها السياسي والإقتصادي وحماية إستقلالها وسيادتها وضمان حقوق وحريات مواطنيها.

(3.2)

لم يكن الجنوب العربي جزء من اليمن، بل إن جميع الموسوعات الجغرافية و السياسية و التاريخية، لا يوجد فيها دليل على كيان سياسي موسوم بإسم اليمن قديما، و ظهر مسمى اليمن في عشرنيات القرن العشرين فقط.

(3.3)

يرتبط الجنوب العربي بتاريخه وهويته الحضارية والثقافية، بالتعاون والعيش السلمي المشترك مع الشعوب الأخرى، وكانت هذه العلاقات تتسم بالتسامح والمشاركة لما فيه خير وسعادة الجميع.

(3.4)

إرتبطت هوية الجنوب العربي وثقافته بالحضارات القديمة بطريق اللبان والبخور وكانت مرافئ و موانئ الجنوب العربي، هي الرابط الرئيسي بحضارات العالم،

لقد كان الجنوب العربي بموقعه الجغرافي الذي حباه الله هو طريق التجارة الرابط بين الشرق والغرب عبر شواطئه مرورا بموانئه كقشن وسيحوت والمكلا وقنا وأحور وشقرة وعدن.

رابعا : الهوية التاريخية للجنوب العربي:

(4.1)

حاول نظام صنعاء تدمير الهوية الجنوبية بشكل ممنهج، حيث عمد إلى تدمير ثقافة التسامح الديني والشعبي، لقد عطل هذا النظام كل مقومات الثقافة من مسرح ودور السينما والمكتبات الوطنية والأهلية، ومنع الأعمال الفنية والثقافية الجنوبية كالمسرحيات والحفلات الموسيقية ودور عرض الأفلام السينمائية بحجة تعارضها مع الإسلام.

(4.2)

مارس نظام صنعاء فلسفة تعمل لمسخ كل مايرتبط بالهوية التاريخية للجنوب العربي، وروج لإعتبار كل مايرتبط بالجنوب العربي كشيئ مشين ومعيب أخلاقيا، وعمل على تدميرالنسيج الإجتماعي للتعاون و التكافل بين الجنوبيين.

(4.3)

نشر نظام صنعاء وأحيى التعصب القبلي و الهمجية وعزز النفوذ الفردي والتمييز بين الناس، كما عطل دور المرأة الذي كانت تحضى به قبل الوحدة وجعلها مجرد وسيلة للتناسل فقط.

(4.4)

لقد تأخر شعب الجنوب العربي ثقافيا عن ركب الحضارة بسبب وحدة الضم التي مارسها نظام صنعاء فأصبح مجتمع الجنوب العربي الذي كان متقدما في التعليم و حقوق المرأة قبل الوحدة متأخرا عن كل الدول المحيطة به و كأنه عاد للوراء ثلاثة قرون، فأنتشر الجهل والفقر والمرض وأصبحت الفوضى هي سلوك نمطي للحياة، وصارت مدينة عدن ( عاصمة الجنوب العربي) والتي كانت مدينة رائدة في منطقتها وميناءا عالميا وهي أول مدينة في الجزيرة العربية تدخلها الكهرباء والعمارات الحديثة وكان فيها أول إرسال تلفزيوني في الجزيرة 

العربية وأول دوري لكرة القدم ، وكانت أول دولة تشهد معرضا للطيران في الشرق الأوسط في ستينيات القرن الماضي وأول مدينة عربية تتولى فيها المرأة سلك القضاء والنيابة العامة، 

وتقود مركبات الأجرة، أصبحت عدن في ضل نظام صنعاء قرية بائسة تفتقر لأقل مقومات الحياة من الكهرباء و الماء والأمن وتم تعطيل مينائها العالمي ورفض كل فرص الإستثمار فيه لمصلحة موانئ اليمن كميناء الحديدة، وهو ما يعكس مدى الحقد الأعمى الذي حمله نظام صنعاء لكل ما هو حضاري في الجنوب العربي ومدنه.

(4.5)

ترك نظام صنعاء إرثا ثقيلا على المجتمع الجنوبي فنشأت أجيال لا تحترم القانون و الأعراف الإنسانية كنتيجة لنظام همجي دمر الثقافة و التعليم و الإنسان.

خامسا: خارطة الأمن والسلام ( الحرب بين اليمن و الجنوب العربي) :

(5.1)

من معاناة العقود الثلاثة الماضية التي عاشها شعب الجنوب العربي وما تعرض له في ضل وحدة الضم والغزو والإلحاق بالقوة، تتولد حقيقة لا تقبل الإنكار ، وهي حتمية إستعادة الجنوب العربي لدولته المستقلة وهويته العربية الأصيلة في ظل الهوية الإنسانية والأممية على أساس السلام والأمن للجميع دون إستثناء.

(5.2)

أثناء أزمة جماعة الحوثي التي سارعت لإجتياح الجنوب العربي فور إنقضاضها على السلطة وبمساعدة تيارات يمنية أخرى مناصرة لها عام  2015 وما تلى ذلك العام من أحداث، ظهر جليا بأن اليمن بجميع قواه السياسية والإجتماعية يتوحد ضد الجنوب العربي وتطلعات شعبه وضد الهوية الجنوبية الإنسانية والحضارية.

(5.3)

ينبغي إعادة الحال للوضع لما كان عليه قبل 22 مايو 1990م ، وإستعادة الدولتين لوضعهما ومركزهما القانوني في الامم المتحدة.

(5.4)

إن الطريق الآمن للوصول إلى السلام هو بتشكيل حكومتين في اليمن و الجنوب العربي والسير نحو بناء السلام في المنطقة.

(5.5)

لا نأمل و لا نريد أن يصبح شعب الجنوب العربي هو الشعب الذي يفقد هويته و إستقلالها بمباركة أممية كما حصل مع الشعب الفلسطيني.

-----------------------------------------------------------------

الخلاصة : مقاصدنا هي :  حريتنا ، أمننا ، سيادتنا ، إستقلالنا

شارك في إعداد هذه الورقة وتزويد الكاتبة بالمعلومات " أ.عبدالرحمن الجفري، أ.د. علي العولق، أ.صايل حسن بن رباع