الدوري الإنجليزي الممتاز..
إريك تين هاغ.. هل ينجح في تخطي أزمات فريق مانشستر يونايتد
تصدر يونايتد العناوين لصفقات لم تحصل، والحديث هنا عن لاعب الوسط الهولندي فرنكي دي يونغ الذي توصل فريقه برشلونة الإسباني إلى اتفاق مع النادي الإنجليزي بشأنه، لكن لاعب أياكس السابق رفض الانتقال إلى “أولد ترافورد”، ورونالدو الذي تقدم بطلب للرحيل عن النادي لكن الأخير رفض تسريحه.
ألقى إريك تين هاغ المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد باللوم على اللاعبين وليس الخطة، في الهزيمة التي تعرض لها الفريق أمام برينتفورد في المرحلة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز. وجاءت الهزيمة ليصبح تين هاغ أول مدرب يخسر مانشستر يونايتد تحت قيادته أول مباراتين، منذ جون شابمان في عام 1921.
احتاج المدرب الهولندي إريك تين هاغ إلى مباراتين رسميتين فقط ليكتشف عن كثب عمق الأزمة التي يمر بها فريقه الجديد مانشستر يونايتد الإنجليزي منذ اعتزال مدربه الأسطوري الأسكتلندي أليكس فيرغوسون عام 2013. بعد ثلاثة انتصارات في أربع مباريات إعدادية خاضها في جولته الآسيوية – الأسترالية، تفاءل جمهور يونايتد بإمكانية أن يحقق تين هاغ ثورة في الفريق تعيده إلى مكانته السابقة وتنسيه خيبة الموسم الماضي والمركز السادس الذي ناله “الشياطين الحمر” في الدوري.
لكن سرعان ما اصطدم تين هاغ بالواقع المرير الذي يعيشه بطل الدوري 20 مرة، وذلك بخسارته المباراتين الأوليين للموسم الجديد من “بريميرليغ”، الأولى على أرضه ضد برايتون 1 – 2 والثانية السبت في ملعب برنتفورد برباعية نظيفة سجلها الأخير في الدقائق الـ36 الأولى. كانت خسارة السبت الموجعة التي حصلت بوجود النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في التشكيلة الأساسية بعدما كان بديلاً في اللقاء الافتتاحي، السابعة توالياً ليونايتد خارج الديار في الدوري امتداداً من الموسم الماضي، في سيناريو لم يحصل معه منذ… 1936.
جاءت ليصبح تين هاغ أول مدرب يخسر مانشستر يونايتد تحت قيادته أول مباراتين، منذ جون شابمان في عام 1921
تضمنت هذه السلسلة هزائم مذلة مماثلة أمام مانشستر سيتي (1 – 4)، ليفربول (0 – 4) وبرايتون (0 – 4)، لتهتز شباك “الشياطين الحمر” أربع مرات أو أكثر لسبع مباريات في الدوري الممتاز منذ بداية الموسم الماضي. وبعد هذه البداية الكارثية للموسم الجديد، تبدد سريعاً أي أمل بمستقبل جديد مشرق بقيادة المدرب السابق لأياكس أمستردام الذي أدرك سريعا ما عناه سلفه الألماني رالف رانغنيك بعد مباراته الأخيرة كمدرب موقت للفريق، حين قال أن يونايتد بحاجة إلى “عملية قلب مفتوح” وإلى استقدام ما يصل إلى عشرة لاعبين جدد من أجل محاولة تحسين الموقع السادس الذي حل فيه.
ومع وصول الدوري إلى مرحلته الثالثة، عجز يونايتد حتى الآن عن استقدام أكثر من ثلاثة لاعبين جدد هم الدنماركي كريستيان إريكسن، الأرجنتيني ليساندرو مارتينيس والهولندي تيريل مالاسيا، وجميعهم أسماء غير قادرة على تحقيق الثورة المرجوة.
وما يزيد من حجم أزمة يونايتد أن الفريق الحالي يبدو على الورق أضعف من فريق الموسم الماضي، لاسيما مع رحيل لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا، المهاجم الأوروغوياني إدينسون كافاني، لاعبي الوسط جيسي لينغارد والصربي نيمانيا ماتيتش والإسباني خوان ماتا، وجميعهم من دون مقابل نتيجة انتهاء عقودهم مع النادي.
وعوضا عن خطف الأضواء بتعاقدات من العيار الثقيل، تصدر يونايتد العناوين لصفقات لم تحصل، والحديث هنا عن لاعب الوسط الهولندي فرنكي دي يونغ الذي توصل فريقه برشلونة الإسباني إلى اتفاق مع النادي الإنجليزي بشأنه، لكن لاعب أياكس السابق رفض الانتقال إلى “أولد ترافورد”، ورونالدو الذي تقدم بطلب للرحيل عن النادي لكن الأخير رفض تسريحه.
