كأس العالم قطر 2022..

"بشت الوجهاء".. غسيل رياضي أم احتفاء بالثقافة العربية؟.. مغردون يصفوه بـ "المهين"

أمير قطر يبارك في بيان على تويتر لمنتخب الأرجنتين فوزه بكأس العالم 2022 وللمنتخب الفرنسي وصافة البطولة، كما تقدم بالشكر من المنتخبات المشاركة والجماهير التي شجعتها بحماس والاتحاد الدولي لكرة القدم.

أمير قطر وهو يلبس ميسي "البشت" قبل تتويج الأرجنتين بكأس العالم

الدوحة

بعد مباراة وصفت بأنها "الأعظم" بتاريخ نهائي كؤوس العالم لكرة القدم، تفاعل كبار نجوم الساحرة المستديرة مع الإثارة التي شهدتها مباراة الأرجنتين وفرنسا بمونديال قطر.

وتوج الأسطورة الأرجنتيني، ليونيل ميسي، بكأس العالم، ووضع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "البشت" الخليجي التقليدي على أكتافه.

وبهذا، تصدر الزي الخليجي أهم صورة في مسيرة ميسي الكروية، مما أثار الجدل حول "الغسيل الرياضي". فقد دعا البعض إلى عدم نشر صور ميسي وهو في الرادء الخليجي حتى لا يشاركوا في عمل وصفوه بـ "المهين"، في حين قال البعض الآخر إن الغضب الموجه للزي الخليجي نابع من عنصرية وكراهية للعرب.  

وغطى "البشت" جزءا من قميص الأرجنتين الذي يرتديه ميسي، بما في ذلك الشعار الوطني للاتحاد بينما كان يستعد لرفع الكأس على منصة التتويج خلال الحفل. وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، جياني إنفانتينو، يراقب الموقف وهو يبتسم.

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن تلك صور ميسي وهو يرتدي بشتا أسودا "كانت لحظة لاسترجاع استثمار قطر البالغ قيمته 220 مليار دولار".

ويرى نقاد أن ارتداء ميسي للبشت ليس سوى "أداة علاقات عامة للنظام القطري" لاستخدامها في "الغسيل الرياضي" خلال لحظة كان نصف سكان الأرض يتابعونها.

وتساءل محلل "بي بي سي سبورت"، بابلو زاباليتا، "فقط لماذا؟ لا يوجد سبب للقيام بذلك".

أما المحرر بصحيفة "تليغراف"، لي مارتن، كانت له تعليقات مماثلة أيضا بعد رفع ميسي للكأس وهو يرتدي "البشت" الخليجي.

وقال مارتن "إنه لأمر مخز أن القميص الأزرق والأبيض الذي كان يرتديه ميسي قد تمت تغطيته".

وعلى الرغم من أن المباراة النهائية هي الأعظم على الإطلاق، فإن تلك اللقطة تعيد الجدل السياسي الذي طارد هذه البطولة حتى الآن، بحسب مارتن.

وقالت "التغراف" إن "العمل الغريب حطم أعظم لحظة في تاريخ كأس العالم" بعد أن "تم إجبار قائد الأرجنتين ليونيل ميسي على ارتداء البشت العربي التقليدي عندما تسلم الكأس، لكنه سرعان ما نزعه".

من جانبه، قال المؤلف، جون غرين، عبر تويتر، "ستنتهي كأس العالم 2022 برفع ليونيل ميسي الكأس وهو يرتدي البشت، ليكمل مبادرتنا الرائعة للغسيل الرياضي".

وأضاف: "ستكون الصورة الأكثر شهرة في البطولة".

ويعتقد البعض أن ارتداء "البشت" لم يكن في وقت مناسب، كون رفع الكأس هي أهم لحظة في تاريخ ميسي.

وقال مذيع "بي بي سي سبورت"، غاري لينيكر، وهو لاعب إنكليزي سابق، إنه "من العار أنهم غطوا قميصه" خلال "لحظة سحرية".

ويرى الصحفي الرياضي، جون دوغان، إنه "لم يكن من المناسب أن تُمنح شرفك في الوقت الذي كان فيه ليونيل ميسي يرفع كأس العالم"، مشيرا إلى أنه سيكون من المناسب ذلك في وقت آخر.

