بمشاركة شخصيات ووفود من دول عربية وإسلامية..
مؤتمر دولي يناقش احتمالات الإطاحة بالملالي وضرورة إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب
ناقش المشاركون تطورات الانتفاضة الإيرانية واستمرارها لأكثر من 4 أشهر واحتمال حدوث تغييرات جوهرية في إيران والبديل المناسب لنظام الملالي، والسياسة الأوروبية تجاه إيران وضرورة إدراج حرس الملالي على قائمة الإرهاب.

بروكسل تشهد انعقاد مؤتمر يناقش احتمالات الإطاحة بالنظام الإيراني وضرورة إدراج حرس الملالي على قائمة الإرهاب

في ظل التطورات الميدانية الجارية في إيران ومع استمرار انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الولي الفقيه، شارك وفد من المقاومة الإيرانية في اجتماع عُقد في بروكسل صباح يوم الجمعة 27 كانون الثاني (يناير) بدعوة من لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية، بحضور مجموعة واسعة من الشخصيات، بضمنها برلمانيون وسفراء وكبار المسؤولين السابقين من فلسطين والأردن ولبنان واليمن والعراق وتونس والجزائر وموريتانيا والسودان، بالإضافة إلى قادة المعارضة السورية.
وجاء انعقاد هذا الاجتماع بالتزامن مع استمرار القمع الوحشي لانتفاضة الشعب الإيراني، حيث استشهد حتى الآن أكثر من 750 متظاهراً، بينهم أكثر من 70 طفلاً، واعتقل أكثر من 30 ألف شخص.
وناقش المشاركون تطورات الانتفاضة الإيرانية واستمرارها لأكثر من 4 أشهر واحتمال حدوث تغييرات جوهرية في إيران والبديل المناسب لنظام الملالي، والسياسة الأوروبية تجاه إيران وضرورة إدراج حرس الملالي على قائمة الإرهاب.
وألقت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي خلال الاجتماع كلمة عبر الفيديو، عبّرت في مطلعها عن شكرها للمشاركين على دعمهم وتضامنهم مع الانتفاضة والمقاومة الإيرانية، مؤكدةً :" ان الكابوس الذي يعاني منه نظام الملالي هو أن مجاهدي خلق تمكنوا من لعب دور مهم في تنظيم الانتفاضة من خلال توسيع وحدات المقاومة، وهذا أحد أهم الفروق بين الانتفاضة الحالية والانتفاضات الماضية ".
وأضافت السيدة رجوي :" لقد سار مجاهدو خلق على طريق الإسلام الديمقراطي في الحرب ضد دكتاتوريتين، هذه الحرب أعطت المجاهدين القدرة والكفاءة على إزالة قناع الخداع والتزييف والتشويه عن وجه الإسلام الحقيقي ".
وبينت أنه :" منذ سنوات، أكدت المقاومة الإيرانية على ضرورة تقليم أظافر نظام الملالي بالكامل في الدول العربية، لن تنعم المنطقة والعالم بالسلام والطمأنينة إلا إذا تم استهداف مركز التطرف، أي نظام الملالي، ومن الواضح أن خامنئي وأعوانه لم يكونوا منذ البدایة بهذه الدرجة من الضعف والعجز كما هم اليوم، لكن رغم كل الضربات التي تلقاها النظام من الانتفاضة، فإنه لا يتوقف عن القمع والإرهاب والبرنامج النووي والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة حتی یوم سقوطه ولن یتخلی عن هذا النهج، هذه السياسات تشكّل الأجزاء المختلفة من كيان النظام الذي لن يتخلى عنها حتى يوم سقوطه، ولذلك، فإن نضال الشعب الإيراني لإسقاط هذا النظام يشمل المصالح العليا لدول المنطقة وأجزاء كثيرة من العالم ".
وأکدت السیدة رجوي :" ان بديل النظام المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية یناضل من أجل إيران حرة تبشّر بالصداقة والأخوة والسلام في المنطقة والعالم ".
واختتمت السیدة رجوي کلمتها بالقول :" باسم المقاومة الإيرانية ومن خلالكم أدعو دول المنطقة إلى اتخاذ الإجراءات التالية:
1- إعلان قوات حرس النظام الإيراني كياناً إرهابياً وحظر التعامل معها سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً واقتصادياً.
2- إدانة قتل وتعذيب وقمع المنتفضين في إيران.
3- طرد نظام الملالي من منظمة التعاون الإسلامي وقطع علاقات الدول العربية والإسلامية مع هذا النظام.
4- الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام.
5- التأكيد علی شرعية نضال الشباب الثوار ضد قوات الحرس وحقهم في الدفاع عن أنفسهم.
