قد تكون أسوأ من المواجهة الثالثة بين عامي 1995 و1996..

المناورات قرب تايوان.. هل بداية الحرب بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية؟

من المناورات الصينية بالذخيرة الحية.(أف ب)

لندن

قبل أكثر من عقد أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان نائباً للرئيس وقتذاك، الصينيين، أن الأسوأ من الدخول في نزاع مقصود هو تفجر نزاع غير مقصود.

المقاتلات الصينية اقتربت من "خط ميديان"، الذي يعتبر الحد غير الرسمي للجبهة بين الصين والمياه والأجواء الإقليمية التايوانية وكتبت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن الحدث الذي تخوف منه بايدن ربما صار واقعاً الآن. فقد أغضبت زيارة بيلوسي لتايوان الحكام في البر الصيني، الذين يزعمون أنها بمثابة خطوة ناقصة من إدارة بايدن. والبعض يتحدث عن "الأزمة الرابعة لمضيق تايوان"، التي قد تكون أسوأ من المواجهة الثالثة بين عامي 1995 و1996.

وفي الوقت الذي اقتربت طائرة بيلوسي من تايوان في وقت متقدم من الثاني من أغسطس (آب) الجاري -متخذة طريقاً دائرياً من ماليزيا حول الفيليبين لتجنب بحر الصين الجنوبي المليء بالقواعد الصينية- حتى أعلن القادة العسكريون في بكين سلسلة من "العمليات ذات الأهداف المحددة".

مناورات بالذخيرة الحية
وهي تشمل مناورات بالذخيرة الحية حول تايوان. وسوف تتوسع لما يمكن أن يتحول إلى حصار على الجزيرة.

وأعلنت القوات المسلحة الصينية بدء المناورات في 4 أغسطس (آب)، أي في اليوم الذي غادرت فيه بيلوسي تايوان، على أن تستمر لأربعة أيام.

وأفادت وسائل الإعلام الصينية أن خطوط الملاحة الجوية والبحرية يجب أن تبقى بعيدة عن ست مناطق تحوط بالجزيرة وفي بعض الحالات تتداخل مع مياهها الإقليمية. ومع إنشاء مدى لإطلاق الذخيرة الحية في أقصى طرف بين الصين و تايوان، فإن هذا قد يعني أن الصين قد تعمد إلى إطلاق صواريخ باليستية فوق الجزيرة. وألغت شركات طيران رحلاتها.

وخلافاً للمعتاد، فإن المقاتلات الصينية اقتربت من "خط ميديان"، الذي يعتبر الحد غير الرسمي للجبهة بين الصين والمياه والأجواء الإقليمية التايوانية. كما أنها استكشفت الدفاعات الجوية التايوانية في منطقة تعريف الهوية، بعيداً نحو الجنوب. وثمة مخاوف من أن تطبق الصين فرضيتها القائلة إن مضيق تايوان ليس مياهاً دولية. وعلى نحوٍ منفصلٍ، أعلن البر الصيني عن حظر على استيراد بضائع زراعية وسمكية وغيرها من المنتجات التايوانية.

وردد وزير الخارجية الصيني وانغ يي صدى تحذيرات سابقة أطلقها الرئيس شي جين بيغ من أن "أولئك الذين يلعبون بالنار لن يخرجوا بنهاية سعيدة، وأن من يهينون الصين، سيلقون عقابهم".

إسقاط طائرة بيلوسي
وكان أكثر المعلّقين الصينيين تشدداً أولئك الذين دعوا إلى إسقاط طائرة بيلوسي. لكن بدا أن الصين تحاول تجنب أي نوع من المواجهة العسكرية المباشرة مع أمريكا. ولم تتعرض حاملات الطائرات وسفن أمريكية أخرى تبحر في شرق تايوان لأي تهديد. لكن مغادرة بيلوسي إلى كوريا الجنوبية لن تضع حداً للأزمة، وربما كانت البداية فحسب. وتوقع معلق في صحيفة "غلوبال تايمز" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم والتي تصدر بالإنجليزية أن "تكون الإجراءات المضادة التي تتخذها الصين ليست ذات طابع آني، وإنما تشكل نوعاً من الإجراءات الثابتة التي ستتطور في ما بعد".

ويعتقد مراقبون للشؤون الصينية أن العلاقات عبر مضيق تايوان تمر في "منعطف"، وأن بكين ستواصل الضغط.