الأزمة اليمنية..
إيران تواصل أرسال الأسلحة إلى اليمن وأذرعها في تساند الإخوان في وادي حضرموت
سلطة الحوثيين في صنعاء وسلطة الإخوان في مأرب ومجموعة هائل سعيد أنعم التجارية، جميعهم قدموا تمويلا لتلك التشكيلات العسكرية بغية مساعدتها على مواجهة أبناء حضرموت الذين يطالبون بإخراجها
أعلن الأسطول الخامس الأمريكي، السبت، اعتراض سفينة صيد في خليج عمان أول ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقال إنها كانت تهرب ذخائر ووقود للصواريخ على طريق بحري من إيران إلى أذرعها المصنفة على قوائم الإرهاب الحكومية في اليمن، فيما تساند الأخيرة بشكل واضح تشكيلات مسلحة تابعة لإخوان اليمن تحتل وادي حضرموت، وتمارس اعمال قمع وحشية ضد تظاهرات شعبية تطالب بإخراج تلك القوات.
وقالت مصادر جنوبية لصحيفة اليوم الثامن إن قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإخوان – الاذرع القطرية – منعت احتفالات جنوبية بالعيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونفذت انتشارا واسعا واعتدت على متظاهرين يحملون الاعلام الوطنية.
وجاء التصعيد بالتزامن مع هجوم إرهابي شنته عناصر إرهابية على مسجد في حضرموت خلف سبعة شهداء وأكثر من 18 جريحاً،
وأفادت مصادر محلية أن مسلحًا ألقى قنابل يدوية عقب إطلاق النار على المصلين أثناء الصلاة في مسجد الزيار بمديرية يبعث بمحافظة حضرموت.
وبحسب المصادر، «قُتل المهاجم»، دون كشف ظروف مقتله، فيما تم نقل المصابين إلى عدد من المستشفيات لتلقّي العلاج.
وتشهد محافظة حضرموت – خاصة الوادي والصحراء – اعمال عنف واسعة في ظل رفض القوات التابعة للإخوان الانسحاب نحو مأرب لمواجهة الحوثيين الذين قدموا دعما كبيرا لقيادة المنطقة العسكرية للبقاء في الوادي.
وقالت مصادر يمنية لصحيفة اليوم الثامن إن سلطة الحوثيين في صنعاء وسلطة الإخوان في مأرب ومجموعة هائل سعيد أنعم التجارية، جميعهم قدموا تمويلا لتلك التشكيلات العسكرية بغية مساعدتها على مواجهة أبناء حضرموت الذين يطالبون بإخراجها".
وأكد مصدر يمني "أن مجموعة هائل سعيد أنعم التجارية تمول أي تشكيلات عسكرية يمنية تبقي لها مصالحها النفطية في المحافظة".
وعلى صعيد متصل، ضبطت القوات الأمريكية سفينة أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين، هي الثانية خلال شهر، حيث قالت مصادر أمنية في المهرة "إن الأذرع الإيرانية في اليمن استفادت كثيراً من الهدنة الأممية التي فشل المبعوث الأممي تجديدها بفعل رفض الحوثيين لذلك.
وقال الأسطول الخامس في بيان إن سفينة الصيد كان تحمل شحنة يزيد وزنها على 50 طناً، مشيراً إلى أن هذه هي ثاني عملياته لمصادرة شحنة كبيرة من الأسلحة المهربة في غضون شهر.
ونقل البيان عن براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس، قوله إن اعتراض السفينة "يظهر بوضوح استمرار نقل إيران غير القانوني للمساعدات الفتاكة وسلوكها المزعزع للاستقرار".
وشدد الأسطول الأمريكي على أن التوريد المباشر وغير المباشر للأسلحة أو بيعها أو نقلها إلى الحوثيين في اليمن ينتهك القانون الدولي وقرار مجلس الأمن ذي الصلة.
وسبق أن اعترض الأسطول الخامس سفينة صيد تنقل "مساعدات مميتة" بشكل غير قانوني من إيران إلى اليمن في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفق البيان.
وقبل نحو أسبوعين، أكد المتحدث باسم الأسطول الخامس في البحرية الأمريكية، تيم هوكينز، أن الولايات المتحدة جاهزة لمواجهة التهديدات الإيرانية للمنطقة.
وأضاف خلال مقابلة مع قناة "العربية" أن "الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على أمن منطقة مضيقي هرمز والمندب".
