"اليوم الثامن" تحاور مهندسة مشروع "جزيرة العزيزية"..
المهندسة مرام عبود: هدف مشروعي هزيمة عدو لدود وهذه رسالتي لصناع القرار
"تسعى المهندسة مرام عبود إلى تحقيق طموحها بأن تصبح صاحبة شركة استشارات هندسية تديرها تحت طاقم هندسي وطاقم فني متكامل"

المهندسة مرام عبد الحكيم عبود شابة عشرينية استقلت بحياتها وافكارها وطموحها وتفردت باتخاذ قرارتها في مجالها العلمي والعملي - اليوم الثامن

حصلت الطالبة مرام عبود على درجة 99% A من كلية الهندسة بجامعة عدن تحت اشراف المُهندس الدكتور الجامعي عقيل بن ثابت، الذي تقول إنه صاحب الفضل بعد الله في انجاز مشروع التخرج من الكلية.
وأطلقت مرام عبود وهي فتاة جنوبية عشرينية على المشروع "جزيرة العزيزية لإعادة تأهيل وعلاج مدمني القات والمخدرات ومتضرري الحروب، وموقعه جزيرة العزيزية.
ويتكون المشروع على جانب صحي علاجي لعلاج الثلاث الفئات الادمان-النفسي-الفيزيائي، وجانب سياحي فندقي يخدم الطرف السليم المعافى والذي أنهي فترة علاجه".
وابتكرت المهندسة مرام عبود طريقة لكسر روتين عزل الجانب الصحي العلاجي للمريض أو للقادم للعلاج أنه ما يشعر انه في مصحة نفسية معزول عن البقية، يتكون المشروع من لجانب العلاجي، "ادارة عامة (بمختلف وظائفها)، وادارة ترفيهية (بمختلف وظائفها)، وسكن للموظفين، وسكن للأطباء، وقسم العلاج النفسي، وقسم العلاج الفيزيائي، العيادات، والمختبرات، والاشعة المقطعية، وقسم الترقيد قصير الأمد، وقسم الترقيد طويل الأمد، وحديقة ترفيهية بمختلف نشاطاتها، ومبنى ترفيهي مغلق، ومرسى لليخوت الداخلية، ومرسى لليخوت الخارجية، ونقل بري داخلي، وشاليهات، ومكونات الجانب الترفيهي، وفندق سياحي متكامل، والعاب مائية، وجاردن رووف".
صحيفة اليوم الثامن كجزء من اهتمامها بالشباب والمبدعين تسلط الضوء على الشابة المهندسة مرام عبد الحكيم عبود. وهي شابة عشرينية استقلت بحياتها وافكارها وطموحها وتفردت باتخاذ قرارتها في مجالها العلمي والعملي اتخذت من العالم الهندسي حلم وشغف وحب للتطوير بدأ مشوارها من اليوم الذي تلي يوم اعلان النتائج النهاية لامتحانات الثانوية العامة التي حصلت فيها على 98% في عام 2016 العام الأول بعد الحرب الأخيرة لتبدأ خطوتها الأولى في المشوار الجامعي ولتعلن عن ميولها الهندسي لتكون بعدها من المقبولين في هذا المجال.
احتضنتها جامعة عدن قسم الهندسة المعمارية في الوقت التي كانت تحتضن أكثر من 100 طالب في نفس الوقت لنفس القسم خمس سنوات في أحضان جامعة عدن في كلية الهندسة المعمارية الكلية التي لم تتردد لحظة في صقل شخصيات طلابها وتعليمهم والضغط عليهم ليخرجوا أفضل ما لديهم خمس سنوات من التعليم المستمر لاصول الهندسة المعمارية تحت كادر هندسي مرموق وذا شأن علمي كبير.
خمس سنوات كانت في حياة مرام تختلف ولو بجزء بسيط عن البقية ففي فترة معينة من السنوات المذكورة تجردت مرام من مسار البقية من الطلاب واتجهت لسوق العمل وهي في المستوى الثالث الجامعي لتشق طريق مختلف وجديد كطالبة في الهندسة المعمارية ومهندسة في سوق العمل لتجمع بين الجانب العلمي والخبرة في ارض الواقع ولربما كان لذلك تأثير كبير في شخصيتها ومسار حياتها مما جعلها تعيش تحت الضغط العملي والعلمي وصعوبة التوفيق بينهم فجميعنا يعلم مدى الضغط الذي يعيشه طالب كلية الهندسة المعمارية فكيف ان كان طالبا وعاملا في نفس الوقت.
