بعد قطيعة 12 عاماً..

اتفاق بين السعودية ونظام الأسد لإعادة العلاقات الدبلوماسية والخارجية الأميركية تعلق

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على نظام الأسد بموجب قانون "قيصر" الأمريكي الذي دخل حيّز التنفيذ في 17 يونيو 2020، وذلك من خلال تجميد مساعدات إعادة إعمار سوريا، وملاحقة أفراد وكيانات متّصلة بالنظام السوري ومُثبت تورّطها في جرائم وانتهاكات بحق الشعب السوري.

العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وسوريا والسعودية كانت قد قطعت قبل أكثر من عقد

واشنطن

توالت الصدمات والأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية على الشعب السوري الذي عاش فترات قاسية منذ 2011، إذ يعيش السوريون ويلات الحرب التي أطلق شرارتها رئيس النظام بشار الأسد، الذي تلقى دعماً روسياً إيرانياً في وجه العقوبات الدولية.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز، الخميس 23 مارس/آذار 2023، إن السعودية وسوريا اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد، في خطوة من شأنها أن تمثل دفعة كبيرة إلى الأمام في عودة دمشق إلى الصف العربي. 

ونقلت كالة رويترز عمن وصفته بمصدر إقليمي موالٍ لدمشق قوله إن الاتصالات بين السعودية وسوريا اكتسبت زخماً بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وهي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد. 

فتح السفارتين بعد عيد الفطر

 مصدر إقليمي ثانٍ متحالف مع دمشق قال لرويترز إن الحكومتين "تستعدان لإعادة فتح السفارتين بعد عيد الفطر". وجاء القرار نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول مخابرات سوري رفيع، بحسب أحد المصادر الإقليمية ودبلوماسي في الخليج. 

ستكون عودة العلاقات بين الرياض ودمشق بمثابة أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد، الذي قاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011. 

فيما قد يشير هذا التطور المفاجئ، على ما يبدو، إلى الدور الذي قد يلعبه الاتفاق بين طهران والرياض في أزمات أخرى في المنطقة، إذ أدى التنافس بينهما إلى تأجيج الصراعات، بما في ذلك الحرب في سوريا. 

دعمت الولايات المتحدة والعديد من حلفائها في المنطقة، بما في ذلك السعودية وقطر، بعض فصائل المعارضة السورية. وتمكن الأسد من إلحاق الهزيمة بفصائل المعارضة في معظم أنحاء سوريا بمساعدة إيران وروسيا. 

بينما عارضت الولايات المتحدة تحركات دول المنطقة لتطبيع العلاقات مع الأسد، مشيرة إلى تعامل حكومته بوحشية خلال الصراع والحاجة إلى رؤية تقدم نحو حل سياسي. 

زيارة تطبيع العلاقات بين السعودية وسوريا

يأتي ذلك وسط أنباء عن تقارب بين السعودية وسوريا في أفق إعادة تطبيع العلاقات بينهما، كان آخرها الزيارة التي كشفتها صحيفة "الجريدة" الكويتية وقام بها قائد الفرقة الرابعة في قوات النظام السوري، ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، إلى العاصمة السعودية الرياض. 

حيث ذكرت الصحيفة الكويتية، نقلاً عن مصادر، قولها إن ماهر الأسد زار الرياض، وذلك بعد شهور من الزيارة التي أجراها رئيس المخابرات السورية حسام لوقا إلى السعودية، والتي التقى خلالها نظيره السعودي خالد الحميدان. 

أضافت أن زيارة ماهر الأسد كانت ذات طابع أمني بحت، وتتعلق بضرورة مكافحة دمشق لعمليات تهريب المخدرات وتصنيعها، إضافة إلى متابعة ملف ضبط الحدود، خصوصاً أن هذه الملفات كلها من صلاحيات الفرقة الرابعة في قوات النظام السوري التي يقودها ماهر الأسد، وتسيطر على المعابر الحدودية. 

كما قالت الصحيفة إن "هذه الزيارة والالتزام بشروطها هما ما سيفتحان الطريق أمام العلاقات السياسية بين السعودية وسوريا". 