من جهته، قال الدکتور نذیر حكيم (عضو الهیئة السیاسیة للإئتلاف السوري) فی کلمة ألقاها خلال المؤتمر :" نحن الیوم نقف مع الشعب الإيراني الذي یناضل من أجل حريته وكرامته، والیوم نحن مع مجاهدي خلق، قادة الثورة والإنتفاضة في إیران ".
وأضاف :" كما أننا نناشد المجتمع الدولي بادراج قوات الحرس في قوائم الإرهاب ومنع نشاط عناصر الحرس وقادته واعتقالهم لأنهم یشكلون خطراً على الإنسانیة والشعوب، ويكفي ان یلقي المجتمع الدولي نظرةً إلی الظروف التي تعیشها الشعوب في إیران وسوریا والعراق والیمن ولبنان كي يكتشف حقیقة الأمر، ولهذا السبب نفسه اي بسبب قوات الحرس، تعاني المنطقة ویلات الإرهاب والطائفية والعنصریة، إن الحریة هي نضال مستمر ولن یتحقق الرخاء والاستقرار ما لم نتخلص من الأنظمة الفاسدة ونجتث أذرعها، وبغیاب النضال لا تحصل الشعوب على أبسط حقوقها، نحن نتعلم الدروس من مجاهدي خلق والمقاومة الإیرانیة وکیف یمكن خوض النضال من أجل الحریة ".
أما السید عبدالحكيم بشار (نائب رئیس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوریة) فقد أکد في کلمته أنه :" خلال الانتفاضة الإیرانیة، تعاظمت إرادة الشعب وعزیمته من أجل تحقیق أهداف جمیع القومیات فيإیران من الفرس والكرد والعرب والترکمان والبلوش واتباع مختلف الدیانات " ، مبيناً :" ان جریمة الشاه في إعدام البطل القومي الكردي الشهید قاضي محمد بقيت حیة في الذاکرة الجماعیة للكرد، وهي تشکل جانبًا من تاریخ مأساة الكرد، وإذا كانت اجهزة الشاه الأمنیة قمعت الشعب الكردي وحاولت إبادته فإن نظام الملالي یستمر بسیاسة القمع والقهر نفسها حیال الاکراد ".
وتابع بالقول :" نعلن دعمنا المطلق للمقاومة الإیرانیة ولمجاهدي خلق " ، مشيراً الى :" ان بشار الأسد لیس سوی دمیة بید نظام الملالي، ان هزیمة نظام الملالي تعني هزیمة الإرهاب في المنطقة برمتها ".
من جانبه، قال الدکتور موسی المعاني (وزیر الدولة الأردني السابق) في کلمته :" إنهم يقفون في مواجهة منطق المنتفضين والثوار الذين يمثلون إرادة الإطاحة بالنظام، إنهم يطرحون خيارين لا أكثر أمام الشعب وانتفاضته: الخيار الأول وهو الخضوع للوضع الحالي والتخلي عن الاحتجاج والانتفاضة، والخيار الثاني هو العودة - أي العودة إلى ما قبل 43 عاما والرجوع إلى نظام الشاه الذي أطاح به الشعب الإيراني في فبراير 1979 مضحيا بأرواح أبنائه ومقدما تضحياتٍ جِسام، وعند هذه النقطة يتلاقى منطق وخطاب نظام الملالي وبقايا فلول الشاه في موقف موحد ضد الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني، وقد شهدنا جهود الدول الكبری الفاشلة في اعادة الشاه المخلوع ".
واضاف الدکتور المعاني :" ان الانقلاب الأمريكي البريطاني عام 1953 أطاح بحكومة الدكتور مصدق الوطنية التي أرادت تقييد سلطات الشاه وفقًا للدستور، واستمرت الدكتاتورية المطلقة للشاه تحت تأثير الولايات المتحدة حتى عام 1979 ".
أما اللواء أشرف ریفي (وزیر العدل اللبناني سابقاً والمسؤول عن الأمن العام في لبنان والبرلماني الحالي) فقد أكد في کلمته :" إن خلاص إيران على يد ثوارها وشعبها المنتفض فيه خلاص للمنطقة برمتها لتعود الى العيش بسلام وتجانس وتعاون فيما بينها ولتعمل معاً على تطوير اقتصادها وتنمية مجتمعاتها والخروج من دائرة الصراع والمواجهات الدينية العقيمة واستحضار أحداث تاريخية لا تخدم الا من يريد تضليل المواطنين والتضحية بهم ".
واضاف :" أُوجه التحية للمعارضة الإيرانية ولمجاهدي خلق الذين يشكلون مصباحاً مضيئاً في ليل ايران الطويل، تحية للثورة الإيرانية ولمجاهدي خلق الذين يصنعون ربيع إيران لإخراجها من قسوة الشتاء وصعوبة الحياة فيه ".
