دغدغة المشاعر واستغلال عاطفة المواطنين...

"إخوان المغرب".. حُلم العودة إلى السياسة من بوابة المرجعية الإسلامية

اعتبر محللون أن حديث عبدالإله بنكيران عن السعي للحكم بمثابة نقد ذاتي، فيما رأى آخرون أنها مراوغة لن تغير الفكر الإخواني، وبعد التصريحات عن الاستهداف الممنهج للمرجعية الإسلامية دون بيان أشكال أو طرق هذا الاستهداف، كان الأمر متناقضًا، لا سيما أن الجماعة اختزلت الدين في السعي للحكم واعترفت أنهم يرون كل من في المجتمع طواغيت، على حد وصفهم.

إخوان المغرب

دعاء إمام
المغرب

على فترات متقاربة يعزز حزب العدالة والتنمية المغربي، المحسوب على جماعة الإخوان، وجوده الإعلامي بتصريحات مثيرة للجدل، بعد إزاحته من المشهد السياسي، يتمكن من خلالها من الحفاظ على وجود قياداته على المنصات الصحفية والقنوات، إذ انتقد عبدالإله بنكيران، الأمين العام للحزب ما وصفه بـ«مظاهر الاستهداف الممنهج للمرجعية الإسلامية»، الذي ما فتئت تعبر عنه بعض الجهات في المغرب.

وكان تصريح «بنكيران» منقوصًا فلم يوضح مظاهر هذا الاستهداف، ومن يقف وراءه، غير أن البعض قال إن لذلك علاقة بدعوات لتعديل نظام الإرث بالمساواة بين النساء والرجال، متعهدًا بمواصلة الدفاع عن أركان الهوية المغربية الأصيلة، التي يمثل الإسلام عمودها الأساسي.

ليسوا أهلًا لذلك

المثير للتعجب، أن عبدالإله بنكيران،  بنفسه ظهر في مايو الماضي متحدثًا عن الأخطاء التي وقع فيها الإسلاميون، خلال فترة وجودهم في الحكم، قائلًا: إن الخطأ الجوهري للحركة الإسلامية في العالم هو السعي إلى الحكم، وأن دورها فقط هو الامتثال لقناعات ومواقف وأخلاق العقيدة الإسلامية، ودعوة الآخرين إلى عبادة الله، ما يعني أن جماعته غير مؤهلة للدفاع عن الهوية الدينية أو أن تكون مرجعًا للإسلام في المغرب.

واعترف سابقًا بأن حزب العدالة والتنمية غيّر مساره، بعد معرفته أن دوره ليس السلطة، مشيرًا إلى أن الأنبياء والرسل والسلف الصالح لا يبحثون عن الحكم؛ بل إن هدفهم هو الإصلاح، مضيفًا أن تلك القناعة هي التي دفعته وإخوانه في الحركة الإسلامية التي تمخض عنها حزب العدالة والتنمية إلى تغيير مسارهم.

ولفت الأمين العام للعدالة والتنمية المغربي إلى أن الجماعة كانت لديها قناعة بأن سياسة البلاد قائمة على مخالفة مبادئ الدين، مضيفًا: «لم يكن لدينا وضوح حول ما يجب أن نفعل، هل ننخرط في السياسة أم نقوم بانقلاب، وكان لدينا حكم شامل عن الجميع بأنهم طاغوت».

تناقضات

اعتبر محللون أن حديث عبدالإله بنكيران عن السعي للحكم بمثابة نقد ذاتي، فيما رأى آخرون أنها مراوغة لن تغير الفكر الإخواني، وبعد التصريحات عن الاستهداف الممنهج للمرجعية الإسلامية دون بيان أشكال أو طرق هذا الاستهداف، كان الأمر متناقضًا، لا سيما أن الجماعة اختزلت الدين في السعي للحكم واعترفت أنهم يرون كل من في المجتمع طواغيت، على حد وصفهم.

وفي هذا الصدد، قال الباحث والصحفي المغربي، محمد واموسى، في رسالة مصورة على قناته بموقع الفيديوهات المصورة «يوتيوب»: إن هذه الجماعة نجحت في تمويه الشعب المغربي وبيع الوهم له حين قدمت نفسها كبديل خلال ما عُرف بالربيع العربي عام 2011،  لكن سرعان ما سقط قناعها وفقدت ثقة الشعب بعدما فقدت نفس الثقة في دول أخرى مثل تونس والسودان ومصر.

وأشار «واموسى» إلى أن فترة حكم جماعة الإخوان في المغرب كانت كاشفة عن أنهم لا يمتلكون مشروعًا سياسيًّا أو اجتماعيًّا، لكنهم تسللوا خلف الشعارات الدينية التي تعتمد على دغدغة المشاعر واستغلال عاطفة المواطنين، مضيفًا: «لا نعرف إن كانوا سيقومون بمراجعات عميقة أو سيعترفون بأخطائهم الفادحة بعدما طويت صفحتهم».