وأضافت  أنه "في الصورة العامة والأوسع، من الواضح أن ما بعد الاتفاق السعودي – الإيراني وبدء ظهور مؤشراته على الوضع اليمني من خلال اتفاق تبادل الأسرى، لا بد له أن ينعكس على الواقعين السوري واللبناني، اللذين يتشابهان إلى حدّ ما من جهة الطروحات السياسية المفروضة عليهما". 

التقارب بين السعودية وسوريا سبقه تقارب دول عربية أخرى مع دمشق، خاصة الإمارات التي كانت سباقة لإعادة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، قبل أن تستقبل قبل أيام رئيس النظام السوري بشار الأسد في أبوظبي.
 

في نفس السياق قالت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن موقف الولايات المتحدة من "التطبيع" مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد "لم يتغير"، وذلك تعليقا على التقارير الصحافية التي تحدثت عن مفاوضات سعودية سورية لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين بعد عيد الفطر.

وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ "الحرة": "لن نطبع مع نظام الأسد ولن نشجع الآخرين على التطبيع في غياب تقدم حقيقي ودائم نحو حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254". 

وأضاف المتحدث: "لقد كنا واضحين بشأن هذا الأمر مع شركائنا.. نواصل حث أي شخص يتعامل مع دمشق على التفكير بإخلاص وبشمولية في كيفية أن يساعد تواصله مع النظام على توفير احتياجات السوريين المحتاجين بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه وفي تقريبنا من حل سياسي لهذا الصراع". 

واستطرد قائلا: "كانت تلك رسالتنا الثابتة لشركائنا في المنطقة"، مشددا أنه "في أي تعامل مع النظام السوري يجب أن وضع اتخاذ خطوات حقيقية لتحسين وضع الشعب في سوريا في المقدمة". 

وحث المتحدث شركاء الولايات المتحدة "على المطالبة بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومستقل ويمكن التنبؤ به، بما في ذلك من خلال توسيع استخدام المعابر الحدودية".

خطوة كبيرة

وكانت وكالة رويترز نقلت عن ثلاثة مصادر مطلعة، الخميس، القول إن سوريا والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد، في خطوة من شأنها أن تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في عودة دمشق إلى الصف العربي.

وقال مصدر إقليمي موال لدمشق إن الاتصالات بين الرياض ودمشق اكتسبت زخما بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وهي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال مصدر إقليمي ثان متحالف مع دمشق لرويترز إن الحكومتين "تستعدان لإعادة فتح السفارتين بعد عيد الفطر".

وجاء القرار نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول مخابرات سوري رفيع، بحسب أحد المصادر الإقليمية ودبلوماسي في الخليج.

ونقل التلفزيون السعودي الرسمي في وقت لاحق عن مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قوله إن الرياض تجري محادثات مع سوريا لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية.

وقال الدبلوماسي الخليجي إن المسؤول السوري الرفيع "مكث اياما" في الرياض وجرى التوصل الى اتفاق لإعادة فتح السفارات "قريبا جدا".

وعرف أحد المصادر الإقليمية المسؤول السوري على أنه حسام لوقا، الذي يرأس لجنة المخابرات السورية. وقال إن المحادثات شملت الأمن على الحدود السورية مع الأردن وتهريب حبوب الكبتاغون المخدرة إلى الخليج من سوريا.

وعارضت الولايات المتحدة تحركات دول المنطقة لتطبيع العلاقات مع الأسد، مشيرة إلى تعامل حكومته بوحشية خلال الصراع والحاجة إلى رؤية تقدم نحو حل سياسي.

وحملت الإمارات، وهي شريك استراتيجي آخر للولايات المتحدة، راية التطبيع مع الأسد، واستقبلته مؤخرا في أبو ظبي مع زوجته. لكن السعودية تحركت بحذر أكبر.

وعاودت الإمارات فتح سفارتها في دمشق عام 2018 قائلة إن الدول العربية بحاجة إلى المشاركة بشكل أكبر في إيجاد حل للصراع السوري.

وعلى الرغم من أن الأسد ينعم بتجدد الاتصالات مع الدول العربية التي قاطعته ذات يوم، لكن العقوبات الأميركية تظل عقبة رئيسة أمام الدول التي تسعى إلى توسيع العلاقات التجارية مع دمشق، وفقا لرويترز.