كأس العالم قطر 2022..
قطر تجند مدنيين لتأمين "كأس العام" ودولة أوروبية تحتج على سجلها ضد حقوق الإنسان
صممت شركة هامل للملابس الرياضية، قميصا أسود بالكامل يمثل "لون حداد"، بدعوى أن المنتخب الدنماركي، بدعوى أن الشركة "لا ترغب في الظهور" في بطولة تزعم أنها "أودت بحياة الآلاف".
قالت تقارير صحافية إن لاعبي منتخب الدنمارك ينوون إرتداء قمصاناً "باهتة" أثناء مشاركتهم في بطولة كأس العالم لكرة القدم، احتجاجاً على سجل حقوق الإنسان في إمارة قطر، المستضيفة للبطولة، ومعاملتها للعمال المهاجرين، فيما جندت الإمارة الصغيرة المدنيين لتأمين ملاعب كأس العالم، حيث أفادت وكالة رويترز أن قطر استدعت مئات المدنيين، الذين بينهم دبلوماسيون تم استدعاؤهم من الخارج، للخدمة العسكرية الإجبارية من أجل تشغيل نقاط تفتيش في الملاعب التي ستُقام عليها مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم، ويُبرز نشر المجندين، الذين جرت العادة على أن يؤجل بعضهم أداء الخدمة الوطنية إذا كانوا يؤدون أعمالا تعتبر حيوية، ضخامة التحدي اللوجستي الذي تواجهه الدولة العربية الخليجية الصغيرة في تنظيم واحدة من أكبر البطولات الرياضية في العالم.
وصممت شركة هامل للملابس الرياضية، قميصا أسود بالكامل يمثل "لون حداد"، بدعوى أن المنتخب الدنماركي، بدعوى أن الشركة "لا ترغب في الظهور" في بطولة تزعم أنها "أودت بحياة الآلاف".
وقالت "ندعم المنتخب الدنماركي لكن هذا لا يعني دعم قطر كدولة مستضيفة".
وفي التصميم، فإن شارة منتخب الدنمارك ستكون باهتة وسيكون الزي الأساسي أحمر بالكامل، أما الزي الثانوي فسيكون أبيض اللون.
كما قرر رعاة زي التدريب سحب شعاراتهم لإفساح المجال لرسائل تنتقد قطر.
وشكك مسؤولون قطريون سابقًا في الأرقام الخاصة بوفاة عمال مهاجرين عاملين في منشآت كأس العالم، قائلين إن الرقم الإجمالي الفعلي في عام 2021 كان 37.
وقالت هامل: "نود الإعراب عن موقف بشأن سجل قطر في مجال حقوق الإنسان ومعاملتها للعمال المهاجرين الذين بنوا ملاعب كأس العالم في البلد".
"نعتقد أن الرياضة يجب أن تجمع الناس. وعندما لا تفعل ذلك، نريد أن نوضح رأينا".
لكن اللجنة العليا للمشاريع والإرث، التي تنظم البطولة، شككت في مزاعم هامل بشأن وفاة عمال مهاجرين.
وقالت اللجنة في بيان "دخلنا في حوار قوي وشفاف مع الاتحاد الدنماركي لكرة القدم".
وأضافت "نرفض بشدة التقليل من أهمية التزامنا الحقيقي بحماية صحة وسلامة 30 ألف عامل قاموا ببناء الملاعب ومشاريع أخرى للبطولة".
وقالت "لقد عملنا بجد جنبًا إلى جنب مع الحكومة القطرية لضمان أن تحقق البطولة إرثًا اجتماعيًا دائمًا".
و قالت الدنمارك في وقت سابق إنها ستمارس "ضغوطا إضافية" على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن مخاوف متعلقة بحقوق الإنسان خلال فترة الاستعداد لبطولة كأس العالم، التي تنطلق في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني.
من ناحية أخرى، قال الأمين العام لكأس العالم في مارس/آذار إن الانتقادات "مبنية على معلومات خاطئة" وإن قطر "لا ينبغي أن تعتذر" بشأن استضافة البطولة.