كما تجردت مرام من كل تلك العبارات المحبطة التي نسمعها دائما (الهندسة لامجال لها ولاعمل في بلادنا وكفتاة لن تتمكني من الوصول بقدر الشباب) الا انها كانت اقوى من كل العبارات المحطمة واستقلت وتفردت وشقت طريقها بنفسها وتمكنت من الدخول لسوق العمل وهي لاتزال طالبة ووضعت بصمة ولوانها قد تكون مبدئية في العاصمة الجنوبية عدن.
تمكنت من تصميم وتنفيذ العديد من الديكورات في عدن ووضعت مخططات سكنية التحقت بعدة شركات هندسية عملت كمهندسة وكمسؤولة إدارة هندسية تمكنت من إدارة مشاريع صغيره وتصميمها وتنفيذها ونالت السمعة الطيبة بين الوسط المحيط بها لم تتردد لحظة في التعاون مع من هم في مجالها ولا مع من تعامل معها في الجانب العملي
كسرت معتقد ان الدرجات العالية او المنخفضة في الجانب العلمي طوال سنين الدراسة هي من تحدد مصير الطالب فلم تكثرت للدرجات واستمرت غي الشغف.
مرام طالبة الهندسة معمارية في جامعة عدن واليوم خريجة جامعة عدن بمشروع انساني خدمي يخدم البلد أولا واخيرا ويعيد بناء الشباب بطريقة صحيحه سليمه لنتمكن من بعدها من إقامة دوله تُحترم بين العالم وتعود لأهالها بالقيمة العظيمة لنستعيد بذلك عهدنا بين الأمم فلا بنيان يقام دون الساس لذلك وطننا هو البنيان والشباب هو الساس.
لماذا اخترتِ "الهندسة"؟
لانني وجدت نفسي فيها ولربما أكون فردا يحدث تغيير في هذا المجال ولو بالشي البسيط الهندسة كانت بالنسبة لي مسار لـ اعبر من خلالها لأحلامي وطموحي وشغفي ولربما قارب يذهب بي لبحار واسعة من الخيال العمراني وكلما تحرك القارب كلما وجدت الخيال يصبح واقع امام مرئ العين
كما ان اختياري للهندسة يعد أعظم قرار واختيار لي على الرغم من تلك المعارضات التي وجدتها كونها كما يقال جانب علمي لا مجال له في البلد حيث ان مع الوقت أدركت ان الهندسة المعمارية بقدر صعوبتها الا انه أجمل وأعظم مجال يكفيك أنك ترسم حلما مليء بالجمال او انك تصنع الجمال للعالم ... الهندسة المعمارية جعلت مني شخص ذو منفعة وقيمة ووجوده مهم جدا جعلتني اذاة ترسم أحلام الناس وتصنعها على ارض الواقع وهذا شي بحد ذاته سعادة شخصية.
كيف جاءت الفكرة ولماذا؟ (فكرة المشروع).
ان سبب اختياري للمشروع يمكن تلخيصه في مثال قصير (حينما تسلم لك القيادة للخوض في معركة فانا اول ما قد يجول بخاطرك هو تجهيز جيش قوي ومزود بالسلاح لهزيمة العدو ولكن قبل ذلك تقوم بوضع الخطة لتضمن جزء من الفوز)
من هنا يمكنني القول ان اختيار المشروع كان مبني على هزيمة عدو وكان عدونا اللدود هو الفساد وكان جيشنا هو الشعب (أهمها فئة الشباب) اما سلاحنا فكان إعادة تأهيل الشعب ليكون مستعد لتنفيذ الخطة، فالشعوب أساس الأوطان والاوطان وجدت للشعوب ولا وطن دون شعب ولا شعب مجرد من وطن.
وحين يكون الامر إعادة بناء دولة قوية مستعدة للعيش بطريقة سليمه صحيحه وقابله للتطوير فلابد من اصلاح الشعب وإعادة تأهيله وتدريبه وجعله مستعد.
