بالتزامن مع حملات دعائية مكثفة لتشويه الدولة وضرب الثقة..

"جمعية ميدان".. انشقاقات أم مراوغة داخل تنظيم الاخوان في مصر؟

كشفت تقارير سرية عن تلقي الجمعية التي تتخذ من إسطنبول مقرًا لها تمويلات ضخمة من بعض الدول التي تتحالف مع التنظيم الدولي للإخوان.

تنظيم الإخوان - أرشيف

القاهرة

بالرغم من الخسائر التي تتلقاها جماعة الإخوان الإرهابية في مختلف الدول العربية بالشرق الأوسط، إلا أن محاولات التنظيم الإرهابي لا تتوقف.

حيث ظهر إلى الضوء مخطط جديد لجماعة الإخوان أعلن عنه بقايا التنظيم الإرهابي وهو تأسيس ما تعرف بجمعية “ميدان” وأعلن عنها القيادي الإخواني رضا فهمي. والتي تمثل الذارع الجديدة للتنظيم وتستهدف مصر وعددًا من الدول العربية خلال الفترة المقبلة.

إثارة الفوضى

وعملت الجمعية الإخوانية المشبوهة خلال الفترة الماضية بالتنسيق بين قيادات الجبهة الهاربين في الخارج على تجميع شباب التنظيم لتبني إستراتيجية جديدة تستهدف العمل على مخططات العنف والفوضى وتنفيذ عمليات إرهابية للعودة إلى المشهد السياسي في مصر، وكذلك تنفيذ سلسلة من التظاهرات بغرض إثارة الفوضى.

مقر الإرهاب 

وكشفت تقارير سرية عن تلقي الجمعية التي تتخذ من إسطنبول مقرًا لها تمويلات ضخمة من بعض الدول التي تتحالف مع التنظيم الدولي للإخوان. وتعمل على جمع الشباب من مختلف التيارات الإسلامية، بالتنسيق مع قيادات الجبهة السلفية الهاربين في الخارج، مثل أحمد مولانا ومحمد إلهامي، وكذلك القيادي في حركة حسم المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية.

وتصنف بأنّها الذراع المسلحة للتنظيم الإرهابي، وقد نفذت عمليات إرهابية كثيرة في أعقاب سقوط الجماعة عن الحكم، تعمل من خلال تلك التحالفات لصياغة مشروع جديد يعتمد على العنف وحده كآليّة للتغيير، وذكر تقرير لمؤسسة رؤية، أن هذه الجمعية تعد بمثابة مفرخة جديدة للإرهاب، تجمع الشباب تحت ادعاءات العمل الثوري والتغيير المسلح، وتلقى الشباب دورات فكرية وتدريبات عسكرية في إحدى الدول خلال الأشهر الماضية، تمهيدًا لإطلاق المخطط الإخواني العدائي ضد دول المنطقة العربية، كما تلقت تمويلات ضخمة من أجهزة معادية للدول العربية تدعم التنظيم الدولي لتنفيذ هذا المخطط.

مخطط الإنهاك

وجاءت هذه الجمعية التي تم الإعلان عنها بعد تجدُّد الصراع بين قيادات تنظيم “الإخوان” في الخارج بين “جبهة إسطنبول” بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، و”جبهة لندن”. بعد ظهور جبهة ثالثة أطلق عليها “جبهة التغيير”، وهي “محاولة شبابية” لحسم “صراع الإخوان”، من جانبه، يقول د. إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني المنشق، هذا الكيان الإخواني الجديد هو بمثابة محاولة جديدة لإحياء نشاط الجماعة الإرهابية بعد حالات الانهيار والانكسار التي شهدتها الجماعة طوال الفترة الماضية بالإضافة إلى أنه عودة إلى التنظيم المسلح من أجل العودة للمشهد السياسي.

أضاف القيادي الإخواني السابق أن هذا المخطط الإرهابي في الكيان يتم من خلال إستراتيجية تعتمد على 3 محاور، تتمثل بالعودة التدريجية للتظاهرات في الشارع المصري. بالتزامن مع حملات دعائية مكثفة لتشويه الدولة وضرب الثقة في مؤسساتها، والعمليات التي تستهدف المؤسسات بهدف تعطيل جهود الدولة في الاستثمار والسياحة وإحداث أزمات اقتصادية واجتماعية وذلك لضرب استقرار الدولة المصرية ودول المنطقة. مشيرًا إلى محاولات الجماعة في الوقت الراهن صناعة جيل جديد من الإرهابيين أكثر تطرفاً وعنفاً في مواجهة الدولة المصرية وصناعة الأزمات داخل الدولة المصرية واستثمارها لصالحه، فيما يُعرف بمخطط “الإنهاك”، وهو إستراتجية قديمة لدى الإخوان لضرب استقرار الدولة المصرية.

وقال موقع "اليوم" في تطورات مثيرة على مدار الساعة يشهدها تنظيم الإخوان الإرهابي، إذ تصاعدت الانشقاقات والخلافات بين قيادات «إخوان الخارج»، التي كان آخرها حرب الوثائق المتضمنة تبادل اتهامات بين جبهتي «لندن وإسطنبول»، وما سُمى أخيرًا بجبهة «تيار التغيير» التي دشنها شباب الجماعة.

وقبل بدء مؤتمر الجبهة الثالثة «تيار التغيير» أول أمس السبت في تركيا، لإعلان انشقاقها رسميًا عن التنظيم الدولي الإخواني، أصدرت جبهة لندن برئاسة القيادي الإخواني إبراهيم منير، وثيقة سياسية أعلنت فيها انسحابها مما اسمته «صراع على السلطة في مصر» وحددت خططها للمرحلة المقبلة.