وتم بناء سبعة ملاعب جديدة لاستضافة كأس العالم، بالإضافة إلى مطار جديد وطرق جديدة وحوالي 100 فندق جديد. وتقول الحكومة القطرية إن 30 ألف عامل أجنبي تم توظيفهم لبناء الملاعب فقط، جاء معظمهم من بنغلاديش والهند ونيبال والفلبين.
واشتكت جماعات حقوق الإنسان من معاملة العمال الأجانب في قطر وعدد المتوفين هناك.
وفي فبراير/شباط 2021، قالت صحيفة الغارديان إن 6500 عامل مهاجر من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا لقوا حتفهم في قطر منذ فوزها باستضافة كأس العالم.
واعتمدت الصحيفة على أعداد قدمتها سفارات تلك الدول في قطر، لكن الحكومة القطرية قالت إن العدد الإجمالي مضلل، لأن الوفيات المسجلة لم تكن جميعها لأشخاص يعملون في مشاريع متعلقة بكأس العالم.
وقالت الحكومة إن سجلات الحوادث الخاصة بها أظهرت أنه بين عامي 2014 و2020 وقعت 37 حالة وفاة بين العمال في مواقع بناء ملاعب كأس العالم، ثلاثة منها فقط كانت "مرتبطة بالعمل".
وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن تقارير تفيد أن أدلة تشير إلى أن الحكومة القطرية لم تبلغ عن وفيات بين العمال الأجانب.
وقد أيّد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الدعوات المطالبة بتعويض "أي إصابة أو وفاة مرتبطة بأي مشروع بناء" لكأس العالم.
مملكة الدانمارك بالإضافة إلى غرينلاند وجزر فارو، هي من الدول الإسكندنافية شمال أوروبا. تقع جنوب غرب السويد وجنوب النرويج وتحدها من الجنوب ألمانيا. كما تطل الدنمارك على كل من بحر البلطيق وبحر الشمال
أفاد مصدر ووثائق اطَلعت عليها رويترز أن قطر استدعت مئات المدنيين، الذين بينهم دبلوماسيون تم استدعاؤهم من الخارج، للخدمة العسكرية الإجبارية من أجل تشغيل نقاط تفتيش في الملاعب التي ستُقام عليها مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم.
ويُبرز نشر المجندين، الذين جرت العادة على أن يؤجل بعضهم أداء الخدمة الوطنية إذا كانوا يؤدون أعمالا تعتبر حيوية، ضخامة التحدي اللوجستي الذي تواجهه الدولة العربية الخليجية الصغيرة في تنظيم واحدة من أكبر البطولات الرياضية في العالم.
وبحسب مناهج تدريبية اطّلعت عليها رويترز، يجري تدريب المجندين على إدارة أمن الطوابير خلال دخول الملاعب وتفتيش المشجعين والبحث عن الممنوعات مثل الكحول أو المخدرات أو الأسلحة المخبأة سواء في تسريحات الشعر الخلفية أو بطانات السترات أو حتى البطون الزائفة.
ويبلغ عدد سكان قطر 2.9 مليون نسمة، بينهم بالكاد 380 ألف مواطن قطري. وتتوقع الإمارة تدفقا غير مسبوق من الزائرين قوامه 1.2 مليون شخص لحضور البطولة. وبالفعل أبرمت الدوحة اتفاقا مع تركيا ستقدم لها بموجبه 3000 من أفراد شرطة مكافحة الشغب.
وبحسب أوامر مكتوبة اطَلعت عليها رويترز، صدرت استدعاءات للمدنيين المعنيين في وقت سابق من سبتمبر أيلول الجاري للحضور لمهمة قبل الفجر في أكاديمية الخدمة الوطنية (معسكر مقدام) شمالي الدوحة وذلك قبل ثلاثة أشهر من انطلاق البطولة التي ستستمر 29 يوما.
وقال المصدر إن السلطات أبلغت المدنيين بأنهم مستدعون للمساعدة في تنظيم بطولة كأس العالم وأن مهمتهم من قبيل "الواجب الوطني" الذي يملي عليهم فعل ذلك. ومضى المصدر قائلا "معظم الناس ذهبوا إلى هناك لأن عليهم أن يفعلوا ذلك. إنهم لا يريدون إثارة المتاعب لأنفسهم".