على الجانب الآخر، قال الصحفي الرياضي، زاك لوي، "ربما أنا من الأقلية هنا، لكني اعتقدت أن ارتداء ليونيل ميسي البشت كان لمسة لطيفة".

وأضاف عبر تويتر: "يُمنح البشت للمحاربين العرب بعد انتصار في معركة أو للملوك ... ميسي ربح للتو أعظم معركة بينهم جميعا وأكد نفسه ملكا لكرة القدم".

المدونة سارة مرزوق أوضحت عبر منشور على فيسبوك باللغة الإنكليزية معنى ارتداء البشت لدى العرب.

وقالت: "كان هناك قدر كبير من التعليقات على الإنترنت، بعضها مهين تمامًا، فيما يتعلق بالرداء الأسود الذي ارتداه ليونيل ميسي".

وتابعت: "يسمى الثوب البشت وهو لباس خارجي يتم ارتداؤه في الدول ذات الغالبية العربية. الاسم مشتق من الكلمة الأكادية "بيشتو" والتي تعني النبل أو الهيبة".

وقالت: "يعتبر هذا الثوب رمزا للشرف العظيم. إنه رمز للمكانة بين أفراد العائلة المالكة والأثرياء وذوي المكانة الاجتماعية العالية ...  عندما يكون أمير دولة يهب لك البشت ويضعه بين يديك، فهذا أعلى وسام يمكن أن يُمنح ولا علاقة له بالدين على الإطلاق".

ويرى مغردون عرب أن الفكرة كانت "ذكية" و"عظيمة" من جانب قطر التي استغلت أهم صورة في تاريخ أسطورة الأرجنتين وربطها بالثقافة العربية.

ويشيرون إلى أن هذه اللقطة جاء كمسك الختام لمونديال "استثنائي" على أرض عربية وهي ردا على الانتقادات الغربية المستمرة على تنظيم قطر لكأس العالم.

واستشهد البعض بارتداء الأسطورة بيليه للقبعة المكسيكية في مونديال 1970 بعد تتويج البرازيل بلقبها العالمي الثالث آنذاك.

وكتب نجم المنتخب الإنكليزي السابق، مايكل أوين، على تويتر "مباراة لا تصدق. بالتأكيد أفضل نهائي على الإطلاق؟".

النجم الإسباني السابق، سيس فابريغاس، تساءل قائلا: "هل هناك من لا يزال يعتقد أن هذه هي أفضل رياضة على الإطلاق".

من جانبه، غرد حارس إسبانيا السابق، إيكر كاسياس، مشيدا بمدرب المنتخب الأرجنتيني. وقال بالإسبانية: " في صمت وبدون إحداث أي ضجيج، عرف كيف يقود الأرجنتين إلى القمة. تهانينا!".

كما غرد النجم المصري السابق، أحمد حسام الملقب بـ "ميدو" قائلا في تغريدة: "أنا مش (لست) مصدق(ا)" وعاد في تغريدة أخرى وقال إن "الريمونتادا جننت الناس"، في إشارة إلى عودة المنتخب الفرنسي للتعادل مرتين  أمام الأرجنتين في الأشواط الأصلية والإضافية.

كانت المباراة تتجه صوب الأرجنتين بعد تقدمها بهدفين نظيفين، لكن كيليان مبابي، استطاع إدراك التعادل قبل 10 دقائق من النهاية بهدفين في دقيقتين.

وفي الأشواط الإضافية تقدمت الأرجنتين مرة أخرى، قبل أن يعود مبابي نفسه لإدراك التعادل ويذهب باللقاء للركلات الترجيحية التي ابتسم لصالح ميسي ورفاقه.

من جهته، قال الدولي الألماني السابق وبطل العالم 2014، باستيان شفاينشتايغر، إنها "مباراة رائعة. مبروك للأرجنتين بلقب كأس العالم، توج ميسي أخيرا مسيرته الرائعة".

ولم تقتصر ردود الفعل على نجوم كرة القدم، بل وصل صدى هذه المباراة المجنونة للرياضيين الآخرين وحتى نجوم الفن.

وقال العداء الجاميكي الشهير بطل العالم في سباق 100 و200 متر، يوسين بولت، "أفضل نهائي لكأس العالم على الإطلاق"، وذلك في تغريدة عبر تويتر أرفقها بصورته وهو يرتدي قميص الأرجنتين من استاد لوسيل الذي احتضن المباراة.