بيان جبهة لندن مضلل

قال الكاتب السياسي والمحامي ثروت الخرباوي: إن بيان «جبهة لندن» غريب وتضمن ما يمكن تسميته بالتضليل لمحاولة توصيل صورة للخارج بأن لهذه الجبهة خاصة والإخوان عامة، دور في الحياة السياسية المصرية، في الوقت الذي خرج فيه جميع قيادات الجماعة وعناصرها من المشهد السياسي المصري تمامًا، وانتهى تأثيرهم بعدما كشفهم الشعب على حقيقتهم وتأكد أن الجماعة «دموية».

وأضاف: أيضًا تضمن البيان ما يفيد بأن من ضمن أهداف الجماعة نشر مبادئ الإسلام بين المصريين، تؤكد أنهم أصحاب فكر تكفيري، إذ يصورون الشعب بأنه لا يدرك حقيقة الإسلام ويحتاج إلى نشره بينهم.

ويرى الخرباوي القيادي الإخواني المنشق عن الجماعة أنه لا توجد حقيقة ثابتة داخل التنظيم الدولي الإرهابي، وأن ما يثار حول وجود صراع بين الجبهات الثلاث هو محاولة لإخفاء جرائم أخرى أكبر تدبرها الجماعة، والاستعداد لتنصيب مرشد جديد، وبالفعل هناك مخطط كبير ينفذه الإخوان الآن لإعلان مرشد جديد بعد أن اختير سرًا خلال الفترة الماضية بمعرفة القيادي البارز خيرت الشاطر الذي يمسك بقوة على مفاتيح أسرار التنظيم الدولي، ويعد الرجل الأقوى حتى الآن رغم حبسه.

وقلّل الخرباوي من خطورة وتأثير «تيار التغيير»، مؤكدًا أنهم مجموعة من شباب الإخوان أطلقوا على أنفسهم «الكماليون» وهم ينتمون إلى القيادي محمد كمال الذي كان يتزعم الجناح العسكري للجماعة، مشددًا على أنهم يتوهمون أن بمقدورهم استعادة دور للجماعة في مصر، لكن ذلك مستحيلًا بعد أن لفظهم الشعب.

محاولة فاشلة لاستعادة البريق

الخبير في التنظيمات الإرهابية إبراهيم ربيع يقول إن ما يشهده التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، وما يتردد عن وجود صراعات وانشقاقات بين الجبهات الثلاث، هو مجرد محاولة يائسة من الجماعة لاستعادة بريقها المنطفئ منذ خروجها من المشهد السياسي المصري، مؤكدًا أنه لا يوجد أي دور للإخوان في السلطة لكي يزعمون انسحابهم.

وطالب ربيع بضرورة عدم الانسياق وراء هذه الأكاذيب الإخوانية، لافتًا إلى أنه لا يوجد في الفترة الراهنة أي تأثير فعلي للإخوان في مصر، لذا يقاتلون بقوة للبقاء في تونس وليبيا، مشددًا على أن ما تسمى الجبهات الثلاث هي أمور شكلية لتصدير صورة مغالطة للعالم على أن جماعة الإخوان ما زالت على الواجهة ولها تواجد على الصعيد الميداني وبعدة دول.

بيان يفتقد المعلومات والخبرة

من جانبه وصف الخبير في شؤون التنظيمات المتطرفة مصطفى حمزة، بيان «جبهة لندن»، بأنه يفتقد الحد الأدنى من المعلومات السياسة.

ويشرح: «كيف لجماعة خرجت تمامًا من الصورة بعد ثورة الشعب المصري عليها في 30 يونيو 2013 الادعاء بأنها كانت طرفا في السلطة»، مشيرًا إلى أن الإخوان يدركون جيدًا أنهم انتهوا بالفعل في مصر ويبحثون عن مكان في دول أخرى.

وأكّد أن الجبهات الثلاث تتلقى تمويلًا ماليًا ضخمًا للاستمرار في هذا المسلسل الهزلي الذي يزعم عن وجود خلافات فيما بينهم، وأن الجماعة لها تواجد قوي، مشيرًا إلى أن الوثائق التي ظهرت أخيرًا «مزورة» والتصريحات للقيادات الإخوانية «كاذبة»، وهي في إطار المحاولة الأخيرة لاستعادة المكانة التي فقدتها الجماعة في مصر.

يشار إلى أن جبهة «إبراهيم منير» التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، أصدرت وثيقة سياسية أعلنت فيها انسحابها مما وصفته «أي صراع على السلطة في مصر»، وزعمت أن مهمتها السياسية لم يكن مجرد الوصول للحكم بل التعاطي مع ما وصفتها بـ«اللحظة الحرجة» من تاريخ البلد.

مزاعم بشأن أولويات المرحلة

وتزعم جبهة لندن أيضًا، أن لديها 3 أولويات سياسية في المرحلة المقبلة، تتمثل بإنهاء ملف المعتقلين، وتحقيق المصالحة، وبناء شراكة وطنية، حسب بيانها.

وبحسب تقارير إعلامية دولية، انشقت الجماعة إلى ثلاث جبهات، الأولى بقيادة منير في لندن، والثانية يترأسها محمود حسين في مدينة إسطنبول التركية، والأخيرة تسمى بـ«تيار التغيير» أو الكماليون وهي أيضا بتركيا، ودعت للإعلان عن نفسها في مؤتمر أمس السبت، وإصدار ما يعرف بالوثيقة السياسية.

تزامن ذلك مع تقرير إعلامي أشار إلى ظهور ما تسمى «جمعية ميدان» التي أعلن عن تأسيسها القيادي الإخواني الهارب رضا فهمي، وتمثل ذراعًا جديدًا للتنظيم الدولي لتنفيذ عمليات إرهابية بالمنطقة.