شبوة تخمد تمردا عسكريا لإخوان اليمن..

"الشرعية الوطنية " تغرق التمرد الإخواني في مدخل الربع الخالي

"تباينت ردود الفعل بشأن قرار اتخذه مجلس القيادة الرئاسي بشأن أحداث شبوة، بين من يصف القرار بأنه خطوة معالجة متأخرة، فيما اعتبره أخرون بأن اختبار حقيقي للمجلس بمدى قدرته على ضبط الأوضاع في شبوة".

حالة الفوضى الأمنية التي شهدتها شبوة في أعقاب إقالة المحافظ الإخواني - ارشيف

شبوة

نجحت قوات دفاع شبوة والعمالقة الجنوبية من اخماد تمرد قادته قيادات في تنظيم الإخوان الممول من أطراف إقليمية عدة من بينها قطر، في مدينة عتق مركز المحافظة النفطية، وذلك بعد أسابيع من هجوم نفذته تلك القوات على مواقع قوات دفاع شبوة، اسفرت عن سقوط ضحايا بينهم مدنيون.

وفي الساعات الأولى من صباح الاثنين، هاجمت قوات المتمردين الإخوان مواقع للقوات العسكرية الحكومية في شبوة، قبل ان تنجح الأخيرة في اخماد التمرد، بعد ان دفعت ميليشيات مسلحة الى خارج مركز عتق وفرضت عليهم حصار مطبق.

وعلى اثر تلك الاحداث اصدر مجلس القيادة الرئاسي قرارات بإقالة قائد التشكيلات العسكرية بالإضافة الى قيادات أخرى، في محاولة لإنهاء الاقتتال الا ان المتمردين رفضوا الانصياع لأوامر مجلس القيادة الرئاسي.

وقال مصدر عسكري جنوبي لمراسل اليوم الثامن ان القوات الجنوبية نجحت في اغراق ميليشيات الاخوان الإرهابية في مدن صحراء الربع الخالي، بعد ان حاولت تلك الميليشيات افتعال ازمة أمنية في المحافظة.

وعقد مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي اجتماعا استثنائيا للوقوف على الاحداث المؤسفة في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة وبعد الاستماع الى تقارير الجهات المختصة ونقاش مستفيض للأوضاع في مدينة عتق قرر المجلس إقالة  قائد محور عتق قائد اللواء 30 العميد/ عزير ناصر العتيقي، مدير عام شرطة محافظة شبوة العميد /عوض مسعود الدحبول، قائد فرع قوات الامن الخاصة العميد /عبدربه محمد لعكب".

ورفضت جماعة الإخوان الانصياع الى أوامر وقرارات مجلس القيادة الرئاسي، الإقالة لكن مجلس القيادة عاد وأصدر حزمة من القرارات قضت بتعيين العميد الركن/ عادل علي بن علي هادي قائداً لمحور عتق وقائداً للواء 30 مدرع، والعقيد/ مهيم سعيد محمد ناصر قائداً لقوات الأمن الخاصة فرع محافظة شبوة، وتعيين العميد الركن فؤاد محمد سالم النسي، مديرا عاما لشرطة محافظة شبوة.

ووصف الباحث في مؤسسة اليوم الثامن صبري عفيف قرارات مجلس القيادة الرئاسي بأنها جاءت لمعالجة سريعة لقضية الاقتتال بين القوات الحكومية والمتمردين الاخوان".. مشيرا الى ان هناك ردود أفعال بشأن تلك القرارات بين من يصفها بأنه خطوة معالجة متأخرة، فيما اعتبره أخرون بأنها اختبار حقيقي للمجلس بمدى قدرته على ضبط الأوضاع في شبوة، لكن عوضا عن كل هذا المجلس القيادة الرئاسي يقدم نفسه بشكل قوي ومؤثر على عكس إدارة الرئيس عبدربه منصور هادي التي كانت تدار من اعلام إخوان اليمن.

وذكرت تقارير صحافية أن تنظيم الإخوان ييعمل على إعاقة الإصلاحات التي يقوم بها محافظ شبوة عوض الوزير العولقي، في محاولة لمنع انهيار نفوذهم في المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط والغاز والتي كانت تمثل أحد أبرز معاقلهم قُبيْل إقالة المحافظ الإخواني السابق محمد بن عديو.

تنظيم الإخوان مازال يعاني من حالة الارتباك وعدم الفهم وغياب الوعي بنتائج سيطرته واختطافه لشرعية الدولة خلال السنوات العشر الماضية

وأشارت ديباجة القرار إلى قيام الضباط المفصولين المحسوبين على حزب الإصلاح بمنع نائب مدير عام شرطة المحافظة المكلف بمهمة قائد قوات الأمن الخاص العميد أحمد ناصر لحول من الدخول إلى المعسكر، وهو ما “يعتبر إعلان التمرد العسكري على قيادة المحافظة، وتمردا على قرارات اللجنة الأمنية”، بحسب ما جاء في البيان.