من جانبه، كتبت نجمة التنس الأميركية، سيرينا ويليامز، "إذا أصبت بنوبة قلبية، فهذا لأنني أشاهد كأس العالم لكرة القدم هذا".

وبعد المباراة، أكد الأسطورة الارجنتيني ميسي أنه سيواصل مسيرته الدولية بعد أن قاد بلاده، الأحد، إلى لقبها الثالث في كأس العالم لكرة القدم والاول منذ عام 1986.

وقال ميسي الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في البطولة في حديث مع قناة أرجنتينية "أريد الاستمرار في خوض بعض المباريات بصفتي بطلاً للعالم"، بحسب ما نقلت فرانس برس.

لكن ميسي اعترف بأن مسيرته أوشكت على الانتهاء بعد أن رفع أخيرًا الكأس التي طال انتظارها وحمل عبء عدم الفوز بها طيلة مسيرته للارتقاء الى مصاف دييغو مارادونا.

قال ميسي: "من الواضح أنني أرغب في إنهاء مسيرتي بهذا (اللقب)، لا يمكنني طلب المزيد. مسيرتي أوشكت على النهاية لأن هذه هي سنواتي الأخيرة".

وبعد العديد من خيبات الأمل في النسخ الأربع السابقة التي شارك فيها، بينها خسارة نهائي 2014 أمام ألمانيا في البرازيل، قال ميسي إنه شعر دائمًا أن وقته سيأتي.

وأضاف: "من الجنون أن ذلك حدث، لكنه مذهل. إنه لأمر مدهش أن تنتهي بهذه الطريقة. لقد قلت سابقًا إن الله سوف يمنحني هذا (اللقب)، لا أعرف لماذا، ولكني شعرت أنها ستكون هذه المرة".

أما بالنسبة للمباراة، قال ميسي إنه كان من الصعب تفسير السيناريو بعد أن تخلت الأرجنتين عن تقدمها بهدفين عندما عادل مبابي في الدقيقتين 80 و81 ويأخذ المواجهة الى التمديد.

وأدلى الدولي الإنكليزي السابق، ديفيد بيكهام، بأول تصريح علني له عن دوره المثير للجدل، سفيرا لمونديال قطر 2022، معرباً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن اعتقاده بأن "الرياضة لديها القدرة لتكون قوة من أجل الخير في العالم".

وقالت الصحيفة الأميركية في مقالة بعنوان "الناطق الصامت لكأس العالم" إن قطر أصيبت بخيبة أمل بالنسبة لعائداتها على استثماراتها، لأن لاعب مانشستر يونايتد وريال مدريد السابق لم يظهر علناً كثيراً خلال المونديال.

وادّعت الصحيفة أيضاً أن بيكهام، الذي شارك لاعبا في مونديالات 1998 و2002 و2006 مع منتخب "الأسود الثلاثة"، وضع شروطاً صارمة لظهوره، وأنه بدا محمياً من الأسئلة المتعلقة بقضايا مثل القوانين القطرية المتعلقة بالمثلية الجنسية.

ورداً على مادة نيويورك تايمز، أصدر المكتب الإعلامي لبيكهام بياناً قال فيه "لقد شارك ديفيد في عدد من بطولات كأس العالم وغيرها من البطولات الدولية الكبرى لاعبا وسفيرا، وكان يؤمن دائماً أن الرياضة لديها القدرة على أن تكون قوة من أجل الخير في العالم".

وأضاف: "نتفهم أن هناك وجهات نظر مختلفة ومتينة حيال الانخراط في الشرق الأوسط، لكننا نرى أنه من الإيجابي أن النقاش في شأن القضايا الرئيسية قد تم تحفيزه مباشرة من خلال كأس العالم الأولى التي تقام في المنطقة".

وتابع البيان "نأمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى مزيد من التفاهم والتعاطف تجاه جميع الناس وأن يتحقق التقدم".

وأشارت التقارير الأولية العام الماضي إلى أن بيكهام، مالك نادي إنتر ميامي الأميركي، البالغ من العمر 47 عاماً، كان يتقاضى 180 مليون دولار على مدى 10 سنوات، للترويج لقطر، لكن التقارير الأخيرة تشير إلى أنه سيتلقى نحو 15 مليون دولار سنوياً لمدة ثلاث سنوات مع خيار التمديد.