المشهد اليمني..
مجلس القيادة الرئاسي المؤقت والأذرع الإيرانية في اليمن.. ماذا عن مريم الدوغاني؟
"مليشيا إيران في اليمن، نجحت في اختراق المجلس الرئاسي، بقرار رسمي تمثل في إصدار مدير مكتب الدكتور رشاد العليمي، قرار قضى بتعيين ناشطة حوثية في مكتب الرئاسة"
في الـ23 من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، كان مجلس القيادة الرئاسي، قد عقد اجتماعاً باسم مجلس الدفاع الوطني، ترأسه رئيس المجلس اللواء رشاد العليمي، خرج الاجتماع بقرار تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، ليفتح القرار هذا تساؤلات عن أمكانية المجلس في فرض عقوبات عن الأذرع الإيرانية في اليمن بعد ان تم تصنيفها كجماعة إرهابية.
هذا القرار لم يصمد سوى ساعات قليلة حتى خرج رئيس الحكومة معين عبدالملك، ليؤكد ان القرار ليس الا "ردة فعل على هجوم إرهابي شن على منائي الضبة والنشيمة بحضرموت وشبوة"، فرئيس الحكومة أكد على استمرار تدفق الأموال من مدن الجنوب المحررة إلى صنعاء دون أي عقوبات، وهو ما دفع مصادر حكومية الى التأكيد بان القرار الذي اتخذه مجلس القيادة الرئاسي عارضه معين عبدالملك، الذي تقول مصادر لصحيفة اليوم الثامن "ان الرجل يمتلك مصالح تجارية في صنعاء ومدن اليمن الشمالي الخاضعة لسيطرة الأذرع الإيرانية في اليمن".
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء رشاد العليمي، وزير الداخلية الأسبق، المقرب من النظام السعودي، تقول وكالة رويترز للأنباء انه عمل مع الرياض في ملفات أمنية خلال قيادة وزارة الداخلية في عهد الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، أصدر عقب وصوله عده حزمة من القرارات بتعيينات لعناصر مرتبطة بالأذرع الإيرانية في صنعاء، الأمر الذي قوبل برفض المجلس الانتقالي الجنوبي لكل تلك القرارات التي وصفت حينها بان العليمي يريد إعادة الحوثيين إلى عدن من بوابة مجلس القيادة الرئاسي.
وعلى ما يبدو ان قرارات العليمي قد سارت دون إلغاء، غير انه لم يقف عن هذه القرارات، فسارع الى تعيين ناشطة يمنية تدعى مريم الدوغاني مقربة من الاذرع الإيرانية في عدن وعملت لسنوات في خدمة الأذرع الإيرانية في العاصمة اليمنية قبل ان تجد نفسها في قصر معاشيق بقرار من مجلس القيادة الرئاسي.
في الـ23 من مايو/ أيار الماضي، أصدر العليمي قرارا بتعيين مريم الدوغاني في رئاسة الجمهورية بقصر معاشيق، وصفتها " رئيس دائرة تنسيق المنظمات والشؤون الإنسانية بمكتب رئاسة الجمهورية"؛ لكنها حلت محل مدير مكتب رئيس المجلس "يحيى الشعيبي"، الذي يبدو ان قرار تعيين ليس الا لامتصاص حالة الغضب الجنوبي من قرارات تعيين شخصيات حوثية في الرئاسة، فالشعبي اصبح مجردا من أي صلاحيات بعد ان منحت السيدة مريم الدوغاني صلاحيات مدير مكتب رئيس المجلس وهي من ترافقه في كل سفرياته، الأمر الذي أعاد الى الاذهاب، دور عبدالله العليمي الذي كان نائبا لرئيس اليمن المؤقت عبدربه منصور هادي، لكن مدير المكتب محمد مارم لم يستمر طويلا حتى ازيح وحل بدلا عنه الإخواني عبدالله العليمي، الأمر الذي يؤكد ان مريم الدوغاني في طريقها الى ان تمنح صفة مدير مكتب العليمي اذا استمر في السلطة ولم تتم الإطاحة به.
