مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات..

الجمعية الوطنية الجنوبية التأسيس والإنجازات والآفاق المستقبلية (دراسة تقييمية تحليلية)

اعتمدت هذه الورقة البحثية على منهج دراسة وتقييم الحالة والتحليل الوصفي من خلال جمع المعلومات وتحليليها وتتبع تطورات الواقع التنظيمي والإداري والأداء السياسي داري داخل أطر الجمعية الوطنية الجنوبية وقراءة أثرها على الوضع العام الذي تمر به قضية شعب الجنوب التحليلية للواقع السياسي وكذا استطلاع آراء السياسيين والقياديين في هيئات المجلس المختلفة

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللوءا عيدروس الزبيدي ونائبه رئيس الجمعية الوطنية اللواء أحمد سعيد بن بريك - ارشيف

د. صبري عفيف
كاتب وباحث في الشؤون السياسية والأمنية، نائب رئيس التحرير ورئيس قسم البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات،
عدن

تهدف هذه الورقة البحثية إلى تحليل وتقييم أنشطة الجمعية الوطنية الجنوبية منذ تأسيسها 23 ديسمبر 2017 م حتى عام 2022م حيث أنها عقدت خمسة دورات تتبعها من خلالها الأنشطة والقرارات والتوصيات ومدى قدرتها في مواجهة التحديات واجهتها؛ محاولين معرفة قدرتها في بماء هيكلها التنظيمي ومتابعة تنفيذ مخرجاتها.

وتتكوّن هذه الورقة البحثية من أربعة مطالب هي: المطلب الأوّل: الإطار العام للبحث، وتناول مشكلة البحث وأهميته وأهدافه ومنهجه والمصادر، وفي المطلب الثاني: تناول ملامح من التشريعات الوطنية الجنوبية منذ عهد سلطات الجنوب مرورا باتحاد الجنوب العربي ووصولا الى التشريعات في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وختم هذا المطلب بالمؤامرات التي تعرضت لها دساتير وتشريعات الجنوبي العربي، وفي المطلب الثالث، تناول الجمعية الوطنية الجنوبية التأسيس والاهمية والانجازات، وفي المطلب الرابع والأخير، تناول أعمال ونتائج وتوصيات وقرارات الدورات التي عقدتها الجمعية الوطنية خلال خمسة أعوام منصرمة.

وقد اعتمدت هذه الورقة البحثية على منهج دراسة وتقييم الحالة والتحليل الوصفي من خلال جمع المعلومات وتحليليها وتتبع تطورات الواقع التنظيمي والإداري والأداء السياسي داري داخل أطر الجمعية الوطنية الجنوبية وقراءة أثرها على الوضع العام الذي تمر به قضية شعب الجنوب التحليلية للواقع السياسي وكذا استطلاع آراء السياسيين والقياديين في هيئات المجلس المختلفة.

وقد توصلت الورقة البحثية إلى عدد من النتائج والتوصيات:

 إجراءات الدراسة

 الحمد لله رب العالمين، حافظ الأوطان في أرضه بنعمة الإسلام والمرسلين، وصلاته وسلامه على خير من وطئت قدماه وطنا على الأرض من خلقه، محمد صلى الله عليه وسلم الفرد الإنسان المواطن أشرف من جسدت أعماله معاني الانتماء لدين ربه، وأهله وأصحابه وأمته، ومن سار على هديه إلى يوم الدين.

 لقد حرصتْ الشعوبُ والأُمم منذُ بداية فجر البشريّة حتّى هذا اليوم المُحافظةِ على تميُّزها وتفرُّدها سياسيا واجتماعيّاً وثقافياً، لذلك أنصب اهتمامها بأن يكون لها كيان وهويّةٌ سياسية وثقافية تساعدُ في الإعلاءِ من شأن الأفراد وربط بعضهم ببعض، كما تساهم في زيادةِ الوعي بالذّات الثقافيّة والاجتماعيَّة، ممّا ساهمَ في تميُّزِ الشّعوب عن بعضهم بعضاً؛ فالكيان السياسي والهويّة جزءٌ لا يتجزّأ من نشأة الأفراد منذُ ولادتهم حتّى رحيلهم عن الحياة.

أن المتتبع للشأنِ الجنوبي منذُ صيف 94م ومرورا بانطلاق ثورته السلمية المباركة يرى أن أبرز المعوقات التي وقفت حائلا دون خطو الخطوة الأولى في المسار السياسي الذي يعكس الإدارة الحرة للجماهير يتمثل في عدم وجود الرأس القيادي المحدد أو المرجعية السياسية التي تترجم وتتبنى التعبير السياسي للثورة الجنوبية ورسم طريقها وتحديد أدبياتها ووثائقها السياسية.

كل هذا شكل عدم الاعتراف بالحراك الثوري الجنوبي وثورته المباركة من قبل الدول في المحيط العربي والإقليمي والدولي بل اتخذت عدم وجود الكيان الموحد لقيادة الثورة الجنوبية سببا في عدم التعاطي الإيجابي مع متطلبات الحركة الثورية السلمية، إضافة إلى بروز عدد من المكونات والهيئات في الساحة الجنوبية وكل واحد منها يدعي أنه الممثل للثورة الشعبية الجماهيرية الجنوبية.