وأوضح المصدر الذي لديه معرفة مباشرة بالخطة والتدريب أن بعض المتطوعين يتلقون نفس التدريبات إلى جانب القوة التي تضم المجندين.
وقال مسؤول في الحكومة القطرية في بيان ردا على طلب للتعليق إن برنامج الخدمة الوطنية في قطر سيستمر كالمعتاد خلال كأس العالم.
وجاء في البيان "سيقدم المجندون دعما إضافيا خلال البطولة في إطار البرنامج تماما مثلما يفعلون في كل عام في المناسبات العامة الكبيرة مثل احتفالات اليوم الوطني".
منذ عام 2014 يتلقى الرجال القطريون في سن 18 إلى 35 عاما تدريبا في الجيش في بلدهم لمدة أربعة أشهر على الأقل في إطار الخدمة الوطنية الإجبارية التي قررها الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ويواجه الهاربون من الخدمة عقوبة السجن لمدة عام وغرامة 50 ألف ريال قطري (13700 دولار).
قالت إيلينورا أرديماني الباحثة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية إن الهدف يقل عن تعزيز القوات المسلحة ويزيد على فرض الانضباط و"تحسين الترابط الاجتماعي والوحدة الوطنية" في البلاد.
وفي السنوات الماضية، شارك مجندون قطريون في احتفالات اليوم الوطني وترتيبات اليوم الرياضي الوطني. وبإمكان الدبلوماسيين القطريين في الخارج تأجيل أداء الخدمة الوطنية
وقال المصدر إن أفراد المجموعة الحالية من المدنيين المجندين في عطلة لمدة أربعة أشهر مدفوعة الأجر من وظائفهم في المؤسسات القطرية مثل قطر للطاقة ووزارة الخارجية.
وقال المصدر إن قطر جلبت دبلوماسيين من عدة بعثات في الخارج من بينها بعثات في الولايات المتحدة والصين وروسيا. ومن المتوقع أن يعودوا لوظائفهم بعد البطولة.
وقال المصدر إن المجندين يذهبون إلى معسكر الخدمة الوطنية خمسة أيام في الأسبوع ويحضرون هناك دورات تدريبية ينظمها المسؤولون في القسم الأمني في الجهة المنظمة لكأس العالم وهي اللجنة العليا للمشاريع والإرث
وقال المصدر إن المجندين يتعلمون التقدم إلى المشجعين "بلغة جسد إيجابية وتركيز وابتسامة"، وكذلك الالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتجنب التمييز بين المشجعين أيا كان أساس ذلك.
ويشمل التدريب أيضا تمرينات رياضة المشي لمدة ساعة في ساحة العروض.
وفي صباح يوم 22 سبتمبر أيلول وقف نحو 30 من المشاركين في الخدمة الوطنية في حالة انتباه في واحد من المعسكرات الأمنية المؤقتة خارج إستاد خليفة الدولي، وهو أحد ثمانية ملاعب ستقام عليها مباريات البطولة.
وتحدث مسؤولان إلى الرجال الذين كانوا يرتدون ملابس رياضية ومعظمهم حليقو الشعر على نمط رياضي. وفي الخارج جال مئات من المشاركين في الخدمة الوطنية في محيط الإستاد حيث كان العمال يثبتون آلات صرف التذاكر في صفوف.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري قارب حشد الحضور في إستاد لوسيل الذي شُيد لتقام عليه مباراة النهائي كامل طاقة الاستاد الذي يتسع لثمانين ألف متفرج. واصطف المشجعون وهم يغادرون الاستاد لساعات لركوب المترو، ونفد الماء لدى المنظمين بعد الشوط الأول في مساء خليجي حار في أواخر الصيف.
ويعتزم منظمو كأس العالم تخفيف العمل بالقوانين الصارمة في قطر والتي تحد من بيع الخمور في الأماكن العامة، وسيسمحون بتقديم الجعة بالقرب من الملاعب قبل ساعات قليلة من انطلاق المباريات.