وقالت منصات صحفية محلية إن العليمي أصدر قرارا قضى بتعيين مريم الدوغاني مديرا لدائرة تنسيق المنظمات والشؤون الانسانية بمكتب رئاسة الجمهورية.
وذكرى موقع مدينة عدن على شبكة الانترنت أن مريم برزت بالعمل منذ سنوات كناشطة ضمن الدوائر المساعدة والمقربة من جماعة الحوثيين في صنعاء.
وقال موقع نافذة اليمن إن مليشيا إيران في اليمن، نجحت في اختراق المجلس الرئاسي، بقرار رسمي تمثل في إصدار مدير مكتب الدكتور رشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي، قرار قضى بتعيين ناشطة حوثية في مكتب الرئاسة.
جاء ذلك في وثيقة رسمية، أصدر مكتب العليمي قرار بتعيين المدعوة د.مريم عبدربه سالم عبدالله الدوغاني، مديرا لدائرة تنسيق المنظمات والشئون الإنسانية بمكتب رئاسة الجمهورية، بالإضافة لتعيين قيادي إخواني نائبا لها.
تعيين الدوغاني فجر غضب شديد في الشارع اليمني، الذي أظهر تورط الناشطة، مع مليشيا الحوثي المصنفة إرهابية.
وقبل أكثر من سنة، تم نشر خبر، أشاد فيه مدير عام مديرية الحالي في محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين حالياً، بجهود مريم الدوغاني، التي عينها رئيس المجلس الرئاسي في مكتبه.
كما ورد في الخبر الذي أعاد اليمنيين الغاضبين نشره بعد مرور عام عليه، اسم الدكتورة مريم بصفتها رئيس منظمة رعاية الأطفال في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، وهو ما اعتبره سياسيون ونشطاء فضيحة جديدة للتعيينات من مكتب الرئاسة.
وتعليقا على قرار مريم، قال الصحفي محمود العتمي، أن رشاد العليمي يختار موظفي رئاسة الجمهورية اما حوثة من صنعاء أو اخوان من تركيا.
وأوضح العتمي في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك أن :"مريم الدوغاني لقبل كم يوم وهي تناشد بوقف معركة تحرير الحديدة ولم نشهد لها تصريح يحمل الحوثيين مأساة أطفال تهامة الذي تتربص ألغام الحوثي بهم وقتلت العشرات منهم ،و احمد جواس من غلمان المرشد جالس عاده في انقره لليوم".
واعتبر د.عبدالقادر الخراز هذا التعيين، نكبة وفضيحة كبيرة، إذ قال: "مجلس الرئاسة يعين حوثية رئيسة لدائرة تنسيق المنظمات بالرئاسة، وهي مديرة منظمة محلية في مناطق الحوثي".
كما اضاف أن :"الحوثة في الحديدة بشيدوا بها، مستدلا بخبر نشر في المواقع الإخبارية حيث يشيد بها مدير عام مديرية تقع تحت سيطرة الحوثي".
وفي سياق متصل، انتقد الصحفي والمحلل السياسي ياسر اليافعي هذا التعيين، مشيراً إلى أنه إعادة إنتاج للادوات التي خرجت من باب هادي.
وذكر اليافعي في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك :"خرجوا من باب هادي ورجعوا من شباك يحيى الشعيبي!، تعيينات اخوانية تهدد بنسف التوافقات وعودة الأوضاع الى ما كانت عليه في قبل مشاورات الرياض".
كما اضاف : "الناس كانت تنتظر تغيير وزير الدفاع ووزير الداخلية والاستعداد لمواجهة الحوثي لكن صار هم العليمي والشعيبي عودة الدولة القديمة وتحالف 1994 بشكل آخر ..دائماً ما يلتفون على التوافقات ويفشلونها وكأنهم لا يتعلمون من دروس الماضي".
وتابع اليافعي : "يعينون شمالي اخواني ونائب له اخواني من الجنوب ويقولون مناصفة عقلية الاخوان تتحكم بالمشهد..الناس لن تصمت على الاخطاء".