كان ميولي في اختياري لمشروع تخرجي مختلف تماما عن البقية ففي الوقت الذي اتجه الجميع فيه الى الجانب الهندسي العمراني ليستعرضوا فيه عظمة العمارة والهياكل الانشائية الجبارة كان حينها اتجاهي للجانب الذي يجعل الهندسة في خدمة الإنسانية أولا ثم في استعراض جبروتها ثانيا ومن هذه النقطة أصبح مشروعي إنساني خدمي مجتمعي هدفه الأول خدمة البلد وتقديم العون في انقاذنا مما نحن فيه ولو بنسبة بسيطة، هذا الشعب هو الأساس يا سيدي هو الحاضر والماضي وهو القائم بكل شي اهتمامنا بالشعب لن يعود للوطن الا بالرفعة والكرامة الشعب اشبه بأساس البنيان فكلما كان الأساس قوي ومتين كلما استطعنا ان نجعل البنيان متعدد الأدوار وكلما كان هش وضعيف اكتفينا بدور واحد يحمينا من قطرات مطر ورياح خفيفة فقط وهذا ما يحدث الان....
هل لديك افكار أخرى لمشاريع مشابهة؟
بالتأكيد ويمكن انها قائمه طويلة وتخدم الوطن من كل الجوانب ولربما لست وحدي بل العديد من طلاب الهندسة المعمارية فخلال الخمس السنوات صادفت العديد من الزملاء وكل واحد منهم كان يبهرني بطريقة مختلفة جميعهم مبدعين ومتمكنين والله ان وضعت تحت أيديهم فكرة لن يترددوا لحظة في تطبيقها وتنفيذها ولو طلبت فكرة هندسية تحل فيها مشكله لوجدت ملايين المقترحات وان مررت ولو مره على قسمنا لوجدت من المبدعين والمتمكنين في هذا المجال الالاف منتظرين الدعم فقط ليخرجوا أعظم ما عندهم
ما هي طموحاتك المستقبلية؟
ان أصل لهدفي الشخصي يوما ما بتأسيس أكبر شركة استشارات هندسية تحت طاقم هندسي وطاقم فني متكامل..
وان اغدو عنصرا فعالا في المجال الهندسي الإنساني مجال يربط العلم الهندسي بخدمة البشرية وتكريم الانسان وان اتخذ من الهندسة مسار علمي عملي لجعل أحلام الناس واقع ملموس.
رسالتك للقيادة السياسية الجنوبية؟
أنتم أولياء الامر الان والقرار بأيديكم بإمكانكم بناية الأبراج بساس قوي ومتين او اختيار ساس ضعيف والاكتفاء بدور واحد على الأقل الكوادر موجوده والمبدعين كُثر والأفكار متعددة والخيار لكم.
من هم الذين شجعون او ساندوك؟
الاهل بالمرتبة الأولى والدي ووالدتي اللذان لطالما كانا المعطان بكل سخاء فعلى الرغم من الظروف التي مرا بهما الا انه لما يحدث ان شعرت يوما بإلحاجه لأحد في حضرتهما كان دعمهم حاضرا دائما بداخلي حتى أصبح الجزء الكبير من هدفي هو تعويضهم ورد لهم ولو 1% من الجزاء والإحسان واخوتي كذلك فكل واحدا منهم كان بقدر معرفته واستطاعته يقدم الدعم بطريقته المختلفة التي كانت تصل لقلبي مباشرة لتعطيني دافع بالاستمرار وزوجي العزيز الذي فصل تماما قيود المجتمع المتشددة اتجاه المرأة وكسر روتين العلاقة الزوجية المبنية على حصر المرأة في المنزل فقط بل وقدم كل الدعم المليء بالحب لي كان داعما بالكلمة وقت الشدة وداعما بالفعل وقت الازمة وهو بمثابة الدراع الأيمن لي.
هل ترين بأن الفتاة الجنوبية أصبحت قادرة على العطاء، بمعنى هل البيئة متوفرة للفتاة والمرأة الجنوبية على العطاء؟
قادرة جدا ومتمكنة ومؤهلة اما البيئة الجنوبية فهي اكثر من كونها متوفرة هي كذلك داعمه كعلم وعمل فقد حدث وان عملت مع اشخاص من أصول عدة ومنهم أصول جنوبية عريقة وكانوا داعمين جدا ومسلمين لكافة أعمالهم لي كمهندسة بل واظهروا لي الثقة الكاملة ولم يبخلوا بالكلمات المشجعة حتى دون علمهم بانني جنوبية مثلهم كان تعاملهم مبني على ثقتهم بي كوني مهندسة وكوني امرأة في هذا المجال وفي كل مره كنت اتعامل مع اشخاص من اصل يافعي ضالعي شبواني لحجي وغيرهم اقسم انني كنت احب عاداتهم وكرمهم وطريقة تعاملهم ومدى الاحترام المقدم منهم لي.