ومن المعلوم أن المجموعات أو السلطات المنظمة مسبقا تصبح هي الأقدر على حصد النتائج لصالحها وتستطع احتواء أو السيطرة على المسار العام وهذا ما فطنت له قيادة الثورة الجنوبية والمقاومة الشعبية الجنوبية والمتمثلة في القائد اللواء عيدروس الزبيدي الذي حمل مشروع تأسس المقاومة المسلحة الجنوبية ومن ثم حاملها السياسي المتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي.

وبحدس القائد المناضل عيدروس الزبيري وحنكته واستشعاره بالمسئولية الوطنية بأن جنوب اليوم محتاج لجبهة عريضة تتولى زمام أموره والتوجه به نحو المزيد من الانتصارات حتى ينال استقلاله فلا ينبغي أن تكون هناك نوع من المساومات الشخصية والمزاجية بشأن مسالة الوطن فالوطن لا يتحدد بأطر شخصية أو حزبية أو مناطقية أو قبلية فالجنوب ملك لكل أبناؤه تجمعهم قضايا مصيرية مشتركة.

وفق هذه الرؤية دعا- الرئيس القائد عيدروس الزبيدي- الجميع أن يتحركوا - من منطلاقاتهم وأهدافهم الوطنية التي تربوا عليها طوال مرحلة الثورة والمقاومة نحو استعادة هذا الوطن وبناءه بالشكل الصحيح الذي يحفظ كرامة المواطن الجنوبي ويوفر له أجواء العزة والكرامة.

لقد حدد المجلس الانتقالي الجنوبي أدبيات تكوينه من رحم الثورة الجنوبية وحدد أهدافه ومبادئه الثورية في وثائق تأسيسه وكانت مجملها تصب في استعادة هويته ودولته، حيث عمد المجلس الانتقالي منذُ تأسيسه على تفعيل نشاطه السياسي والاجتماعي حيث عمل على لملمة المكونات الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال والسير معا في حمل المشروع الوطني الجنوبي وكان لهذا التحول السياسي والمصحوب بالتحول الفكري والثقافي دورا كبيرا في استمرارية الثورة وبلورة الخطاب السياسي الموجه نحو تعزيز هوية الجنوب السياسية والاقتصادية والثقافية.

وانطلاقا من أدبيات المجلس الانتقالي الجنوبي القائمة على(النقد والنقد الذاتي) مقيمين لعملهم ومعترفين بسلبياتهم عاملين على أزالتها والاعتماد على هذا المبدأ في مسيرة المجلس السياسية وبناءاته التنظيمية يجعله قويا فهو عندما لا يكشف بوعي عن نواقصه وعيوبه ويزيل بجرأة وفي الوقت المناسب الأخطاء والنواقص يفقد هيبته ولا يستطع أن ينهض بدوره الوطني ككيان سياسي جمعي نهضوي رائد لأعضائه وللطبقات التي يمثلها وجماهير شعبه التواق للحرية والاستقلال.

وعلى هذا المبدأ شرعنا في تقديم دراسة تقييمية تحليلية للأداء السياسي والإداري لهيئات المجلس الانتقالي، بغرض إبراز أهم الانجازات والنجاحات التي تحققت والتطرق للإخفاقات والمعوقات والمشاكل التي أعاقت خطوات المجلس الثورية ومن ثم استعراض ابرز المعالجات والتوصيات التي تسهم في تحقيق برامج وأهداف وخطط المجلس الانتقالي الجنوبي في المرحلة القادمة.

وتبدأ هذه الدراسة من إعلان تأسيس الجمعية الوطنية الجنوبية 2018م إلى 2022 والمقدرة بخمسة أعوام والتي تعد أعوام نجاح الثورة الجنوبية وإعلان الكيان السياسي الجنوبي الموحد من العام نفسه لكون هذا التاريخ هو النقطة الفاصلة التي تحولت فيه الثورة من الحركة العشوائية إلى الثورة المنظمة على اعتبار أن عامي 2018م و2019 شهدتا الانتقال التدريجي من الثورة إلى الدولة لاسيما عام 2019م التي أطلق عليه ((عام التمكين)) وفي هذا الإطار تركز الدراسة على التحولات السياسية والإدارية التي شهدها المجتمع الجنوبي في تلك الفترة من حيث تطور مؤسسات المجلس وتفاعلاته مع الواقع السياسي أو التطورات التي طالت العلاقات الخارجية.