كما أوضح أن مشاركة المعلومات التي تتم مع الشركاء تعمل على بناء الثقة وتقوية العلاقات.
واصلت إيران نهجها في تهديد أمن المنطقة عبر تهريب الأسلحة إلى حلفائها الحوثيين في اليمن وذلك بغية استهداف ناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب بهدف إنجاح مخططها في عرقلة إمدادات النفط العالمية حيث قال الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية اليوم السبت إنه اعترض سفينة صيد تهرب "أكثر من 50 طنا من طلقات الذخيرة والصمامات والوقود للصواريخ" في خليج عُمان في ممر بحري من إيران إلى اليمن في الأول من ديسمبر/كانون الأول.
وأضاف في بيان "أفراد البحرية الذين يعملون من قاعدة لويس بي بولر (إي.إس.بي 3) البحرية الاستكشافية اكتشفوا الشحنة غير المشروعة خلال عملية التحقق من العلم، مما يمثل ثاني أكبر مصادرة ينفذها الأسطول الخامس الأميركي لأسلحة غير قانونية في غضون شهر".
وليست هذه المرة الاولى التي تتمكن فيها القوى الدولية من احباط محاولات لتهريب الأسلحة من إيران الى المتمردين ما يهدد الامن الاقليمي والدولي حيث تمكن الاسطول الخامس الأميركي الشهر الماضي من ضبط شحنة اسلحة في سفينة متجهة الى اليمن قبل ان يقوم باغراقها.
وصعد الحوثيون مؤخرا من تهديداتهم باستهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر حيث توعدوا بالانتقال من الضربات التحذيرية لسفن النفط في الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية إلى استهدافها بشكل مباشر بينما اجروا تجارب على صواريخ مضادة للسفن في حين شنت هجمات في جبهات داخلية خاصة في مارب.
وأشارت سلسلة هجمات شنها المتمردون في اليمن على موانئ نفطية بعد شهرين من انتهاء هدنة رفضوا تمديدها، إلى مرحلة جديدة من التصعيد العسكري قد تكون له عواقب اقتصادية مدمرة وتبعات إنسانية خطيرة.
وهدد قادة الميليشيا المدعومة من إيران في الفترة الأخيرة بنقل المعركة وتوسيعها بحرا، ما لم يتم التفاهم على تحويل عائدات النفط للبنك المركزي في صنعاء مشددين انهم سيهاجمون قوات التحالف العربي في المياه لاقليمية.
وعمد الحوثيون الى شن هجمات بطائرات مسيّرة تسبّبت بمنع ناقلات نفط من الرسو في موانئ تسيطر عليها الحكومة، في مسعى للضغط لانتزاع مكاسب من السلطة في خضم سعي الأمم المتحدة إلى تمديد الهدنة، وفقا لمحللين.
ويسيطر الحوثيون على مناطق شاسعة في شمال وغرب اليمن، بينها العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر التي تضمّ ميناء رئيسيا تعبر منه غالبية المواد التجارية والمساعدات الإنسانية وبات الميناء قاعدة للحوثيين للحصول على الأسلحة الإيرانية المهربة خدمة لمخطط طهران في استهداف الملاحة الدولية بعد ان هاجمت مسيرات يعتقد أنها إيرانية ناقلة نفط على ملك رجل أعمال إسرائيلي في مياه عمان.
وفي مواجهة هذه التهديدات سعت المملكة العربية السعودية الى تدعيم اسطولها البحري بعقد مذكرة تفاهم مع شركة اسبانية وذلك لبناء سفن قتالية متطورة للقوات البحرية الملكية.
وميدانيا صعد الحوثيون من تحركاتهم العسكرية في محافظة مارب الغنية بالنفط حيث أعلن الجيش اليمني، الجمعة، مقتل عدد من جنوده ومسلحين من جماعة الحوثي، بمعارك "شرسة" بين الجانبين في المحافظة.
وفشلت الأطراف اليمنية في تمديد اتفاق هدنة بالبلاد لمرة ثالثة، بدأ في 2 أبريل/نيسان الماضي، وانتهى بانتهاء آخر تمديد في 2 أكتوبر/ تشرين الأول السابق.
ويعاني اليمن حربًا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.
وتصاعدت حدة النزاع منذ مارس/آذار 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية، في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.