ملف ايران..

طهران تطالب الرياض الإفراج عن مواطن إيراني تم توقيفه خلال موسم الحج

تعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

حسين أمير عبداللهيان

طهران

 

طالبت طهران الجمعة الرياض بالإفراج عن مواطن إيراني تم توقيفه خلال موسم الحج، في وقت يجري الخصمان الإقليميان حوارا سعيا لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما منذ أعوام.

وكشفت إيران للمرة الأولى عن هذا التوقيف في بيان لخارجيتها صدر عقب اتصال بين الوزير حسين أمير عبداللهيان ونظيره العراقي فؤاد حسين الذي تتولى بلاده الوساطة بين الطرفين في الحوار الذي بدأ العام الماضي.

ويرى مراقبون أن السعودية بالتأكيد لها دوافع قوية لاعتقال المواطن الإيراني، خصوصا وأنها حريصة على البناء على المفاوضات الجارية مع طهران.

وأوضحت الخارجية الإيرانية في البيان أنه “خلال هذا الاتصال، تابع وزير خارجية إيران مصير مواطن إيراني تم توقيفه في السعودية خلال الحج، ودعا نظيره العراقي إلى نقل رسالة إلى الجانب السعودي من أجل الإفراج عنه”.

ولم يذكر البيان تفاصيل بشأن المواطن المعني أو أسباب توقيفه خلال موسم الحج مطلع يوليو.

مراقبون يرون ىأن السعودية بالتأكيد لها دوافع قوية لاعتقال المواطن الإيراني، خصوصا وأنها حريصة على البناء على المفاوضات الجارية مع طهران

وتأتي الأنباء بشأن التوقيف بعد زهاء أسبوعين من إعلان بغداد أنها تحضّر للقاء “علني” بين وزيري خارجية إيران والسعودية، في رفع لمستوى الحوار الذي بدأ بين البلدين في أبريل 2021.

وعقد الطرفان خمس جلسات في العاصمة العراقية، آخرها في أبريل الماضي، حضرها مسؤولون في أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئاسة الاستخبارات السعودية.

وسبق وأن شهدت المحادثات بين الجانبين جمودا في وقت سابق من العام الجاري، على خلفية إعدام السلطات السعودية للعشرات من المدنيين بتهم تتعلق بالإرهاب بينهم أشخاص مرتبطين بميليشيات موالية لإيران.

وكشفت إيران الشهر الماضي أنها تبلغت موافقة السعودية على رفع الحوار إلى “المستوى السياسي”، علما بأنه سبق لمسؤولين إيرانيين أن أكدوا أن خطوة من هذا النوع قد تؤدي إلى تحقيق نتائج أسرع بين الجانبين.

وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.

وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

وتبدي السعودية أيضا قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ”التدخّل” في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.