 

   مشكلة الدراسة

 تتمثل الإشكالية الرئيسة في الجمعية الوطنية الجنوبية، التأسيس والاهمية والتحديات والإنجازات، ويتجلى سؤال الدراسة الرئيس في الآتي:

ماهية الجمعية الوطنية الجنوبية؟

 ومن السؤال السابق يمكن صياغة التساؤلات الفرعية الآتية:

1.  ما هي المؤسسات التشريعية والدستورية في الجنوب؟

2. ماهي التحديات والصعاب التي واجهة المؤسسات التشريعية والدستورية الجنوبية

3.  ما مدى تفاعل لجان وأعضاء الجمعية الوطنية الجنوبية في تحيق أهدافها وتنفيذ مهامها وتطوير أداءها الإداري والسياسي؟

4. ماهي التحديات التي تواجهها الجمعية الوطنية الجنوبية؟

5. ما هي الرؤى المستقبلية لتطوير المؤسسات التشريعية والدستورية الجنوبية؟  

ومن خلال تلك الأسئلة ستحاول الدراسة التعرض بقليل من التفصيل لدراسة مرحلة الانتقال من مرحلة الثورة التي مرت بها الجمعية الوطنية الجنوبية منذ تأسيسها حتى اللحظة الراهنة.   

·       أهمية الدراسة:  

تكمن أهمية الدراسة في أنها تعد دراسة استقصائية تقيميية تسلط الضوء على أهم المؤسسات التشريعية والدستورية والسياسية لشعب الجنوب؛ لكونها المؤسسة المتحكم الرئيس في صنع القرار السياسي الجنوبي وتشكيل كافة الأنساق السياسية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية والدينية والثقافية داخل المجتمع الجنوبي.   

وتكمن أهمية الدراسة في إيجاد قراءة تحليلية وتقديم معالجات حقيقة تقوم على التكامل والتعاون لتطوير وتحسين الأداء وتنفيذ الخطط بكفاءة وفاعلية عالية تؤدي إلى تحقيق أهداف قضية شعب الجنوب الإستراتيجية بدقة عالية كما خطط لها.

وتتجلى اهميتها بأنها تعد سدة قيادة الثورة الجنوبية على اعتبار أنها بداية التحول الجدي الذي تجلى في عدد من المستويات السياسية والفكرية العسكرية والأمنية، فضلا عن تفعيل دور منظمات المجتمع الجنوبي وكذا تطوير العلاقات الخارجية مع عدد من دول الجوار والإقليم والعالم.

-       أهداف الدراسة:

1-  معرفة مراحل تطور المؤسسات التشريعية والدستورية الجنوبية، وأبراز التحديات التي واجهتها خلال عقد من الزمن؟  

2-  تقييم سياسات وتوجهات الجمعية الوطنية الجنوبية وعرفة مدى تنفيذ القرارات والأنشطة بشكل موضوعي وواقعي ليتم على ضوئه تحديد التوجه العام للمجلس وتطوير الخطط القادمة لعمل المجلس لما يواكب التطورات السياسية والإدارية.

3- معرفة مدى وضع الخطط الآنية والمستقبلية والاستراتيجية لعمل هيئات المجلس للمرحلة القادمة لاسيما إدارة المرحلة الذاتية التي تتطلب عملا جبارا لتحقيق أهدافها.

·       نطاق الدراسة وحدودها:

·      الحدود الموضوعية:

 الجمعية الوطنية الجنوبية  

·      الحدود المكانية:

تشمل الحدود المكانية للبحث لجان وأعضاء الجمعية الوطنية الجنوبية

·      الحدود الزمنية:

 ( للفترة من 2018م / 2022)

·       منهج الدراسة:

وقد اعتمدت هذه الورقة البحثية على منهج دراسة وتقييم الحالة والتحليل الوصفي من خلال جمع المعلومات وتحليليها وتتبع تطورات الواقع التنظيمي والإداري والأداء السياسي داري داخل أطر الجمعية الوطنية الجنوبية وقراءة أثرها على الوضع العام الذي تمر به قضية شعب الجنوب التحليلية للواقع السياسي وكذا استطلاع آراء السياسيين والقياديين في هيئات المجلس المختلفة.

·       مصادر ومراجع الدراسة:

استندت الدراسة على عدد من المصادر والمراجع التي استقت منها معلوماتها وتحليلها وقراءتها للأحداث والتطورات السياسية التي واكبت مسيرة الثورة الجنوبية التحررية.

1-  اللائحة الداخلية لرئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الصادرة في عام 2017م

2-  التقرير السنوي للمجلس الانتقالي الجنوبي لعام 2018م الصادر من الدائرة التنظيمية في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

3-  التقرير السنوي للمجلس الانتقالي الجنوبي لعام 2019م الصادر من الدائرة التنظيمية في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

4- التقرير السنوي للمجلس الانتقالي الجنوبي لعام 2019م الصادر من الدائرة التنظيمية في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

5- التقرير السنوي للمجلس الانتقالي الجنوبي لعام 2021م الصادر من الدائرة التنظيمية في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

6- التقرير السنوي للمجلس الانتقالي الجنوبي لعام 2022م الصادر من الدائرة التنظيمية في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

7-  التقارير الصحفية والإخبارية المحلية والدولية الصادرة في عامي 2018م / 2019م/2020م/ 2021م/ 2022م

8-  المواقع الإخبارية التابعة لهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي

9-  التصاريح الصحفية التابعة لرئيس الجمعي والناطق الرسمي.

 

  • لتنزيل الدراسة اضغط هنا