وخاطب المقاومة الإیرانیة بقوله :" أنظارنا شاخصة إليكم، لتحرروا وطنكم وتبنوا دولة العدل والحق والحرية، ثقوا أن النصر لكم وبنصركم مصلحة لكم ولكافة دول الجوار وللعالم أجمع".
وفي السياق ذاته، أكد السید عبد الوهاب معوضه (رئیس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الیمني) في كلمة ألقاها خلال المؤتمر :" ان هذا النظام دأب علی تفخیخ المنطقة والعالم بالإرهاب ولا یعرف سیاسة سوى العنف والقمع في الداخل والإرهاب في الخارج، لذلك بات هذا النظام مثل کابوس مرعب جثم علی أرض ذات حضارة عریقة وشعب مجید، ان الشعب الإیراني من خلال انتفاضته الأخیرة والانتفاضات السابقة اکد بما لا یدع مجالاً للشك انه مثل أي شعب حر یتطلع الی الحریة والكرامة والدیمقراطیة وهو یناضل الآن من أجل ذلك ".
وأضاف :" ومن هنا ومن هذا المنطلق یمكن القول ان هذا النظام هو العدو المشترك لجمیع شعوب المنطقة بل لكل أحرار العالم، والیوم علی القوی الحرة الرائدة في کل هذه الدول ان تعمل معاً للتخلص من هذا النظام ".
وتابع :" إننا علی یقین بأنه بسقوط النظام الإیراني سیسقط الحوثي في الیمن وحزب الله في لبنان والميلیشیات التابعة للنظام في العراق وسوریا وبقیة مرتزقة الولي الفقيه في بلدان المنطقة، لأن النظام في طهران هو مصدر تمویل هولاء المرتزقة ".
واختم السید عبد الوهاب معوضة کلمته بقوله :" ان النظام الإیراني حسب احصائیة الأمم المتحدة قتل ۳۷۰ ألف إنسان بصورة مباشرة وغیر مباشرة، وتسبب في وجود مئات الآلاف من الجرحی والمعاقین وستة ملايين نازح ومشرد، وأصدر مئات الأحكام بالإعدام.... الامر الذي یجعلنا ملزمین جمیعا بأن نقیم جبهة موحدة للتصدي لجرائم النظام الإیراني في المنطقة کما قالت السیدة مریم رجوي ".
وقالت الدكتورة اسماء الرواحنه (نائبة البرلمان الأردني) في كلمة لها :" إنه لشرف عظيم أن نكون معاً اليوم رجالا ونساءً لدعم نضال المرأة الإيرانية التي تقود الانتفاضة الوطنية، ومن المؤسف أن يسيطر المستبدون على السلطة ويتسترون بالدين، الدين براء من كل ما يقولون ويفعلون، الإسلام دين حرية ومحبة، دين احترام وصلح، دين تسامح وثقة، دين يساوي بين الطرفين في الحقوق والواجبات، بينما هؤلاء يشوهون صورة الإسلام والمسلمين، ومن هنا أوجه تحية للسيدة مريم رجوي، هذه المرأة القيادية الرائعة التي تقود مجتمعاً بكامله في إيران كلها، فلكم تحية من كل امرأة على الساحة الأردنية ولكم تحية من كل الشعوب العربية والإسلامية ".
وفي السياق ذاته، قال النائب الدكتور عبدالسلام حرمة (نائب في البرلمان الموريتاني) في کلمة له :" جئت لأعيد تضامني بصفتي البرلمانية وبصفتي السياسية وبصفتي الشخصية مع نضال الشعب الإيراني لأجل مبادىء إنسانية سامية ولأجل التصدي للتهديدات الإستراتيجية التي يواجهها بلدي وتواجهها أمتي العربية والإسلامية من هذا النظام، حبذا لو أن هذه اللقاءات فاضت عن القاعات المغلقة ووصلت إلى تنظيم لقاءات شعبية وجماهيرية دعماً لهذه الثورة الجارية الآن في إيران سياسيا وجماهيريا وإعلاميا، وأختم بأنه لا يمكن إطلاقا أن ننتظر تحريرا ولا سيادة من نظام يقتل ويعذب شعبه مثلما هو حال النظام الإيراني الآن، أرجو إن شاء الله لهذه الثورة التوفيق النجاح، وأرجو لها أن تكون بداية عودة إيران قوية لمحيطها العربي الإسلامي ".
وکان کل من السادة الدکتور محمد جمیح (السفیر والممثل الدائم للیمن في یونسكو) ، والدکتور اسماعیل المشاغبة (نائب في البرلمان الاردني) ، والسید أحمد جارالله (عمید الصحفیین الكویتیین ورئیس تحریر جریدة السیاسة) ، والسید مصطفی علوش (نائب سابق في البرلمان اللبناني وأمین سر المجلس الوطني اللبناني ضد احتلال لبنان من قبل النظام الإیراني) وعدد آخر من الشخصیات العربیة من بین المحاضرین في المؤتمر.