وردا على قرارات محافظ شبوة شنت منصات إعلامية تابعة لحزب الإصلاح هجوما على المحافظ العولقي ووصفت قراراته بغير الشرعية، في ظل معلومات عن تمرد مرتقب قد تقوم به القوات الخاصة التي تمثل الذراع العسكرية للإخوان في محافظة شبوة.

وتعليقا على القرارات التي اتخذها محافظ شبوة وما تلاها من تداعيات قال يعقوب السفياني، مدير مكتب مركز سوث24 للأخبار والدراسات في عدن، “كان من الطبيعي والمتوقع أن يتخذ محافظ شبوة عوض العولقي تلك القرارات لأن قيادة القوات الخاصة تمردت عمليا على قيادة شبوة ولم تسمح للقيادي الأمني المكلف بديلاً عن عبدربه لعكب، قائد القوات الخاصة، بدخول معسكر هذه القوات في رفض صريح وواضح لتعليمات المحافظ وتحد له”.

وأضاف “منذ البداية حاول محافظ شبوة إمساك العصا من الوسط وعدم اتخاذ موقف مسبق من أحداث عتق التي خلفت قتلى وجرحى، مع أنه كان يعلم أن قائد القوات الخاصة هو المتسبب في الاشتباكات لتجاوزه نقاط قوات دفاع شبوة في عتق بسيارات مدنية محملة بالجنود في خضم حملة لنزع السلاح في عتق تقوم بها قوات دفاع شبوة بتوجيهات من المحافظ”.

وعن الموقف المرتقب للقوات التابعة للإخوان من قرارات المحافظ قال السفياني “لا شك في أن محافظ شبوة لديه ضوء أخضر من المجلس الرئاسي لتنفيذ الإصلاحات الأمنية في المحافظة، وقيادة القوات الخاصة تعرف ذلك تماما، لن تجرؤ هذه القوات على إعلان تمردها، علاوة على أن معظم الأفراد والجنود من أبناء المحافظة وكانوا فقط ينفذون أوامر قيادتهم، وبعزل هذه القيادة نجح محافظ شبوة في حقن دماء شباب المحافظة”.

وحول السيناريوهات المتوقعة تابع قائلا “أتوقع أن رد إخوان اليمن على تقليم أظافرهم في شبوة الغنية بالغاز لن يكون مباشرا أو عبر تمرد واضح، وإنما سيكون عبر الأدوات والطرق التقليدية، ستعود عمليات تفجير أنابيب الغاز والنفط مجددا وستكثر العمليات التخريبية في الإدارات والمنشآت، وربما في حالات أكثر تطرفا ستعود العبوات الناسفة والاغتيالات، ولأجل هذا قد يتعاون الإخوان مع أي قوى متشددة ومتطرفة”.

وتمت إقالة المحافظ الإخواني بن عديو في أعقاب سيطرة الميليشيات الحوثية على أربع مديريات في شبوة دون مقاومة تذكر، قبل أن تستعيد قوات العمالقة الجنوبية المديريات الأربع ويتم تعيين العولقي محافظا جديدا لشبوة.

وشهدت المحافظة بُعيْد تعيين العولقي موجة من عمليات التخريب التي استهدفت المرافق العامة وخطوط الكهرباء وأنابيب نقل النفط والغاز، إلى جانب تعرض ميناء بلحاف لتصدير الغاز إلى هجمات متفرقة بقذائف الهاون.

واعتبر مراقبون أن حالة الفوضى الأمنية التي شهدتها محافظة شبوة في أعقاب إقالة المحافظ الإخواني محمد بن عديو والتمرد على قرارات المحافظ الجديد، إضافة إلى الحملات الإعلامية التي تستهدف عوض العولقي، جزء من مقاومة إخوان اليمن لعملية التغيير التي يقوم بها مجلس القيادة الرئاسي والتي يعتبر الإخوان أنها تستهدف نفوذهم.

وقال الباحث السياسي سعيد بكران "إلى أن تنظيم الإخوان مازال يعاني من حالة الارتباك وعدم الفهم وغياب الوعي بنتائج سيطرته واختطافه لشرعية الدولة خلال السنوات العشر الماضية، مؤكدا أن “الفشل وتشتيت القوى الوطنية وحرف بوصلة المعركة باتجاه الفساد وعدم الكفاءة… كل ذلك محصلة عشر سنوات سوداء”.

وبشأن ما تشهده محافظة شبوة أضاف بكران “اليوم يحاول التنظيم عرقلة التغيير وتصحيح مسار الدولة وشرعيتها في ظن خاطئ أنه يمكن أن يمدد العشرية السوداء إلى ما لا نهاية له، ربما يحرك التنظيم بعض أدواته ومن أخطرها الأدوات الإرهابية والتخريبية لكنّ فعلاً كهذا سيزيد من جسامة خسائر الجماعة”.