ومرة أخرى، كانت عائلة غلايزر الأميركية المالكة للنادي هدفاً لجماهير يونايتد التي صبت جام غضبها عليها وطالبت برحيلها. واضطر متجر النادي الى إقفال أبوابه نتيجة الهجوم الذي شنته الجماهير المطالبة برحيل عائلة غلايزر حتى قبيل انطلاق المباراة الافتتاحية التي سقط فيها الفريق على أرضه ضد برايتون.
ومن المتوقع أن تكون هناك تحركات أخرى على هامش مباراة يونايتد القادمة على أرضه أمام غريمه ليفربول، وذلك في إعادة لمشهد الموسم الماضي حين اتخذ القرار بتأجيل المباراة بين الفريقين في مايو 2021 عندما اقتحم المشجعون ملعب “أولد ترافورد” احتجاجاً على خطط الدوري السوبر الأوروبي.
ورأى قائد يونايتد السابق غاري نيفيل أن “الوقت قد حان لكي تبيع عائلة غلايزر النادي”، مضيفاً “كان يجب على الأشخاص في مراكز القرار في النادي أن يعلموا أنه من غير المقبول تسليم إريك تين هاغ هذا الفريق”.
انكشف هذا الأسبوع الافتقار إلى إستراتيجية انتقالات منسقة في النادي حين ورد أن يونايتد انسحب من صفقة التعاقد مع المهاجم النمسوي لبولونيا الإيطالي ماركو أرناوتوفيتش البالغ من العمر 33 عاما، وذلك بسبب رد فعل عنيف من المشجعين حيال هذا التعاقد.
كما وجهت سهام الانتقاد إلى صفقة أخرى محتلمة قد يجريها يونايتد بضم لاعب الوسط الفرنسي أدريان رابيو من يوفنتوس الإيطالي، لاسيما من لاعب وسط “الشياطين الحمر” السابق الأسكتلندي لو ماكاري الذي سخر من هذه الصفقة عبر القناة التلفزيونية الخاصة بالنادي.
حتى الآن، يبدو أن تين هاغ تُرِكَ وحيدا في سفينة غارقة مع فريق ورثه بالغالبية العظمى من أعضائه من دون أن ينجح في تطعيمه بلاعبين قادرين على تغيير المنحنى الانحداري الذي يسير فيه صاحب الرقم القياسي بعدد ألقاب الدوري.
بعد الخسارة المذلة السبت، قال الهولندي إنه “طالب لاعبيه باللعب بإيمان وتحمل مسؤولية أدائهم، وهذا ما لم نفعله” وتابع “يبدو أن ما حدث في الموسم الماضي، يتكرر هذا الموسم وعلينا تغيير ذلك بسرعة”.
احتاج يونايتد إلى التغيير على مدار الأعوام التسعة الماضية منذ اعتزال المدرب الأسطوري فيرغوسون الذي منح النادي لقبه العشرين الأخير عام 2013 قبل الرحيل.
وبات تين هاغ المدرب السادس الذي يتولى المنصب منذ ذلك الحين لكن من دون جدوى، إلا إذا اقتنعت الإدارة بإعادة هيكلة أكثر جوهرية في إدارة النادي. عدا ذلك، سيكون يونايتد مهددا بتكرار نفس الأخطاء، ما قد يوصله إلى مستويات منخفضة جديدة.
وفي سياق آخر يواصل مسؤولو مانشستر يونايتد العمل على التعاقد مع لاعب وسط جديد خلال ميركاتو الصيف الجاري. ويتفاوض يونايتد منذ أسبوع مع والدة الفرنسي أدريان رابيو، نجم يوفنتوس، لنقله إلى “أولد ترافورد”، لكن حتى الآن لا يوجد اتفاق بشأن الراتب.
وكتب فابريزيو رومانو، خبير انتقالات اللاعبين والمدربين في أوروبا، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر “يريد مانشستر يونايتد الضغط من أجل التعاقد مع أدريان رابيو، حيث سيعقد قريبًا جولة جديدة من المفاوضات مع والدته”.
وأضاف رومانو “جميع الأطراف المعنية في الصفقة واثقة الآن من انتقال رابيو إلى مانشستر يونايتد”. واختتم خبير الانتقالات “يوفنتوس اتفق بالفعل مع مانشستر يونايتد على الصفقة، وينتظر الحصول على مقابل يتراوح بين 17 و18 مليون يورو”.